أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - من كوابيس بلاد ما بين القهرين














المزيد.....

من كوابيس بلاد ما بين القهرين


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 01:58
المحور: المجتمع المدني
    


من كوابيس بلاد ما بين القهرين
رائد شفيق توفيق
كان ديوجين الحكيم يجوب شوارع أثينا حافي القدميين حاملا بيده قنديلا متقدا فسأله أحدهم لماذا توقد القنديل ونور الشمس يلف المكان؟ فقال : أنا أبحث عن الإنسان ، أرى رجالا كثر لكن لم أصادف بعد إنسانا.
كان يسخر من الاثينين لأنهم يبنون الهياكل الضخمة للآلهة ، وبينهم آلاف الفقراء بلا مأوى ، وكان يقصد الهياكل ليأكل فيها ، ويصيح آه ما أحسن الاثينين بنو لي هذا الهيكل لآكل فيه .. يريد بقوله هذا إن السبيل إلى "الإله" أن تنفق هذه الأموال لسد عوز المعوزين ، وحاجة المحتاجين لا لتشييد البنيان وزخرفة الجدران .
ويحكى أن رجلاً دفن كلباً في مقابر المسلمين، فشكاه الناس إلى القاضي، فاستدعاه القاضي ليتبين الأمر.
فلما حضر أمام القاضي سأله: هل دفنت كلباً في مقابر المسلمين؟ قال الرجل: نعم وقد أوصاني هو بذلك وقد نفذت وصيته.
فقال القاضي: ويحك تدفن كلباً نجساً في مقابر المسلمين ثم تستهزئ بالقاضي؟
فقال الرجل: وقد أوصاني الكلب أيضاً أن أعطي 1000 دينار للقاضي.
فقال القاضي: رحم الله الكلب الفقيد.
فتعجب الناس من القاضي وكيف تغير في الحال.
فقال لهم القاضي: لا تتعجبوا، فقد تأملت في أمر هذا الكلب الصالح فوجدته من نسل كلب أصحاب الكهف.
هكذا هم المنافقون الذين يتسيدون الموقف اليوم تتغير مبادؤهم ومواقفهم فينطقون بالباطل ويدافعون عنه حسب الرغبات وما تقتضيه مصلحتهم ، الامر الذي جعل الظلام يلف حياتنا ويجعل شوارعنا اليوم بشعة ينقصها الحب والامل والفن الاصيل الذي يحرك ما في النفوس ؛ ينقصها العازفون الحقيقيون والالحان الجميلة والناس المبتسمة ؛ ينقصها ناس لا يتدخلون في شؤون الاخرين فالحديث عن صناعة الفكرة الابداعية التي اصبحت الى حد ما شحيحة وغير كافية للاستمرار في تغير الحياة العملية للواقع المأساوي الذي يخيم على بلدنا ، فنحن اليوم نملك خبرات بدون عمل ومدارس بمناهج ضعيفة غير قادرة على تطوير عقول الاطفال والبالغين وعدم توفير وسائل الابداع والتطور الفكري بل تساعد على التخلف بقدر التسارع في اضمحلال ذلك الفكر في جوانب بعيدة كل البعد عن التطوير الذاتي للعقل وتطلعه نحو افاق مشرقة وما يحصل حقيقة هو احياء مخلفات قديمة واعادة جدولتها بغية الحصول على اجيال غير مؤهلة لصناعة وخلق الافكار المبدعة وهذا ما نعانيه اليوم .
الخلل يبدأ في منظومة التعليم و ينتهي بمراكز الابحاث والتعاون المجتمعي في النهوض بواقع العلم وفسح المجال للمواهب في اطلاق مواهبها وافكارها ليتجدد المجتمع كما ان تنوع المعطيات العلمية والمادية بدون تحكم علمي متنور ورصين يطلق العنان للافكار للنمو والتطور بشكل فوضوي لذا نحن بحاجة الي الادارة العلمية النزيهة والرصينة بهذه الطريقة نستطيع بناء جيل صانع للافكار ومبدع في شتى المجالات.
