أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الروائي الأمريكي كورت فَنَغوت يستعين بالسخرية والكوميديا السودا كي لا يفقد شهيته للكتابة















المزيد.....

الروائي الأمريكي كورت فَنَغوت يستعين بالسخرية والكوميديا السودا كي لا يفقد شهيته للكتابة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


توفي في نيويورك الروائي الأمريكي كورت فَنََغوت عن 84 عاماً، ويُعد الراحل علامة فارقة في الأدب الأمريكي الحديث. وقد أصبح فنَغَوت معْلماً ومثالاً يحتذي به الطلاب في الستينات والسبعينات من القرن الماضي نتيجة لأعماله الأدبية التي تنطوي على مبدأ الثقافة المناهضة للحرب والتمييز العنصري. لم تقتصر كتابات فنَغَوت على الرواية، بل تعداها الى القصة القصيرة والمسرحية والمقالة النقدية. تعتبر لحظة قصف المدينة الألمانية دريسدن من قبل قوات التحالف عام 1945 من أكثر اللحظات رعباً وذهولاً في حياته، حيث شهد بنفسه هذه الحادثة المفجعة عندما أسير حرب وهو في ريعان شبابه. وكانت تجربة الأسر، على رغم من حدّتها ومرارتها، مهمة بالنسبة اليه، إذ كانت الدعامة الأساسية لأبرز أعماله الروائية المعروفة مثل " مسلخ رقم 5 "، كما أن أعماله الأُخَر لم تخلُ من بصمات وآثار مدة الأسر المروَّعة التي قضاها هناك. ومن أعماله الأخر نذكر " عازف البيانو " 1952، " صفارات إنذار تيتان " 1959، " فطور الأبطال " 1973، " أليف السجون " 1979، " وغيرها من الأعمال الأدبية. اتخذت رواية " مسلخ رقم 5 " موقفاً مناهضاً للحروب الظالمة التي شنتها أمريكا على العديد من دول العالم أبرزها فيتنام، ووقفت ضد التمييز العنصري والثقافي والاجتماعي الذي كان سائداً في الولايات المتحدة آنذاك. تقاعد فنغوت بشكل جزئي من أجل التفرغ لكتابه الجديد المعنون " رجل بلا بلد " والذي استمد مقالاته، كما يقول، " من إزدرائه الشديد للرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش."
ولد كورت فَنَغوت في 11 نوفمبر 1922 في أنديانابوليس بأدنديانا. وهو روائي أمريكي عرف بأعماله الأدبية التي تمزج بين السخرية، والكوميديا السوداء، والخيال العلمي مثل رواية " مسلخ رقم 5 " التي صدرت عام 1969، و " مهد القطة " عام 1963، و " فطور الأبطال " 1973. عمل في صحيفة " الديلي أيكو "، ثم درس لمدة قصيرة في جامعة بتلر، لكنه سرعان ما توقف عن الدراسة عندما أخبره أحد الأساتذه بأن قصصه ليست جيدة بما فيه الكفاية. ثم درس الكيمياء في جامعة كورنيل قبل أن ينتمي للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية بعد سنة واحدة من الهجوم الياباني على ميناء هارل بيرل. وعندما أصبح جندياً عُين كشافاً في وحدات الاستطلاع في فرقة المشاة 106، وخلال معركة " Bulge " وقع في الأسر وحصل على نوط الشجاعة الموسوم بـ " القلب البنفسجي " وقد أثرت هذه المعركة على كل أعماله. وحينما كان أسير حرب شهد فنغوت عملية قصف مدينة دريسدن عام 1945 التي دمرت المدينة بالكامل حيث قُتل فيها " 135.000 " مواطن وكان فنغوت من بين الناجين إضافة الى سبعة أسرى حرب أمريكيين كان يعملون في قبو تحت الأرض وقد عرف هذا المكان بـ " مسلخ رقم 5 " ثم أمره النازيون أن يعمل في انتشال الجثث المتعفنة من تحت