أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - الاصلاح حاجة آنية ملحة














المزيد.....

الاصلاح حاجة آنية ملحة


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن الإصلاح في سوريا(والعالم العربي ) ينبغي أن يبدأ أولا بالأسباب الحقيقية التي تدعونا إلى الإصلاح فالإصلاح يعتبر حلا لمشكلة قائمة فكيف نقوم بحل مشكلة
ما لم نعلم جيدا عناصرها وحيثياتها وملابساتها ، لذلك فان الحديث عن الإصلاح ينبغي أن يتركز أولا على الإشكالات والظروف القائمة التي يتخللها
الخلل والفساد والأمراض الاقتصادية والاجتماعية ذوات العلاقة بحالة سياسية ينتابها القلق واللا توازن والتأرجح
إن التحديات الخارجية ليست شيئا طارئا على الساحة الدولية فالأمم والشعوب والحضارات كان يتهددها خطر خارجي منذ أقدم العصور التاريخية ولكن الأمم الحية القوية والديناميكية كانت تقاوم هذه التحديات بتقوية البناء الحضاري الذاتي ، هذا البناء الذي هو دائما الدعامة الأساسية في وجه أي تحد
خارجي سواء القديم منه أو المعاصر
إن المجتمع الحيوي المتجدد يقوم بمراجعة منظوماته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية بصورة مستمرة مواكبا تطورات وتحولات الظروف الموضوعية
من اجل بناء ذاتي قوي ولكي يمتلك القدرة على الحركة والفاعلية ولكي يستطيع التكيف مع المستجدات والظروف بدون أن تتجاوزه هذه الظروف والمستجدات أي لكي لا يتخلف عن اللحظة التاريخية
وما دمنا نتحدث عن سوريا ( التي تتعرض للتهديدات الأمريكية وغيرها ) سوريا التي ينبغي أن يتشكل فيها مفهوم جديد معبر عن كافة القوى والشرائح السياسية والثقافية والاجتماعية ، هذا المفهوم أسميه "الوطنية السورية " أي كل مواطن وطني بقدر ما يستطيع خدمة بلده سوريا وعلى ذلك يحق له حقوق المساواة مع أخيه السوري مهما كان دينه أو قوميته أو أيديولوجيته ، فنحن الآن في عصر الكفاءة والقدرة على العطاء ولسنا في عصر الامتيازات
المحتكرة بدوافع أيديولوجية أ وغيرها ولذلك فلا يمكن لإنسان سوري ينتمي إلى حزب معين أن يتميز عن إنسان أخر ينتمي لحزب أخر (سواء ضمن الجبهة أو خارجها ) إلا بعمله وكفاءته وقدرته على خدمة بلده مهما علا شأن هذا الإنسان في المرتبة الحزبية ( السياسية )
أو الاقتصادية أو الدينية أو العشائرية أي بصورة مختصرة ( الإنسان المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب)

سورية اليوم تحتاج إلى مؤتمر وطني يضم كافة الشرائح والقوى الوطنية للتباحث حول الأزمات والإشكالات الموجودة في الواقع السوري ,ولايمكن قبول (ولا بأي حال من الأحوال ) المعالجة الجزئية الترقيعية الهروبية بأن هناك أزمة اقتصادية والإصلاح يجب أن يكون في البداية اقتصاديا أو إداريا فمن الذي سيصلح هل هم الفاسدون اقتصاديا أنفسهم ؟ أم أن الذي يصلح هو الذي لم تتلطخ يده أو عقله أو ضميره بالفساد الذي أدى و يؤدي إلى انتشار الفقر والمرض والجهل ,إن المعالجة السياسية الشاملة تتطلب مجتمعا قويا وكبيرا قوامه السياسيون الفعالون والمثقفون والكتاب والباحثون والأكاديميون والجامعيون والأكفاء القادرون على وضع اللبنات الأساسية لوطن يجب أن يتعافى من مرض خطير هو الفساد الذي يهدد الدولة والمجتمع , إن البطء والتلكؤ والتسويف الذي نجده الآن لن ينفع سورية ولن يجنبها التحديات الخارجية ، إن الانطلاقة يجب أن تكون نابعة من الداخل و حاجات الداخل بعيدا عن أي ضغط خارجي بل أن العوامل الخارجية يجب أن تشكل سببا إضافيا للإسراع في العملية الإصلاحية
ولا ننسى جدل العلاقة بين الإصلاح والديمقراطية فلا إصلاح من دون ديمقراطية ولا ديمقراطية من دون إصلاح، وبالاستناد إلى هذه العلاقة الجدلية فنحن نحتاج إلى أجواء الحوار والتسامح والديمقراطية و احترام الرأي والرأي الآخر، الإصلاح يتطلب تجاوز ثقافة الريبة والخوف والكبت إلى ثقافة الحرية والتطور والازدهار نحن نحتاج إلى تواجد حالة من السلم الاجتماعي تضمن للإنسان حالة من الاطمئنان والارتياح والثقة بالنفس وبالآخر لأن الإنسان المتوتر لن يستطيع إنتاج أي شيء وأن أنتج فإنما ينتج بأقل طاقة وبأقل إمكانية وبأقل أبداعية ويتطلب الأمر حرية النشر والصحافة والرأي والتعبير والعمل السياسي لكل القوى الممثلة لكافة الشرائح السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية 0
ولابد من الإشارة إلى أن وتيرة التحديات الخارجية تفوق سرعة وقوة وحركية من وتيرة العمل الإصلاحي الداخلي في سورية والعالم العربي برمته، ولا يجب أن يكون الإصلاح تابعا لشريحة أو مجموعة فقط وإنما من حق أي قوة أو شريحة المساهمة في ثقافة الإصلاح والعمل الإصلاحي طالما أن هذا العمل يصب في خدمة وتطور سورية 0

العنوان : سورية القامشلي ص ب 859 حواسمحمود [email protected]



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد المعرفة
- الرأي العام
- الثقافة والمثقفون
- الشاعر عبد الله كوران النجم الساطع والرائد المجدد لفي الشعر ...
- الثقافة والتقانة حوار أم صراع
- بلند الحيدري هل ظلمه النقاد
- - حول تفجيرات عمان الأخيرة- الثقافة المفخخة
- العالم العربي والمجتمع المدني


المزيد.....




- الرئيس المكسيكي يوضح سبب انضمام بلاده إلى قضية جنوب إفريقيا ...
- -وول ستريت جورنال-: إسرائيل تسعى لتبرير عملية رفح بادعاءات ح ...
- ساركوزي: يمكننا ضمان أمن أوكرانيا دون انضمامها إلى الاتحاد ا ...
- طهران: المفاوضات حول رفع العقوبات لم تتوقف بعد وفاة رئيسي
- سيئول: بيونغ يانغ تطلق صاروخا باليستيا باتجاه بحر اليابان
- استعدادات للانتخابات الأوروبية جارية على قدم وساق وبطاقات ال ...
- -الأسوأ في التاريخ-- هكذا يصف أوربان قيادة المفوضية الأوروبي ...
- 21 قتيلا بينهم أطفال في غارات إسرائيلية على رفح منذ صباح الأ ...
- الرئيس البوليفي يدين الهجمات الإسرائيلية على رفح ويصفها بجري ...
- -هجوم مركّب بصواريخ ومسيّرات محملة بقنابل وأسلحة أخرى-..6 عم ...


المزيد.....

- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - الاصلاح حاجة آنية ملحة