أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - هل عاد الرئيس بوش بخفيّ حنين ؟؟














المزيد.....

هل عاد الرئيس بوش بخفيّ حنين ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكنني ان اتأمل قليلا ، وافكر مليّا كي اعرف ما فلسفة الرئيس بوش من جولته في المنطقة ؟ ولكن لا يمكنني ان اعلم بفحوى الرسالة التي حملها للزعماء العرب الذين قضّى معهم اجمل الاوقات ؟ وهل كانت زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي ذكية ومنتجة اكثر مقارنة بزيارة الرئيس الامريكي ؟ وهل فعلا كانت زيارة الاثنين ـ مع اختلاف الاهداف والمهام ـ من اغرب الزيارات التي يقوم بها زعماء ومسؤولون غربيون ؟ ساركوزي حمل آراء ومشروعات اقتصادية للمنطقة اكثر منها سياسية كي يسّوق فرنسا في المنطقة .. اما بوش ، فمهمته اخطر كونها تدخل سياقات الاستراتيجية الامريكية في العالم .
يبدو واضحا ان منطقة الشرق الاوسط مرشّحة لتفاعلات خطيرة خلال العام 2008 ، وستزداد خطورة والتهابا في العام 2009 ، وربما ستحسم قضايا متعددة في العام 2009 لتتفاقم مشكلات من نوع جديد لا يدركها اغلب الزعماء العرب ، فكيف باستطاعة شعوبنا ادراكها ؟ لقد استطاعت الولايات المتحدة ان تجعل النبض الاوربي كله امريكيا اثر التغيرات التي حدثت في اكثر بلدان اوروبا الغربية صلابة ازاء المشروعات الامريكية ، وبالذات ما يخص قضايا الشرق الاوسط التي ستحتاج تعقيداتها الى حلول دولية اثر الاخفاقات التي كان من ورائها قوى اقليمية معينة ..

انني اعتقد بأن الرئيس بوش وبالرغم من تحركاته من اسرائيل الى بعض البلدان العربية ، كان في جعبته اكثر من رسالة اراد توصيلها بنفسه كي تكون ثقيلة جدا ، وان تؤخذ بجدية مباشرة .. وقد اخطأ بعض المحللين العرب عندما فلسفوا الامر بكل سذاجة كون بوش الابن حامل ايديولوجية دينية يسعى للتبشير بها !! انني انعي على بعض كتابنا ومفكرينا ان يفكروا بهذه الطريقة .. ربما كان بوش يحمل رسالة او اكثر من نوع ما ، ولكنها بالتأكيد " سياسية " تعّبر عن ضرورات معينة في الاستراتيجية الامريكية .. كي يثبت ليس للشرق الاوسط وحده ، بل للعالم كله وبشكل خاص للاوربيين ، ان الامريكيين لهم اجندتهم المعينة في الشرق الاوسط بشكل خاص سواء كانوا جمهوريين ام ديمقراطيين .. وسواء جاءت الزيارة قبل الانتخابات او بعدها ؟ وسواء حملها بوش ام حملها من سيحّل محله في قابل الايام !
واذا كان البعض من محللينا يعتبر الرئيس بوش لم يحقق الا الخسارة ، او انه دخل مستنقعا لا يمكنه الخروج منه منتصرا .. بل ويذهب احد الزملاء من الكتاب الاكاديميين العرب الى ان افتقار بوش للمهنية تجعل من زيارته للشرق الاوسط تنال الغرابة او الاكثر غرابة !! انني اعتقد ـ وربما كنت مخطئا ـ ان الرئيس بوش ، ربما لا يمتلك المؤهلات القيادية التي كان عليها الرئيس السابق كلينتون ، بل ربما لا يصلح لادارة محطة بنزين ، لكنه لم يتحرك من تلقاء ذاته ، بل لندرك ما الذي تفعله الدوائر المرتبطة به .. وان المؤسسات الامريكية كلها تعمل من اجل اجندة ربما تكون خاطئة ، ولكن لا تفسر بهكذا طريقة ابدا ..
انني اعتقد ان دفعه لمباحثات التسوية الاسرائيلية ـ الفلسطينية لم تكن نمرة واحد في الاجندة الامريكية ، حتى يمكنه ان يهيئ طبخة جديدة ووجبة سريعة لصراع دام اكثر من خمسين سنة ، وعلينا ان لا نندهش كونه ذرف دموعه على ضحايا متحف الهولوكست .. المهم ، ان ما يشغل بال الامريكان اهم بكثير من حق العودة ومسألة القدس ! أنه بالتأكيد يحمل رسالة تحمل النمرة واحد في ما يمكن عمله امريكيا ازاء ايران سواء في العام 2008 او في العام الذي يليه .. لقد جاء وتكلّم كلاما معسولا عن الديمقراطية التي يريدها للشرق الاوسط ، ولم ينس فضل الشيخ امين الريحاني على العالم في نهاية خطابه الذي يبدو انه اخذ وقتا طويلا في اعداده من قبل مستشاريه ، وبغض النظر عن مستوى الخطاب وما حفل به مضمونه .. فان ما جاء ليقوله سرا داخل الجدران العربية المغلقة هو غير ما قاله علنا عن الديمقراطية وحقوق الانسان .

