أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شبلي شمايل - الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة (2)















المزيد.....

الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة (2)


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 09:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في الثامن من آب 2011 أطلق شخص كلف بالترويج الصريح لما كانت تعد له السلطات السياسية في الدولتين الوهابيتين (قطر والسعودية) والعثمانية الأردوغانية وبعض شخوص السلفية الجهادية لنظرية جديدة اسمها "حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي - الغربي".
كانت المباحث السعودية قد ضربت التيار الجهادي "المناهض لليهودية والصليبية" وأجرت إعادة تأهيل معتقليها في سجن الحاير على أن العدو الأكبر ليس اليهود والغربيين بل الشيعة والباطنية والصفويين. وكان من بين الذين يدربون ويشاركون في إعادة تأهيل السجناء شخصية سورية مهزوزة عهد لها مهمة محاربة الرافضة على محطة "المستقلة" في لندن التي باعت برامج حوار ضد الشيعة والرافضة مقابل تمويل سعودي-كويتي. هذا الشخص اسمه (عدنان العرعور) وقد كسب لجواره عددا من الإسلاميين السوريين حول فكرة صغيرة مفادها كما كرر في عدة مقابلات له: (ألف ناتو ولا إيرانيون، ألف ناتو ولا شيوعيون). ولا ننسى وصال وصفا في الترويج لنفس النظرية، كذلك عدد من السوريين المتأمركين المتأسلمين الممولين من واشنطن. الشخص يدعى ابن عبد الله الحسني، وقد اختصر نظريته بالرد على نظرية أطلقها عدد من الأحزاب والمثقفين السوريين عشية ولادة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في حلبون قرب دمشق واسمها (لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي). ونسب ما يقول لكونه كان مستهجنا من أغلبية المجتمع السوري إلى حديث نبوي يصف الثورة السورية ويربط انتصارها بثلاثٍ مضادة لما يسميه أحد أقلام نظريته (ثلاثية أطلقها من قال فيه القرآن "مناع للخير معتد أثيم" وتبناها أعداء الإسلام).
لنبدأ بالحديث: "حدثنا ابن وهب عن إسحق بن يحيى عن محمد بن بشر بن هشام عن ابن المسيب قال تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس على شيء ولا يكون لهم جماعة حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان."
يشرح الحسني الحديث بالقول:
1- تبدأ كأنها لعب الصبيان وقد حصل في تفجر الثورة من فعل صبية درعا في مارس /آذار 2011
2- تسكن من جانب وتطم من جانب أي تتبادل المدن والمواقع في عنفوانها وتسليط الأضواء والإعلام بين المد وهو ما حصل ويحصل فكل فترة يكون التسليط على مدينة بشكل أكبر دون سواها ثم تتغير الحالة بعد ذلك لتتصدر الأحداث مدينة أخرى .
3- لا تكون لها قيادة متفق عليها ولا جماعة واحدة وقد ثبت ذلك، لا داع لذكر الإثباتات فمجرد عملية بحث صغيرة في النت تثبت الكم الهائل من الجماعات والقيادات في الثورة السورية
ويتابع صاحب النظرية التي أطلق عليها كما سبق وذكرنا اسم "حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي - الغربي" كلامه بالدفاع عن ثلاثية مضادة لمن سميوا بالمناعين للخير من أنصار الحوار مع القاتل، فيكتب:
"ان الثورة السورية لا يمكن أن تنتصر إلا بتبني ثلاثة مبادئ حددناها في نظرتنا و دعوتنا لحلول عصر الصلح الآمن الإسلامي - الغربي لإسقاط الحكام الجبريين وآخرهم النظام النصيري في سوريا وتقسيم إيران الصفوية وندعو الثوار السوريين افرادا وجماعات وقيادات الى العمل بها والالتفاف حول من يتبناها وأن يبتعدوا عن من يدعو لخلافها وكل ذلك يستند الى ما بشر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفصلناه في النظرية وهاهنا نعيد تثبيت هذه المبادئ الثلاثة لكي تنتصر الثورة السورية ولا نصر بغيرها ونكرر ما قلناه في عنوان الموضوع (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الثورة السورية ولا يتحقق نصرها إلا بثلاث)

"أولا، طائفية الثورة: أي يجب أن تكون ثورة تتبنى التوجه الطائفي السني الشيعي وتتبنى فكرة القضاء على النفوذ الصفوي النصيري وتحالفه .لأنها ثورة يكون انتصارها عنوان لعزة الأمة وبداية لانتصارات الأمة في عصر ظهور المهدي فستنتقل مباشرة بعد انتصارها الى القضاء على حكم الشيعة في لبنان والعراق وإيران ولا يمكن لها الاستمرار في ذلك إلا إذا هيئناها من الآن بهذا الفرز والشعور الطائفي. ولهذا نحن نتبنى ان يكون خطاب الثورة ومناصريها طائفيا بما هو لا لبس فيه. وهذه ثورة منصورة بإذن الله لتحقيق أهداف أبعد من حدود سوريا ولا يمكن أن تحصر في مديات وطنية أو مطالبات بحرية أو تغيير نظام .

