|
خاطرة
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 01:07
المحور:
كتابات ساخرة
جلس امامي دون استئذان كان حافي القدمين اشعث اللحية ...إنه احد ضحايا التعذيب في بلدتنا الصغيرة ... كان استاذا جامعيا ... دخل السجن وخرج منه سليب العقل.... كان يلزم الصمت لأسابيع عديدة...احيانا تراه يمشي عاريا يردّد كلاما غير مفهوم... و احيانا اخري يتكلم كأحسن العقلاء . اخرج من جيبه عقب سيجارة ...دون ان يكلف نفسه النظر الى ناحيتي ، قال بجدية من يلقي محاضرة: ـــ لم يحكم الناس أشد منه شؤما ولا أثقل ظلاّ ... في عهده الرهيب اضطر الفلاح الفقير الي الهجرة الي اسرائيل. كما اجبر مدّرس الإبتدائي على طلي وجهه بالسواد حتى يستجدي المارة بعض القروش دون ان يتعرف عليه احد تلامذته أو معارفه... في عهده المشؤوم طلبت زوجة " طبيب قدّ الدنيا" الإنفصال عن زوجها .عللت طلبها بكراهيتها الجماع بين القبورحيث اضطر بعلها الي السكنى هناك!!! ولا غرابة في الأمر ففي عهده المشؤوم اصبحت مقولة كهذه حقيقة معاشة " اذا انهارت عمارتك فستتحول حتما الي المقبرة اما لتدفن في قبر أو تعيش بقية حياتك الي جوار قبر".
ضرب الطاولة بيده ثم قال ـــ يا معشر الجن و الإنس من سمع منكم باشأم من هذا الحاكم؟ اردت مجاملته، سألته : ــ من هو؟ حرك راسه ذات اليمين و وذات الشمال ثم قال : ــ مبارك !!! تصوّر ... اسمه مبارك!! استمرّ يقول : ـــ " تجاوز تعليمات الشيطان"(1) بمسافات ضوئية ... منع الحجاب ووسّم المخنثين والقحاب، و حول بلاده الي قبلة لأهل الشذوذ الجنسي تحت شعار السياحة ... حتى انه يمكن لأي سائح شاذ ان ينتهك عذرية طفلة صغيرة او يلوط بطفل بريء ثم توثيق ذلك في شريط فيديو يحمله الي بلده ... سجن ايضا من ضبط يصلي الفجر في المسجد بانتظام ...كما بلغ خبثه الي حدّ تعيين لجان سماها لجان اليقظة مهمتها مراقبة و تسجيل اسم كل مواطن فتح ضوء حمامه فجرا لأداء الصلاة في بيته !! استعذت بالله من ذلك الحاكم اللعين ثم سألته : ـــ من هو ؟ شدّ شعره بكلتا يديه، لطم وجهه مرتين ثم اجاب : ـــ زين العابدين !!! اسمه زين العابدين !! استمر يقول : ـــ حقن المصلين بفيروس الإيدز و سجن من صام شهر رمضان استعذت بالله من ذلك الحاكم ثم سألته : ــ من هو؟ ضحك بمرارة ضرب كفا بكف ثم قال : ـــ اسلام ..... اسمه اسلام كاراموف !!.. نظرت الي ساعتي، قد فاتني القطار قذفت الكرسي برجلي ثم صحت : ـــ اللعنة على أبي الهدى تقيّ الدين تطلع الي متعجبا ثم سألني: ــ من هو ؟ قلت و أنا انصرف: ــ ابليس !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تاليران وزير فرنسي مرتش قال له الشيطان عندما مات " انا مسرور بلقائك ثانية، و لكن لا بدّ من الإعتراف بأنك قد تجاوزت تعليماتي !"
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!
-
إمرأتنا ما قبل التسونامي السلفي
-
في اسرائيل ينزع حاسوب الرئيس، و في بلادنا لا نستطيع نزع فرّو
...
-
المتنبي وواحد ارمني ( على هامش الإنتخابات الأمريكية)
-
حلم جحا يكرر نفسه
-
لا لدين الملوك ( السنة) ولا لدين الكاهن (الشيعة)
-
حدث ذات سكر ملكي
المزيد.....
-
مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم
...
-
حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
-
فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي
...
-
محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول
...
-
مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام
...
-
-مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب
...
-
أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه
...
-
سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
-
“لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة
...
-
معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|