أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء الديوري - حديقة الاحلام















المزيد.....

حديقة الاحلام


هناء الديوري

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


1
ملقاة على الأرض وتحاول النهوض، لكن تتلقى ضربة كلما حاولت القيام على قدميها فتسقط من جديد، والغريب في الأمر أنها لا ترى هذا الشيء الذي يضربها إلى أن يوقعها في كل مرة تحاول القيام فيها وتتساءل هل هو إنسان مخفي... حيوان مخفي... أم كائن غريب... تحاول المحاولة الأخيرة وإذا بها هذه المرة لا تتلقى نفس الضربة...فتحاول الهروب لكنها تتريث شيء ما فعليها أن تفكر مليا لكيلا تصطدم بهذا الشيء مجدد. تفكر في الهروب من اليمين أو اليسار أو الخلف لكن ليس إلى الإمام...فإذا تقدمت إلى الأمام ستصطدم مجددا مع هذا الشيء ...تختار اليمين و تركض بأقصى ما لديها من قوة مستغلة غياب هذا الشيء. فجأة تصطدم بحائط زجاجي شفاف فتتساءل يا ترى ما هذا المكان الغريب الذي أنا فيه ؟ و كيف و صلت إليه تحاول أن تتذكر شيئا ... لكنها تكتشف أنها فقدت ذاكرتها أيضا, فهي لا تتذكر اسمها و لا ماضيها... ترى حولها تتلمس الحائط الزجاجي تحاول المشي و هي تلمسه لتتعرف على ابعد حد له...و إذا بها تكتشف انه مربع ومغلق لا توجد فيه أبواب و لا نوافذ... و حتى فوق ترى نفس الشيء هناك سقف زجاجي و الأرضية التي تقف عليها أيضا زجاجية...فتصل إلى خلاصة "اجل أنا في علبة زجاجية...و معي هذا الشيء الذي يضربني إلى أن أقع أرضا في كل مرة أحاول النهوض فيها و في هذه اللحظة يجب أن استغل الفرصة للهروب قبل أن يعود ذالك الشيء مجددا" .
تقف الفتاة ماليا و ترى حولها وتردد في ذاكرتها "لا اعرف من أكون ولا اعرف
شيئا عن ماضي ... لكن يجب أن أفكر في طريقة للخروج من هذه العلبة الزجاجية..."
2
"الطريقة الوحيدة لأتخلص من هذا الكابوس المزعج هو أن أحاول كسر الزجاج لكن
يجب أن افعل ذلك دون أن أأذي نفسي ...لكن لا أملك أي شيء لكي اكسر به الزجاج، على أن استعمل يدي أو رجلي بطريقة حذرة...سأحاول أن اضرب بقدمي
و أرى النتيجة".
تتراجع الفتاة إلى الوراء وتوجه الضربة إلى الزجاج و أخيرا انكسر الزجاج تحاول الاقتراب من الفجوة التي أحدثتها... فتفاجئ مما رأته فبالرغم على أن الزجاج شفاف فلم يكن يظهر ما خارج العلبة على حقيقته... فما يوجد في الداخل فارغ وأصم أما في الخارج هناك حديقة مليئة بالألوان والحياة ويبدو أنها تمتد على مساحة لا نهاية لها... فعندما خرجت من العلبة أدركت أنه من وراء تلك العلبة سر غامض عليها أن تكتشفه، لكن لتتمكن من ذالك عليها أن تسترجع ذاكرتها وتعلم ما هو ذلك الشيء الذي كان يضربها... تمشي الفتاة في الحديقة الى ان تجد تلفازا كبيرا بالصوت والصورة يرصد مشهدا لطفلة وابويها في الفيديو...كانت الطفلة تلعب فيه هادئة في غرفتها الى ان يظهر ذلك الكائن الغريب نفسه فترعب الطفلة وتنادي والديها فيختفي ذلك الكائن فتهدئ الطفلة...
3
يستوقف الفتاة ذلك التلفاز وتتذكر شيئا من الطفولة... وتصل الى نتيجة إذا كانت تستنجد بأبويها في طفولتها فبعد ان أصبحت فتاة شابة عليها ان تجد حلا بنفسها للخروج من هذه الموقف وتحاول استرجاع ذاكرتها بالكامل...تترك الفتاة التلفاز وتستمر في المشي الى ان تستضم بشيء في قدميها فتنحني لأخذه تكتشف انها علبة تفتحها لتجد الذي بالداخل فتجد بها كتابا به رسوم وكتابات تحكي عن أناس يعيشون في مصحة عيادة نفسية والغريب في الامر ان المرضى بقوا في المصحة رغم شفاءهم وغادرها الأطباء و الممرضون بعد معالجة المرضى... مما اثار فضول الفتاة لتعرف ما الذي يبقي هؤلاء الناس في المصحة بعد استكمال العلاج والشفاء كليا من المرض...بل وعلى العكس فأن الأطباء و الممرضين هم من غادرو المصحة .
