أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - حكايا عراقية - الحكاية الثانية : ازميرالدا !!














المزيد.....

حكايا عراقية - الحكاية الثانية : ازميرالدا !!


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


نساء مهددات ... ( بالقتل) !!!!!

رحم الله ايام شاعرنا الشعبي عريان !!

شارتنا الـ قبل ... تحرق .. بسابع صوب ...
هسة احنة الـ نخاف تلوحنا الشارة !!

رغم انني بلغت السبعين من العمر .... لكنني لازلت اعاني من كابوس التهديد بالقتل .... وفي شقتي في باريس ... شارع الشانزليزيه .... دخلت جارتي الفرنسية ..... تستفهم ما اريد ... فلقد بعثت اطلبها اليوم لأمر هام ..... قلت لها بأنني عائدة الى العراق ..... فهطلت الدموع من عينيها ..... وهي لاتفهم لم اريد العودة بعد هذا العمر الطويل ... اخبرتها انني كنت انتظر هذا اليوم منذ اربعين عاما ... فلقد تركت بلدي بعد تهديدي بالقتل !!!
ذهلت جارتي ... فلقد عهدتني اضحك وابتسم .... ولا كأن الهموم مرت ببالي ............ قلت لها بلهجتي الفرنسية الثقيلة ...سيت إون لونك استواغ ...... انها قصة طويلة ! ولم اكن اريد ان ازعجك بسماعها يوما !!

قدمت لها قدح الشاي بالهيل ... وبدأت احكي لها كلام شهرزاد الذي عهدت سماعه مني :
لقد مر في بلدي الذي استقرت اوضاعه مؤخرا ... قبل اربعين عاما ازمة ... مرت به ازمة طاحنة .. كعادته ... دون الشعوب كلها ... وكنا قد فرحنا بالتغيير بسقوط الدكتاتور الذي تعرفون !! فأجابت : ( سادام !! وي ! وي !!! )

وكنت قد عملت مع احدى الشركات الاجنبية لخدمة البلد والاسلام والمسلمين في اغاثة المحرومين والمحتاجين... واستلمت وصديقتي المهندسة تهديدا بالقتل ... كما هددوا صديقتي الدكتورة وقتلوها .... ويا سيدتي .... لايعرف طعم الحنظل الا من ذاقه ... واحيانا يكون كبش الفداء رجل ... اهون من ان يكون كبش الفداء امرأة .... وكان اعز اصدقائي ..... هو اخي الاصغر... وقد قتلوه شر قتلة في الخامسة والعشرين من عمره ... .... ولم اكن اعي مقدار التضحية التي ... قدمها لنا الا بعد مضي السنين ...
لقد جزر فينا ابن الدعي .. مجازر كبرى .... وكانت له صولات وجولات في قتل وتهديد النساء ....

وانه مر المرار وسم زؤام .......... ان فقد المرأة لأمانها واطمئنانها لايساويه شئ اخر .....

فتحت الكتاب .... وبدأت تقرأ ..... قصة جارتها العراقية ....!!

الاهداء ..... الى القمصان الانيقة ..... الحمراء ... التي كنت ترتديها دوما .... واخرها القميص الذي قتلوك به ، فلم الحظ لون الدم .... عشرون طلقة كلاشنكوف ... كتبت بالدم :

انا ... ان اغمض الحمام جفوني ..... ودوى ... صوت مصرعي في المدينة ...
وتمشيت في الارض دار فدارا ، وسمعت دويه ورنينه ...
ورأيت الصحاب ، جاثين حولي ... يندبون الفتى الذي تعرفينه ...
لا..............لا تشقي علي ثوبك حزنا ..............لا ولا تذرفي الدموع السخينة ...!!

قلبت الصفحة الاخرى ... لتقرأ:

واعشق عمري ......... لأني : اذا ما مت اخجل من دمع امي ....
لهذا رضيت بفراقها ... وطلبت مني المغادرة ...

لا ادري كيف قابلت بنت الهدى ... موت البعثية ووجوههم العفنة .... ولا ادري كيف عاشت خالتي ليلة القبض عليها .. بتهمة الحجاب ... بعد مقتل بنت الهدى .... ولا ادري ... كيف ثرموا جثة خالي مدرس الانكليزية.... ولا ادري ... ماحدث لخالي الاخر طالب الاعدادية... فحتى المقابر الجماعية .... لم تخبر عنهم !

