أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...















المزيد.....

في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 08:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرة اخرى تنكشف حقيقة الدولة العبرية بكافة مؤسساتها، حيث انها تجتهد هذه المرة لأن تسكت الصوت العربي القومي المنبعث من قلب الناصرة وحيفا والقدس، هذا الصوت الذي تطور لدرجة انه احرج ما يسمى بالمؤسسة الديمقراطية الإسرائيلية بعقر بيتها، كاشفا عن حقيقة عنصريتها وأسلوب تعاطيها والقضايا المعاصرة وحقيقة صناعة وصياغة المفاهيم السياسية والاجتماعيبة وحتى الفكرية القائمة على الغاء الأخر وترسيخ مفاهيم الإبرتهايد وان حاولت مرارا وتكرارا انكار هكذا تهم كانت على الدوام واضحة بالوقائع الحية والملموسة في مجتمعات الدولة الناشئة والمسماه بدولة اليهود ذات الطابع الإحلالي للشعب الأخر والأصيل...
مرة اخرى تحاول تل ابيب تغير قواعد اللعبة بعد ان عجزت بالتطويع والتركيع وطمس ومحو الهوية العربية الفلسطينية للشريحة العربية التي تعيش بموطنها الأصلي ... بعد ان فشلت كل محاولات التدجين والتهجين لإنحرف الفكر العربي المتبلور في العمق الإسرائيلي وكان اللجوء وكما هي العادة دائما في الدول المعتمدة على نظم الإبرتهايد بإدارة شؤونها الداخلية وحتى الخارجية على تركيب وفبركة الملفات الأمنية اعتمادا على اساليب العسس واجهزة المخابرات التي نعلم كيف تعد ملفاتها وماهية التعليمات الصادرة من المؤسسة السياسية لها للتعاطى واي شأن من شؤون الفكر الحر المناهض والمتناقض وفكرة الدولة العنصرية.
اذن هكذا كانت بدايات الحكاية وهذه هي بداية قصة الدكتور عزمي بشارة والدولة الإسرائيلة فهو الصوت العربي القومي المتصالح والفكرة العروبية القائمة على الفعل الديمقراطي والمتفاهمة والحداثة والمناهضة لكل اشكال العنصرية والديكتاتوريات التي لا تقل خطورة عن فكرة الاحتلال ذاتها وتلك النخب التي تمارس الفعل السياسي والثقافي على ارضية الواقعية السياسية المتصالحة او المنسجة وفكرة النظام العالمي الجديد واخواتها بكافة الأقاليم والقائمة على تقسيم المقسوم وشرذمة المتشرذم والتي يقف على رأسها المشروع الشرق الأوسطي الجديد.
ان النمط الفكري للدكتور عزمي بشارة والذي بات مزعجا للنخبة الإسرائيلية الحاكمة في تل ابيب تبلور على اساس الفكرة العروبية القومية الديمقراطية والمحددة بالضبط اتجاهات الفعل النضالي الكفاحي والمتشبثة بالهوية الحضارية، والعالمة والعارفة لمحددات الصراع وجوهريتها في المنطقة والقابضة على الفكرة وغير المنطلقة بعبثية التفكير والمصالحات الوهيمة مع فكرة الإحتلال بالأساس... تلك الفكرة التي طورها فكر الدكتور عزمي بشارة مانحا لتفكيرة حرية الإنعتاق من اوهام امتلاك الحقائق دون سواه والواقف بصلابة الناقد لإخطاء المسار الوطني والعروبي بالتاريخ المعاصر والمنتقد حتى للفعل النضالي حينما يفقد بوصلته واتجاهاته الاصحيحة والسليمة.
يتمحور جهد عزمي بشارة الفكري الأساسي على العلاقة بين القومية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاولة المزاوجة بينها في فكر يمثل تياراً ديموقراطياُ للمجتمع العربي. وينسجم جهده السياسي مع هذا العمل الفكري ، خاصة في تعميق مفهوم المواطنة وعلمنته وفصله عن الانتماء الاثني او العرقي او الديني .
ويعتبر مشروعه السياسي ( دولة المواطنين) إضافة الى محاولة دمقرطة واحياء الفكر القومي العربي و مصالحته مع اللبرالية والعدالة الاجتماعية علاقة فارقة في العمل السياسي أدت الى ارتباك شديد في تناول العلاقة مع العرب في الداخل في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة والى اعادة صياغتها على مستوى الخطاب السياسي السائد في الساحة العربية. وقد ترجم د. عزمي بشارة افكاره هذه من خلال العمل البرلماني بحيث شكل هذا النشاط باقتراحات القوانين والقضايا التي فتحها والمتعلقة بتحديد معنى المواطنة المساواة وفصل الدين عن الدولة قفزة في العمل البرلماني العربي في اسرائيل وتحدياً كبيراً للعنصرية والاراء المسبقة وبنية الدولة وحقيقتها.
