أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند الكاطع - ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية















المزيد.....

ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:45
المحور: المجتمع المدني
    


للأسف بعد مرور ثلاث سنوات على أحداث القامشلي لم أجد مثقفاً كردياً واحداً يروي ماجرى في مدينة القامشلي بأستقلالية وحيادية وشفافية دون أي تسييس للأحداث الأمر الذي بات يضعف مصداقية المثقفين الأكراد حول القضية الكردية ومظلومية الأكراد ! فالمتتبع للأحداث السياسية في العالم العربي يجد أن قضية الأقليات باتت تثار ما بعد الغزو الأمريكي للعراق ؟!! وكأن حقوق الإنسان لم تعرف أن هناك أقليات في العالم العربي إلا ما بعد الغزو الأمريكي ! فظهرت قصص بعضها واقعياً وبعضها ضرب من الهوليود الأمريكي في تصوير لمعاناة الأقليات ، ومن جملة ماظهر هو التلفيق السياسي لما جرى في أحداث القامشلي أثر تطور أحداث الشغب في الملعب البلدي والتي جرت بين مشجعين فريق الفتوة ومشجعين فريق الجهاد ، وأستغل هذه الأحداث ذوي النفوس الضعيفة لنقل هذه الأحداث إلى خارج الملعب ، ليتطور إلى مواجهات مع عناصر الأمن الأمر الذي ادى إلى وقوع ضحايا ،وهذا النقل في هذا الوقيت بالذات كان الغرض من ورائه هو لفت الأنظار لما يريد بعض العنصريين تحقيقه من اهداف أستيطانية بمساعدة أمريكية في محاولة لأستدراج القوات الأمريكية للمساعدة في تحقيق هذه الخطوة أسوة لما حدث في العراق ، أو اضعف الأيمان ان لم يتحقق المراد فالنتيجة هي نقل صورة محرفة للعالم لتحقيق الأهداف الأستيطانية على المدى البعد ، لذلك يحاول بعض العنصريين والحاقدين أن يصوروا ان الأحداث كانت تستهدف أبادة الأكراد على وجه التحديد، ويصورها بأنها ممارسات عنصرية ضد الأكراد ويحاول بعض المتفلسفين الآخرين ان يصوروا ان الأحداث قد تكون من فعل الدولة لكي يتسنى لهم الهجوم على الأكراد وقد أغفل هؤلاء المتثيقفين متعمدين الحقيقة التي وقعت من جانب بعض الأكراد الذين قاموا بأحراق عدد من المدارس والهجوم على دوائر حكومية كدائرة المياه والكهرباء ومؤسسة الحبوب والنقل ورابطة الفلاحين ومحاولة احراق دائرة الجمارك والهجوم على بعض مخافر الشرطة وتحطيم الأملاك العامة حتى لم تسلم من أيديهم أشارات المرور ، أضف إلى ذلك الأساءة لعلم الجمهورية العربية السورية ورموز الدولة ورفع علم ما يسمى ((بكردستان)) فوق بعض المدارس في القامشلي وفي الشوارع في عملية أستفزاز لكل مواطن سوري من ابناء المنطقة ،ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد أذ حاول المخربين الهجوم بالزجاج الحارق على صوامع الحبوب واحراقها الأمر الذي قد يتسبب بكارثة حقيقية بسبب الأثر التفجيري للغبار الطليعي الموجود داخل الصوامع مما أضطر رجال الأمن لفتح النار على المهاجمين ، وسقط بعض القتلى آنذاك ، ورغم هذا فنحن نأسف لمن قتل ونأسف أيضاً للعقلية المتخلفة التي لا تفرق بين التظاهر السلمي والعمل الهمجي التخريبي ، وأنا أستغرب من المثقفين الأكراد حين ينقلون أي واقعة دون ان تكون كاملة من كل الجوانب ، فالأستخفاف بعقول القراء لهذه الدرجة امر غريب ، فقد ينخدع القراء من خارج منطقة الجزيرة ومحافظة الحسكة بما يروج له بعض العنصريين الأكراد من تزوير للواقع والأحداث لكن هذا