أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!














المزيد.....

نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد كان من حسن الحظ أن أشارك بخطاب عن التجربة الديمقراطية في العراق الجديد ضمن محور عنوانه " هل يحتاج إرساء الديمقراطية في المنطقة إلى تدّخل دولي ؟ " في منتدى الدوحة السابع للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة ، للفترة 23- 25 ابريل 2007 . وقد افتتح المنتدى بحضور سمو أمير دولة قطر ومشاركة عدد من الشخصيات في العالم فضلا عن العديد من القادة والمسؤولين والسفراء والمديرين والأساتذة الأكاديميين والمفكرين . ولقد دارت كل المحاور حول التحولات الاقتصادية وحقوق الإنسان والإمبراطورية وصراع الحضارات والتجارة الحرة وعدم التوازن بين الشمال والجنوب والإصلاح السياسي بين البرامج الوطنية والمشاريع الخارجية وتحديات بناء الديمقراطية من المنظور العالمي والإقليمي والتنمية في محددات المستقبل بين الإصلاح الإداري والتنمية والإعلام : حرية الإعلام بين الحقيقة والتضليل ومبادرة الإصلاح العربي بالإجابة على تساؤل يقول : هل يحتاج إرساء الديمقراطية في المنطقة إلى تدخل دولي ؟ وأخيرا : الديمقراطية : العرب والغرب والديمقراطية .
لقد كانت تظاهرة كبرى حقا دارت كل الخطابات في المحاور المهمة التي تشغل بال كل المفكرين والساسة اليوم في عالمنا المعاصر .. وإذا كان هناك ثمة إجماع حول مسائل التنمية والإدارة والتجارة الحرة .. فان اغلب الخلافات قد حدثت حول تعريف الديمقراطية ومفاهيمها المضطربة ليس في ثقافتنا السياسية العربية ، بل لدى العديد من المسؤولين في العالم في رؤيتهم لها إزاء الشرق الأوسط . لعل من أكثر ما أثار استغراب المنتدين ما تقدم به النائب البريطاني المستر جاك سترو وزير الخارجية البريطانية الأسبق عندما أطلق أحكاما لا مصداقية فيها أبدا ، ولم يعر مأساة العراق أي اهتمام في خطابه ولم يذكرها ولو لمرة واحدة في حين انه كان في السلطة عندما تابع العالم كله التغيير الصاعق في العراق من دون النجاح في إيجاد وخلق بدائل حقيقية تكرس الأمن والاستقرار في العراق .. لقد نجح الرجل في اللف والدوران عندما أطلق وصفه للديمقراطية مشبها إياها بسلعة بين دولتين وان الديمقراطية يمكن إهداءها للشعوب !
انه حقا كلام يثير الاستياء يا جاك .. وهذا ما حدا بالأستاذ عمرو موسى أن يرد بقوة على جاك سترو مذكرا إياه بالعراق . وهل يمكن أن يكافئ أي شعب بـ " ديمقراطية " تحرق البلاد وتقتل العباد وتلغي المؤسسات وتشعل الفتن .. وهذا لا يمكن قبوله أبدا ؟ وبعكسه أنصتنا إلى السيد كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة الذي قدّم تعريفا متوازنا ، وقد أعجبني قوله بالنص :
"Democracy can not be imported or exported. It can be only supported"
أي أن : " الديمقراطية لا يمكن استيرادها أو تصديرها . يمكن فقط إسنادها " .
صحيح أن خطاب السيد كي مون كان قبل كلمة جاك سترو ، لكن الأخير لم يفكر بما قاله الأول .. بل ولم يتأمل قليلا في أن الظواهر الفكرية والسياسية الكبرى في التاريخ ليست مجرد أشياء بسيطة نستوردها من هذا أو نصدّرها لذاك .. أبدا ! إن المبادئ والأفكار والظواهر يمكن أن تتأثر بها النخب العليا وتستلهمها الشعوب على مهل لكي تطبقها على مقاساتها وضمن الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يحياها أي مجتمع من مجتمعات الدنيا .. ناهيكم عن أن " الديمقراطية " لا تمثلها آلية صندوق انتخابي فقط ، بل هي منظومة كاملة لأسلوب حياة ، يستوجب أن تبدأ مع الإنسان منذ صغره حتى آخر لحظة من حياته في كيفية تعامله مع الدولة والمجتمع والآخر ومدى علاقته بالحريات والقوانين وما هي حقوقه وواجباته .. وفي ظل مناخ متكافئ من المؤسسات المدنية وحقوق الإنسان .
