أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - نعم لا أحد يريد أن تصبح إيران دولة نووية















المزيد.....


نعم لا أحد يريد أن تصبح إيران دولة نووية


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب: يفغيني بريماكوف، أكاديمي روسي يقول في موسكوفسكييه نوفوستي لا أغالط الحقيقة إذا قلت إن ما من دولة في العالم تريد أن تحصل إيران على السلاح النووي
ومن ناحيتهم يؤكد المسؤولون الإيرانيون الطبيعة السلمية لبرنامجهم النووي. غير أن هناك أقوالا وأفعالا تتنافى مع ذلك، يأتي في مقدمتها رفض طهران للإجابة عن أسئلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق بنشاطات نووية إيرانية سابقة. ثانيا إن الرئيس الإيراني أعلن أن بلاده لن توافق على تجميد أعمال تخصيب اليورانيوم. ثالثا إن إيران تحث خطاها نحو تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم.

وهناك موقفان من المشكلة النووية الإيرانية، فالولايات المتحدة إذ تكثف حشودها العسكرية في منطقة الخليج تراهن على استخدام القوة لإرغام إيران على تنفيذ قرارات المجتمع الدولي بينما لا تعتبر روسيا والصين أنه تم استنفاد كل الطرق الدبلوماسية والتفاوضية. ولم تحدد أوروبا موقفها ولكنها لا تميل إلى جهة استخدام القوة العسكرية.

واعتماد الحل العسكري لإنهاء المشكلة النووية الإيرانية من شأنه أن يمثل خطأ تاريخيا فادحا. ويمكن القول إن ذلك سيؤدي إلى عواقب تفوق خطورةً ما نراه في العراق اليوم خاصة أن استخدام القوة العسكرية ضد إيران سيدفع بالطبقة السياسة الإيرانية - غالب الظن - إلى رص صفها في حين نعرف أن هناك في إيران اليوم من يعلنون
معارضتهم للسياسة الراديكالية.

قررت حسب ما كتبت تاتيانا سينيتسينا، معلقة نوفوستي مؤسسة "آتوم ستروي إكسبورت" الروسية التي على وشك أن تنجز بناء محطة بوشهر الكهرذرية مواصلة الأعمال التي توقفت قبل شهرين بسبب إقدام الجانب الإيراني عن قطع التمويل. وتوضح قيادة المؤسسة خطوتها المفاجئة هذه بأن الوضع الذي نشأ تمخض عن أزمة حادة في مجال تنفيذ المشروع.

فقد بدأ في ظل الركود والغموض نزوح الخبراء والاختصاصيين كما كف المجهزون عن شحن المعدات. وقال فلاديمير بافلوف رئيس دائرة مشروع محطة بوشهر الإيرانية في مؤسسة "آتوم ستروي إكسبورت" إنه "من الممكن أن يؤدى عدم اتخاذ إجراءات حاسمة إلى تردي حالة المشروع بشكل ملموس. ولم نعد نستطيع انتظار قرار الجانب الإيراني إذ سيسفر هذا التوقف عن عواقب وخيمة".

وهذا قرار روسي بحت إذ من المستبعد أن يقدم أي بلد آخر في العالم على مثل هذه التضحية من أجل إنقاذ القضية بالموافقة على العمل مجانا وتوظيف أمواله الخاصة أملا في غضون ذلك في أيقاظ ضمير الشركاء ومشاعر العدالة لديهم.

ويكشف تطور الأحداث أن "السجادة الإيرانية" التي فرشتها طهران في البداية أمام موسكو التي وافقت في عام 1995 على إكمال بناء محطة بوشهر الكهرذرية التي تركها الألمان (شركة "Siemens" بالذات) قد جرى طيها منذ فترة طويلة. وفي النتيجة تضطر روسيا للسير على أرضية الواقع الجاسية.

إن الخلاف الذي نشأ حول المشروع الإيراني مستمر ومجرد جرى نقله إلى مستوى إدارة محطة بوشهر الكهرذرية. ولم يطرأ أي تغيير على مواقف الطرفين المبدئية ـ فإن الجانب الروسي يعتقد أن التأخير في أعمال البناء سينعكس أوتوماتيكيا على مواعيد تشغيل المحطة العملي التجريبي المقرر في سبتمبر (أيلول) وقد يؤجل. وتنظر إيران بألم إلى قضية تأجيل المواعيد وتصر على تجهيز الوقود الذري في مارس كما محدد في الجدول.