فبقيت تتصفح الكتاب وتمعن في الصور والقراءة لتجد في اخر الكتاب كتابة استوقفتها: "من الواضح والمتجلي اننا أصبحنا سجناء" فأدركت ان من كتب هذا الكتاب هم المرضى الذي كانوا يتلقون العلاج ...
4
يسقط الكتاب من بين يدي الفتاة؛ تتذكر اسم سكينة؛ ترى في مخيلتها صورا ومشاهد؛ تجعلها تتذكر بأن هذا الاسم سكينة... هو اسمها وتسترجع شيئا فشيئا ذاكرتها وتستمر في التجول بالحديقة لأنها على الرغم من استرجاع ذاكرتها تدور في حلقة مفرغة لأنها لا تعلم بالضبط كيف وصلت الى هذا المكان تواصل المشي الى ان تصطدم بباب تفتحه ؛وإذا بها في غرفة مليئة بالكتب فتندهش من فرط الاعجاب؛ لأنها لطالما حلمت بأن يكون لديها مكتبة تبيع فيها الكتب لأن حياتها كانت هي الكتب وتستأنس وتسعد في صحبة الكتاب وهي تقرأ الكتب وتدخل في عوالمها و تتبادل أفكار جديدة مع كتاب هذه الكتب...
5
تتفحص الكتب وإذا بها تجد كتابا على غلافه مرسوم علبة زجاجية بها ذلك الكائن العجيب الذي سجنت معه في العلبة ... يتضمن نفس الاحداث التي تعرضت لها
في الحديقة تواصل القراءة لتعرف النهاية؛ لتتعرف على النهاية وتطبقها على نفسها وهكذا تصل الى الحل ... ففي نهاية القصة تنتهي على النحو التالي من يستطيع تكسير العلبة يقضي بالتالي على ذلك الكائن الذي يصبح مسجونا يدوره في العلبة التي تصبح حديدية هذه المرة ولا يتمكن الكائن الشرير من الخروج منها ابد الظهر؛ اما الانسان الذي يستطيع القيام بهذه المهمة فستكون من نصيبه غرفة مليئة من الكتب وتتحرر على يده حديقة الاحلام التي أصبحت منسية بعد ان القى عليها القبض ذلك الكائن الغريب المسمى قاتل الاحلام...
6
تغلق سكينة الكتاب وتدرك انها قامت بتلك المهمة؛ ترى حولها الكتب فتلاحظ بابا اخر؛ تفتحه فجد نفسها في بيت تتذكر بالتالي انه بيتها هي وزوجها وطفيلهما جاد و مريا تحكي لهما ما حصل معهما تصحبهما لرأيه الحديقة التي كانت فيها وتخبرهما عن الباب الإضافي الذي يؤدي اليها؛ ولم يلحظوا وجوده من قبل عند شراء البيت لكن المشكلة ان كل من فتح البيت من قبل كان يجد نفسه مباشرة في العلبة بعد الاغماء و فقدان الذاكرة ... وكل ذلك من أفعال قاتل الاحلام وتريهم قصة حديقة الاحلام التي تروي الأحداث واخبرتهم انها اخر انسان وقع في الفخ واستطاع القضاء على الوحش "قاتل الاحلام"...
7
اما بقيت الناس الذين وقعو في نفس الموقف فقد أصبحوا الان أحرارا بعد سجن قاتل الاحلام للأبد...لأنهم لم يتمكنوا من كسر علبهم الزجاجية قبل سكينة وكان قاتل الاحلام يحتفظ بهم أسرى الى ان تمكنت سكينة من كسر الزجاجة فرجع كل واحد الى أحلامه الخاصة...اما العلب الزجاجية فقد انصهرت كلها و تحولت الى علبة حديدية واحدة سجن فيها قاتل الاحلام ...في مكان ما في حديقة الاحلام...
النهاية
هناء الديوري



#هناء_الديوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم مليء بالتناقضات
- لعلني أنسى
- الوهم
- أبحث عنك
- حكاية انتهت قبل أن تبتدئ
- الأيام
- بقايا إنسان
- اعترف لك بأنني احبك
- الراقصة
- احبك
- من تكون؟
- من أكون
- لاأْستطيع نزعك من خيالي
- خيط دخان
- أتحبني؟
- حديتوني عنه
- رفيقتي وصال
- أحلام اليقظة
- حب بلا أمل
- سوريا الصامدة


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء الديوري - حديقة الاحلام