أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل يعقوب - الذكرى الثمانون لاستيلاء النازيين على السلطة في المانيا















المزيد.....

الذكرى الثمانون لاستيلاء النازيين على السلطة في المانيا


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 05:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بعد اسابيع قليلة تحل الذكرى الثمانين لاستيلاء النازيين على الحكم في المانيا. والكارثة التي سببها هذا الحكم لألمانيا ولاوروبا وللعالم معروفة. في الحرب التي أشعلتها المانيا وتحالفت معها ايطاليا واليابان، والتي دارت رحاها في اوروبا وآسيا ووصلت الي شمال افريقيا قُتِل نحو 60 مليون انسان، وحل دمار مادي لا يقدر شمل بلدان اوروبا وآسيا.
والحزب النازي واسمه الرسمي "حزب العمال القومي الاشتراكي الالماني" والذي اعتمد ايديولوجية قومية متطرفة تقوم على فكر مغرق في العنصرية يقول بتفوق العنصر "الأري" المنحدر من الاصول الجرمانية القديمة الناشئة في بلاد الشمال، الفكر الذي يزعم تفرد الألمان والآريين بصفات توهلهم لسيادة العالم. ودعا هتلر الى "قيادة الامة الالمانية لتعلوا فتصير مجددا شعبا عالميا". وقال "علينا ان نربي شعبنا ليكون شعبا سيدا".
الامة السيدة وقائدها السيد
فكرة الشعب السيد على العالم بأسره، فكرة الامة والايديولوجية السيدة بشكل مطلق تحتل مكانة مركزية في معظم الايديولوجيات العنصرية (ايضا اليابان في زمن الحرب العالمية الثانبة استخدمت مصطلح "العنصر السيد").
الحزب النازي قام على مبدأ "القائد" و"السمع والطاعة". القرارات لا تصدر بناء على الاغلبية بل على قرار القائد. ومن هنا تبدأ حلقات السلسلة الملزمة للجميع، للحزب وللمجتمع، وللعالم ان امكن: قائد واحد، ، حزب واحد، شعب واحد، أمة واحدة .. يقودها العنصر السيد، مالك الايديولوجية الواحدة، ..
التنوع، التعددية، ممنوعات لأنها تشتت وتشظي وانقسام، بل أنها تحت طائلة العقاب لأنها "انحلال" و"سقوط اخلاقي".
واقع انقسام المجتمع الي طبقات وفئات اجتماعية متباينة المصالح لا يقبلها الفكر النازي الذي ينطلق من مفهوم الأمة والعنصر التي انحدر منها مصطلح "فولكس جيماينشافت" أي الجماعة او الرابطة الشعبية المتضامنة فيما بينها لزوما، والتي تضم الجميع من ذوي العنصر السيد سواء كان عاملا فقيرا او راسماليا متخما، ولكنها لا تضم الجار الاسود او الاسمر او اليهودي او اليساري أو ابن البلد المنحدر من اصل اجنبي.
لعبت فكرة الامة الواحدة الموحدة دورا كبيرا في الدعاية النازية. لذا دعا هتلر سنة 1935 "لتربية انسان جديد حتى لا تقضي ظواهر التحلل على شعبنا".
وبعمليات دعائية لم يسبق لها نظير لعبت فيها اول وزارة للاعلام (وزارة الدعاية الالمانية) دورا كبيرا تم غسل عقول ملايين من الالمان لصياغة "الانسان السيد". وفي كتابه (كفاحي) تبنى هتلر فكرة "رابطة العقيدة والكفاح" (المصدر: ويكيبيديا) وطبقها في الممارسة من خلال تنظيم شبه ديني لطقوس ومسيرات ومشاعل ورموز مثل الصليب المعقوف الذي اضفيت عليه قدسية.
المانيا التي تحمل ايضا اسم بلد الشعراء والمفكرين حولتها 12 سنة من حكم النازية الي مجتمع سممته افكار العنصرية واحتقار الشعوب الاخرى، ودمرت قيمها الانسانية الدعايات القومجية الحربية.

