أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جوزيف بشارة - مرسي -يتابع- مجازر الأقباط














المزيد.....

مرسي -يتابع- مجازر الأقباط


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 18:51
المحور: حقوق الانسان
    


أن تصدر مؤسسة الرئاسة المصرية بياناً تذكر فيه أنها "تتابع" أحداثاً تقع في موزمبيق أو كوستاريكا أو سيريلانكا فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تصدر المؤسسة بياناً مماثلاً عن أحداث تقع فوق أرض مصر وعلى بعد بضع عشرات الكيلومترات من مقرها، فهذا أمر أقرب إلى الجنون منه إلى العقل. هذا ما فعلته بالضبط مؤسسة الرئاسة المصرية كرد فعل على الأحداث الإجرامية التي شهدتها مدينة الخصوص والتي استهدفت الأقباط وراح ضحيتها خمسة من أبريائهم. قال بيان الرئاسة أنها "تابعت الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة الخصوص بمُحافظة القليوبية، الجمعة، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا ومصابين." البيان الرئاسي الذي اكتفت المؤسسة بنشره على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "Facebook" يعد فضيحة بكل المقاييس لمؤسسة الرئاسة التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين. أهذا هو كل ما تستطيع الرئاسة فعله بصدد جريمة دموية بشعة بحق الأقباط؟

البيان يعبر عن حق عن مدى الأهمال الذي يعاني منه الأقباط من النظام الإخواني الحاكم. وإذا كان الأقباط اشتكوا في الستين عاماً الماضية من تهميش أنظمة عبد الناصر والسادات ومبارك لهم، فها هم اليوم يتمنون لو أن الاضطهادات التي يعانوها اليوم تقتصر على عمليات التهميش رغم متاعبها. كان التهميش قاسياً ومتعمداً ومسيئاً للأقباط، لكنه لم يكن يحمل قدر الاضطهادات والألام التي يعرفها الأقباط اليوم والتي يتسبب فيها النظام الإخواني المتطرف. الأقباط اليوم يُهَجَرون من ديارهم وقراهم، ويُختطَفون لدفع فديات باهظة، ويهاجَمون في كنائسهم وأملاكهم، ويجبَرون على قبول دستور إسلامي ينكر عليهم الحقوق البدائية للإنسان، ويعاملون كسكان لا كمواطنين، ويحرمون من بناء دور عباداتهم، ويُكرَهون من قبل جيرانهم وزملائهم، ويسمعون بأذانهم حلقات الإساءة إليهم وإلى عقيدتهم على شاشات الفضائيات ومن خلال ميكروفونات المساجد، وإلى أخره من الاضطهادات.

لم تكن رئاسة الجمهورية لتصدر بياناً رقيقاً ناعماً فيسبوكياً كالذي أصدرته بشأن جريمة الخصوص لو أن الضحايا كانوا مسلمين، بل أن الرئاسة لم تكن لتصدر مثل هذا البيان لو أن أحداثاً وقعت في أي من دول العالم وكان ضحاياها من المسلمين. فالرئاسة تهب، من موقف أيديولوجي إخواني، للدفاع عن كل مسلم أينما كان حول العالم، بل أن الرئاسة المصرية تدافع عن الإرهابيين الإسلاميين حين يسعى المجتمع الدولي لمواجهتهم. وقد رأينا كيف قام محمد مرسي بسحب السفير المصري من تل أبيب ردا على الهجوم الإسرائيلي على إرهابيي حماس في غزة، وكيف هب بانتقاد العمليات الفرنسية في مالي دفاعاً عن إرهابيي تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية الأخرى التي تقاتل الحكومة المالية وتسعى لزعزعة الاستقرار في دول جنوب الصحراء.