وقد أعلن نائب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي بشكل واضح أن "المشاكل في مشروع محطة بوشهر الكهرذرية حاليا تحمل طابعا فنيا وماليا ولكن إذا لم تجهز روسيا الوقود النووي إلى إيران في مارس من هذه السنة فهذا سيعني أن المعضلة قد تجاوزت هذه الأطر".

ويستشف من التصريح بشكل جلي الدافع السياسي لأنه لا يوجد أي معنى غير سياسي للحصول على الوقود النووي، علما أن المفاعل غير جاهز لشحنه بهذا الوقود. وأن الوقود سيجهز إلى بوشهر حسب تصريح فلاديمير بافلوف وفقا للنظام التكنولوجي لبناء المحطة قبل ستة أشهر من التشغيل وليس قبل ذلك على الإطلاق.

فمن جانب من الممكن توضيح عصبية الإيرانيين إذ أعيتهم القصة الطويلة لمحطة بوشهر الذرية. وجدير بالذكر أن عملية تنفيذ المشروع مستمرة منذ أكثر من 30 سنة. ففي البداية أحرجهم الألمان الذين تركوا المنشأة شبه الجاهزة في عام 1980 بسبب العمليات الحربية العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام (1980 - 1988) وأحجموا عن العودة فيما بعد. والآن "تتقلب أهواء" الروس الذين وافقوا على إكمال بناء المحطة الكهرذرية.

ومع ذلك لا معنى للبحث عن مذنبين في "خلاف محطة بوشهر". لقد لعبت دورها هنا ظروف موضوعية. وفيما يخص "المرحلة الروسية" في مشروع بوشهر فان المصاعب التي نشأت هناك نظرا لفرادة المنشأة كانت متوقعة تماما. فالمشروع الذي وافقت روسيا في عام 1995 على إكماله لا يوجد ما يشابهه هندسيا في الممارسة العالمية، إذ تعين أكمال ما بدأه آخرون وأفكار هندسية غريبة.

فعندما وصل الخبراء والاختصاصيون الروس في الطاقة الذرية إلى بوشهر كان مبنى المحطة الكهرذرية الذي شوهه القصف عرضة لأشعة الشمس الحارقة ورياح الصحراء على مدى 15 سنة. ومع ذلك لم يكن طرد الأفاعي الصحراوية من الموقع وانجاز قسم البناء قضية أكثر صعوبة. إذ كان أصعب بكثير التعرف على المعدات. والقضية تتلخص في أن شركة "Siemens" جهزت ما يقارب 35 ألف قطعة من المعدات ولكن العديد منها كان ضائعا. وقامت اللجنة الروسية الإيرانية المشتركة بعملية تدقيق هندسية هائلة تسنى نتيجتها اعتبار ما يزيد على 5 آلاف قطعة فقط من المعدات صالحة للعمل. وكان من المفروض، بالتالي، إنجاز عمل ضخم على أن ينسجم ما تبقى من المشروع السابق مع المواصفات الروسية الجديدة، إذ لم تتطابق المقاسات واختلفت طريقة التجميع الخ. كما نشأت حاجة إلى معدات جديدة أكثر حداثة.

فضلا عن ذلك، تغير الوضع الدولي والوضع السياسي حول إيران خلال التواجد الروسي في بوشهر على مدى 12 سنة بشكل جذري. فاتهمت الولايات المتحدة إيران بتنفيذ مشاريع نووية ترمي إلى صنع سلاح نووي. وكان الكثيرون في الغرب يتابعون سير العمل في مشروع المحطة الكهرذرية على ساحل الخليج العربي بقلق. وكانت روسيا تتعرض للمساءلة عن التعاون مع إيران بمختلف الأشكال بالرغم من أن مشروع المحطة الكهرذرية يعتبر من القضايا السلمية والقانونية تماما التي لكل دولة حق فيها من وجهة نظر القانون الدولي.

وتحشد الولايات المتحدة حاليا قواتها في منطقة الخليج العربي تمهيدا لإمكانية القيام بعملية عسكرية ضد "البلد المنبوذ". وستتعرض للضربة بهذه الصورة مصالح روسيا. فما مدى احتمال الضربة الأمريكية إلى المنشآت النووية في إيران؟ يقول أنطون خلوبكوف خبير في مركز الدراسات السياسية "بير ـ تسنتر" بموسكو: "أعتقد أن واشنطن تنظر في هذا الخيار في الوقت الحاضر بصورة جدية وتظهر تطورات الأحداث أنه يتزايد احتمال الخيار العسكري".

