أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - البيت الابيض..واليوم الاسود















المزيد.....

البيت الابيض..واليوم الاسود


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مثل شعبي دارج يقول ان القرش البيض ينفع في اليوم الاسود اما بعض القاده السياسيين في الدول العربيه والدول الاخرى التي يغلب على نمط حكمها الطابع التوتاليتاري حورت هذا المثل الشعبي البسيط الى شكل اخر وهو ان البيت الابيض ينفع في اليوم الاسود!بل وذهب بعضهم ابعد مما يرغب سادة البيت الابيض في اداء الطاعه والاخلاص,وقد جرت العاده في الكثير من البلدان (الديمقراطيه)التي تدور في الفلك الامريكي على ان يذهب المرشح لتولي منصب الرئاسه او رئاسة الوزراء او ولي العهد الى واشنطن لابداء الطاعه لاسياده هناك وكذلك لكي يتم تعريفه بالنقاط الحمر التي لا يمكن تجاوها بأي حال من الاحوال وايضا يتم هناك تعيين مستشارا له يمثل حلقة الوصل بينه وبين البيت الابيض وفي نفس الوقت تكون وظيفة هذا المستشار نائبا لعزرائيل يقوم باخذ روح ذلك الرئيس او الملك او رئيس الوزراء! اذا ما فكر في تجاوز أيا من الخطوط الحمر, كما هو الحال في مصر وتونس والمغرب وباكستان والقائمه تطول!وكل هذا طبعا قبل الانتخابات حيث تكون صناديق الاقتراع قد اصبحت جاهزه وقد تم تشكيل هيئه للنزاهه ومستشار للامن (الوطني)وهيئة اجتثاث وهيئة صياغة الدستور وباقي قضايا الاخراج الفني للعمليه السياسيه .المشكله ان هذا الامر لا يقتصر على الدول المتخلفه بل حتى دولا متحضره في اوربا واقعه في نفس القوقعه وهم اصبحوا خبراء في اختيار الفاضهم ومعاني كلماتهم كي لا تفسر على انها تجاوزا لاي خط احمر,اما في اوربا الشرقيه فقد استفادوا من ارثهم الشيوعي في التلاعب بالالفاض واستدراج الولايات المتحده لمساعدتهم فاصبح مفهوما ان اي سياسي يتشدق بحقوق الانسان ويتحدث عن الخصخصه واللبراليه ويتباكى على عدم تصوير قداس في كنيسه ويطالب بالحريات الفرديه التي يعمل هو نفسه فيما بعد على قمعها سيكون محطة انظار الاعلام الغربي والامريكي تحديدا وما حدث مع ساكاشفيلي في جورجيا خير دليل على ذلك.وللانصاف نقول ان هذا الشئ لا ينطبق على رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الذي اكتشف مؤخرا ان ذهابه الى البيت الابيض ووراءه يشكل يوما اسودا في تاريخه فقرر امام مجلس النواب في الحادي والعشرين من شباط الماضي سحب 1600 جندي من قواته في العراق والبالغه 7100 تمهيدا لسحب المتبقين 5100 فيما بعد وهذا يتوقف على حجم الخسائر التي ستقدمها هذه القوات حتى نهاية هذا العام والمعروف ان بريطانيا منذ دخولها الحرب في العراق تمارس سياسة اخفاء الحقائق وهي تختلف عن السياسه الامريكيه التي تمارس سياسة اخفاء نصف الحقائق,وبلير محق فيما ذهب اليه لان الرجل لايرغب في رؤية جيشه في منظرا مشابها لمنظر الجيش العراقي المهزوم في الكويت وهو يستسلم ويترك الياته العسكريه مبعثره مع فارق ان الاتجاه هذه المره سيكون عكسيا ,وكذلك لا يرغب في ان يمثل عهده بداية النهايه لبريطانيا موحده فالذكاء الانكليزي عاد ليتوهم من جديد ان بامكانه تحقيق نصر في العراق واذا كانت المحاوله الاولى في احتلال العراق عام 1917 قد حولت بريطانيا من قطب اوحد عالميا الى دوله متقوقعه في محيطها الاوربي وتشارك في المهمات الدوليه بخجل تاركة المجال للاتحاد السوفيتي والولايات المتحد الامريكيه فان المحاوله الحاليه برفقة امريكا لن تقودها الا الى الاضمحلال والتفكك كي تنال شعوب ايرلنده وويلز واسكتلنده استقلالها وتتخلص في نفس الوقت من الارث السئ الذي جلبه اسم بريطانيا على هذه الشعوب.