صحيح ، ربما زار اسرائيل ليؤكد ثوابته الاولى التي نعرفها جيدا ، ولكنه طار كل هذه المسافات كي يقول شيئا يشغل امره اليوم كل الغرب .. جاء بنظرية واحدة تخص واقعا يعيش على الارض وسيتطور حتما الى مواجهة دولية .. ربما كانت هناك مجموعة افكار اساسية بالنسبة لما سيحدث في المنطقة التي تزداد توترا مع توالي الايام .. وستقع الخطورة على العراق اولا باعتباره بلد لم يزل في القبضة الامريكية ، وله تاريخ صعب مع ايران .. ربما جاء ليقول للخليج كلاما مهما جدا ازاء اوراق ايران وسياستها في المنطقة .


واخيرا : نتساءل : هل رجع الرئيس بوش بخفي حنين ؟
هل قضى بوش اسبوعا كاملا حتى ياكل ويستمتع بحياة الشرق الاوسط حتى يرجع بخفي حنين ؟ صحيح انها كانت مفاجئة لأنها تمحورت حول اسس معينة ولاغراض استراتيجية لها اهميتها عند مطلع السنة 2008 .. وسواء حقق بوش امنياته ام لم يحقق أي واحدة منها ، فهو قد ادى مهمته السياسية سواء رضي هذا الطرف بها ام لم يرض بها الطرف الاخر ! وكانت آخر كلماته وتحذيراته وهو بمصر العربية ، يوجه بهزّ الجرس لكل من ايران وسوريا عدم تدخلهما في شؤون المنطقة . يبدو لي انه عاد راجعا وفي جعبته الكثير لأكثر مما نتصوره ! وستخبرنا الايام بما كان وما سيكون .





#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعات الجنوب برعاية دول الشمال !
- الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !
- ابراهيم الداقوقي - رحيل مثقف عراقي قبل الاوان
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التنمية البشرية : حالات عربية حرجة !
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- تنميّة التفكير واستعادة تشغيل العقل
- أسرار نجاح زعيم عربي !
- الطوباوية : بحر خيال ومتاهة اوهام
- جادة حوار عراقي.. مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التفكير الجديد : الخروج من معطف الماضي !
- مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير
- مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور كاظم حبيب - الحلق ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- أين البرلمان العربي .. و ما هو دوره اليوم ؟
- جادة حوار عراقي: مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- سركون بولص حامل فانوس في ليل صحراوي حالك
- الباكستان مشروع فوضى خلاقة جديد !


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - هل عاد الرئيس بوش بخفيّ حنين ؟؟