أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - متغيرات القوة في الشرق الاوسط














المزيد.....

متغيرات القوة في الشرق الاوسط


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تتأثر القوى الكبرى بخسائرها ، اذ انها تستوعبها من اجل الابقاء على استراتيجياتها ، ولها النفس الطويل والقدرة على تعويض كل المفقودات باكثر الخطط تكتيكا بطيئا ، ولكنها بالضرورة ستعالج كل الضرورات. وكلما يتقدم الزمن نحو الامام تزداد قدرة القوى الكبرى على ممارسة اقسى الاختراقات الاجتماعية لفرض هيمنتها . ان سقوط القوى الكبرى في التاريخ لم يأت من خلال تجارب احادية لنظام هذا الطرف او ذاك .. هذا الحزب او ذاك .. هذا الزعيم ام ذاك ، بل لأنها فقدت قوتها ، ولم تعد خططها قابلة للحياة ، بل ولم تعد امكاناتها تصل الى صناعة استراتيجيات معينة . لقد كان سقوط الاتحاد السوفييتي ، وهو في حالة سلم مثلا حيا وقريبا على اخفاق قوة كبرى في ادارة متغيراتها الصعبة في العالم ، انه لم يهزم نوويا او نالته الضربة القاضية كما سقطت قوة صغرى كالعراق في ساحة الحرب ، بل لأنه مصارع كبير ، فقد آثر ان ينسحب ويتفكك من دون ان يشعل حربا نووية شاملة .
ان القوى الكبرى ربما تلحق بها هزائم وضربات قاسية ، لكنها قادرة على ان تمتصها من اجل ان تبقى ساعية من اجل مصالحها والمخطط له لسنوات قادمة .. لقد نجحت اميركا باستيعاب هزيمتها في فيتنام ( مع 50 الف قتيل ) من اجل هدف أكبر لها في الصراع ابان الحرب الباردة ، فكان سقوط الاتحاد السوفييتي بالنسبة لها من اكبر الانتصارات .. وكان السباق التكنولوجي والاقتصادي بينها وبين اليابان قد صعد منذ عشرين سنة ، فاستوعبته لصالح السيطرة على اكبر الموارد الطبيعية .. وكيسنجر دوما يردد قولته: ان اميركا تربح حروبها بفضل الموارد التي لا تنضب ، وليس بفضل الاستراتيجيات المتقدمة . فما دام هناك هدف فلا تهم الانفاقات ولا الخسائر ، فهناك من يسد العجز ، ولكن في الآجل وليس في العاجل ، فتعمل بالمدى الطويل لا القصير .. ان اميركا لها القدرة بتحمل تكاليف الحرب على الارهاب لتنفق ما يقارب التريليون من الدولارات ، مقابل مئة مليار دولار خسرتها في كارثة 11 سبتمبر ، ولمّا تزل مندفعة باتجاه القضاء على الارهاب ، وهذا ما لم تمر به اي دولة او قوة كبرى في التاريخ ..
ان اميركا قد خسرت الحرب في العراق على المدى القصير العاجل ، ولكنها تعتقد انها منتصرة لما سيحصل على المدى الطويل الآجل . ان كل ما طبقته في العراق سيئا ورديئا ، وهو بالتأكيد يدلنا دلالات عميقة على ان استراتيجيتها في العراق والمنطقة ليست آنية ، بل انها تكون محبطة وفاشلة ومتعثرة .. ولكن الرهانات تقدر كسبها في نهاية المطاف . وهي بين هذا وذاك تشعر بأن اي شارع سياسي في هذا العالنم معها .. وان ثمة شوارع كانت تعرف الهياج وثمة قوى مضادة كانت تعارض وتنادي .. ولكنها اليوم باتت صامتة صمت ابي الهول !
