أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى بوترعة/ جوتيار تمر














المزيد.....

رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى بوترعة/ جوتيار تمر


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى بوترعة/ جوتيار تمر
النص: بقلم ضحى بوترعة
هكذا أبدو أكثر تناقضا
مع فكرة تنحني للسياق
مع ريح تجمع أخطاءها وتركض في نفسها
مع عشاق يتطايرون فوق نومهم
لاشي يحتدم في شريان امرأة تنحني لليل
وتنهض على ايقاع ساعتها الرمليّة
في تمام الحيرة تعبر يدي الصلاة البعيدة
ومكيدة المعنى في دمي
لكأنني ليل مخلوع
أبدو أكثر انسجاما
مع لغة تلهو بالنوايا
مع حدائق تخففت من فصولها
وجسد يثير انتباه التراب
مع غرفة تركض في تعب الشهوة
في تمام الحيرة
تتناسل فينا
أنحاء أخرى مغلقة


القراءة النقدية: جوتيار تمر
هكذا أبدو أكثر تناقضا
مع فكرة تنحني للسياق
مع ريح تجمع أخطاءها وتركض في نفسها
مع عشاق يتطايرون فوق نومهم
لايمكن فصل العنوان عن النص في هذه القصيدة، فعلى الرغم من امكانية وضعه ضمن مصاف العناوين ذات الوظيفة الشعرية البحتة لكونه يهيمن على الابعاد والوظائف الاخرى للغة، حيث يتحقق هذا البعد تبعاً لرومان" ان استهداف الرسالة بوصفها رسالة والتركيز على الرسالة لحسابها الخاص هو ما يبطع الوظيفة الشعرية للغة" وضحى من خلال هذا العنوان استطاعت ان تعبث بالاعراف اللغوية السائدة، وكذلك استطاعت ان تخلل بنية العلاقات المألوفة بين الدال والمدلول، فاحدثت منذ البدء تصدعاً بلاغياً واضحاً، فالعنوان" هكذا أبدو أكثر تناقضا" ذا ايحاء متنامي، ونصيته اكثر قوة على اخراج نصه من لعبة الثنائيات المتضادة، فبغدو المتلقي على تخوم اللاحسم وتعددية التأويل، وهذا ما يجعل من العنوان مدخلاً شعرياً رائعاً يرفد النص قوة ايحائية تجبر المتلقي على التأني اثناء خوضه في اعماق النص، على ان النص ذاته منذ البدء جاء مكملاً للقيمة الفعلية والدلالية والايحائية للعنوان، فقد استطاعت ضحى من خلال اشتغالها على الثنائيات المتضادة ان تخلق تصدعاً واضحاً في مسار التلقي، بحيث اجبرته على استخدام مخيلته الذاتية لاستقطاب الصور المتاخمة على حافات المعاني ضمن سيرورة الحدث الشعري المتميز، فجاءت الافعال" تنحني،، تجمع،، تركض،، يتطايرون.." لتضع الملامح الاساسية الرابطة للثنائيات التي اتخذت ضحى منها معبراً لسكب رؤاها الذاتية.
لاشي يحتدم في شريان امرأة تنحني لليل
وتنهض على ايقاع ساعتها الرمليّة
ال(لا) هنا لم تكون واشية، تعمل على تعرية الداخلي للمرأة، وتفضح مكنوناتها، بقدر ما هي توضيحية معبرة عن الكينونة الحقيقية تعبر عنها امرأة متمرسة لفعلها الانثوي، وهذا التمرس انما في حالة ضحى المام بما تؤول اليه الامور جراء تصدعات في جدران العلائقية الوجودية القائمة بين الانثى ومكملها، لذا فهي تستعير الشريان كعلامة موحية بديناميكية الحدث، وسريانه، فما ان يتوقف تدفق الشريان لمعينه، تكون هناك نهاية لكل شيء، لكن ضحى هنا تستشهد بالشريان