يتحمل النظام الإخواني الحالي بكل رموزه التي تشمل قائده محمد بديع، الرئيس الفعلي لمصر، ومحمد مرسي، ممثل الإخوان في رئاسة الجمهورية، وهشام قنديل، وأعضاء مجلسي الإرشاد والشورى وغيرهم كامل المسئولية عن الجرائم التي تقع بحق الأٌقباط اليوم. من يرتكب الجرائم ضد الأقباط اليوم هم من القاعدة الشعبية للإخوان في مدن وقرى ونجوع مصر. الإسلاميون الذين يدافعون عن النظام الإخواني ويهددون بحرق مصر لو تم إسقاطه هم من يهاجمون الأقباط ويقتلونهم ويروعنهم. الإسلاميون كلهم فصيل واحد، إذ لا يوجد فارق أيديولوجي بين إخواني وجهادي وجماعاتي وقاعدي. كلهم متطرفون وإرهابيون عملاً في ساحة القتال أو قولاً على شاشات الفضائيات. الاختلاف الوحيد بينهم يكون عادة الوسيلة التي يستخدمها كل طرف منهم في تحقيق الهدف الأسمى المشترك بينهم جميعاً وهو بناء كيان إسلامي واحد حول العالم بعد استئصال غير المسلمين من الوجود.

وإذا كان الاعتداء على جنازة الشهداء خساسة غير مسبوقة، فإن الهجوم على الكاتدرائة المرقسية والمقر البابوي، في واحدة من المرات النادرة في التاريخ، جبن ووضاعة من الإخوان والإسلاميين الذين دفعوا بصبيانهم في عملية انتقامية من الكنيسة بعد هجوم بعض القوى المدنية على مقر الإخوان المسلمين بالمقطم قبل نحو أسبوعين. الهجمات على الأقباط ليست "غريبة" كما زعم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي يقوم رجاله وإعلامه بالتحريض على الأقباط بمناسبة ومن غير مناسبة. ما حدث مع الأقباط في الخصوص والكاتدرائية لايمكن أن تصلحه مكالمة هاتفية ساذجة قام بها مرسي مع البابا تواضروس، فما أفسده الإسلاميون لن ينصلح إلا بعودة مصر المدنية.

إن بيان المتابعة الرئاسي بشأن مذبحة الأقباط في مدينة الخصوص لهو أولاً: دليل على رضا نظام الإخوان المسلمين باضطهاد الأقباط، وثانياً: إهانة كبيرة للأقباط ومكانتهم في بلدهم؛ إهانة لا يعي حجمها محمد مرسي ولا غيره من الإسلاميين العنصريين الذين يؤمنون بسمو المسلمين فوق أتباع الديانات الأخرى، ولا يعترفون على الإطلاق بحقوق غير المسلمين. لقد أكدت مذبحة الخصوص والاعتداءات الوقحة التي تلتها التي قام به إسلاميون، بدعم من قوات شرطة النظام، على جنازة شهداء المجزرة وقت خروجها من الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) أن لا مستقبل للأقباط في دولة يحكمها الإخوان المسلمون، فدولة يحكمها الإخوان المسلمون لن تعرف أبداً المحبة والسلام والتسامح والتآخي. هذه كلها مباديء لا يعرفها ولا يعيها ولا يدركها زراع الكراهية والحقد والتطرف والإرهاب من الإسلاميين.

جوزيف بشارة



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر البشير وموعد مهم مع العدالة
- محاكمة اليوم الواحد تخذل مباديء ثورة الياسمين
- رفيق حيبيب وتجميل وجه حزب الإخوان
- وهم دولة الإسلاميين المدنية
- أزمة إمبابة بين عجز وفشل المجلس العسكري وإرهاب وكذب السلفيين
- صول-أطفيح وشرع الله ومصر المأسوف عليها
- القوات المسلحة وشرعية الميدان وهيبة الدولة المصرية
- لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟
- العمرانية... الشرارة الأولى لثورة شباب مصر
- مذبحة كنيسة القديسين طائفية جذورها داخلية
- آلام مسيحيي العراق في عيد الميلاد
- مأساة العمرانية دليل إدانة للحكومة المصرية
- الجريمة في مصر والضحايا في العراق
- لماذا تنكر الحكومة المصرية مذبحة نجع حمادي الطائفية؟
- نفي المسيحيين في أوطانهم
- دور حركة حماس في المغامرات الإسلاموية في الدول العربية
- أحداث غزة بين المحرقة الحمساوية والإعلام العربي المضلل
- وسام الحذاء بين الحرية المنشودة والوعي الغائب
- هل يخذل باراك أوباما الشعب الأمريكي؟
- من يصدق ذئباً يدّعي بطش فريسته؟!


المزيد.....




- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جوزيف بشارة - مرسي -يتابع- مجازر الأقباط