أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - من أجل ديمقراطية علمانية














المزيد.....

من أجل ديمقراطية علمانية


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 573 - 2003 / 8 / 27 - 03:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



تواجه الدول العربية والإسلامية منذ حوالي ثلاثين سنة أو اكثر، مدا أصوليا تتفرع منه تيارات ومدارس للتطرف بجانب المعتدلين، وبعضها يتحول إلى إرهاب دموي يبشر بفقه الموت كما يصف بعض كتاب إيلاف التنويريين. وأما المدارس الإسلامية المعتدلة فتدعو، وكقاعدة عامة، لقيام أنظمة دينية، سواء باسم "الجمهورية الإسلامية، أو باسم " الخلافة الثانية"، أو "دولة ولاية الفقيه". وهذه الدعوات والنماذج تستند لفكرة أن الإسلام دين ودولة، وهي الفكرة التي فضح زيفها منذ العشرينات المفكر الإسلامي المتنور  الشيخ علي عبد الرازق.

إن أكثر الدعاة الإسلاميين في أيامنا يدعون لإقحام الدين ومؤسساته، بشكل أو آخر في شؤون الدولة ومؤسساتها. ولذلك فإن مبدأ الفصل بين السلطتين، أي مبدأ العلمانية، هو أكثر ما تعمد الأصوليون تشويهه في فرضياتهم وكتاباتهم وفتاواهم، واعتبروه، ولا يزالون يعتبرونه، "تآمرا على الإسلام وحربا عليه". وفي الرقعة العربية تعرض مفهوم العلمانية إلى أبشع عمليات التحريف والتشويه، بدعوى أنها قضاء على الدين. ولا داعي لتبيان الكوارث التي جلبتها على شعوب بلدانها وخارجها تلك الدول التي تصف نفسها "إسلامية"، ومنها تجارب أفغانستان والسودان وإيران وغيرها. فإقحام الدين، وبأية درجة وشكل، في شؤون الدولة يؤدي لضرب حقوق الشعوب في إدارة المجتمع، ويشجع على التمييز الديني والطائفي والعرقي، ويخرس المخالف بالقوة تحت تهديد الاتهام بالإلحاد والزندقة وما شابه. والخلط بين السلطتين ومؤسساتهما يسيء لكلتيهما. فالمعتقدات الدينية أمور روحية خاصة بالمواطن الذي يجب أن يمارس حريته الدينية بلا تمييز وبلا قيود. وواجب رجال الدين ومؤسساتهم هو التوجيه الروحي والأخلاقي، والأخذ بقاعدة " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و"خلاف أمتي رحمة."

 ولكن تشويه مبدأ العلمانية يتخذ صيغا أخرى في التطبيق عندما تستخدم دول غير ديمقراطية شعار العلمانية ولكنها في الوقت نفسه تمارس استبدادا سياسيا وقهرا للحريات وحقوق الإنسان، وتزيف الانتخابات وتعدل الدساتير على هوى الحاكم، مع أنها تفصل حقا بين السلطتين الدينية  والسياسية ـ  المدنية، كبعض الأنظمة العربية، وكان منها نظام صدام الفاشي الذي كان في بداية أمره يعلن أن الدولة غير الدين، بل وحارب واضطهد الكثيرين من رجال الدين. وفي التسعينات راح يزايد على الأنظمة والحركات الإسلامية تحت شعار"الحملة الإيمانية"، وأطلق العديد من المجرمين بحجة حفظهم للقرآن، وشجع الحجاب،  وتغاضى عن نمو الفرع المتطرف من المذهب الوهابي في مناطق كالفلوجة والرمادي مثلا.

 ومع ذلك لم يكن نظامه إسلاميا، كما لم يكن لمجرد فصل المؤسستين نظاما ديمقراطيا. و الكمالية نفسها، و كما أورد الأستاذ شاكر النابلسي، التي جاءت بالنموذج الأول والأهم للعلمانية في العالم الإسلامي. وتأخذ بالكثير من مستلزمات الديمقراطية، لا تزال تقمع الشعب الكردي وتنكر حقوقه الثقافية والقومية. فالديمقراطية هنا ناقصة ومشوهة بفعل سيطرة العقلية والممارسة العنصريتين  الشوفينيتين، وبواقع أن السلطة السياسية الحقيقية هي بيد العسكر.

إن الأستاذ شاكر النابلسي على حق عندما يكتب أن العلمانية لوحدها لا تعني الديمقراطية بالضرورة. والمعادلة الصحيحة في رأيي هي أن لا ديمقراطية حقيقية دون فصل الدولة عن الدين، أي العلمانية. فالعلمانية والديمقراطية [البرلمانية اللبرالية التعددية] يجب اعتبارهما جناحين لا ينبغي التفريق بينهما، وقد تحاول بعض القوى الإسلامية أن تراوغ وتحتوي العلمانية بطريقة أو أخرى، كوجوب جعل الإسلام أساس ثقافة المجتمع، أو إعطاء المؤسسات الدينية دورا رئيسيا في وضع الدساتير،الخ.. ومن هنا يجب الإصرار على شعار الدولة الديمقراطية العلمانية، أو العلمانية الديمقراطية.  

إيلاف خاص

 



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية
- الدولة الديموقراطية علمانية..
- النفط والأزمة العراقية
- مواقف مؤسفة لمثقفين عرب
- قراءة استشفافية لمؤتمر المعارضة في لندن
- سقطة مثقف عربي
- جناية الشعب العراقي على العرب والمسلمين
- قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش
- في مأزق الفكر العربي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - من أجل ديمقراطية علمانية