الركام. وقد تحولت هذه الكارثة الى ثيمة أساسية لرواية المسلخ اضافة الى ستة أعمال روائية في الأقل. رفضت الجامعة أطروحته الأولى التي تتحدث عن " أوجه التشابه بين الرسم التكعيبي والانتفاضات الأمريكية البدائية في القرن التاسع عشر " حيث قال عنها الأساتذة أنها أطروحة غير محترفة. ثم قبلوا لاحقاً روايته " مهد القطة " ومنحوه الشهادة الجامعية العليا. بدأ فنغوت يفكر بترك الكتابة بحجة اللاجدوى، لكنه وجد نفسه منغمساً في التدريس في جامعة " أيوا " للكُتاب حيث أقام عدداً من ورش العمل. وفي تلك الفترة ذاعت روايته " مهد القطة " وأصبحت من الروايات الأكثر مبيعاً كما أصبحت رواية " مسلخ رقم 5 " واحدة من أفضل الروايات الإنكليزية في القرن العشرين، وقد ظهر اسمها من بين مئة رواية في قائمة مجلتي " التايم ".و " المكتبة الحديثة ". تزوج فنيغوت من حبيبة طفولته جين ماري كوكس بعد عودته سالماً من الحرب العالمية الثانية، غير أن الزوجين افترقا عام 1970. ولم يطلِّق كوكس حتى عام 1979. ومنذ عام 1970 حتى 2000 عاش فنغوت مع المصورة جيل كريمينتز التي أصبحت لاحقاً زوجته الثانية. تعرض منزله في 31 يناير 2000 الى حريق كبير دمر الطابق الأعلى من منزله، وظل فنغوت يعاني من صعوبة في التنفس على رغم من مكوثة أربعة أيام في المستشفى أنقذته من حالته الحرجة. كما أن أرشيفه الشخصي قد دمر بالكامل، ثم تماثل للشفاء في نورمهامبتون في ماسوشوسيتس. يؤكد فنغوت بأن بعضاً من كتبه قد مُنعت من التداول لأنها كانت تتوفر على " فحش وفجاجة " لا يتلاءمان مع قيم وتقاليد المجتمع الأمريكي. وقد وصفها بعض النقاد بأنها فظة وسوقية ومبتذلة على رغم من توفرها على الجانب الفني الذي لا يرقى اليه الشك.
خلال سنوات عمله كمراسل صحفي للبوليس كتب عدداً من القصص القصيرة. كانت حياة فنغوت غير مستقرة وقد انطوت على الكثير من الفجائع، ففي يوم المرأة عام 1944 انتحرت أمه حيث كانت تكتب هي الأخرى مقالات لبعض المجلات ثم انتابتها الكآبة حينما تلاشت أحلامها، وكان فنغوت يقول لها بأن مقالاتها تفتقر الى السوقية التي تتوفر عليها كتاباته. بحلول عام 1966 كتب فنغوت نحو خمسين قصة قصيرة، ثم ترك عمله كمراسل صحفي وتفرغ كلياً للكتابة. نشر أول رواية له عام 1952 وكانت بعنوان " عازف البيانو ". وعلى رغم من أنها نالت على بعض المديح إلا أن كتاباته اللاحقة قد حققت شهرة مضافة ونجاحاً أكبر من خلال أسلوبه التهكمي الساخر وبالذات في " صفارات إنذار تيتان "، و " ليلة الأم " و " مهد القطة " التي حظيت باهتمام نقدي واسع النطاق. فقدَ فنغوت الرغبة في الكتابة، وبدأ يتذمر من بصمة الخيال العلمي التي عوّل عليها لسنوات طوال، وظهر هذا التذمر في روايتي " مسرحية تهريجية " 1967 و " أليف السجون " 1979. وإنتبه النقاد الى غياب الحس التهكمي في رواياته ومسرحياته الأخيرة، بل أنه حاول الانتحار خلال تلك الحقبة التي شعر فيها باليأس والقنوط واللاجدوى. وعلى الرغم من أنه ظل يكتب حتى وفاته في 11 أبريل نيسان 2007 في نيويورك، إلا أنه كان مقتنعاً بأنه قد أنجز أفضل كتبه في السنوات السابقة، خصوصاً بعد نشره لرواية " مسلخ رقم 5 " ثم اعترف بأنه فقد الشهية للكتابة مشبهاً نفسه بالوردة التي توقفت عن التفتح.
