أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد السلطاني - خاتمة كتاب - تناص معماري : تنويع على تطبيقات المفهوم- ؛ الصادر عن ( المدى ) دمشق ، 2007














المزيد.....

خاتمة كتاب - تناص معماري : تنويع على تطبيقات المفهوم- ؛ الصادر عن ( المدى ) دمشق ، 2007


خالد السلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 10:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد فعالية " التناص " Intertextuality وآليات التأويل مع منجز الثقافات المغايرة والمختلفة اثنيا ً وجغرافيا ً في مفهومها الابداعي ، كوسيلة ناجعة وهامة في تنوع مسارات " حوار الحضارات " ، الحوار الذي طالما سعت اليه البشرية وتمثلته ميدانا فسيحا لتنوع خلاق من دون حواجز ومن دون اوهام ، يمكن لها ان تعيق حدوثه او تعرقل تبعاته . فالعصر الحداثي المنطوي على الزمن المتسارع والمكان المفتوح الذي توفره الثورة العلمية الرقمية الراهنة وفتوحاتها الكونية واختراعاتها التقنية هي سمات لواقع ملموس وليس افتراضياً ، ومن الصعب بمكان الان تجاهل هذه الحقيقة او انكارها او تغييبها .
والعمارة بصفتها منتجا ً تقنيا ًٍ وثقافيا لايمكن لها باي حال من الاحوال ان تظل بمنأي عن تلك الحقيقة ومتغربة عن هذا الواقع الجديد . ولئن اعتبرت التقنية كونها ظاهرة عالمية مشاعة للجميع ومستنبطة من قبل الجميع وبالتالي فانها مفهومة وقريبة من الجميع ؛ فان الجانب الاخر المشكل للعمارة ، الجانب المعتمد على مرجعيات ثقافية مختلفة ، هو المعني في اكساب المنتج المعماري ما يدعى الان بـظاهرة " التنوع الخلاق " ؛ ويجعل من الفعل المعماري حدثا ً مرتبطا ً بمكانه وقريب جدا من بيئته الثقافية ، ويعمل منه بالاخير حدثا مفهوما ومقبولا . بيد ان هذه الخصوصية للمنتج المعماري الدالة على فرادته المعمارية وتنوع لغته التصميمة ، يتعين ان لا تكون موضوعا لتراتبات فكرية او مجالا لتمركزات ثقافية تهدف لان تؤسس لنفسها بما يسميه " جابر عصفور " والتى تعمل على انشاء مواقع خاصة بـ" المركز " واخرى بـ " الاطراف " متضادة من منظور القيمة والاهمية .
وحده مسار " حوار الحضارات " لا صراعها مؤهل لان يحل محل الثنائية الضدية وتبعاتها السلبية المغيبة للاخر واللاغية له ولمنجزه الابداعي . واطروحة " الحوار مع الاخر" هو الوجة الاخر للتنوع والتعدد ، الذي يجعل من " التناص " وفعله الابداعي عاملا مؤثرا في ترسيخ هذا الحوار في الخطاب الثقافي العالمي وبضمنها بالطبع المنتج المعماري . ونرى في خصوصية هذه الفعالية التى وردت الى العمارة من آليات النقد الادبي الحدائي ، فعالية تسعى من جانب ، الى ابداء الاحترام والقبول للثقافة الاخرى الحاضنة للمنجز المعماري ، ومن جانب آخر ، الى منح مبادئ ذلك المنجز مفهوما آخرا ، متولدا عن آليات التأويل تكسبه معنى جديدا قادرا لتأسيس خطاب ثقافي مميز يستقي منه المنتج المعماري عناصره التصميمة .
وموضوعة الكتاب اساسا ً معنية في فهم هذه الفعالية الابداعية وتأمل تطبيقاتها الميدانية ، فيما انجزه المعماريون الدانمركيون من تصاميم مخصصة الى الارض العربية ، كان " موتيف " التناص احد المقومات الصانعة لتلك العمارة ، التى اعتبرت في بعض شواهدها بمنزلة " ايقونات " بصرية للمدن الواقعة فيها . كما ان موضوع الكتاب هو من المواضيع القليلة وربما النادرة التى تعاطت مع منتج العمارة المصممة من قبل آخرين من وجة نظر محلية . فهو في هذا المعنى يختلف عن الكتب الصادرة في اللغة العربية التى تناولت العمارة الاجنبية . واذ يمكن الاطلاع عن كتب مخصصة عن العمارة الاوربية او الامريكية او عن منجز المعماريين الاوربيين او سواهم ، فان من النادر ان تجد دراسة خاصة مكرسة للعمارة المشيدة في البلدان العربية المصممة من قبل آخرين . ولهذا فان هذا الكتاب يعتبر رائدا في موضوعه ، وساعيا لفتح نافذة حوار جدي عن ما يمكن ان نجده في بعض تصاميم الاخرين من مفاهيم ومبادئ تسعى ، بحرص ومهنية عالية ، على اعادة قراءة مبادئنا المعمارية وتقييمها ضمن آليات التأويل ، والكيفية التى شكلت بها معاني تلك المبادئ ارضية جديدة نهضت عليها عمارة مميزة ، يعتبر اسلوب لغتها الان من ضمن سياق الخطاب المعماري الحداثي ، في الوقت الذي تكون قيمتها التصميمية منتمية الى جغرافية مكانها ذي الخصوصية الثقافية المميزة .
ولنا امل كبير بان الحوار الذي سعت اليه نصوص الكتاب بفتحها نافذة جديدة فيه ، سيعقبها محاولات آخرى بفتح نوافذ عديدة تتعاطى مع الشأن المعماري بوجة نظر مختلفة وتكون وسيلة هامة في اثراء ذلك الحوار وادامة حضوره واستمراريته في المشهد الثقافي .
وطالما كانت هناك حاجة للبناء والاعمار ، سيكون ثمة حوار ، حوار يثري معمار " التنوع الخلاق " ويديمه بامثلة تصميمية تعتبر نماذجها مكسبا للثقافة العالمية ومفخرة لشواهد البيئة المبنية المحلية ؛ ما يفضي الى مزيد من الكتب والدراسات التى تتناول هذه الظاهرة الثقافية .
وكتابنا " التناص المعماري " ينشد ليكون جزءا من حراك ذلك الحوار البناء ومنظومته المفيدة .. والراقية . □□