وان تمعنا في الاسباب التي دفعت بلير لسحب جنوده من العراق فاننا بلا ادنى شك سنعلم حجم الخسائر والفضائح التي يعاني منها الجيش البريطاني فهذا الجيش اصبح يخوض عدة معارك وعلى عدة اتجاهات وسط فقدانها للسيطره على الاماكن التي ينتشر فيها فتارة يحارب الميليشيات القادمه من ايران والتي توجه له ضربات موجعه لا يستطيع الكشف عنها وهذه الميليشيات غالبا ما تحارب تحت قاعدة اضرب واهرب وتأتي بشكل مباغت لا يمكن الاستعداد له واخرى يحارب ميليشيات من نوع اخر سلاحها المخدرات التي تبتاعه للجنود الانكليز وتجعلهم في حالة غثيان يسهل للاخرى المقاومه توجيه ضربات مؤثره تجعلهم يفكرون بالانتحار في اغلب الاحيان وهو ما حدث فعلا مع عدادا لا بأس به وتارة اخرى يحارب هذا الجيش رغبه جنوده في احتساء الخمر الفاخر القادم من الكويت والذي لا يتمكن البعض منهم من شراءه في بريطانيا بسبب غلاء اسعاره,ولو وضعنا انفسنا لا سامح الله مكان بلير لاصابتنا الدهشه من ان يكون هذا هو حال الجيش البريطاني في جنوب العراق بينما يحاول هو جاهدا ان يخرج من الكابوس اللعين الذي توهم بان يكون الحدث الذي سيدخل من خلاله الى المجد الازلي ,وستكشف لنا الايام حتما حجم التضليل الذي مارسه بلير على شعبه وعلى شعوب العالم في هذه الحرب بالتحديد فنحن لا نعرف اين هو سلاح الدمار الشامل الذي كان بحوزة صدام حسين والقادر على تهديد بريطانيا خلال ثمان واربعين ساعه؟واين الحياة الافضل التي غالبا ما سمعناها من بلير للشعب العراقي؟هل يصدق عاقل بان يقوم لص اقتحم دارا ونهب محتوياته بان يقوم في اليوم التالي بالعوده واصلاح ما كسره من ابواب ونوافذ على نفقته الخاصه؟ربما الحقيقه الوحيده التي استطيع التكهن بها من خطوة بلير سحب قواته من العراق بشكل كامل هي ان الانسحاب سيعني عمليا اطلاق رصاصة الرحمه على التحالف وسيمهد حتما الى هزيمة الولايات المتحده وتركها العراق ويستطيع القارئ تصور شكل الولايات المتحده وبريطانيا بعد الهزيمه!اما فيما يخص العالم العربي فاننا نجد ان العديد من قادة الدول العربيه اكثر حرصا من بوش على المصالح الامريكيه فنشاهد هذا الزعيم ينصح من ان الانسحاب الامريكي من العراق سيعني خللا في موازين القوى في الشرق الاوسط!!واخر يقول ان اي انسحاب سيعني انتصارا للارهابيين!!وزعيم اخر يصرخ من ان اي انسحاب سيؤدي بالشرق الاوسط الى الفوضى الشامله؟؟؟في بعض الاحيان اشعر وكاننا في سوق للماشيه !يتم فيه التوسل الى اخر نفس لكسب راسا من الرؤوس ,ورغم انني شاهدت بوش وشارون في مزرعة الاول اثناء زيارة شارون له من خلال شاشات الفضائيات وتأكدت من ان بوش راع جيد للبقر لكنني لا استطيع تخيل ان يمارس مهنته هذه في حياته السياسيه لان ذلك سيقوده حتما الى اللحاق بهولاكو في سجلات التاريخ!!!



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - البيت الابيض..واليوم الاسود