أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - من يحكم من في وسائد الليل














المزيد.....

من يحكم من في وسائد الليل


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 01:00
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    



من يحكم من في احاديث وسادة الليل ؟


من حكم الآخر شهريار أم شهرزاد..؟
وما مفهوم الحكم لدينا؟ سؤال يتأرجح في داخلي وأنا أكتب تعليقا لأحد زملاء المهنة في إستطلاع صحفي حول سؤال هو: ماذا لو حكمت المرأة العراق!
في كل ~أمورنا الحياتية هناك ظواهر معلنة، وأخرى مبطنة، والمعلن لا يثير الشك أو التحليل أو حتى التساؤل فهو أكثر وضوحا وسلاسة في حياتنا وإن كنا في بعض الأحيان لا نستطيع مناقشته هذا المعلن لأسباب متعددة كأزمة (البنزين وأزمة الكهرباء في بلادنا)، لكننا هنا بصدد الحديث عن الظاهرة المبطنة أي تلك التي تحمل في طياتها الأسرار ومكنونات النفس الإنسانية. ونعود للسؤال ماذا لوحكمت العراق إمرأة؟ وهل يعنينا هنا الحاكم؟ أم جنس الحاكم مذكرا كان أم مؤنثا. وان كان الحاكم رجلا والرجال هم الغالبية المطلقة في بلادنا العربية. من يحكم هذا الحاكم. حل السؤال يبدو كالصدمة لنا ونحن نجيب بإبتسامة بلهاء الحاكم حاكم لا يحكمه أحد..


دلائل التأريخ في الغالب تقول غير هذا وفي أغلب قصص الحكام الديكتاتوريين والديمقراطيين وحتى المتطرفين تقول: ان من يحكم الحاكم وسادة الليل!!
ووسادة الليل هنا هي حين يضع هذا الحاكم رأسه على وسادته بعد ان يزيحها عن صدر زوجته أو معشوقته. وبعد ان يفرغ جسده من متطلبات المتعة الغريزية. سعيدا هانئا مستسلما لشفاه المرأة التي بجانبه. وهي تتحدث عن شؤون العباد والبلاد برقة متناهية مشيرة عليه أن يفعل كذا ويتخلى عن كذا!
ألم نسمع آلاف القصص عن القادة الذين سقطوا في براثن وسائد الليل وهم يتحدثون حتى عن خططهم العسكرية؟
ومن قال ان شهرزاد لم تكن تحكي قصصها الألف في لياليها الألف عبر وسادة الليل وجعلت من شهريار مشدوها صابرا متشوقا للمزيد خانعا لحكمها في ان تبقى قيد الحياة مؤجلا حكمه في إعدامها كمن سبقتها من النساء؟
أليست المرأة هنا الحاكمة والسيدة والآمرة والناهية.. لكن بذكاء؟ الظاهرة هنا ان الرجل هو الحاكم والباطن ان المرأة هي التي تحكم الرجل الحاكم!
فلماذا نتعب أنفسنا ونحاول ان نطالب بأن تكون المرأة حاكما؟!
حكايا إجتماعية كثيرة تؤكد ان المرأة هي من تقود مسيرة حياة أفراد أسرتها بما فيهم القائد الأول، وهو الرجل، بذكاء خفي غير معلن وإبتسامة الظافر المنتصر حتى وهي تقف خلف الرجل. نجاة إمرأة كآلاف النساء اللاتي حكمن أزواجهن من دون أن يدروا (الحكم هنا ان تكون دفة مسيرة الحياة بيدها وتبعا لتوجيهاتها والإنصياع التام لكل ما تقوله من دون الإعتراف العلني أنها الحاكمة!)، حين خطبت نجاة لزوجها خريج البكالوريوس (قسم الرياضيات) شجعته أن يواصل دراسته العلمية، وحين حاول اللجوء الى حجج لم تعجبها في عدم قدرته على مواصلة الدراسة، هيأت له كل السبل ليلغي من حياته كل الحجج، أعادت تسجيله في الجامعة، عادت هي الى عملها لتوفير الدعم المادي للأسرة، ومن دون أن يدري عاد تلميذا الى مقاعد الدراسة فنال الماجستير وبعدها الدكتوراه. قررت مغادرة البلاد حين تردى فيها الوضع المادي، فتحجج مرة أخرى بالإنتماء للوطن والأهل، وفجأة حزم أمتعته مغادرا هو وأسرته الى الخليج، وأصبح هناك علما من أعلام الجامعة.
بعد نهاية حكم الإستبداد قررت العودة الى البلاد بجيوب منتفخة. تحجج بالإنتماء الى مكانه وتدريسه والثروة المالية التي يكسبها. فجأة عاد مقتنعا ان بلاده أولى بثقافته وتدريسه! نال منصبا لم يعجب الزوجة. الوضع الأمني المتردي لم يعجب الزوجة، لكنه كان مقاوما بعد ان بدأ إسمه باللمعان في جامعة بلاده، قررت المغادرة الى بلد أجنبي، حزم حقائبه وغادر مرة أخرى!
هذا الدكتور لم يكن في وعيه، الظاهر يؤكد ان زوجته تحكم أمور دفة الحياة، فكان يعلن أن كل خطوات حياته نابعة من قراراته وأحكامه!! هل نضحك معه أم عليه؟ لا نضحك على جملة (من يحكم من).. وفي حقيقة الأموران المرأة هي الحاكمة الفعلية للرجل شاء أم أبى.. وان أحاديث وسائد الليل تذيب كل عنجهية وكل تمرد لهذا الرجل الذي يظن نفسه عملاقا!
ليست نجاة المرأة نموذجا واحدا، فالنماذج أكثر من أن تحصى في زمن تسيطر فيه الذكورة بالشكل الظاهر العام وتتحكم به الأنوثة بالشكل الباطن.. رغم كل معاناة وآلام المرأة ومحاولة الكثيرين لإقصائها من سدة الحكم أو ما يحيط سدة الحكم!
نظرة دقيقة في بيوتنا لنكتشف حقيقة من يحكم الآخر، خاصة إذا كان الرجل على أكثر من وسادة في الأسبوع!
رحاب الهندي



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء الشيطان
- جسد في اروقة التجاره


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - من يحكم من في وسائد الليل