أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبد المجيد - السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية














المزيد.....

السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كانت السياسةُ غباءً في معظم الدول العربية فإنها في الأردن لَعِبٌ على الحبال، وسيرك يظن كل مُشاهدٍ له أن اللاعبَ جاء خصّيصا له.

والمملكة الأردنية الهاشمية هي الدولة العربية الوحيدة التي لن تهاجمها إسرائيل في أي حرب قادمة، وتاريخ العلاقات السرية بين عَمّان وتل أبيب طويل بعمر الكيان الصهيوني.

في الأردن أجهزة استخبارات تستطيع أن تعرف عدد أسنانك قبل أن تقوم بزيارتهم، وهي تراقب البريد الالكتروني، أما مقاهي الانترنيت فهي مراكز هامة للتعرف على توجهات الرأي العام، بل إن زيارتك للمقهى، وجلوسك أمام الشاشة هو في حد ذاته دعوة للمراقبة، وحتى المواقع التي تدلف إليها ظنا منك أن لا أحد يراك هي أيضا تحت العيون!



في سجون الأردن عالَمٌ يثير غيرة وحفيظة كل الزنزانات في وطننا العربي الممتد من السجن إلى السجن.

وفي سجن الجويدة النسائي يتم اغتصاب السجينات أو ممارسة الجنس معهن فهو جزء من عمل السادة الضباط.

وفي نفس السجن يبتكر كلاب التعذيب وسائل جديدة دائما، وهم يحرصون على أن لا يترك التعذيب أثرا في السجين، كأن يتم مثلا وضع مواد اسفنجية حول آلات التعذيب والضرب لئلا تترك أثرا، فالأردن حريص على أن يقدم نفسه في صورة المستحق للدعم الأمريكي والغربي.

منظمات حقوق الانسان بح صوتها وهي تعرض ممارسات زبانية التعذيب في السجون الأردنية، وعلى رأس هذه الممارسات يأتي انتهاك العرض.

إن الاغتصاب في أي سجن عربي ليس تعذيبا فقط، إنما اغتيال الكرامة إلى الأبد.


أبدى اسحق رابين قبل وفاته ندما لأن اسرائيل لم تترك الضفة الغربية في أيدي

الأردنيين لأنها ستكون مع ملك الأردن ( في يد أمينة ) !

يعتبر كثيرون من العراقيين النظام في الأردن أخطر عليهم من سوريا وإيران لأنه صديق لأصدقائهم في أمريكا والغرب، ومع ذلك فالنظام يُبدي قدْرا من الطائفية عندما يحذر من دولة شيعية كبرى تماما كما فعل الرئيس المصري عندما شكك في ولاء الشيعة العرب ، ولكن ذاكرة الناس قادرة على مسح ما يسيء إليها بسرعة عجيبة.



النظام الأردني أيضا كان قد بدأ حملة التشكيك في حماس عندما ادّعى أنه قبض على خلية ارهابية مدعومة من حركة حماس وذلك لايصال رسالة إلى البيت الأبيض أنه سيحافظ على أمن اسرائيل ويخشى قيام محور طهران/غزة /حزب الله.

والملك الأردني الذي تعلم في أمريكا والغرب لم يأخذ منها إلا الأكثر سوءً، وكان من المفترض به أن يوسع دائرة الحرية واصدار الصحف والمطبوعات وأن يصغي إلى من يقص على مسامعه جحيم السجون الأردنية كما حاول هشام البستاني وتوجان فيصل وليث شبيلات.

وتاريخ الأردن مع الاستبداد والطغاة عريق بطول الزمن الهاشمي في المملكة، فقد وقف النظام مع صدام حسين سنوات طويلة، ثم وقف مع الاحتلال الأمريكي للعراق، وكان من قبل داعما لاحتلال الكويت ، بل كان على استعداد لتقاسم الكعكة الكويتية مع طاغية بغداد وقتئذ.



يتعامل الملك الأردني مع وسائل الاعلام الوطنية كما كان الحسن الثاني يتعامل مع الصحافة المغربية، أي احتقار شديد، واعتبار أبناء البلد أقل قيمة وشرفا من أن يتوجه اعلامي أو صحفي أو كاتب بسؤال جلالته!