ويتوجب على الدول التي لديها مصالح في إيران أن تأخذ بالحساب رد فعل هذا البلد المحتمل على إجراءات الولايات المتحدة هذه في الظرف الناشئ. وعلى أي حال إن هذا العمل جار أغلب الظن في أجهزة السلطة الروسية.

وكيف سيكون سلوك روسيا التي تقوم ببناء المحطة الذرية على ساحل الخليج العربي؟ يوجد هناك حاليا حسب معلومات رئيس دائرة مشروع محطة بوشهر الكهرذرية فلاديمير بافلوف ألفا مواطن روسي. وعن سؤال حول الفترة التي يتطلبها إجلاء كافة الخبراء والاختصاصيين في حالة بدء العمليات الحربية أجاب فلاديمير بافلوف بعبارة واحدة : "أنا واثق من أن هذا لن يحدث".

على أي حال، تعرف روسيا في الأوضاع الحرجة كيفية الاهتمام بمواطنيها. ولكن هل سيقدم الأمريكان على ضرب بوشهر؟

يقول أنطون خلوبكوف معربا عن رأيه: "إذا بدأت العمليات الحربية فلا أعتقد أن محطة بوشهر ستكون من الأهداف الأولى. فلا يجوز نسيان أن ضرب بوشهر هو ضرب المواطنين الروس. كما ليس لمشروع بوشهر أي علاقة ببرنامج صنع السلاح النووي. وإن التكنولوجيا التي تستعمل هناك لا يمكن استخدامها في صنع السلاح النووي في إيران وأن الخبراء الأمريكان سبق أن اعترفوا بهذا. وفي هذه الحالة أنا أعول على أن تقدم الولايات المتحدة على البت في قضية توجيه الضربة أو عدم توجيهها بصورة حكيمة".

وطالما الإجراءات الدبلوماسية لم تستنفد فمن الضروري كما يعتقد خلوبكوف مواصلة السير في هذا الطريق".

وأعلن رئيس وكالة الطاقة الذرية الفدرالية الروسية سيرغي كيريينكو أمام الصحفيين أن الجانب الروسي يؤكد التزامه بتجهيز الوقود لمحطة بوشهر الكهرذرية قبل ستة أشهر من تشغيلها إلا أن موعد التشغيل غير معروف.

وأدلى سيرغي كيريينكو بهذا التصريح في مدينة باري الإيطالية وهو يرافق الرئيس فلاديمير بوتين في زيارته إلى إيطاليا.

وأكد كيريينكو أن تأجيل تشغيل المحطة "ليس إجراء سياسيا وإنما لأسباب فنية"

وقال إنه مندهش من موقف الجانب الإيراني من تمويل مشروع محطة بوشهر الكهرذرية.

وأضاف رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية أن "القيادة الإيرانية لربما غير مطلعة على الأمور بشكل جيد وهذا الانطباع ناجم عن أن الجانب الإيراني لم يعد يهتم بالمشروع ولم يدفع شيئا منذ أواسط يناير (كانون الثاني)".

وأعلن كيريينكو أن إيران لا تنفذ شرطين ـ تمويل المشروع وتوفير المعدات من البلدان الأخرى. وأكد أن الجانب الروسي يواصل العمل ولكنه وجد صعوبة في تحديد موعد تشغيل المحطة.

كما دحضت وكالة الطاقة الذرية الروسية إعلان مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية حول تحويل طهران مبلغ 7ر12 مليون دولار في 1 مارس (آذار) للجانب الروسي لتمويل مشروع بناء محطة بوشهر الكهرذرية.

فقد أعلن سيرغي نوفيكوف السكرتير الصحفي لوكالة الطاقة الذرية الروسية في تصريح أدلى به لنوفوستي أنه "لم ترد إلى الجانب الروسي أي أموال من إيران في الآونة الأخيرة".

هذا وعقدت في طهران اليوم الأربعاء الجولة الثالثة من المباحثات الروسية الإيرانية الهادفة إلى إيجاد مخرج من المأزق الذي تتخبط فيه عملية بناء المحطة النووية لتوليد الكهرباء في بوشهر.

ولم يصدر الجانبان بيانا رسميا في ختام الجولتين السابقتين.

