أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني خوري - بيكاسو...والزرقاوي!!!.















المزيد.....

بيكاسو...والزرقاوي!!!.


راني خوري

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلاهما غني عن التعريف!! فـ "بابلو بيكاسو" أسطورة إسبانية قدمت للعالم أكثر الأعمال الفنية شهرة في مجالي الرسم والنحت، وقدمت للعالم مدارس فنية جديدة أهمها المدرسة التكعيبية التي بدأ "بيكاسو" بإخراجها مع صديقه "جورج براك". و"بيكاسو" شخصية إنسانية بكل معنى الكلمة، تحرك الأحداث داخلها مشاعر مختلفة، فيستجيب الإحساس والملكات الفكرية بتعبيرات معينة لتتفاعل مع وسطها وتطلق صيحات فرح أو حزن أو غضب وذلك حسب الحدث.

في 26 أبريل – نيسان – 1937 وفي خضم الحرب الأهلية الإسبانية، قامت 24 قاذفة من سلاح الجو الألماني النازي - بهدف دعم القوات القومية التابعة للجنرال الأسباني فرانكو آنذاك وكبح جماح مقاومة أهل اقليم الباسك، بقصف مدينة "غيرنيكا Guernica" الأسبانية، وسوتها بالأرض ماحية المدينة عن بكرة أبيها، فقد اختارت هذه القوات أن تقصف المدينة في اليوم الذي اعتاد فيه أهلها وأهل القرى المحيطة بها التجمع للتسوق، حيث اكتظت الساحة الرئيسية بالآمنين من السكان، فقد علمت هذه القوات متى تستطيع أن تحدث الأذى الأكبر، واستمرت لأكثر من ثلاث ساعات بإلقاء أكثر من مئة ألف رطل من المواد المتفجرة والحارقة، وهو الحدث الذي روّع العالم بأسره لوحشيته وفظاعته، خاصة أن القصف آنذاك خلف قرابة الـ 1600 قتيل والعديد من الجرحى الأبرياء، فكيف لا يروع هذا الحدث ابن إسبانيا؟!! فعلا روعه الحدث وعلى الفور وجد "بيكاسو" فكرته في التعبير والدفاع عن وطنه، واستغل لذلك طلب الحكومة الإسبانية الجمهورية آنذاك منه أن يقدم عملا يزين السرادق الأسباني في معرض باريس الدولي عام 1937، فسارع إلى رسم لوحته الجدارية الأكثر شهرة والتي أسماها باسم المدينة التي قصفتها الطائرات النازية ... "غيرنيكا Guernica" وهي المدينة التي لم يعرفها ولم يزرها طوال حياته، وصور من خلالها – بالرموز الفنية التي أضافها باللوحة كالجماجم والثور والفرس والخنجر والقتلى – وحشية الحرب ولا إنسانيتها وهمجيتها. فاستل بذلك "بيكاسو" سلاحه الأمضى والباقي لحد الآن لتصوير الحدث وتذكير العالم أجمع بما قامت به هذه القوات آنذاك من جرائم ضد الإنسانية، وقد قامت بلدان عديدة باستضافة هذه اللوحة في معارضها لأهداف مختلفة من أهمها جمع التبرعات لضحايا هذه المدينة وإعادة بنائها من جديد، ولمتابعي الأخبار على شاشات التلفاز، يمكنهم أن يروا نسخة عن هذه الجدارية في رواق الأمم المتحدة أثناء اللقاءات الصحفية العاجلة التي يعقدها ممثلو الدول مع مراسلي وكالات الأنباء والصحفيين.