ثانيا : عسكرية الثورة : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للالتحاق بجيش الشام ثم سيكون الانطلاق للقضاء على باقي الصفويين والشيعة في كل من لبنان والعراق وإيران وعليه نحن نتبنى إنشاء الجيش السوري الحر وعسكرة من استطاع أن يحصل على السلاح من الشعب السوري لمواجهة النصيريين.

ثالثا : تحالف مع الغرب الرومي وتدخله : لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أخبر بانطلاق تحالف اسلامي غربي من بلاد الشام وتحديدا من سوريا لإنهاء العدو المشترك في ايران حسب ما حددته نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي-الغربي ويجب أن تتهيأ الساحة والمشاعر من الآن لقيام ذلك .وعليه نحن نتبنى التدخل الغربي على غرار التدخل الغربي في ليبيا على الأقل ولكن ندعو الى تدخل أوسع."
وقد جرى تداول هذه النظرية على الصفحات الإسلامية السلفية والأخوانية بل صفحات تعد نفسها لدعاة غير مذهبيين مثل عمرو خالد، ونجدها على صفحات ومنتديات حركة الأخوان المسلمين وسمعنا تأييدا واضحا لها في هجوم زهير سالم والشقفة وطيفور على ثلاثية هيئة التنسيق ودعم الطابع المذهبي للصراع ورفض أي شكل من أشكال وقف القتال وتعميق الجروح والشروخ بين أبناء سورية.. ونجد على مواقع الجهادية السلفية حديثا عن هذا التوجه لنقل التناقض الأكبر إلى العدو الأكبر والذي لم يعد أمريكا ولا الكيان الصهيوني بل هو "العدو الصفوي الإيراني والنظام النصيري وحزب اللات". وقد صارت مهمة العديد من الدعاة لنظرية " نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي- الغربي" الترويج لأن من يهاجم البيوت من الإيرانيين وهم لا يتكلمون العربية بل صار الإيراني عند بعض ثوارنا كاليهودي في القصص الشعبية "يقتل الأطفال ويصنع من دمهم رغيف عاشوراء".
هذا التوجه لإعلان الثورة في سورية سنية وطائفية له ترجمة واحدة، هي قراءة السلفية الوهابية لمفهوم الفرقة الناجية وتكفير من سواها، وهذا الإعلان لنسيان إسرائيل وجرائمها واغتصابها لفلسطين مقابل تفتيت إيران وإزالة حزب الله، يعني نصرا مباشرا لجيش الدفاع الإسرائيلي لم يذرف فيه نقطة دم واحدة وجاء إليه بمعجزة سينسبها التوراتيون إلى يهوذا وليس للسيد المسيح. وهو يعني ضرورة حربا أهلية طائفية ضروسا لأن أي حكم مذهبي طائفي لسورية يعني حربا تدميرية طويلة الأمد.
لقد اتهمتني بعض الرسائل إثر مقالتي الأولى بالمبالغة في التقريب بين الجهادية السلفية والمصالح الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة. وأنا أشكر ابن عبد الله الحسني وأدعو كل الديمقراطيين العلمانيين لقراءة رسالتيه في 7 آب و15 آب وآخر توصياته وأخص بالذكر السادة عقاب اليحيي وجبر الشوفي وجورج صبرا وياسين الحاج صالح وإبراهيم غليون (هكذا يسميه الحسني) والسيدات فرح ومرح وسهير وعبير وكل اللواتي يشعرن بالفحولة عندما يتحدثن عن المجاهدين الأشاوس وبالسادية المخصية كما يقول فرويد، عندما يسمعن بغرف التعذيب والتحقيق عند المقاتلين الأجانب.. فعندهن.. النبع القريبة لا تشفي.



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة
- كاسك يا وطن
- الصهريج السعودي للإرهاب
- المثقف السوري والثورة
- هيئة التنسيق الوطنية أو القوة الجماعية في عوالم الذاتية والت ...
- الثورة والبزنيسة
- بين الثورة الديمقراطية و -اللعب الدولي والإقليمي-
- لا تخف، إن المال معنا
- مشروعان من أجل سورية
- بغال السلطة وسلطة البغال
- العدوان الثلاثي
- قضم الثورة وقسم الثوار
- المقاولون العرب والثورة (3من 3)
- المقاولون السوريون والثورة (2من3)
- المقاولون السوريون والثورة
- قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
- ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
- يريدون اغتيال الثورة
- الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
- السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية


المزيد.....




- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شبلي شمايل - الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة (2)