إن الديمقراطية لا يمكن تسويقها في أي منطقة من العالم بواسطة التدخلات الدولية الخارجية ، وقد أثبتت التجارب التاريخية بأن المجتمعات في كل العالم ، لا يمكن التعامل معها بهذه الطريقة التي ثبت فشلها ما لم تتأهل أجيالها على الحياة المدنية والتعامل مع مؤسسات المجتمع المدني التي تؤهل كل من المجتمع والدولة على طبيعة الفصل بين السلطات واحترام الدستور والامتثال للقانون وممارسة الحريات .. إن الديمقراطية لا يمكن أن تكون ورقة ضغط في السوق الدولية لممارسة الضغط من خلالها على دول أخرى .. بل ولا يمكن أن تمارسها دول كبرى ورقة ضغط على دول صغرى معينة دون أخرى .. ولا يمكن للدول الكبرى أن تبقى لعقود طوال ساكتة على ممارسة الدكتاتوريات والشموليات في عدة دول ، وفجأة تنتبه إلى فقدان الديمقراطية كي تبدأ بتصديرها بوسائل سريعة لا تتلاءم ومنطق التاريخ ، فتجني ليس على المجتمعات بكل نخبها وجماهيرها ، بل تجني على فكرة الديمقراطية وفلسفتها وآلياتها الرائعة واختزال تاريخها الصعب في لحظة زمنية غير ملائمة وغير مناسبة وغير مؤهلة ..
إن ما قاله جاك سترو في كلمته المتعجلة لا يستوي ومكانته ، كان عليه احترام الظاهرة نفسها .. وإنني واثق بأن ضروراته السياسية قد فرضت عليه كلاما منحرفا عن الحقائق.. وهو يرى التجارب التي سوّقت على عجل في مجتمعات تعيش فراغا امنيا وسياسيا ، بل وان التجربة العراقية المريرة يمكن أن تكون مثلا تاريخيا فاضحا ، إذ لا يمكن أن نتخيل بلدا يطوف في بحر من الدماء والولايات المتحدة تستعجل تطبيق " ديمقراطية " مستوردة فيه ، فأساءت حتما للديمقراطية نفسها إساءات بالغة .. وباتت الشعوب تقول: ( ها هي ذا تجربة الديمقراطية ) ! بل وأنها تجربة قدّمت خدمة لا تثّمن إلى أي دكتاتور أو لمن يقف ضد الديمقراطية ، إذ غدت التجربة الفاشلة مثلا جاريا . شكرا للمناسبة التي أتاحها لنا منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية .. فقد أثار موضوعات غاية في الأهمية والخطورة.



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكّر العراقي الدكتور سّيار الجميل في حوار جديد حول الوضع ...
- هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟
- النواب العراقيون : مشروع طبقة متميزة !!
- مدخل لفهم الاقليات في الشرق الاوسط : رؤية مستقبلية
- كارثة العراق : الصراع الاهلي .. الاقليمي .. والدولي !!
- الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !
- متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة ؟
- الديمقراطية : مشروع حضاري ام شعار سياسي ؟
- اللحظات الأخيرة : متى يتعلّمها زعماء العراق ؟؟
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل !!
- ما السبيل إلى ثقافة الحوار؟
- توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟
- الطفيلية الإعلامية تفترس الثقافة الديمقراطية !!
- متى يفهم الرئيس جورج بوش الحقيقة ؟؟
- منطقتنا: خرائط طرق مشتعلة !!
- مانفيستو جديد للعراق : من اجل ستة مبادئ وطنية !
- الحرّة ترفع الستارة عن تاريخ المسرح العراقي
- خطوط التصدّع تصيب حياتنا العربية !!
- متى يبدأ التحديث والتغيير الحضاري ؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!