ولغة الرايخ الثالث هي التي اوحت لجورج أورويل بكتابه ( 1984) والذي يصور فيه دولة قامت فيها ديكتاتورية مطلقة السلطات فوجئ شعبها بأن الحكومة قررت تغيير اللغة بتغيير مضمون الكلمات مثل كلمة "الحرب" التي اصبح معناها الجديد "السلام"، و"الحرية هي العبودية"، و"الجهل هو القوة".
كيف وصل هتلر للحكم وكيف اصبح القائد المطلق
انقسام القوى الديمقراطية في المجتمع، وبخاصة انقسام الحركة العمالية هو الذي مكن النازيين من الوصول الى الحكم. وحصل النازيون على دعم غير محدود من اصحاب الصناعات الكبرى الذين رؤوا في الحزب النازي القوة القادرة على كبح الطبقة العاملة الالمانية بأحزابها ونقاباتها. وتواطأت القيادات العسكرية العليا مع الحزب النازي ومهدت له الطريق للوصول الي الحكم. واتفق الاقطاعيون من ذوي النزعة التوسعية من شرق المانيا، وقيادات احزاب القوميين المحافظين على تسليم السلطة لهتلر، وهذا ما تم.
هتلر الذي احتاج لحليف للحصول على الاغلبية الكافية لتشكيل وزارته الاولى وجده في القوميين المحافظين. وفي سيناريو يوحي بالابتعاد عن الرغبة في احتكار السلطة لم يعين في الوزارة الاولى سوى وزيرين اثنين فقط من الحزب النازي، والبقية من المحافظين وعدد من التكنوقراط.
ولكن هتلر رغم تظاهره باحترام الدستور، والقوانين، لم يتردد لحظة واحدة في تنفيذ خطة الاستيلاء على السلطة بالكامل والقضاء على الحريات والحقوق الديمقراطية بأسرع ما يمكن. والجدول الزمني التالي لقراراته يبين خطته الحقيقية لاقامة الديكتاتورية المطلقة على انقاض الدستور والقوانين التي ما لبث ان عصف بها.
في يناير/كانون ثاني 1933 عين رئيس الدولة هندنبورج هتلر "مستشارا للرايخ الالماني" أي رئيسا للحكومة
مباشرة بدأ النازيون تعيين 50 الف من مليشيات النازيين "معاوني شرطة" والاستيلاء على قيادات الادارات الحكومية
وليتمكن هتلر من الحصول على ثلثي الاصوات في البرلمان اعتقل النازيون معظم النواب الشيوعيين وعددا من الاشتراكيين الديمقراطيين ثم الغوا عضوية 87 نائب شيوعي منتخب في البرلمان.
اول فبراير/شباط دفع هتلر رئيس الدولة لحل الرايخستاج (البرلمان)
4 فبراير/شباط الغى هتلر حرية الصحافة والتجمع بناء على "أمر رئاسي" اصدره هندنبورج باسم "حماية الشعب الالماني"
وبواسطة قانون ال Gleichschaltung"التوجه الموحد" قضى هتلر كليا على اي أثر لحرية الصحافة والتعبير.
27 فبراير/شباط دبر الحزب النازي حريق مبنى الرايخستاج (البرلمان) واتهموا الشيوعيين بذاك. القائد الشيوعي ديمتروف مثل امام المحكمة وفضح النظام الفاشستي امام الرأي العام العالمي.
28 فبراير/شباط اصدر هتلر قرار "حماية الشعب والدولة"
5 مارس/آذار رغم الارهاب فشل الحزب النازي في الحصول على الاغلبية المطلقة في الانتخابات فشكل تحالفا وزاريا مع المحافظين القوميين
23 مارس/آذار هتلر يعطي سلطة التشريع لحكومته بمقتضى قانون التمكين. بهذا القانون اصبح للنازيين سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية مطلقة.
من 2 الي 4 مايو/أيار حل النقابات بعد احتلال دورها واعتقال مسؤوليها والعاملين فيها
4 مايو تأسيس "جبهة العمل الالمانية" التي تضم العمال وأصحاب الاعمال
22 يونيو/حزبران منع الحزب لاشتراكي الديمقراطي
14 يوليو/تموز صدور قانون الحزب الواحد
الحزب النازي يحصل على 2و92% من الاصوات في الانتخابات
اغسطس/آب 1934 بعد وفاة الرئيس الالماني هندنبورج يعلن هتلر نفسه قائدا ومستشارا لالمانيا،
اضافة لرئاسته للحزل الوحيد واعلان انه القاضي الاعلى وقائد القوات المسلحة.

في هذه الفترة القصيرة صدرت عدة قوانين ضد ما اسموه الخيانة العظمى وضد التحريض عليها. بمقتضى هذه القوانين نفذ حكم الاعدام في آلاف المواطنات والمواطنين. واعتقل في معسكرات الاعتقال آلالف مؤلفة.
كان هتلر عند توليه السلطة قد اقسم على دستور فايمار الديمقراطي.



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة مصر وديمقراطية مصر لن تتحققا في ظل نظام الرأسمالية الم ...
- هل اليسار على حق؟
- أزمة اسرائيل – أزمة نظام عنصري توسعي
- سفاح النرويج: باسم -الدين- و-القومية- ضد الحياة!
- مدينة لايبزج الالمانية تودع كمال قلادة ضحية العنصرية
- في انتخابات كبرى ولايات المانيا: سقوط حكومة اليمين واليسار ي ...
- المهاجرون المصريون والعرب في المجتمعات الغربية
- ماذا ومن احبط التضامن مع فلسطين في أوروبا
- أفول النيوليبرالية - من الازمة المالية الي ازمة اقتصادية وسي ...
- أبعد من جورجيا ومن أوسيتيا
- ازمة الديمقراطية في بلاد الغرب
- اسرائيل تصبح فعليا de facto عضوا في الاتحاد الاوروبي
- بعد قمة الناتو في بوخارست: خطط لتصعيد الحرب الباردة ومزيد من ...
- هل يتحرر الديموقراطيون الاجتماعيون من تبعيتهم لليمين؟
- -ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-
- هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا
- النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية
- المانيا: سقوط النيوليبرالية شعبيا وصعود اليسار
- البحث عن مشروعية لنظم الرأسمالية بعد التخلي عن الدولة الاجتم ...
- جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل يعقوب - الذكرى الثمانون لاستيلاء النازيين على السلطة في المانيا