لا ينطبق على أبناء محافظة الحسكة وعلى أبناء القامشلي الأصليين ، وكما يقال فأهل مكة أدرى بشعابها ، ونحن ادرى بمناطقنا وما يحاك لها من مؤامرات ، وأستغرب عندما تطلق حرباً شعواء ضد العرب وأتهام كل شخص ينادي بتعزيز الوحدة الوطنية ورفض التهديدات الخارجية على أنه شوفيني وعنصري في حين أطلق الأكراد مئات الشعارات العنصرية بشكل هتافات او على شكل لوحات مكتوبة ناهيك عن الشعارات التي فيها تهجم على أبناء المنطقة من غير الأكراد ، وأستغرب من الذي يكذب كذبة ويصدقها ، هذا المثل حرياً به أن ينطبق على الجاهل لكن مع بعض العنصريين من المثقفين الأكراد فللأسف أنطبق عليهم ، ويتجلى ذلك حين قام هؤلاء المثقفين قبل بضعة سنوات بتحريف أسم مدينة القامشلي إلى قامشلو والأدعاء بأنها ارضاً كردية ! وأطلاق حملة أعلامية بهذا الصدد عبر وسائل الأنترنت واطلاق مواقع وألاف المقالات في المواقع العربية الأخرى، وقد نسي كل هؤلاء بأن القامشلي منذ عام 1919 بنيت بلديتها ومازال محفوراً على حجر أساسها عبارة (بلدية القامشلية ) ومعروف أيضاً منذ متى أصبح الأخوة الأكراد يعيشون في القامشلي وماهي الظروف التي مروا بها في تركيا بعد فشل ثورة سعيد بالو في تركيا وجعلتهم يهاجرون إلى الجانب السوري ابان الأحتلال الفرنسي لسوريا ، ونعرف أيضاً ظروف الفساد التي كانت متشرية في دائرة سجل القيد المدني مما ساعد في اظهار شهادات ميلاد لمن جاء من تركيا حتى يتسنى له الحصول على أراض زراعية بموجب قانون الأصلاح الزراعي والذي قام بتوزيع ملكية الأقطاعيين من عرب وسريان إلى الكراد الوافدين من تركيا ، ولا ننسى قدوم اللاجئين الأكراد من شمال العراق أثر الأحداث الدامية التي أندلعت هناك آنذاك ، فكل ذلك ساعد على زيادة أستيطان الكراد في مدينة القامشلي والتي هي عبارة عن نسيج متوع يضم الأرمن والعرب والسريان والأكراد والآشوريين ، ويعرف الأكراد بأن العرب الأصليين من ابناء العشائر العربية هم موجودين تاريخياً وأغلبهم من احفاد بكر بن وائل والذي سميت ديار بكر بأسمهم إلى الآن وبعض العشائر العربية يعود لبني ربيعة ومنطقة ربيعة مازالت تسمى بأسمهم إلى الآن فوجودها تاريخي لا يحتاج إلى أي أثبات والذي يحتاج إلى أثبات هو أدعاء بعض الأكراد بأن القامشلي هي (قامشلو) تاريخياً ؟؟ فأي تاريخ بحق الله تتحدثون عنه ؟؟ أم اي تاريخ الذي يقول بأن القامشلي مدينة كردية ؟؟ الواقع لا يلغي الماضي بأي حال من الأحوال ، ولكن الحاضر هو أكمال للماضي وأساساً للمستقبل ، ويجب على الأخوة من المثقفين الأكراد أن لا يعتدوا على الآخرين وأن لا يخلطوا بين العشائر العربية التي أستقبلتهم عندما جاءوا من تركيا وبين بضعة مئات من العوائل العربية(المغمورين) و التي جاءت بهم الدولة بعد غرق أراضيهم اثر بناء سد الفرات ، فبضعة مئات من العوائل لا يمثلون السكان الأصليين من العشائر العربية ، ومن العار والعيب ان يكذب المثقفين بهذا الشأن ويمثل بأن كل العرب في هذا المنطقة جاءوا من الصحراء كما يدعي بعضهم لتعريب المنطقة !!! فهذه سذاجة فضلاً عن كونها أكذوبة، والمنطقة عربية تاريخياً وقبل بزوغ فجر الأسلام بالمنطقة وقبل دخول الفرس والأكراد إلى منطقة الشرق الأوسط ككل ، فالمسألة لا تحتاج أثبات ما هو موجود وواقع ، لكن الذي يحتاج الأثبات هو الأدعاء بما يملكه الغير دون أي وجه حق .
