أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نشأت المصري - لعبة التعمية














المزيد.....

لعبة التعمية


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما رأيت الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية والتي هي هدف من أهداف القيادة والحزب الوطني وجدت نفسي أمام تساؤلات كثيرة :
ما هو موقع الدستور أصلا من ثقافة الشارع المصري والغير مثقفين من المتعلمين؟ ؟
ما موقع هذه التعديلات من هذه الثقافات المضمحلة للشارع المصري؟
ما الفائدة الذي سيجنيها الشارع المصري من التعديلات؟
كيف يتوقع المواطن وهو في هذه التعمية مدي الإيجابيات والسلبيات من هذه التعديلات؟
كيف يُسأل شخص عما يجهله تماما؟
ووسط هذا التفكير تذكرت لعبة يدمنها الأطفال وهي لعبة الغماية!!!!! بأن يختار الأطفال واحد منهم بالقرعة أو بالعد ,, وبعد اختياره يضعون على عينيه منديل أسود ويحكمون رباطه للتأكد من أنه لا يرى شيء , ويجعلون لأنفسهم حائط أمان , من يلمس هذا الحائط فهو في أمان من أن يمسكه المعمي عينيه , ويجري الأطفال يمنة ويسرى وكل واحد منهم هدفه أم يلمس هذا الحائط , وعلى الطفل المعمي عينيه أن يحرس الحائط ليوقع بأحد الأطفال ليأخذ مكانه , معتمدا على الأربعة حواس الباقية عنده..
لعبة جميلة تنمي الحواس لدى الأطفال , ولكن نجد أن خاصية التخمين توقع الطفل بأن يمسك مرة شجرة أو شخص ليس معهم في اللعبة , أو يمسك كرسي أو يمسك كلبا أو قطا مسعور فيعضه وتنقلب اللعبة لحادث أليم , أو يقع في حفرة أو في النار, وخلافه..... وكل هذا من التعمية والتي أجبر عليها هذا الطفل ..
ولو نظرت حيوانا يدير ساقية أو طاحونة , فنجد من يضع على عينيه ما يعميها لكي يلف الحيوان في دائرة نصف قطرها = طول النير الموضوع على رقبته , فيدور الحيوان بلا ملل ولا كلل في نطاق واحد حدده صاحب القرار ,,
ماذا يحدث لو لم يعمى هذا الحيوان !!! فإنه ينظر حوله فيجد خطر البئر العميق الذي يدور فوقه وحوله فيخاف أن يكمل عمله ,, أو ينظر حوله ليرى الحيوانات الأخرى الأكثر رفاهية فينزعج ويترك عمله , أو أنه من كثرة الدوران والنظر تحدث عنده حالة من الغثيان والدوخة , ولتجنب كل هذا و لكي يظل هذا الحيوان مطيع يعمل ما يطلب منه تعمى عينيه !!!
قس على هذا الحيوانات التي تجر العربات والمحاريث وأدوات النقل.
إن ما تمارسه السلطة معنا كشعب هو نفس ما يمارس في الأمثلة السابقة !!! طبعا مع فارق التشبيه !!!
وهذا الفارق أضعه أمام القيادات وأقول لهم نحن لسنا حيوانات تدور حول ساقية .
الدولة تريد تعديل الدستور ..
فيجب أولا أن يعرف المواطن البسيط ماذا يعني الدستور وما هي بنوده ؟ وتاريخ وضع الدستور والغرض من وضعه؟وما أضيف إليه وسبب هذه الإضافات؟؟
يجب أن يعرف المواطن ثقافات كثيرة قبل أن يطلب منه أن يستفتي بنعم أم بلا
يجب على المواطن أن يكون ملم بالبنود المخصصة للتعديل , ويعرف مدي خطورة تواجد هذه البنود ومدى النفع من تعديلها .
المواطن المصري يجد من يقول له :
شارك برأيك , ويجد من يأخذه لصناديق الاقتراع , ولكنه لا يعرف حقيقة ما يصوت من أجله ,
