أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....















المزيد.....

اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك ان دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت المنهارة شعبيته بالوسط الإسرائيلي والذي يواجه الكثير من الأزمات جراء سياساته وعدم تقديراته للموقف وتحديدا اتجاه الحرب على لبنان التي اخفق فيها جيشه الذي لطالما كان رافعا لشعار الجيش الذي لا يقهر ... للزعماء العرب للقاء والتحاور والتباحث والتفاوض في اطار لقاء قمة مشتركة له الكثير من التفسيرات ولربما اياضا الدلالات حيث ان هكذا دعوات تأتي على خلفية المبادرة العربية والتي صار عمرها اليوم خمس سنوات يحاول اولمرت من خلالها الإمساك بطرف الخيط السياسي في محاولة منه للعبور الى الخارطة الإسرائيلية الداخلية واعادة ترتيب اوراق لعبة النفوذ الحزبي والسياسي على المسرح الداخلي للدولة العبرية... اذن هذه الدعوات والتمظهر بكونه رجل السلام القادم الذي من المفروض ان يمنحى الناخب افسرائيلي صوته ليصنع له السلام والاستقرار في المنطقة ومن هنا تجيء تصريحات اولمرت وغزله اتجاه السعودية العربية وما يسمى بدول الاعتدال العربية....
الا ان اولمرت يحاول ان يتعاكس او على الأقل ان بغفل طبيعة الحقائق التي باتت واضحة في اطار المجتمع الإسرائيلي وكون رئيس الوزراء هذا قد اخفق بمهاماته ولم يستط انجاز النصر لإسرائيل وكسب جولة الحرب الأخيرىة ولا هو قادر على صنع السلام او صياغة التسوية السياسية ولعل اولمرت قد اضحى واحدا من زعماء المنطقة الذين يحاولون الإبقاء على عروشهم والإمساك بزمام السلطة وان كان الرأي العام يخالفهم او يقف ضدهم او انه يؤريد افطاحة بهم ... بل خطاب اولمرت قد اضحى خطابا فضاضا لا يأبه بكل استطلاعات الرأي المحلية التي تشسير بشكل واضح الى شعبيته كرئيس للوزراء قد اصبحت في الحضيض ... حيث انه كان قد اجاب على سؤال حول استقالته من منصبه كرئيس للوزراء تلبية لرأي المجتمع الإسرائيلي الذي اعتبر ما نسبته 97% منهم بأنه ليس جدير برئاسة الحكومة كنتيجة طبيعة لإخفاقاتها المتكررة اتجاه كافة الملفات قال (بأنه لا يعتقد بوجود نسبة كهذه، مع العلم أن ذلك ما تظهره الاستطلاعات. كما كرر اعترافه بأنه رئيس حكومة بدون أي شعبية.) وعندما قيل له أنه لم يتدهور الوضع بأي رئيس حكومة في إسرائيل إلى هذا المستوى، قال إنه يعتقد أن هناك رؤساء حكومة مروا بفترات كانوا فيها في الحضيض، إلا أن ذلك لم يتم فحصه في الاستطلاعات في السابق. إلا أنه اعترف أن أداء رئيس الحكومة يكون مجدياً وأكثر سهولة عندما يتمتع بنسب تأييد عالية. وهذا يعكس حقيقة التخبط الذي بات اولمرت يعيشه هذه الأيام فهو من جانب لا يريد ان يترك السلطة او يعترف بأخفاقاته على كافة المستويات العسكرية والسياسية وحتى تلك الإجتماعية. الأمر الذي يعني ان السياسة الإسؤرائيلة الرسمية لابد من ان تخلق مادة سجالية جديدة لإنقاذ الحكومة من ازماتها وغرقها المتواصل جراء ارتدادت عدوان تموز على لبنان وهو مما يعني ضرورة خلق كلاما جديدا بالسياسة الإقليمية والمقصود بالكلام السياسي هو الكلام ليس اكثر بمعنى الإثارة وخلق الإنطبعات التي من خلالها يكون فتح الملفات السياسية الجديدة على شكل ادارة للأزمات وللعلاقات العامة مما ينعكس بمحاولة التغطية على الملفات الساخنة للحكومة الإسرائيلية على المستوى الداخلي واعتقد ان الكلام السياسي لأولمرت يهدف خلق هكذا انطباعات بالظرف الراهن اكثر مما يستهدف جدية الطرح السياسي.. ولعل الأطروحة الكلامية الأولمرتية الجديدة في محاولته الغزلية لمحور دول الإعتدال العربية تخدم السياسة الإمريكية بالمنطقة وامكانية مواجهة لتصاعد المد القومي العربي الممانع للسياسات الشرق اوسطية بالمنطقة... حيث ان قناعات اولمرت وانعاكاستها على الشأن العربي وحسب رأيه قد خلقت بدايات لتحركات وتقديرات جديدة اسهمت في خلق معدلة محور الإعتدال العربي في مواجهة المد الأصولي الإسلامي الأصولي وبحسبه، فمن الممكن أن تكون هذه الدول قد أدركت أنها على خطأ واعتقدت طوال الوقت أن إسرائيل هي الهدف الذي يجب القضاء عليه، في حين أن الإسلام الأصولي هو الذي يعرض حكوماتها للخطر، وباتت تنظر إلى إسرائيل في سياق جديد، لم يكن قائماً في الماضي... وهو ما يعني ان السيد اولمرت بات يراهن على حقيقة هذا المحور بل طبيعة دوره الوظيفي في المنطقة وهو الأمر الذي بدا واضحا منذ اللحظة الأولى لإعلان ولادته واعتقد ان التعليمات الإمريكية قد صدرت لأولمرت بضرورة ان يباشر لصناعة سياسة غزلية وهذه الدول وبالتالي