والشخصية الأخرى أيضا غنية عن التعريف!! "فأبو مصعب الزرقاوي" ابن مدينة الزرقاء في الأردن، شخصية تتفاعل أيضا مع الأحداث وتحرك الأحداث داخلها مشاعر مختلفة، وهذه الشخصية روعت بالغزو الأمريكي الغاشم للعراق، (وهي جريمة لا يمكن أن ننكرها بأي مقياس ومنطق وعقل). بدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003 من قبل ائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين، وهي جريمة راح ضحيتها الآلاف من أبناء العراق الأبرياء، أفلا يستجيب الزرقاوي الذي لم يعرف العراق، لنداءات أهل العراق؟! بلى وألف بلى!! فقد استل "أبو مصعب الزرقاوي" وجماعته (ومن على شاكلتهم من التكفيريين والأغبياء، من السنة والشيعة) سيوفهم البتارة وخناجرهم الماضية، ولفوا حول خصورهم أحزمتهم الناسفة، وأعلنوا جهادهم ضد الغزاة – الصليبيين!!؟ - وابتدءوا أول ما بدؤوا بقطع رؤوس الأمريكان والمتعاملين معهم، ثم فجروا الحسينيات والكنائس وفجر الآخرون الجوامع، فردوا بتفجير الأسواق ومراكز الشرطة العراقية. فرد الآخرون بتفجير الأحياء السكنية وتهجير المواطنين الأبرياء – من كل الديانات – واغتصب الطرفان الأعراض والأموال وكفر كل طرف الآخر، فكانت النتيجة أكثر من ستمائة ألف قتيل عراقي – ناهيك عن الجرحى وأصحاب العاهات المستديمة – وأسس طرف إمارة العراق الإسلامية ودعى آخر لتقسيم العراق وثالث لفيدراليته وكل على ليلاه يغني. ويقف العالم بأسره مذهولا أمام غباء في السياسة وعته وبلاهة في الوطنية وانعدام للإنسانية، فلا طرف شريف يمثل العراق ولا طرف يصعب عليه هدر دماء العراقيين!!

إن الحادثين يبينان وبوضوح الريشة الفنية لكل من الشخصين وقضية كل منهما، والأهم من ذلك، القيم والأخلاق والمبادئ والفكر الذي يجري في رأس كل منهما، وما "بيكاسو" و "الزرقاوي" إلا أبناء ثقافة المجتمع الذي رباهما وعلمهما وغزا عقليهما، فهما صورتان حقيقيتان لمجتمعيهما كل يعبر عن تفاعله مع الأحداث بطريقته وحسب الأفكار والمشاعر التي ترعرع عليها، مصيبتنا أن الثاني هو من يمثل مجتمعنا!!. بيكاسو كان عبقريا لتصويره بشاعة الموت والقتل في الحرب، ورمز للشراسة والقتل بـ "ثور" نظرا لحبه للدماء والعداء، ورمز للنبل والشهامة بـ "فرس" يتألم من خنجر الغدر الذي أغمد في ظهره غدرا، أرى الزرقاوي وأمثاله في لوحة بيكاسو معبرا عنهم وبعبقرية...بالثور!!

الرابط التالي يحوي صورة لجدارية "بيكاسو" فهي ما يمكن عرضه للزوار في موقع كالحوار المتمدن، أما أعمال الآخر وأمثاله، فنستميحكم عذرا عن عدم عرضها لعدم صلاحيتها لبني البشر والإنسان.

http://www.artchive.com/artchive/p/picasso/guernica.jpg

قال "يشوع" المسيح حسب متى الإصحاح الثاني عشر:

33اِجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّداً أَو ِاجْعَلُوا الشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيّاً لأَنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرَةُ. 34يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ.

ملاحظة:
في 12 مايو 1999 أعلنت صحيفة النيويورك تايمز أنه بعد مرور واحد وستين عاما، وفي تصريح تم اعتماده في 24 أبريل 1999 قام البرلمان الألماني بالاعتذار رسميا لأهالي وسكان "غيرنيكا Guernica" للدور الذي قام به فيلق النسور الألماني في قصف المدينة، ووافقت الحكومة الألمانية على تغيير أسماء بعض الثكنات التي حملت أسماء بعض قادة فيلق النسور. وعلى النقيض من ذلك، فلم يصدر أي اعتذار رسمي للمدينة وأهلها من قبل الحكومة الأسبانية لأي دور لعبته أثناء القصف. هل ستعتذر الحكومة العراقية ( وخاصة أنها تمثل كامل طيف قتلة الشعب العراقي، لا الشعب العراقي ) للشعب في العراق يوما ما؟! وهل ستفعل باقي الحكومات العربية ذلك لشعوبها يوما ما؟! أراها ستقتدي بالحكومات الاسبانية المتعاقبة!!!







#راني_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة عقل وليست مسألة حجاب
- قبر يسوع ، سفينة المال الغارقة الجديدة!!
- عبدالكريم نبيل سليمان...الكتابة في الدين والسياسة خط أحمر!!.
- وفاء سلطان والمتخلفين عقليا!!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني خوري - بيكاسو...والزرقاوي!!!.