وكان المتحدث باسم شركة "اتوم ستروي اكسبورت" الروسية التي تتولى أعمال بناء محطة بوشهر قد قال إن توقف الجانب الإيراني عن دفع مستحقات الشركة قبل شهرين شكّل عقبة كبيرة على طريق تنفيذ المشروع وإن الخبراء الروس باشروا بمغادرة موقع تشييد المحطة.

وقال مسؤول في الشركة الروسية إنها تواصل العمل في بوشهر لإنجاز ما يمكن إنجازه في غياب التمويل المطلوب.

ومن ناحيته قال أمين مجلس الأمن الإيراني علي لاريجاني للصحفيين إن المفاوضات الروسية - الإيرانية في طهران حول استئناف عملية بناء محطة بوشهر لم تسفر عن أي نتيجة بعد ولكنها مستمرة.

و أعلن أن روسيا تريد معاونة مالية إيرانية أكبر مما تراعيه الاتفاقيات مشيرا إلى أنه لا يرى أن الجانب الإيراني يواجه أية صعوبات مالية. وناشد لاريجاني روسيا الوفاء بالتزاماتها الناشئة من الاتفاقية الخاصة بتشييد محطة بوشهر.

وردا عن سؤال حول استعداد إيران لنشر الوثائق المصرفية التي تؤكد دفع الجانب الإيراني للمبالغ المستحقة عليه نظير بناء محطة بوشهر قال لاريجاني "إن إزالة الخلافات أهم من نشر الوثائق. ويجب التقيد بالقواعد الشرعية".

كما قالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان لها "إن الجانب الإيراني سدد جميع التزاماته المالية المستحقة قبل 1 مارس 2007". وأشارت إلى إن إيران تنتظر أن تورد الحكومة الروسية الوقود النووي المطلوب لمحطة بوشهر قبل نهاية مارس 2007 طبقا لالتزاماتها.

هذا وقد وقع عقد انجاز إنشاء وحدة الطاقة الأولى في محطة بوشهر في 8 يناير (كانون الثاني) عام 1995. وتعهدت روسيا بتجهيز مفاعل يعمل بالماء الخفيف والوقود النووي له وإعداد اختصاصيين إيرانيين.

وفي نهاية عام 2006 وصلت أعمال بناء محطة بوشهر إلى الطور الختامي. فقد أعلنت "آتوم ستروي إكسبورت" عن أحتمال بدء تجهيز الوقود النووي في مارس (آذار) عام 2007 وتشغيل المحطة الكهرذرية العملي التجريبي في سبتمبر (أيلول) وتوليد الطاقة الكهربائية في نوفمبر (تشرين الثاني).

لن يتم - غالب الظن - كما ذكرت موسكوفسكييه نوفوستي إكمال بناء المحطة النووية الإيرانية الأولى لتوليد الكهرباء، وهي المحطة التي كانت إيران خلال 12 سنة تتحدث حول ضرورة إنشائها بالاستعانة بروسيا. والآن تتهم روسيا إيران بأنها لا توفر التمويل اللازم ولهذا فإن تدشين الوحدة الأولى لتوليد الكهرباء في موعد محدد - سبتمبر 2007 - أمر مستحيل. ومن جانبها تقول إيران إنها ستدفع مستحقات روسيا ولكن ينبغي على روسيا أولا أن تورد الوقود النووي المطلوب لمحطة بوشهر في مارس 2007.

ويبدو وكأن كلا من إيران وروسيا لم تعد تهتم بمشروع بوشهر.

وبالنسبة لروسيا لم يعد هذا المشروع مجرد مشروع ربحي تجاري بل صار مشروعا سياسيا لاسيما وإن ثمة ما ينذر باندلاع حرب حقيقية تستهدف إيران التي تتحدى المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي. ولم تعد الوكالة الروسية للطاقة الذرية تنظر إلى مشروع بوشهر كمصدر هام للدخل، فصناعة الطاقة النووية الروسية تشهد تطورا من خلال الإمكانيات الذاتية وتنفيذ مشاريع في بلدان أخرى كالهند.

أما بالنسبة لطهران فإنها تحولت، فيما يبدو، للتركيز على الحرص على المال منتظرة الحرب. وليس هذا فحسب بل ثمة معلومات تفيد أن طهران بصدد إعداد إستراتيجية تطوير صناعة الطاقة النووية من خلال الاعتماد على الذات وأن الرئيس الإيراني أعطى تعليماته لتشييد محطة نووية جديدة دون مساعدة أي كان.