السؤال : هل يمكن بعد اليوم ان يطمئن الوعي السياسي العربي الى مشروعات مثل الشرق الاوسط الجديد او الكبير ؟ هل يطمئن للصيغة المشوهة من الديمقراطية التي تنادي اميركا بها .. ؟؟ لماذا تعترف القوة الكبرى باخطائها ، من دون اي حلول جذرية لها ؟ لماذا كل هذه الخسائر وهي مصّرة على اكمال الصراع لبلوغ اهدافها ـ كما يقول الرئيس بوش ـ ؟ الم تجد الولايات المتحدة ان ثرواتها تتبدد ؟ الم تشعر بأن القوة لها حدود في حماية الثروة ؟ الا تجد الصين مثلا ساعية ليل نهار من اجل تأمين الثروة كي تغدو نّدا مستقبليا لها ؟ انها لا تخشى من ان يكون الشرق الاوسط اسلاميا او غير ذلك ، بقدر ما يهمها سيرورة مصالحها حاليا ومستقبليا .. ان اي قوة في العالم لا يهمها ان كان العراق مستنقعا آسنا او حديقة غنّاء ما دام تأثيرها موجود وفعّال لسنوات قادمة خصوصا اذا كان مصدرا اساسيا للطاقة يحتاجه كل العالم .. وهل ستكون أي منطقة في العالم آمنة ومستقرة في ظل متغيرات الهيمنة حتى تصبح في يوم من الايام جنة من الجنان ؟
ان خوفنا نحن ابناء هذه المنطقة ينبغي ان يرّكز في اتقاء متغيرات القوة وضربات التفكيك .. ان هواجسنا ينبغي ان تعمل من اجل ممانعة اي تجربة مماثلة كتلك التي يعيشها العراق. ولعل من اسوأ ما تعانيه شعوب المنطقة اجمعها ، حالة الصمت المطبق على كل شارع وزقاق مقارنة بما كان عليه الوضع ايام ثنائية الاستقطاب قبل اربعين سنة . انني لست مع حالة الصمت واليأس المطبق على مجتمعاتنا ، بل لا نقبل ان نكون كما كنا في الماضي ، نلوك الشعارات ونذبح حناجرنا ونردد هتافاتنا .. ولكن من طرف آخر ، هل يمكننا السكوت على ما يجري من العراق ؟ هل يمكننا التزام الصمت عما يجري في غزة ؟ هل يمكننا ان نبقى عاجزين عما يجري في لبنان ؟ هل لم تعد تهمنا الا التفاهات بحيث لا ندري ما يجري في الجزائر ؟ هل من صالح مجتمعاتنا قاطبة ان تغرق في اليأس والقنوط ، او ان تختار العزلة والصمت ؟ هل من الجائز ان نتقّبل كل ما تفرضه متغيرات القوة الاعظم بلا مساءلة او استفهام ؟ هل نقبل بأية مشروعات دولية او اقليمية من دون اية معارضة ولا اي مدركات بالمخاطر والسلبيات ؟ هل تنحصر المشكلة بمنطق الحلول العسكرية والميليشيات ، ام يمكن حّلها سياسيا ؟ هل نتقّبل عن غباء تحالفات تقيمها القوة الاعظم او تشهد انقسامات في مجتمعات مؤهلة للتفكك والتشظّي ؟ هل نتقّبل اثارة النعرات والحساسيات الطائفية والجهوية والعشائرية والعصبيات ؟ كلها اسئلة ينبغي التفكير فيها ونحن امام زمن قادم مشحون بالمتغيرات الصعبة !





#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الباسط يونس ذكرى صحفي من طراز خاص
- هل عاد الرئيس بوش بخفيّ حنين ؟؟
- مجتمعات الجنوب برعاية دول الشمال !
- الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !
- ابراهيم الداقوقي - رحيل مثقف عراقي قبل الاوان
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التنمية البشرية : حالات عربية حرجة !
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- تنميّة التفكير واستعادة تشغيل العقل
- أسرار نجاح زعيم عربي !
- الطوباوية : بحر خيال ومتاهة اوهام
- جادة حوار عراقي.. مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التفكير الجديد : الخروج من معطف الماضي !
- مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير
- مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور كاظم حبيب - الحلق ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- أين البرلمان العربي .. و ما هو دوره اليوم ؟
- جادة حوار عراقي: مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - متغيرات القوة في الشرق الاوسط