لاثبات موقف يعبر عن الحالة النفسية التي قد تصل اليها امرأة، تعيش وقع تلك الانحناءات الليلة، بسبب وحدة فرضت عليها، فتصبح رفيقة التخيلات حتى تستفيق منها على وقع روتين زمني يتكرر، دون ان يحدث فيه تغييراً يتسم بالايجابية، وقد حققت"ساعتها الرملية" هنا اضافة بلاغية تصويرية قيمة للنص، من خلال قيمة المدلول وعلاقتها بالدال، ومن خلال الصورة التي استعانت بها ضحى لعتبر عن كيفية مضي الوقت، وبطئه بحيث تستحيل نفسية المرأة الى حبات رمل تدور في فلك زمني مكلوم.
في تمام الحيرة تعبر يدي الصلاة البعيدة
ومكيدة المعنى في دمي
لكأنني ليل مخلوع
أبدو أكثر انسجاما
مع لغة تلهو بالنوايا
مع حدائق تخففت من فصولها
وجسد يثير انتباه التراب
مع غرفة تركض في تعب الشهوة
تستعين ضحى بقواها الشعرية المتقدة هنا، لتعبر عن المكنون الداخلي، فتضفي على النص حالة من الترقب الذهني، والهيجان العاطفي، لتلتقط الايحاءات المتناثرة فوق وسادة الليل المستوحد، فمن معين الحيرة تنبثق تلك الصلاة الغريبة، وتتسع مداركها التخيلية، لتضيف هنا لمحة توحش لفظي" ومكيدة المعنى في دمي" تعبر عن ما وصلت اليه حالتها النفسية، فتبدأ بالتفسخ الذاتي، وتحيل لغتها الى تعبير صريح ومباشر عن المكنونات الداخلية التي توخز جسدها المستلقي على قارعة الليل، وتوخز عقلها الرافض لكل انحدار نحو هاوية غير مستديمة، وفي خضم هذا الصراع الداخلي، تأتي الثنائيات التي ترى ضحى بانها تجد نفسها فيها اكثر انسجاماً، لترسم ملامح الزمكانية القائمة انذاك بصور تثير في المتلقي لونية متغيرة غير ثابتة، لكونها تستمد بصيرتها من لغة تثور في كينونتها، وتتحدى نفسها عبر تموجات وتصدعات الحالة التي تعبر" جسد،، تثير،، تراب،، غرفة،، تركض،، تعب،، الشهوة.." فهذه اللغة الماتعة حد التشظي تثير جدلية شعرية مستعرة، فيما يخص العلاقة بين الكائن/ الذات الشاعرة، والمكنون/ اللغة، بحيث نجد بأن الالتحام الممشوق القائم بينهما هو التحام تكاملي وليس مجرد طلاسم تعبيرية تحاول الشاعرة من خلالها ان تصف حالة وموقف عبر لغة متنامية.
في تمام الحيرة
تتناسل فينا
أنحاء أخرى مغلقة
ان الانحناءة البلاغية التي تظهر هنا تجعلنا نرى بأن ثورة اللغة داخل النص انتهت، والذات الشاعرة نفسها لم تعد قادرة على وصف الداخلي بما يضاهي الحالة نفسها، لذا نجدها تسارع في ختم القصيدة، وكأني معجمها قد عاندها، ولعل هذا ما جعل ختمة النص اقل اثارة من المضمون المتقد شعراً وايحاءً وصوراً، فعلى الرغم من ان القفلة اتت مفتوحة تثير في المتلقي جدل الانحاء الاخرى المقفلة، وتثير ملكة الفضول لديه لمعرفتها، الا انها اجمالاً اتت في غير وقتها، لأن لدى ضحى المعين اللغوي الشعري الصوري الاكثر فيضاً، بالاخص عندما يتعلق المضمون بالتحولات النفسية العاطفية الجسدية عند المرأة.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبل/ شعر
- لماذا لا
- عقدة الاضطهاد
- تالا


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى بوترعة/ جوتيار تمر