هذا المحور والتي تقف على رأسها السعودية العربية بدليل الإستعدادية التي ابداها حاكم تل ابيب الضعيف للمشاركة في قمة اسرائيلية عربية تعقد بدعوة من السعودية من اجل مناقشة مبادرة السلام العربية مشيرا الى انه يرى نقاطا ايجابية فيها . ولاشك ان تصريحات اولمرت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في القدس تثير الكثير من الجدل والتحليل خيث قال بالنص "اعلن بهذه المناسبة لقادة الدول العربية انه اذا ما دعا العاهل السعودي الى اجتماع للدول العربية المعتدلة ودعاني مع رئيس السلطة الفلسطينية لعرض الافكار السعودية علينا فسوف اتوجه للاستماع اليها وسأعرض افكارنا بسرور". واضاف "ادعو جميع قادة الدول العربية بمن فيهم بالطبع العاهل السعودي الذي اعتبره قائدا مهما جدا الى اجراء محادثات معنا". وقال "اعتقد ان الوقت حان للقيام بمجهود ضخمة لاعطاء دفع للعملية الدبلوماسية" مضيفا "انني متفائل". وردا على سؤال عما سيقوله للعاهل السعودي في حال انعقاد مثل هذه القمة قال "ثمة امور يمكن قولها في لقاء مباشر لا يمكن الاعلان عنها قبل ان تنضج ضمن عملية صحيحة ومنتظمة لتأتي بثمار". وتابع "ليس بنيتي ان املي عليهم ما ينبغي ان يقولوه وانني واثق من انهم يدركون انه سيكون لدينا ما نقوله". ورأى اولمرت انه "ليس مهما ان يكون ما سيقولونه وما سنقوله متطابقا في المرحلة الراهنة لكن مجرد عقد مثل هذا الاجتماع الذي سيتيح لهم ولنا عرض افكارنا يستحق بالتأكيد العناء". وقال ان "الدول العربية المعتدلة بقيادة السعودية" تريد المشاركة بنشاط في الجهود الرامية لاحلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف "اعتقد ان الاستعداد لقبول اسرائيل كحقيقة ومناقشة بنود حل مستقبلي يمثل خطوة لا يسعني الا ان اقدرها".وكان اولمرت قال في وقت سابق أمس ان "اسرائيل على مفترق طرق خطير من القرارات المهمة.. نحن أمام مواجهة تهديدات بالغة من ناحية وفرص لاحراز تقدم على المسار الدبلوماسي مع الدول العربية من ناحية أخرى". وفي مقابة مع مجلة "تايم" الاميركية قال اولمرت انه سيفاجئ العاهل السعودي بما سيقوله له اذا اتيحث له فرصة الاجتماع به .واضاف اولمرت بانه ينظر بايجابية عالية للدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة في المنطقة مؤكدا وجود عوامل ايجابية جدا في مبادرة السلام السعودية. وردا على سؤال حول ماهية المفاجأه التي يعدها للعاهل السعودي قال اولمرت " اذا قرأ الملك السعودي عن المفاجأة في صحيفة التايم فلن تكون مفاجأة ". اسرائيل تتعرض لضغط اميركي مصري لاجراء محادثات مع العرب على الصعيد ذاته قال دبلوماسيون أمس ان الولايات المتحدة ومصر تطالبان اسرائيل بسرعة البدء في اجراء محادثات مع لجنة تضم دولا عربية بشأن كيفية المضي قدما في عملية السلام. ورغم أن اسرائيل لم ترفض صراحة مبادرة السلام التي تبناها الزعماء العرب خلال قمة الرياض فقد وصفت بعض البنود الاساسية بأنها صعبة ومبهمة فيما يتعلق بكيفية المضي فيها. واقترحت واشنطن والقاهرة خلال محادثات مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ومسؤولين آخرين ان توافق اسرائيل على المشاركة " بأسرع ما يمكن" في اجتماع مع مجموعة عمل اقرتها القمة العربية والتي قد تبدأ التفاوض حول امكانية التوصل الى اتفاق.وقال دبلوماسي "ستتحدث دول الجامعة العربية مع اسرائيل بشكل رسمي وعلني وبصفة جماعية" واصفا الجهود بأنها غير مسبوقة في مدى نطاقها.وكانت المحادثات تقوم في السابق على اساس ثنائي بوجه عام. ونقل مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية عن الميجر جنرال عاموس يدلين مدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية قوله للحكومة الاسرائيلية أمس" الكرة انتقلت الآن من الملعب العربي الى الملعب الاسرائيلي ولا بد من الرد الآن".
وامام هذا الإستعراض فيبدو واضحا ان سياسة اولمرت تقوم على اساس:
• توسيع شبكة العلاقات العامة مع دول المحور الإعتدالي العربي بغطاء اجراء التفاوض مع العرب على ارضية مبادرة القمة العربية.
• الإستفادة من الأجواء الإقليمية لإنقاذ حكومة اسرائيل الراهنة من الغرق في مستنقعات الوضع الداخلي.
• خلق اوسع شبكة عربية لمناهضة ومواجهة الدور الإيراني في المنطقة.
• عبو اسرائيل نحو المنطقة بأقل التكاليف السياسية الممكنة في ظل اجواء الكلام السياسي التسووي.
• محاولة اقناع الشارع الإسرائيلي بكلام اولمرت وبالتالي عدم التأثر على حزب كاديما الحديث العهد بالشأن السياسي الإسرائيلي.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....