والحقيقة التي يرفض الغالبية ذكرها ومواجهة الواقع المجتمعي العراقي بها هي ان من يفشل في الدراسة يصبح رجل دين ومن ينجح بمعدل متوسط يصبح ضابطا ومن يتفوق يصبح مهندسا او طبيبا والطامة الكبرى في بلدنا ان الضابط يقوم بانقلاب عسكري ليحكم المهندس والطبيب ثم يذهب لرجل الدين ليقبل يده ويأخذ مشورته ! كل ذلك بسبب تعمد اهمال الجانب الثقافي واضطهاد المثقفين وبناء جدار عازل بينهم وبين المجتمع لكي لا يؤثرو فيه ويكشفو زيف مرتزقة الجهل والتجهيل الامر الذي وصل بهؤلاء المرتزقة الى التصفية الجسدية لكل من ينطق ولو بكلمة تساعد على فضح اساليبهم في تجهيل المجتمع .. انهم اسوأ وابشع نوع من المرتزقة فهم لا ينتمون للوطن بقدر انتماءهم للمحتل الذي منحهم كل السلطات لتدمير الفكر الذي عجز هو عن تدميره هؤلاء اكثر اجراما من المحتلين وان لبسوا ثياب النساك المتعبدون ، تلك هي الحقيقة التي يخفيها المضللون تحت الشعارات الدينية ويتبعهم البسطاء بفعل تاثرهم عاطفيا بالشعارات الدينية تلك ، وهو المرتكز الذي يسيطرون به علي هؤلاء .
ان مرتزقة المحتل ايا كان هم الحكام وان لبسوا ثياب الإسلام فهم امتداد ومرتكز دعم لا محدود لادوات التجهيل هذا هو الواقع تلك هي وقائع البلد واسباب خرابه .
وهنا نطلب من كل عراقي شريف أن يفكر بعمق وموضوعية ، و يسأل نفسه : أيهما الأصلح ؟ من يبيع عليك الخطب الرنانة ويتحدث عن الإصلاح ومكافحة الفساد والعدالة والمستقبل الواعد ، بينما عمله وواقعه بالضد من ذلك ؛ لا بل ويؤجج الطائفية ويحرض عليها لتكون سلما لصعوده ويجعلك ترضخ للواقع المتردي الذي أنت فيه بدغدغة عواطفك الدينية ؟ أم من يريد لك الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية الحقيقية والتقدم والرقي ويدعوك الى نبذ الطائفية واعتبار انتمائك الديني قضية شخصية تتجسد فيها حريتك الدينية في إطار الحرية الدينية لكل مكونات المجتمع العراقي ؟ فبعد ستة عشر عاما من وجود هؤلاء في السلطة ما زلت تعاني ايها العراقي من كوارث وانتكاسات في ظل سيطرة القوى التي جاءت بعد احتلال العراق ، لقد اعتمدو وسائل معدة في دهاليز مظلمة لتغييب وعيك وتذويب إرادتك ؛ وسحبوك الى مستنقع التخلف والدمار والجهل والفقر والمرض والتردي ، وهم في كل يوم يزدادون طغيانا وثراء ورفاهية على حسابك ومن ثرواتك ثروات العراق وخيراته ؟ ألا تكفي تجربة ستة عشر عاما ، لتكتشف خداع هؤلاء وكذبهم واحتيالهم ؟ .. في بلدنا اناس يتغنون بالمثاليات ليل نهار وهم يرقصون على الامنا وجراحنا . .
إذا لم تسمع صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلماتِه .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي وتدمير العراق
- بعد تجاوز ايران الحدود الدولية في العمق العراقي ( 30 60 ) ك ...
- اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… ...
- سرجون الاكدي رائد العلمانية واول من فصل الدين عن الدولة ………… ...
- خطة لاعادة العاكوب الي منصبه ......... الاحزاب الدينية اغرقت ...
- ويسألونك عن العراق ......... قل لهم : برهم يقول انه محظوظ
- الموصل المنكوبة والاخطار المحدقة بها والاياد الخبيثة
- العراق هو العراق واهله عرب اقحاح …..... ...
- العراق الديمقراطي بين فاسد وفاسد.. فاسد ...... ...
- الناس أجناس والنخوة ((بالراس لو بالمداس))
- العقل والهوى مؤثرات واقعية
- تحية لك في عيدك ايتها الماجدة
- لقد ذبحوك ياعراق من الوريد إلى الوريد
- 16 عاما العراق يدار بعقليات متخلفة تتحكم بمصير شعب باكمله .. ...
- في عراق الكهنة مزادات بيع وشراء الدرجات العلمية …….. لتقاطعه ...
- بغداد تفقدازقتها ونواديها
- اقل من لحظة كونية ..
- الى من يدعي بان في العراق حريات مطلقة ..اسرائيل تفضح عمائمكم ...
- لا يوجد شيء اسمه القرار العراقي فالعراق بقايا دولة بيد اشباه ...
- ان تكون حليفا لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدوا لها ....... ...


المزيد.....




- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - من كوابيس بلاد ما بين القهرين