وتجدر الإشارة إلى أن مشروع بوشهر بدأته شركة "سيمنس" الألمانية قبل ما يزيد عن 20 سنة، ثم انسحبت الشركة الألمانية من المشروع للأسباب السياسية.
ووافقت روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وروسيا وألمانيا على صيغة للقرار الجديد بشأن إيران وقدمتها إلى الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

ويدعو مشروع القرار الجديد إلى فرض المزيد من العقوبات على طهران. وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إن الفرصة ما زالت قائمة لعدم طرح مشروع القرار للتصويت وذلك في حالة ما إذا علقت إيران تخصيب اليورانيوم.

واعتبر الباحث الروسي الكسندر بيكايف من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية أن قادة إيران "يساهمون بالطريقة المباشرة في إنجاح السياسة الأمريكية تجاه إيران" رغم أنهم يتحدثون حول موقفهم العدائي من أمريكا خاصة والغرب عامة مشيرا إلى أن سلوك إيران خلال الأسابيع الأخيرة أوقع بلدين كانا يتخذان موقفا وديا تجاه إيران - روسيا والصين - في حرج. ويرى الباحث أن روسيا والصين لا يمكن لهما كونهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي أن تقفا مع إيران التي تتجاهل قرارات المجلس

وأحيل مشروع قرار يدعو إلى فرض المزيد من العقوبات على السلطات الإيرانية لعدم تنفيذها لمطالب المجتمع الدولي وفي مقدمتها تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، إلى مجلس الأمن الدولي .

ويقضي مشروع القرار بتجميد جميع الأرصدة المالية لـ10 شركات حكومية إيرانية و3 شركات تابعة لحرس الثورة الإسلامية وأيضا تجميد أرصدة 15 مسؤول إيراني. كما يدعو إلى حظر تصدير السلاح على اختلاف أنواعه إلى إيران وحظر تقديم المزيد من المنح المالية أو القروض إلى الحكومة الإيرانية.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن العقوبات المقترحة لا تمس المصالح الاقتصادية الروسية.

ويعبر مشروع القرار الجديد عن القلق لأن إيران لم تنفذ القرار السابق الصادر في 23 ديسمبر 2006 ويناشد طهران معاودة المحادثات لإيجاد حل دبلوماسي للمشكلة وتبديد تخوفات دولية مؤداها أن تكون إيران خرقت نظام منع انتشار الأسلحة النووية.

ويطالب مشروع القرار طهران بتنفيذ مطالب مجلس الأمن خلال 60 يوما.

وكان قد وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قرارات مجلس الأمن الدولي "بقصاصات ورق ممزقة".

وقال نجاد في كلمته الموجهة إلى المبادرين إلى وضع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي حول المشكلة النووية الإيرانية: "هل تعتقدون أنكم إذا اجتمعتم سوية وأصدرتم قصاصات ورق (قرار مجلس الأمن الخاص بإيران) ستستطيعون وقف تقدم الشعب الإيراني؟"

وقال نجاد خلال زيارة عمل قام بها في محافظة يزد وسط إيران: "خلال 28 سنة مضت كانت تفرض على بلدنا عقوبات اقتصادية وأخرى مختلفة لكن إيران تمكنت من أن تصبح دولة نووية".

ومع ذلك أشار الرئيس الإيراني إلى أن ضغوط المجتمع الدولي على طهران والذي يدعو البلاد إلى وقف أعمال تخصيب اليورانيوم حتى تثبت إيران الطابع السلمي لبرنامجها النووي، لن تؤثر على تصميم الشعب الإيراني على امتلاك صناعة الطاقة النووية السلمية.


ومن جهته قال نائب وزير الطاقة الأمريكي كلايتون سيل لدى وصوله إلى موسكو إن مطالبة موسكو لطهران بتغطية نفقات أعمال بناء المحطة النووية الإيرانية في الوقت المناسب في محلها الصحيح. غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين همد حماس الأمريكيين، إذ قال أثناء وجوده في إيطاليا إنه لا يرى "بديلا معقولا" للحل السياسي الدبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية. وبدا من الواضح، مع ذلك، أن وجهات نظر موسكو وواشنطن حيال المشكلة الإيرانية تسير إلى تقارب أكثر. ولا تزال الشركة الروسية التي تدير مشروع إنشاء محطة بوشهر تتهم إيران بأنها أوقفت تمويل المشروع. ومن جانبه قال مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو إنه تكوّن لديه انطباع بأن إيران لم تعد تهتم بهذا المشروع بدليل أنها لم تدفع شيئا من المال منذ منتصف يناير. ومن المشكوك فيه أن تعارض روسيا بشدة أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بفرض المزيد من العقوبات ضد إيران. فقد قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف: "ليس لأحد مصلحة في أن تمتلك إيران قنبلة نووية وتصبح دولة لا تتقيد بأصول اللعبة".