وهذا الخطاب بالتأكيد ليس موجه للأخوة الأكراد من الوطنيين والمخلصين لتاريخهم ولتاريخ وجودهم في المنطقة ولكنه موجه للفئة التي تحاول التزوير وقلب الحقائق ، وتبرير الأعمال التخريبية والخطابات العنصرية بعذراً اقبح من هذا كله ، ويجب على الأطراف التي تدعي الإنسانية والشفافية والديمقراطية ونصرة المظلوم والتي تؤمن بطبيعة الحال بالحوار المتمدن العاقل الرصين أن تبين للقراء بأن العرب في القامشلي والحسكة لا يعاملون الأخوة الأكراد على أنهم غرب بل على العكس تماماً ، ويجب عليهم ان يذكروا الواقع من التزاوج والمصاهرة والعلاقات الأجتماعية التي عاشها ومازال يعيشها العرب في التعامل مع الأخوة الأكراد دون أي تمييز ، ويجب ان يذكروا الجميل الذي قدمه تاريخياً العرب لهم وأنا هنا لا أتحدث عن أنظمة بقدر ما أتحدث عن شعوب وعلاقات إنسانية ،وعند ذكر مسألة الأكراد او أوضاعهم يجب ان لا تذكر بمعزل عن بقية الطوائف من ابناء المجتمع السوري وتحديداً ابناء المحافظة ، وهنا أتحدى اي شخص يدعي النزاهة ان يكتب تقريراً لما يعيشه ابناء ((حارة طي )) وحارة ((زنود )) وحارة ((علاية )) وغيرها من الأحياء لكي يعلم الجميع بأن العرب مقارنة بالأكراد في محافظة الحكة يعيشون اوضاعاً معيشية مزرية ، على عكس ما يروج له بعض المثقفين الأكراد على ان الأكراد هم الحلقة الأضعف وهم المظلومين في هذا المجتمع .
وأتمنى ان تكون التجربة العراقية خير درساً لنا في التعامل مع الأجنبي الغازي ، وعندما اقول العراق أقصد العراق ككل بقسمه الأمن على نفسه في الشمال العراقي وقسمه المدمر في الفلوجة والوسط والمناطق المستهدفة لأشعال الفتنة الطائفية في الجنوب ، لن نسمح بأعادة التجربة العراقية مهما كلفنا الأمر ولن نتوانى عن تقديم أرواحنا ودمائنا لأفشال أي مخطط أمريكي او غزو أجنبي للمنطقة فزمن التغافل والتخاذل قد ولى ، وأكبر دليل على ذلك نجاح المقاومة العراقية البطلة في أفشال المخطط الأمريكي ، وهذه الرؤية الرافضة للمخططات الأجنبية لا تعني بالضرورة أننا عنصريين كما سيتهمنا البعض او متخلفين او رافضين للديمقراطية او شوفينيين او ابواق نظام ، فهذه الأتهامات هي رد من لا حجة له ولا دليل ولا برهان على ما يقوم به كذب وتزوير وتدليس في سبيل تحقيق أطماع أستيطانية أو منافع شخصية على حساب المصلحة الوطنية ، وأعتقد ان الرؤية الوطنية تحت سقف وحدة البنية الداخلية هي أساس يعتمد عليه كل الشرفاء من كل القوميات والطوائف ، وستبقى هذه القاعدة هي الحجر الذي تنكسر عليه كل المخططات العنصرية .



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند الكاطع - ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية