أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - محاولة في فهم قلق وليد جنبلاط















المزيد.....

محاولة في فهم قلق وليد جنبلاط


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس مطلوبا من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني السيد وليد جنبلاط أن يكون في تكتيكاته وادارته للأزمات ومواقفه السياسية اليومية والمرحلية نسخة مطابقة لما كان عليه والده الزعيم الوطني الكبير الشهيد كمال جنبلاط فلكل ظروفه ومرحلته وأوضاعه حسب موازين القوى السائدة المحلية منها والاقليمية والعالمية ففي عهد الأول كانت سمة الصراع في غاية الوضوح : الخندق الوطني اللبناني – الفلسطيني المدعوم سياسيا من الاتحاد السوفييتي السابق في مواجهة الخندق اليميني الانعزالي المحلي المحسوب على الغرب والأقرب الى اسرائيل وقد تجاوزت قضايا الصراع الشؤون اللبنانية الداخلية من سياسية واجتماعية وطائفية لتحتل فيها القضية الفلسطينية ومستقبل حركة التحرر العربي وتوسع النقاش السياسي والأبحاث الثقافية في الصحافة والاعلام حول قضايا الشعوب وبينها الشعب الكردي ( ساهم الكرد في تأسيس الحركة الوطنية وتمثلوا في مجلسها المركزي ) والحريات والتغيير في المنطقة ودور النظم الحاكمة بفرعيها الراديكالي والمحافظ والتناحر التاريخي بين الشرق والغرب على الموقع والنفوذ والنفط المركز الرئيسي مما دفع ممثلي معظم المكونات اللبنانية الاجتماعية والسياسية والمذهبية الوطنية حينذاك بما فيها حركة المحرومين الشيعية ومن ثم – أمل - الى التحالف ضمن اطار مؤسسات الحركة الوطنية بزعامة الشهيد كمال جنبلاط المعززة بالقيادة المشتركة اللبنانية – الفلسطينية في المجالات العسكرية والأمنية والادارية ومنذ ذلك الحين كان النظام السوري بمواقفه الانتهازية المنطلقة كما الآن من مصلحة ذاتية ضيقة وبأساليبه الأمنية المعهودة يشكل عقبة أمام تحقيق البرنامج اللبناني الفلسطيني بل دخل في مواجهات عسكرية مع القوات المشتركة وضرب المخيمات الفلسطينية متوجا عداؤه لقضية التحرر والتقدم باغتيال القائد الوطني البارز كمال جنبلاط رئيس الجبهة المساندة للثورة الفلسطينية .
وبعد عقود من غياب جنبلاط الأب وفي المرحلة الراهنة حيث السيد وليد يحمل الراية ويؤتمن على الميراث الوطني والعائلي يختلف الوضع بشكل كامل في الساحة اللبنانية بغياب أهم حليفين الاتحاد السوفييتي السابق ومنظمة التحرير الفلسطينية وانفراط عقد الحركة الوطنية اللبنانية وتشرذم أحزابها وتغييب المئات من المفكرين والمثقفين اليساريين اللبنانيين ورجالات الدولة بواسطة الاغتيالات المبرمجة التي تشار أصابع الاتهام بشأنها الى الفاعل السوري وأعوانه المعروفين في الساحة اللبنانية والأخطر من كل ذلك بروز جماعات الطائفية السياسية وفي المقدمة – حزب الله – وحركة أمل - وسيطرتها على الشارع الوطني الشيعي في أبشع استغلال مذهبي بقوة السلاح والأموال والدعم الخارجي السوري الايراني باسم المقاومة والتحرير مما يهدد التجربة اللبنانية الديموقراطية الفريدة بالصميم ويخلق تحديات جادة لكل المفاهيم الوطنية والثقافة الديموقراطية التاريخية للمجتمع اللبناني .
طبيعة الصراع الجاري في لبنان ومن حيث الجوهر لاتختلف عن مثيلاتها في العراق وفلسطين وحتى في أفغانستان والمنطقة بشكل عام حيث تبدلت أسسها وعناصرها وأدواتها وقواها ووسائلها وأهدافها منذ توقف الحرب الباردة وأحداث سبتمبر عام 2001 والمتوقفة الآن على جملة من العناوين التي تتصدر التحالفات الجديدة : بين الأصوليين بفرعيهم الاسلامي والقومي وأنظمة الاستبداد وجهالة القرون الوسطى وجماعات الممانعة من التنظيمات والتيارات المذهبية والقوموية الذين لايتورعون عن ممارسة الانقلابات العسكرية والأعمال الارهابية الى درجة الابادة الجماعية والفردية المنظمة بهدف التشبث بمقاليد التسلط ووقف عمليات التغيير الديموقراطي وتحقيق المجتمع المدني وعلى ضوء هذا المضمون الحقيقي لقوى ووسائل الصراع في الجبهة الممانعة فلا شك أن السيد وليد جنبلاط وغيره من المناضلين في سبيل التقدم والديموقراطية في طول منطقة الشرق الأوسط وعرضها وخاصة بعد انجاز قوى التحالف الغربي مهام اسقاط أسوأ نظامين في المنطقة على الاطلاق وهما نظام طالبان ونظام صدام حسين والاتيان ببديلين سائرين في الطريق الديموقراطي من حقهم أن يشخصوا الجبهة المواجهة للممانعة أو محور طهران – دمشق في المرحلة الراهنة بقوى الديموقراطية والتغيير المحلية الوطنية ودعاة المجتمع المدني والطبقات والفئات الكادحة في المجتمع ويعتبروا على الصعيد الاقليمي دول وحكومات الاعتدال العربي المتضررة من قوى الممانعة وخاصة من المشروع الايراني بمثابة حليف مصلحي مرحلي عليه التزامات وواجبات في المواجهة الراهنة أما على الصعيد الدولي فمن المشروع أن يقرؤوا المشهد باعتبار حصول مقاربة مصلحية قد تكون وقتية بين مصالح القوى الغربية الأمريكية والأوروبية في حربها على الارهاب ورفضها لأنظمة الاستبداد والمحور السوري الايراني خصوصا على الأقل نظريا ورعايتها لبعض الخطوات باتجاه التغيير الديموقراطي من جهة ومصلحة قوى شعوب وبلدان المنطقة التي تقف عمليا في جه المعسكر الآخر وخاصة في العراق ولبنان وفلسطين من الجهة الأخرى وحسب قراءتي لمواقف السيد وليد جنبلاط الأخيرة فان الرجل وقد يكون من أكثر السياسيين متابعة للتطورات الخارجية وأشدهم حساسية تجاه صفقات القوى العظمى من وراء أظهر الشعوب ليس بهاوي التقلبات السياسية كما يزعم البعض بل أن قناعاته وقد تكون معززة بمعلومات تدفعه الى التريث وعدم الاندفاع كالسابق مدفوعا بدرجة أولى وانطلاقا من مسؤوليته التاريخية الموروثة من اعتبارات الحرص على طائفته الأصغر عددا أمام الطوائف الأخرى بعد أن وصل الى درجة الشعور بعدم الاعتماد على الصعيدين الاقليمي والدولي على من من المفروض أن يكون قريبا لنهج وأهداف قوى الرابع عشر من آذار التي تقف عمليا في قلب العاصفة وتقدم التضحيات في سبيل تحقيق ارادة ومصالح اللبنانيين وكذلك من أجل الحاق الهزيمة بالمشروع الايراني وجماعات الارهاب والطائفية السياسية التي تشكل المجال الحيوي لتنظيم القاعدة وقوى الردة والارهاب في سائر أرجاء المنطقة وكما أعتقد فان ملامح الموقف الأخير للسيد جنبلاط لاتوحي بأنه سيشكل تخليا عن مبادئه التي استشهد والده في سبيلها وليس موجها ضد وحدة وتماسك ثورة الأرز وشعاراتها الاستقلالية الديموقراطية السلمية بقدر ما هو تعبير وحسب طريقته عن خيبة أمل من الأصدقاء والحلفاء المفترضين من عرب وأجانب بل ادانة صريحة لمواقفهم المترددة الهزيلة والجبانة وكأن لسان حاله يقول : مادمتم غير قادرين وعاجزين عن الدفاع عن وجودكم ومصالحكم ولا تلتزمون بشعاراتكم المعلنة وتتخلون عن أصدقائكم وقت الحاجة وتقفون مشدوهين مدهوشين مصعوقين أمام مبادرات أمثال الشيخ حمد صاحب الأدوار المثيرة للجدل أمير تلك الدولة العظمى ! بواسطة مكرماته الحاتمية فاذهبوا الى الجحيم مع كل أساطيلكم وأموالكم ولامشكلة لدينا وسنتدبر أمورنا ولاعيب في الانحناء للعاصفة والتفاهم مع بني وطننا مهما بلغت درجة الخلاف خاصة وأن اللعبة السياسية في بلادنا ومهما بلغت شدة الصراع لن تتخطى القاعدة اللبنانية المعروفة : لاغالب ولا مغلوب .
في كل الأحوال من الجائز ان تتبدل التحالفات السياسية بين مرحلة وأخرى حسب ظروف كل بلد وخاصة في بلد ذي تقاليد ديموقراطية مثل لبنان وكما قيل قديما ليس هناك أعداء دائمييون وأصدقاء دائمييون وفي البلدان العربية التي تفتقر حكوماتها الى برنامجها الخاص جعلتها مرهونة بتبعات ونتائجع صراعات ومصالح القوى العظمى ومشاريع ايران واسرائيل وتركيا والتي تشهد مفاوضات سورية – اسرائلية قد تؤدي الى معاهدة سلام يمكن حصول ما لم يكن بالحسبان في مختلف الساحات وفي مقدمتها لبنان وسوريا وايران وهذا ما يريد السيد جنبلاط حسب ظني أن ينبه حلفاءه من قوى الرابع عشر من آذار اليه لاتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تهب - أربيل - لنجدة - بغداد -
- العدالة تلاحق رموز - الجينوسايد - في عصرنا
- قراءات في الكرد والعرب والمعارضة ( 2 - 2 )
- قراءات في الكرد والعرب والمعارضة ( 1 - 2 )
- قراءة كردستانية . ... للاتفاقية الأمريكية - العراقية
- ظاهرة الغلاء في كردستان
- - وديعة رابين - ووداعة الأسد !
- على ماذا يتفاوض - المتهمون - ؟
- حوار مع صلاح بدر الدين
- وقفة تأمل أمام الحدث اللبناني
- في الذكرى الستين لنكبة فلسطين
- جنبلاط يدق ناقوس الخطر
- تكويعة - الممانعة - بين الاستراتيجية والتكتيك
- بمناسبة الأول من أيار : الطبقة العاملة والمعارضة السورية غيا ...
- ومازال الناطق الرسمي السوري - ينفي - ...
- أي - أمن قومي ووطني - أمن النظام أم أمن الشعب ؟
- يا أكراد سورية .. قمة دمشق بانتظاركم
- عندما هب كرد سوريا في وجه الاستبداد
- البرلمانييون العرب في كردستان
- بمناسبة عيد المرأة العالمي كفى استضعاف المرأة فهي الأقوى


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - محاولة في فهم قلق وليد جنبلاط