أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - الدكتور زیفاكو ( Jivako) السوري














المزيد.....

الدكتور زیفاكو ( Jivako) السوري


صالح بوزان

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت في الصف الحادي عشر عندما اشتريت رواية "الدكتور زيفاكو" للكاتب الروسي بوريس باسترناك. اشتريتها من مكتبة في شارع اسكندرون في حلب كانت تبيع الكتب القديمة. تأثرت كثيراً بهذه الرواية. فأحداثها تجري بعد ثورة أكتوبر عام 1917 عندما انزلقت روسيا إلى الحرب الأهلية. في هذه الحرب كان المتقاتلون من الجيش الأحمر تحت قيادة للحزب الشيوعي، والحرس الأبيض المدعوم من الغرب والرافض للسلطة الشيوعية، وغيرهم من الكتائب المسلحة من الفوضويين واللصوص وقطاع الطرق في حرب ضروس فيما بينهم. كان هؤلاء جميعاً يتصرفون بطريقة متشابهة. فإذا دخل الجيش الأحمر إلى بلدة أو قرية يقتل الحرس الأبيض وكل مواطن كان يتعاون معهم. وإذا دخل الحرس الأبيض بلدة أو قرية فيقتل الشيوعيين وكل من كان يتعاون معهم. أما اللصوص وقطاع الطرق فكانوا بدورهم إذا دخلوا بلدة أو قرية يقتلون ما يقتلون وينهبون البلدة وأحياناً يغتصبون النساء أو يأخذونهن معهم. كان الدكتور زيفاكو بطل الرواية شاهداً على هذه الأحداث التراجيدية.
الرواية جميلة وشيقة جداً بأحداثها وبتقنيتها الأدبية. وقد وقفت مشدوهاً في نهاية الرواية عندما يلتجيء بطل الرواية خلال هروبه من الجميع إلى بيت ريفي داخل غابة وقد هجره ساكنيه. وفي الليل يبدأ بكتابة شعررومانسي بديع على ضوء شمعة، بينما كانت الذئاب الجائعة (في الشتاء الروسي الثلجي القاسي) تحوم حول البيت تبحث عن منفذ للدخول إلى البيت وافتراسه.
عندما قرأت هذه الرواية في ذلك السن من عمري، كنت عضواً في الحزب الشيوعي السوري. وصدف أن زارني في البيت مسؤول حزبي كبير لأمر حزبي، فوجد على الطاولة هذه الرواية. قال لي كيف تقرأ لهذا الكاتب المرتد والمعادي للسوفييت. لقد هرب إلى الغرب ولموقفه هذا منحه الغرب جائزة نوبل. طبعاً أبديت تأييدي لقول المسؤول الحزبي. وبعد كم يوم رجعت لقراءة الرواية من جديد لكي أكتشف بنفسي نزعة الكاتب المعادية للسوفييت. غير أنني لم أكتشف شيئاً في ذلك العمر.
وصدف أن سافرت إلى الاتحاد السوفييتي. وتعلمت اللغة الروسية وبدأت أسأل من معارفي الروس عن سبب هذا العداء ضد بوريس باسترناك. فأضاف أحدهم إلى معلوماتي معلومة جديدة وهي أن الحكومة السوفييتية أسقطت الجنسية عنه. بحثت في المكاتب والمجلات القديمة وفي مكتبة الجامعة عنه فلم أحصل على شيئ.
تكونت صداقة بيني وبين رسام عراقي شيوعي(لم أعد أتذكر اسمه اڵ-;---;--ان) جاء إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الرسم. تعرفت عليه في معرض لرسامين عراقيين في جامعة موسكو. أتذكر أنني وقفت أمام لوحة من لوحاته" وهی-;---;-- بالأبيض والأسود، كانت عبارة عن جسد انسان غير واضح المعالم، لكن قلبه مقسم إلى قسمين نصفه أسود والنصف الآخر أبيض. سألته عن مغزى هذا التقسيم. فقال لي هذا هو حزب البعث نصفه طبيعي والنصف الآخر أسود دلالة على الجرائم التي يرتكبها.
كنا مرة في سهرة سوياً، طرحت عليه هذا السؤال: ما قصة بوريس باسترناك في رواية "الدكتور زيفاكو"؟ ورويت له ماقاله لي مسؤولي الحزبي عنه في حلب. قلت أنا شخصياً أعجبت كثيراً بالرواية. فلماذا هذا الموقف الشيوعي الشديد العداء له؟. قال لي يرى النقاد السوفييت أن باسترناك شخّص تلك المرحلة من حياة روسيا بمرحلة دموية، وأن المواطن الروسي العادي هو الذي دفع الثمن في تلك الحرب الأهلية، وهذا، حسب رأي النقاد الروس، يطعن بأهمية ثورة أكتوبر العظيمة والنضال البطولي من أجل الا شتراكية.
لقد مضى على هذا الحدث معي حوالي أربعين سنة. وأتذكره اليوم كلما أنظر إلى حالة المواطن السوري العادي خلال هذ ه الحرب الأهلية الأكثر دموية بين الجهات المتصارعة على أرض الواقع في سوريا. هذه الحرب التي يدفع ضريبتها المواطن العادي من الأطفال والشيوخ والنساء وخيرة شبابنا. فكل فئة من هذه الفئات المتصارعة تفرض قوانيها الخاصة وتصوراتها الخيالية وتجبر المواطنين على الطاعة بقوة السلاح. هذه القوانين، لا علاقة لها بالحرية ولا بالديمقراطي ولا بحقوق الانسان والقوميات والديانات...إلخ.
أتسأءل الی-;---;--وم بيني وبين نفسي: هل سيخرج من بين كتابنا السوريين باسترناك سوري ليكتب الدكتور زيفاكو سوري ويحصل على جائزة نوبل دلالة على أكبر إدانة معاصرة لما يجري في سوريا ولهذا التواطؤ الخارجي الأكثر دناءة في تاريخ البشرية؟



#صالح_بوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة لاجئ سوري في حديقة من حدائق أربيل
- أليس الشر هو السائد عبر التاريخ..؟
- لحظة مكاشفة
- الفنان الكبير علي فرزات والكرد
- الأزمة التركية-الكردية وألم الخروج منها كردياً
- هل سيتخلى الإسلامي عن السيففي حواره مع من يختلف معه(حول رد ا ...
- موقف الحزب الشيوعي السوري من أكراد سوريا بين الوثائق والتصري ...
- مأساة الانعطاف العراقي
- انتفاضة آذار والانعطاف التاريخي
- أحداث الشيخان والمسؤولية التاريخية للمثقفين في المجتمع الكرد ...
- التطورات العالمية القسم الثاني بؤس الفلسفة الوطنية الرسمية
- التطورات العالمية
- القضية الكردية في سوريا خلال نصف قرن(رؤية نقدية)
- هل ثقافة الحوار والاختلاف ممكنة؟
- يا علماء الإسلام أنتم تبرهنون على صحة ما قاله البابا
- العلمانية والموروث الإسلامي
- شمعتان.. للشيخ معشوق الخزنوي
- مساهمة في-الحوار العربي الكردي غائب أم مغيب
- الحقيقة الكردية أقوى من الكمالية
- انتفاضة آذار الكردية وأزمة الفكر القومي العربي الكلاسيكي في ...


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - الدكتور زیفاكو ( Jivako) السوري