ومن جانبها تقول إيران إنها ستدفع مستحقات روسيا ولكن ينبغي على روسيا أولا أن تورد الوقود النووي المطلوب لمحطة بوشهر في مارس 2007.


وأعلن مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو للصحفيين أن روسيا لا تستطيع إكمال بناء المحطة الكهرذرية في بوشهر على نفقتها الخاصة.

وقال كيريينكو: على الجانب الإيراني أن يمول المشروع، ويجدر بنا أن ننتقل إلى إقامة علاقات تجارية طبيعية.

وأكد كيريينكو أن بناء المحطة الكهرذرية في بوشهر لا يمثل تهديدا لنظام منع انتشار الأسلحة الذرية.

وأضاف: نحن نجري محادثات في طهران ومستعدون لاستقبال الإيرانيين في بلدنا.

وشدد كيريينكو على أنه لا يوجد من يبني محطات كهرذرية دون مقابل.

وفي الوقت نفسه باشرت مؤسسة "آتوم ستروي إكسبورت" المتخصصة ببناء المحطات الذرية في الخارج بنصب وتركيب المعدات الأساسية لوحدة الطاقة الأولى في محطة "كودانكولوم" الكهرذرية بالهند. ونقل هذا النبأ المكتب الصحفي في المؤسسة.

وقد وقعت "آتوم ستروي إكسبورت" مع مؤسسة الطاقة الذرية الهندية عقود إنشاء هذه المحطة في عام 2002. ويشارك في تنفيذ المشروع على العموم أكثر من مائة مؤسسة ومصنع روسي شريك لـ"آتوم ستروي إكسبورت". وأعلن الناطق الرسمي باسم المؤسسة في تصريح أدلى به لنوفوستي أن "آتوم ستروي إكسبورت" بدأت بشحن الوقود النووي لوحدة الطاقة الثانية في محطة تيان فانغ في الصين تحضيرا لتشغيل الوحدة العملي التجريبي.

وأنجزت "آتوم ستروي إكسبورت" منذ عام 2006 إنشاء وحدتي الطاقة في محطة تيان فانغ الكهرذرية ومن المنتظر أن تجري عملية التسليم والاستلام في عام 2007. وتنوي الهيئات الحكومية الروسية والصينية إثر ذلك مناقشة إمكانية تنفيذ مشاريع أخرى في الصين الشعبية.

وتقوم "آتوم ستروي إكسبورت" في الوقت الحاضر بإنشاء 5 وحدات طاقة ذرية ـ في الصين والهند وإيران.




#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانتهي زمن النفط الرخيص
- روسيا وايران ومابنهم ؟
- روسيا بروفة أخيرة- لانتخابات مجلس -الدوما ديسمير 2007
- التقارير الدوليه .. تشخص بان اليمن علي وشيك الانهيار المرتقب
- علاقه اليمن بالكويت تميزت بالاحترام و45 عاما من التعاون
- اليمن ومجلس التعاون الخليجي
- نعلنها صراحه
- صباح الخير يا موسكو البرد قاسي والدفئ صادق
- ليون تروتسكي قصه حياة وموت متيرة
- نعم يا صديقي لسنا -طوائف- لكن الرئيس يهوى التجريب
- فخ الدحبشه
- الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والإخوان المسلمين في اليمن ال ...
- تحولا في الاقتصاد الروسي ؟؟
- اليمن .. تاريخ ضائع في ملفات المخابرات الأجنبية
- الازمه الروسية البيلوروسية حول الغازوالنفط :...... بدايه الن ...
- روسيا..... انتقادات واسعه للاستراتيجية الأمريكية الجديدة
- حوار مع الدكتور محمد النعماني
- الشرق الأوسط أكبر مستورد للسلاح في العالم
- كل عام وأنت بخير يا وطني
- تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصاديةعن اليمن -


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - نعم لا أحد يريد أن تصبح إيران دولة نووية