كتب فنغوت في سنواته الأخيرة عدداً من المقالات التس ضمها كتابة المعنون " رجل بلا وطن " 2006 وقال بأنه كان يستمد طاقته في الكتابة من إزدرائه للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش. حمل الكتاب عنواناً ثانوياً هو " مذكرات حياة لأمريكا جورج دبليو بوش وفنغوت " ومعروف عن فنغوت أنه صاحب رؤى ليبرالية حرة، كما يتميز بهجومه المتواصل على اليمين الأمريكي المتطرف. فلا غرابة أن يهاجم الرئيس وكل المؤسسات الثقافية والإعلامية التي تؤازره.
أصدر فنغوت أيضاً مجموعتين قصصيتين وهما " كناري في بيت القطة " و " مرحباً في بيت القرد " وقد نشر هذه القصص بين الأربعينات والستينات من القرن الماضي في مجلات ذائعة الصيت مثل " بلاي بوي "، " إسكواير "، " كوزموبوليتان "، " ليديز هوم جورنال "، " فانتزي " و " ساينز فيكشن ". وفي مقدمته التي كتبها لمجموعة " مرحباً في بيت القرد " وصف فنغوت هذه القصص بأنها تجارية، وأنه يضطر لبيعها كي يمول مشاريعه الروائية." قال عنه لاري.ل. كنغ في دراسة نقدية خصصها لمجلة " نيويورك تايمز " أن مجموعة " مرحباً في بيت القرد " القصصية قد فشلت في تعزيز سمعة فنغوت. وأن هذه القصص ما هي إلا ومضات سريعة خاطفة من المرح والصخب المتجذر للعبث اليومي الذي يمنحنا القدرة على الضحك والخوف أيضاً." وقال ستينلي سكات " بأن فنغوت يمكن أن نتذكره من خلال رواياته وليس من خلال قصصه، وهذا لا يمنع من أن تكون بعض قصصه ناجحة فنياً. " حيث تعكس هذه القصص القصيرة جوانب مختلفة من تجاربه وسيرته الذاتية، كما تعكس أيضاً خياله العلمي الذي جسدته العديد من رواياته الناجحة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل العزاوي على غلاف مجلة -بلومسبوري ريفيو-: دعوات ودواوين ...
- كوبنهاغن، مثلث الموت - نص توثيقي، وسيرة مدينة بامتياز
- متابعات صحفية
- معجبة تعثر على رواية مخطوطة لجينيت ونترسن وتعيدها لدار نشر ب ...
- بريطانيا تودِّع أبرز كتاب الرواية البوليسية وأدب الجريمة
- طارق هاشم في فيلمه الجديد www.Gilgamesh.21 مقاربة في تسخير ا ...
- في شريطه الجديد - ماريا / نسرين -: محمد توفيق ينجز السيرة ال ...
- تقنية - البوتو - في مسرحية - الراقص - لحازم كمال الدين: تثوي ...
- مونودراما - أمراء الجحيم - إدانة مباشرة لثقافة التطرّف والظل ...
- في المعرض الشخصي الجديد للفنان آراس كريم: كائنات متوحِّدة تس ...
- كاظم صالح في شريطه الجديد - سفر التحولات-: محاولة لتدوين الس ...
- ظلال الصمت - لعبد الله المحيسن وإشكالية الريادة الزمنية: هيم ...
- الخبز الحافي- لرشيد بن حاج: قوة الخرق والإنتهاك للأعراف الإج ...
- الشاعر العراقي كريم ناصر ل - الحوار المتمدن -: الشعر يستدعي ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: يجب أن أخرج بقارئي من المألوف المع ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أدلِّل النص و- أدلَِعه - مثلما أدل ...
- صباح الفل - لشريف البنداري: الإمساك بالمفارقة الفنية عبر رصد ...
- المخرج التونسي الياس بكار ل :- الحوار المتمدن-: أشعر بأنني ل ...
- الواقعية الجديدة في - العودة الى بلد العجائب - لميسون الباجج ...
- الفنانة فريدة تُكرَّم بدرع المُلتقى الدولي الأول للتعبيرات ا ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الروائي الأمريكي كورت فَنَغوت يستعين بالسخرية والكوميديا السودا كي لا يفقد شهيته للكتابة