أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لعنة الجامعة تصيب العرب














المزيد.....

لعنة الجامعة تصيب العرب


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


ما زال العرب يعلقون الأمل على منظمات فاسدة كتلك التي تسمي نفسها جامعة الدول العربية، وما زالت بعض الدول ترى نفسها من خلال هذه النافذة المغلقة التي باتت أشبه بمدينة أشباح دمّرتها أعاصير ما يسمى الثورات العربية، وما زال أمينها العام يختلس الجلسات محاولا رأب الصدع أو الشرخ أو سمّه ما شئت الذي حصل بين أعضائها، لكن محاولاته باءت بالفشل وبقي حائرا في الوسط أي الأطراف يرضي، إذا سار إلى من عنده مال نسي حال الفقراء والبؤساء وداس على كرامة الإنسان وحوّل دفاعه عن الأرض العربية إلى صراع مرير بين الغني والفقير، وإذا مال لحال المطالبين بالتغيير تصدى له أعيان القوم وأبدلوه خيرا منه ونزعوا منه حصانته وحاكموه.
جامعة الدول العربية لم تعد المكان المناسب الذي يجمع العرب ويجتمعون فيه لدراسة القضية الأم، بل صارت مرتعا للسباب والشتم واللعان، وأضحت مكانا لتصفية الحسابات وتقريع الخصم، أمامها قضايا كثيرة ومتعددة، بل أصبح لكل عضو فيها مشكلات داخلية وخارجية مستعصية الحل وخاسرة الرهان، نظروا ثم عبسوا وبسروا، لم تعد القضية الفلسطينية هي المسيطرة على حديثهم، لم تعد تهمهم أو تشغلهم لأن اليهود صموا آذانهم عنها، راحوا يمزقون أنفسهم بأيديهم ويخربون بيوتهم بمعاولهم التي بنتها وصيرتها شامخة يوما، نسمع اليوم بمؤتمرات تنظمها هذه المنظمة الفاسدة حتى النخاع ، مؤتمرات لمساعدة ليبيا ثم اليمن ثم الصومال ثم تونس ثم مصر ثم .. من بقي من الدول؟ ومن الذي سيساعد الآخر إذا كانت كل دولة تحتاج إلى مساعدة؟
صرنا في وضع لا يحسد عليه، شقاق ونفاق وعدم وفاق بين جميع الدول العربية، والقمة التي يفترض أن تعقد تتكاثر فيها القضايا كل سنة كتكاثر البعوض على جيفة نتنة، كل واحدة تستأثر بنصيبها ولا تلتفت لغيرها، تتآمر وتتناحر من أجل ماذا، لا أدري ولا أعلم جوابا، من كان السبب في هذا البلاء الذي أصاب القرن العربي، من شتت شملهم؟ من أحدث شرخا في صفهم وزعزع وحدتهم؟
لا شك أن ما يسمى ثورات الربيع العربي كان الداء الذي فرق بين الشعوب، بل بين الشعب الواحد، فعادة الثورة على الاستبداد والظلم تجمع بين المظلومين وتوحدهم لأنهم يصارعون عدوا واحدا، ولكن الثورات العربية جاء مختلفة، هل هو الوعي بالتغيير ينقصهم؟ أو هو المخطط الغربي الذي تسربلوا تحت لوائه؟ فقدت الدول العربية، دولة دولة بريقها وعمرانها وشبابها في مسرحيات من القتل والتدمير والتخريب يدمي القلب ويجرح المشاعر جعلها تقطر دما وألما وأسى وصارت نساؤنا يبعن أنفسهن في بحر الهوى تسد رمقها ورمق أبنائها الجوعى والعطشى، وصار الوليد بن طلال يفتخر بما عنده من مال وفير يشتري به الجاريات والطائرات، والشعب العربي في بؤسه يتلوّى ويتلظّى ظن أن ماله أخلده، يا ليت يوما يفيق من غفوته وغفلته وطيشه وينظر إلى أحوال الفقراء والمساكين في البلدان العربية يعطيهم مما وهبه الله من نعمة جليلة عليه وإلا فإن المال هو مال الله والإنسان مستخلف فيه وهو أمانة في عنقه يسأله يوم القيامة من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟
الوضع العربي يشهد مآسي وتطورات خطيرة، وتوسعا وتفاقما في الصراعات يوما بعد يوم، تغذيه شعارات متطرفة تريد النيل من هيبة الدول وزعزعة استقرارها وترويع أبنائها، وهو ما حدث فعلا في العراق، وقتها كان العرب في قمتهم يضحكون عندما قال لهم القذافي أن الدور سيكون عليكم يوما ربما فلم يصدقوه وكما قيل خذ الحكمة من أفواه المجانين، فقد عرف عن القذافي جنونه الإعلامي وخرافاته في التاريخ، وقد حدث له في حياته فقد رأى من آيات ربه الكبرى ما صنعته يداه، هو وضع هشّ ضعفت فيه الدول العربية إلى أبعد حد ولكن مع ذلك كله ما الحل يا ترى؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة


المزيد.....




- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لعنة الجامعة تصيب العرب