تاريخ مشبوه من العلاقات الأردنية الاسرائيلية ، واحتلال اسرائيلي لأراض فلسطينية يبدو فيها المشهد مفزعا من وجهة النظر القومية، وكأنه تم تسليم فلسطين من الملك عبد الله جد الحسين ، ثم تسليم الضفة الغربية من الحسين بن طلال نفسه، فالأردن ليس واقعا تحت الحماية الأمريكية فقط إنما هو داخل أمن اسرائيل، واجتماعات القادة الأردنيين مع قيادات أجهزة الاستخبارات الصهيونية طوال أكثر من نصف قرن لا تحتاج لأدلة أو اثباتات.

وفقا لصحيفة ( هآرتس ) الاسرائيلية في العشرين من ابريل الماضي فإن الملك عبد الله بن الحسين قد دعا إلى تعويضات اسرائيلية بديلا عن عودة اللاجئين الفلسطينيين، وهي دعوة خطيرة تعني بكل بساطة أن حلم العودة انتهى إلى الأبد، وأن صكّ تمليك الكيان الصهيوني لفلسطين المحتلة قد تم توقيعه نهائياً في عاصمة الهاشميين.

تصريحات الملك عبد الله بن الحسين والتي تجعل الخطر على الدول العربية مشتركا مع الخطر على اسرائيل في معرض رفضه للتطرف تساوي بين القاتل والقتيل، فاسرائيل هي المسبّبة لمشاكل وقضايا وحروب المنطقة، والتطرف صناعة اسرائيلية.

النظام الأردني أصبح حِمْلا ثقيلا على أصدقائه، ولولا اتفاق ( وادي عربة ) وقبول التواجد الاجنبي على تراب الأرض الوطني بحجة ( التأجير لبعض الوقت ) لحدثت هزة أعنف من ( معان ) تطيح بمن بقي من تقسيمات سايكس بيكو.

لا أفهم حتى الآن تلك المشاعر غير الودية التي يقابل بها الطلاب الأردنيون زملاءهم الخليجيين في الجامعات الأردنية، وهناك أدلة ووثائق على أن الاعتداء على الطلاب الخليجيين لم يكن بعيدا عن أيدي أجهزة الاستخبارات، لكن السبب الحقيقي في لجوء النظام لتلك السياسة غير معروف، فالملك يسافر إلى الخليج ويطلب دعما ماديا كلما اهتز ما بقي من اقتصاده، لكنه في الواقع ليس على استعداد للدفاع بجندى أردني واحد من أجل حماية دول مجلس التعاون الخليجي.



نعود إلى حقوق الانسان وهي المحك الرئيس لقدرة أي نظام على التلاحم مع الشعب وعلى استمرار بقائه كشرعية حاكمة فنجد صفحات منظمات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وشهادات الذين ذاقوا بعض سُبل العذاب في زنزانات هاشمية تتحدى أبو غريب قد امتلئت عن آخرها، فأجهزة الاستخبارات الأدرنية لا يعمل بها من لا يزال ينتمي إلى الجنس البشري.



العائدون من الخارج يعرفون أن بريدهم الالكتروني كان مراقَبا، وأن رسائلهم إلى الأهل مرت على أجهزة الرعب، فالمواطن الأردني متهم حتى يثبت هو العكس!





#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يحترق بنار الطائفية والكراهية و .. قوات الاحتلال
- التونسيون يتنفسون بأمر الرئيس
- محاولات لتخريب الشخصية المصرية
- لماذا أحلم بحبل المشنقة حول عنقك؟
- مدونة تجديد الدعوة للعصيان المدني في مصر
- المسلمون خصوم المسلمين، فكيف لنا أن نتحاور؟
- يا ولاد ستين ألف كلب
- الفلسطينيون يحققون أهداف اسرائيل
- القول السديد في بلاهة العقيد
- لماذا يخاف السوريون من السوريين؟
- دماء على أنياب الرئيس التونسي
- حوار بين كلب الشارع و ... كلب السلطة
- هل المصريون سعداء بالذل أم تعساء بالخوف؟
- العراق ... هزيمة كل المتصارعين
- متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟
- عانس سعودية تبث أوجاعها لقساة قومها
- محاولات مضنية للبحث عن الرئيس حسني مبارك
- البيان والتبيين في أوجاع مصر وأحزان المصريين
- المؤسسة الدينية السعودية تدعو لاغتصاب الأطفال
- مبارك يصنع المرشدين من صعاليك الإنترنيت


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبد المجيد - السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية