أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)














المزيد.....

علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 09:41
المحور: سيرة ذاتية
    


قبل ان يغادرنا ذالك النهار الذي حمل في احضانه غبار اسلو وما انتجه ذلك الاتفاق تحضرني ذكريات ومواقف ونصوص عديدة لاصدقاء واخوة اعزاء ورفاف درب ومسيرة، منهم من فارق الحياة، ومنهم من فارق ما اعتقد، ومنهم ورغم تبدل الظروف والمعطيات مابدلوا تبديلا.

اجمل هذه المواقف والتي ما زالت تعلق بذاكرتي ترتبط بذكريات المدرسة والعمل الوطني بها؛ ففي ذلك اليوم قُرع جرس الفورسة في ثانوية البقعة للبنين حيث ندرس، وخرجنا على مهل نشتري ما يسمح به مصروفنا لذلك اليوم، فصادفت صديقا معروفا لدى القاصي والداني في المخيم-ابو جنيد- وكان مجرد تواجده في ذلك المكان والتوقيت مدعاة للشبهة والريبة هذا عداك عن ملاحقته من قبل " الفوكس" واعوانها وعيونها، فتنبهت للموضوع سريعا، فذهبت اليه وغمزت له بعيوني كي ينتبه لما يجري من حوله ولمن يرّقُبه ويُراقِبُه، فناداني بغير اسمي فتنبهت للامر سريعا، واخبرني امام الجميع وبصوت مكسور ومبكي وبحرقة" بأنهم باعوا فلسطين" اقتربت منه اكثر والعيون تلاحقني، ربتُ على كتفيه ووضعت يدي بيديه وسرنا بمحاذاة سور المدرسة، ورويدا رويدا غابت خطواتنا على الطريق الى ان وصلنا الى المستنبت" المركز الوطني للبحوث الزراعية"، وطلبت منه اخباري بما حدث بالتفصيل، فأخبرني بأن مراسم توقيع اتفاق اوسلو ستجري هذا اليوم، وانه لا بد للمخيم والقوى الوطنية من موقف حيال ذلك الامر الجلل..

تفهمت الامر سريعا وطلبت منه ان نعود ادراجنا الى المدرسة والتي كان طلابها قد انتظموا في طابور الفورسة متجهزين للعودة الى الصفوف...

وصلنا الباب وجدنا الاستاذ المناوب والمدير ورهط اخر من المعلمين ترقبهم وترقب المدرسة عيون العسس وتراقب الجميع سيارات الامن...

وصلت باب المدرسة مشحونا ومعبئاً وبقلب يكاد ان ينفجر من الغضب، منظر واحد اشعرني بالحسرة والانكسار وانعدام اليد والحيلة، كان كافيا حجم هذا الانكسار الذي ارى لاخرج عن المالوف وابدا ما يتخوف منه الجميع.

توجهت نحو المعلم المناوب وامسكت العصا التي كانت بيده والتي يستقوي بها احيانا ويمزح بها احيانا اخرى وقلت له: هذه العصا ليست لمن عصى إنها لمن طغى، واكملت بقولي اتستطيع ان ترفع عليها علم فلسطين، لم يُجبني وطلب مني الالتحاق بالطابور حرصا عليّ من الاعين التي ترقُبُني ومن الخطوات التي تلاحقني..

اجبته بعصبية: ذهب الذين نحبهم وذهبت معهم فلسطين، وذهب ذلك الوقت الذي كنا فيه نخاف، وانتزعت العصا من يديه بحركة خاطفة وسحبت من جيبي علم فلسطين والذي كان لا يغادرها إلاّ يوم الجمعة؛ حيث يذهب البنطال الى الغسيل واذهب انا الى سوق الجمعة؛ حيث المرزوقي وسوق الكتب القديمة، والخردوات والانتيكا، وكثير من الذكريات التي تخلى عنها اصحابها واخذت طريقها على ارصفة الطرقات.

بسرعة خاطفة، وفي حركة واحدة وبثواني معدودة، ادخلت العصا في مقبض العلم، وهممت برفعه، واذا بي ارتفع فوق اكتاف الطلاب انا والعلم، وحينها وجدت كل المدرسة تُعيد من خلفي الهتاف الذي انطلق من حنجرتي "وحد صفك وحد صفك" وانطلقت الجموع واصبحت انا والعلم تتناقلنا الاكتاف..

يتبع...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم حاضر وصورة غائبة (١)
- في قبضتي
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور (٢٢)
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور
- صبرا وشاتيلا، هوية عصرنا للأبد
- تبغ وزيتون، حكايات وصور من زمن مقاوم
- العاشقين
- دليل حركة المقاومة الفلسطينية
- أما بعد ؛ كفاح طافش
- موت أرتيميو كروز رواية لكارلوس فوانتس
- خواطر فلسطينية، عبدالفتاح القلقيلي ابو نائل
- القطا لا ينام ، غريب عسقلاني
- قصائد منقوشة على مسلّة الاشرفية
- رائحة التمرحنّة
- حياة معلّقة
- سرد فلسطيني ، المتوكل طه
- تعليم المقهورين
- الصَبّار
- النهوض في زمن الركود؛ بكر ابو بكر نموذجا
- وداعا يا ذكرين


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)