مدرسة العمارة / الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون



#خالد_السلطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانينية قحطان المدفعي :التعقيد ... والتعبيرية في العمارة *
- عمارة قحطان عوني :المفهوم الخاص للمكان
- الطليعة المفقودة : عمارة الحداثة الروسية
- تداعيات ، في طريق الى معبر- ربيعة -
- عمارة دار الاوبرا في كوبنهاغن - نقد تطبيقي
- مسرحية الشاهد : الممثل ، حينما يتماهى مع نصه
- مسرح في لبنان :النظّارة والممثلون في - قفص - واحد
- تيارات عمارة ما بعد الحداثة : التفكيكية
- تيارات عمارة مابعد الحداثة : تيار - الهاي – تيك -
- فعل العمارة.. ونصها
- - رسالة خاصة جدا ..الى سعدي يوسف -
- العَلم العراقي : مرة اخرى
- العمارة الاسلامية : التناصية وفعاليات التأويل
- ثمانينية رفعة الجادرجي : الحداثة اولا ... الحداثة دائما
- تيارات معمارية معاصرة :- سليك – تيك -
- اسبوع المدى : لقاءات المثقفين العراقيين
- عراق 9 نيسان و - المحيط - العربي
- في وداع الشيخ جلال الحنفي - البغدادي -
- اشكاليات تعاطي الاخر مع - الاخر - : العمارة نموذجا /القسم ال ...
- اشكاليات تعاطي الاخر مع -الآخر- : العمارة نموذجا


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد السلطاني - خاتمة كتاب - تناص معماري : تنويع على تطبيقات المفهوم- ؛ الصادر عن ( المدى ) دمشق ، 2007