انني امرأة ... ولدت كي اخاطب الزهور ... وانشد السلام .....ولكثرة قراءاتي عن الشهادة ... تمنيت الشهادة حين كنت مراهقة ....... ولكنني اليوم تراجعت .. اجل ... لأنني اعشق الحياة .... انني حبا ... وكرامة ... بالنفس التي كرمها الله بين جنبي .... لا اتمنى ان اموت .... وليقولوا جبانة ... السلام ... والامان والاطمئنان هو كل املي في هذه الحياة ... مثل كل الناس ... ولكن ليس كمثل كل الناس ايضا ! لأنك حين تكون على وشك الموت شئ ... وان تعيش بانتظار السبعين امنا مطمئنا شئ اخر .............
قالوا قديما : كتب القتل والقتال علينا .... وعلى المحصنات جر الذيول ...
ذلك كان في جاهلية قريش .... اما جاهلية عصر ما بعد الحداثة ... فقد حرم فيها البعثية ذلك المذهب .... يشتهون قتل النساء .... والفتك بهن .... تلك الدموية التي تستهدف النساء .... هي من ابشع ما تراه العيون .... كما يصفها احد الشعراء ...

For the most disasters thing, eyes can ever see, is :
My children s faces when they know


عرفت ايضا لماذا يختار الله الرجال للشهادة ... دون النساء .... ان تهديد النساء بالقتل ... هو من ابشع صيغ السطوة والتسلط في زمان الحرب ... وسيطرة المليشيا ............ ولايفهم معنى كلمة مليشيا ... الا من لم يسلم لهم الولاء .... اجل انك لو كنت تمدهم بالمال او السلاح .... او التأييد لما يفعلون .. لن تفهم هذا ما حييت !

المرأة لايهددها بالقتل الا جبان ... والمرأة التي تريد الحياة ليست بجبانة ... ان مايمكن ان يحدث لفتاة .... من عشرين طلقة تمزق جسدها .... هو جرح لايمحوه الزمن .... لا لأهلها ... ولا لقومها .... وسيكون الجرح اعمق لو لم تحصل على القاتل كما يحدث اليوم في العراق ...... سيشرب اخوتها كأس العار ...
اما لو عاشت بعد تهديدها بالقتل ... فسيقض التهديد مضجعها الى يوم يبعثون ...

ولايعرف طعم الحنظل .... من يتفلسفون برأسي .... ان ابدأي الحياة من جديد .... ولايعلمون انني اعيش حياتي اكثر مرحا مما يعيشونها .... ولكنني .... لا اريد للزمن ان ينسى ... فأذكره هو كي لاينسى !!
هددوا النساء بالقتل ... ولو تسنى لهم ... لسبوهن سبي الروم ....
قتل المرأة او تهديدها بالقتل ..... مثلبة ... لايعرف عنها اعضاء حكومتنا المخملية.... جاءوا وجاء معهم .... مالم يلح لعين ولم يمر ببال ..
اعلم ..... ستمر سنين طويلة قبل ان اشفى من ذلك الجرح ....

بقلم : امرأة سبعينية !!

وللحديث بقية ............ سلسلة : ثمن الحرية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل سياسي نسوي.... بين المالكي وعلاوي ....
- وسيم - اقصوصة !
- لو حاسبنا يوما منكر؟ او اخاه نكير ..
- الدكتور كاظم حبيب والزيارات المليونية ...
- مركز نسوي في العمارة .... نهاية سعيدة على انقاض مأساة !!
- ذكرى استشهاد طالب الدكتوراه حيدر المالكي- مظلوم العمارة وأبي ...
- يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق
- ثمن الحرية 10 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 9 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 8 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 7 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 6 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 5/ من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية ... 4/ من قصص ضحايا الارهاب ..
- ثمن الحرية 3 / .. من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية .. من قصص ضحايا الارهاب
- حين يقتلون علماء ... في الربيع الخامس والعشرين
- نساء ميسان ... لا احد يفهمهن !!
- لأنني .. لاأغني .. !


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - حكايا عراقية - الحكاية الثانية : ازميرالدا !!