فتجد من يجند نفسه ليأخذ البسطاء من أماكنهم, وتجد من يضع أموالا لتمويل هذا الأمر, ونجد من يضع سيارته الخاصة أو سيارات شريكاته لهذا الغرض , ونجد من يستأجر أشخاص لتصوير مشاهد الإقبال الذي ليس له نظير على صناديق الاقتراع, وأيضا تجد من يفند التعديلات وبطريق التخمين يقول :
هو يقصد كذا!!! وكذا!!! وكذا!!! ويضيف ويؤكد بعد التعديلات سوف ترون !!! وكأنه هو المشرع الذي وضع هذه التعديلات وهو لا يتعدى بفهمه أكثر مما أعمي عينيه في الأمثلة السابقة.
فهو مجرد متملق!! يبحث عن تسهيل أعماله وليس خدمة الشعب البسيط.
وأكثر من هذا نجد من يفتي ويقول أطيعوا الرؤساء وكل من في منصب ليأمر أتباعه ويقول لهم:
قولوا نعم للتعديلات.
وأمام صناديق الاقتراع تجد القائم هناك يقول لك طبعا حتقول نعم ويتولى الأمر بدلا منك ليضع علامة أمام كلمة نعم !! وهذا وذاك لا يعرف يعني إيه تعديلات دستورية وما الهدف منها.
وتخرج وسائل الإعلام لتتباهى بالتعديلات الدستورية وكأنها وسائل إعلامية للحزب الوطني دون سواه , ولا يعرفون أنهم هم العُصابة الموضوعة على عيون المواطنين , أو أنهم المسئولون عن تعمية هذا الشعب المسكين عن مجريات الأمور حوله .
لتجد الشعب يتحسس المنقذ ليخرجه من ظلمات التعمية , فيضع يده ويفتح أذنه لمن يعتقد بهم , ليخرج معارضون للتعديلات على طريقة معارضة الأخوان المسلمين وطريقة معارضة بعض الأحزاب المغرضة, وكل هذا من نتائج التعمية الواقع فيها الشعب المسكين.
فيمكن أن يؤدي هذا لشعور بالاضطهاد والقهر لدي المواطنين بقيام حركات مناهضة للنظام.
لكن هل هناك هدف من هذه التعمية ؟؟ الهدف واضح وصريح هو الحصول على الشكل القانوني والدستوري للتعديلات الدستورية , فمجلس الشعب وحده , وحتى بعد خروج المحتجين على التعديلات , لا يكفي قانونا !!!
فلا بد من الاستفتاء العلني الشكلي والذي فاز بأسبقية ليس لها نظير , ليضع الشعب قرارا خطيرا بتعديل بعض بنود الدستور ,
فمنهم لا يعرفها إطلاقا!!!
ومنهم من أمتنع عن الذهاب ليأخذ مكانه أشخاص آخرين يضعون كلمة نعم على أسمه وبدون أن يكلفوه مشقة التصويت!!!
ومنهم من ذهب ترضية لخاطر الحزب ومن بالحزب والحكومة ومن بالحكومة!!!
ومنهم أيضا المثقفين والمقتنعين تماما بالتعديلات , ومنهم المثقفين غير مقتنعين بالتعديلات وهؤلاء نسبتهم ضئيلة جدا
والغالبية العظمى من الشعب المصري سلبيون بطبيعتهم فلا يعنيهم أي شيء ماداموا يأكلون ويشربون ويتناكحون , هذه هي حياتهم!!!
لقد فازت الحكومة والحزب الوطني بالتعديلات الدستورية بأي طريقة هذا لا يعني والمهم هو إثبات الهدف من التعديلات , لننتظر جميعا مدى الرفاهية , ورفع المعاناة عن الشعب المقهور , لننتظر الحياة المثلي والمواطنة الحقيقية بعد التعديلات !!!
ويا ليت انتظارنا لا يطول إلى ما بعد تعديل ما تم تعديله من الدستور وطبعا بعد استفتاء جديد ليقول الشعب كلمته والتي هي :
نعم وبدون لا
نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد
- الفأر الملك
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية
- مصر!!ليبرالية مسلمة
- ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أ ...
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟!!
- إلغاء المادة الثانية من الدستور... مطلب قبطي فقط!
- كنيسة مغلقة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نشأت المصري - لعبة التعمية