اذن هذه هي اصل الحكاية... صوت الغضب المتبلور على شكل الصرخة العربية المنطلقة من حيفا تأتي هذه المرة لتقض مضاجع حكام تل ابيب... صرخة كاشفة عن حقيقة دولة اسرائيل معريا اياها من كل اشكال الأصباغ التي لطالما حاولت التمظهر فيها...
د. عزمي بشارة جاء ليكشف اللثام عن حقيقة الواقع العربي في الدولة الإسرائيلية ومتطلباتها واضعا النقاط على الحروف بعيدا عن ممارسة الفعل السياسي الإحترافي في دهاليز الكنيست او مؤسسات الدولة فقط... بل انه قد تجاوز وكسر قواعد اسرائيلية لطالما حكمت وتحكمت بالأقلية العربية القومية بالدولة العبرية واحالتها الى مجرد تجمع بشري يحيا على هامش المجتمع الإسرائيلي بهدف اظهار اسرائيل لنفسها وكأنها دولة ديمقراطية فعلية تحمي حقوق الأقليات وكانت ان انطلت هذه اللعبة على الكثير من صُناع القرار والموقف السياسي في المنطقة والعالم بأسره...
اعتقد ان النمط الفكري والسياسي للدكتور عزمي بشارة ومن خلال حزب التجمع قد وضع الجملة في سياقها الطبيعي والصحيح لماهية الوقائع الفعلية للأقلية العربية في اسرائيل حيث كان ان تم تشريح تلك الوقائع وحقائق تداعيات الصراع والتنازع ما بين المفاهيم ومسارات فعلها في مسار الدولة الإسرائيلية ذاتها ومدى التناقضات التي وقع ومازال يقع فيها الكثير ممن يتعاملون والشأن السياسي العربي الفلسطيني اليومي في العمق الإسرائيلي وقد جاءت اطروحة الدكتور عزمي صادمة مخيفة ومزعجة للمؤسسة الإسرائيلية بكل تنوعاتها واشكالها... تلك الأطروحة التي اعتمدت على اصل الأشياء اولا وعلى تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية ثانيا، وعلى متطلبات المجتمع العربي المنسجمة والفكرة الوطنية وانتماءاتها وواقع محيطها ثالثا، كأن يكون الطرح بسياق الفكرة السياسية وتفاعلاتها بضرورة ان تحظى الأقلية العربية في اسرائيل بالحكم الذاتي الثقافي والديني، وكأن تقوم الأطروحة على ضرورة ان تحدد الدولة هويتها وشكل مسارها وتعطيها والمجتمعات المتعددة فيها، ومن هنا كانت اطروحة بشارة قد قامت على اساس ان الدولة لكل مواطنيها وقد جاءت هذه الأطروحة والتي رفضتها المؤسسة الإسرائيلية لتعزز المفاهيم العنصرية لدولة اسرائيل وبالتالي كان من المطلوب تدمير هذا المنحنى التفكيري العربي الوطني المتصاعد والمتبلور على شكل النظام والبرنامج السياسي المنسج اولا وانتماءه الوطني والعربي القومي والمتصالح مع فكرة الدولة والمتشبث بالحقوق والرافض للتهميش.
اعتقد ان د.عزمي بشارة قد استطاع ان يربط ما بين الفلسطينين في بوتقة الأطروحة السياسية الفكرية بعناصرهم الثلاث : الفلسطينيون في إسرائيل وفلسطينيو الضفة وغزة ثم قضية اللاجئين على اعتبار ان هذه الأجزاء الثلاثة وحدة متكاملة غير قابلة للمساومة والإهمال . ومنذ اتفاق أوسلو حذر بشدة من اعتبار المشكلة الفلسطينية شبيهة بمشكلة الأكراد وهذا يعني تقسيم الشعب الفلسطيني لأقسام مختلفة خاملة منعزلة وهنا تكون القضية قد انتهت دون أن تحل كمشكلة قومية متكاملة .
ولعل اطروحة بشارة وادراكه بضرورة التواصل مع المحيط العربي وفك العزلة التي فرضت على المجتمع العربي الفلسطيني في العمق الإسرائيلي ونجاحه بهذا الصدد قد اشعلت الضوء الأحمر عند المؤسسة الإسرائيلية حيث انها ادركت ما معنى ان ينمو ويتطور الشعور القومي العربي لدى فلسطيني الداخل وتحديدا اذا كان التفاعل سيقوم مع الممانعات العربية وعواصمها وبالتالي نشوء علاقات طبيعية وانسانية مع المؤسسات القومية العربية الممانعة للغزوة الإستعمارية للمنطقة العربية ولما لهكذا نتائج بإنعاكاساتها على طبيعة وكينونة تطور الفهم االحضاري للمجمتع العربي الفلسطيني في الداخل.
لهذه الأسباب ولكون اطروحة الدكتور عزمي بشارة قد صارت عبء على المؤسسة الإسرائيلية ولم تعد تحتمل تداعياتها وتفاعلاتها تنقلب المعادلة وتتغير قواعد اللعبة في الدولة الإسرائيلية والمجتمع العربي وبالتالي كان لابد من ان تصدر الأوامر الى المؤسسة الأمنية لتبدأ بفبركة الملفات الأمنية بحق د. عزمي بشارة.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...