أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟















المزيد.....

هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن حملات تسخين الأدمغة، التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام ذات الهوى السعودي و الأمريكي - الإسرائيلي، و غير ذلك، دعونا نقوم معا، و بهدوء، للإجابة على السؤال المطروح في العنوان، هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟ و ليكون الأمر أكثر دقة فلنضيف كلمة مؤقتا، فإيران لن تختفي من الوجود، هي دولة في المنطقة منذ قديم الأزل، و لن تزول لمجرد حتى عملية غزو، و قد مر بها أكثر من غزو بدأ بالأسكندر الأكبر، و أيضا لنكون أكثر تحديدا فلنضف كلمة مؤقتا، ذلك أن الدور الإيراني، أحببناه أم كرهناه، سيظل، و إن مر بفترات خمود، كنفوذ كل الدول ذات الثقل في منطقتنا، كمصر و سوريا و العراق و المغرب وتركيا، كل تلك دول لها ثقلها، قد يخف حينا، و لكن سرعان ما يعود لها ثقلها، شئنا أم أبينا.
فهل من مصلحة دول و عرقيات و طوائف المنطقة تدمير تلك القوة، و إخراجها مؤقتا من الساحة؟
لنستعرض سويا حالة كل نظام حكم و كيان و عرقية و طائفة في المنطقة، لنرى مصالح كل منهم على إنفراد، و في عجالة، لنستطيع الإجابة، بعقل بارد، لم تسخنه حملات الإعلام المدفوعة.
يجب مبدئيا أن نسرد القوى الإقليمية الفعلية في المنطقة، حاليا، و هي كالتالي: دولة آل سعود و إسرائيل و تركيا و إيران، أما مصر و العراق فهما خارج الخدمة حاليا، الثانية لظروفها المعروفة، و الأولى بسبب طبيعة حاكمها الذي يفتقد لموهبة القيادة و تنقصه قوة الشخصية و تعوزه الكاريزمية، كما فضل أن يتقمص دور رئيس مافيا على أن يكون زعيم دولة.
بناء على تلك الحقيقة الأولية يجب أن تبنى حساباتنا، و لنستعرض الوضع لكل نظام حاكم و كيان و عرقية و طائفة:
أولا سورية: سورية جغرافيا شبه مطوقة، إسرائيل جنوبا، و أمريكا شرقا، ثم هناك الجار التركي الضخم ذو الإرث الإستعماري شمالا.
تركيا - و بعيدا عن القناع الأوروبي الحضاري الوديع الذي تحاول الظهور به - لها مصالحها، و إهتماماتها، بالمنطقة، مثلما لها مخالبها التي تظهرها من أغمادها عند الضرورة، فسوريا لا تنسى - و لا شك في ذلك - ما قامت به تركيا أبان أزمة المناضل الكردي عبد الله أوجلان، حين أخرجت مخالبها و سنتها، فهددت بالغزو العسكري الصريح، و حشدت بالفعل قواتها على الحدود مع سورية، لولا أن هرع مبارك ليضغط على النظام السوري ليتخلى عن المناضل أوجلان، كما هو معهود من مبارك، حكيم المنطقة!!!، و لتنتهي - و لو مؤقتا - قصة نضال بطل، بفضل الألة العسكرية التركية، و التواطأ المباركي، في غياهب السجن.
فهل من مصلحة سوريا، أن تترك نفسها مطوقة بثلاث قوى، إحداها قوة عالمية، و أعني الولايات المتحدة، لتقف بلا ظهير تستند عليه - و لو حتى ظاهريا - خاصة و أن السعودية تنازعها، عبر آل الحريري، النفوذ في لبنان.

ثانيا الأكراد: هل من مصلحة الأكراد في العراق و تركيا، و بخاصة في العراق، أن تخرج إيران من الساحة كلاعب رئيسي، لتنفرد تركيا، أيضا بالساحة، و أنا لا أدعي أن إيران مع حقوق الأكراد، و لكن في كل الأحوال بخروج إيران تضيق مساحة المناورات السياسية لأكراد العراق، و حتى أكراد تركيا، خاصة أن الولايات المتحدة لا يعتمد، بضم الياء، عليها إطلاقا، و تاريخ الأكراد مع الولايات المتحدة يشهد. الولايات المتحدة لن تخسر تركيا من أجل أحد عندما يصبح من الضروري الخيار بين هذا الأحد و تركيا، إلا أن يكون إسرائيل أو آل سعود.

ثالثا دول الجزيرة العربية: و التي يشارك بعضها بغباء في الحملة من أجل خروج إيران من الساحة، هل من مصلحتها - وهي الدول الصغيرة - أن تنفرد دولة آل سعود بهم؟ ألم تجرب قطر كيف تدخل النظام السعودي في شئونها الداخلية، مشاركا في محاولة الإطاحة بالنظام الحاكم الحالي؟ و هل سلطنة عمان من مصلحتها، و هي الأباضية المذهب، أن يتوسع نفوذ آل سعود، بمذهبهم الوهابي الذي يكفر الأباضية، و نحن نعلم أن مذهب آل سعود هذا لا يطيق المختلف، فإذا كان قد إرتكب المذابح الفظيعة ضد شافعية الحجاز من السنة أبان دولته الأولى، و يشن، هذه الأيام، حملة تكفير و تشويه ضد الأحناف السنة الذين يشكلون ثمانين بالمائة من أهل السنة في العالم، فهل يطيق مذهب يصنفه على أنه أحد فرق الخوارج التاريخية، و أفتى بعض مشايخه من قبل بعد جواز الصلاة خلف إمام أباضي؟
و اليمن هل من مصلحتها ان يحدث إنتفاخ في الدور السعودي، و هو الذي إنتزع منها إمارة عسير و غيرها من الأراضي، و أجبرها، على التوقيع على معاهدات للحدود، إحداها منذ بضع سنوات، تعطي الشرعية لهذا الإغتصاب؟
لا أعتقد بأن من المصلحة الفعلية لدويلات الخليج و لسلطنة عمان و اليمن، أن يستفرد بهم آل سعود، و لهم فيما حدث لأمراء عسير، و أمراء حائل من آل الرشيد، و أشراف الحجاز، عبرة و موعظة.

رابعا الفلسطينيون: هم كذلك ليس من مصلحتهم أن تنهار القوة الإيرانية اليوم، حتى و لو كان بعضهم ينتمي لحركة فتح، فإنهيار الدور الإيراني، لن يعني إلا فقد ورقة ضغط لها دورها في أي مفاوضات، عبر التخويف بزيادة نفوذ حماس المدعومة سوريا و إيرانيا.

خامسا النظام الأردني: ليس هناك من ضرورة لسرد النزاع التاريخي بين آل الشريف حسين - حكام الأردن - وبين آل سعود، الكل يعلمه.
فقط أريد التذكرة بما حدث في الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي، حين حدث كدر في العلاقة بين الملك حسين و آل سعود، كان نتيجته أن حرك آل سعود القبائل المقيمة في جنوب الأردن، و التي لها إمتدادات في دولتهم، لتبدأ أحداث شغب توسعت إلى أكبر مدن الجنوب الأردني.
فهل - أيضا -من بعد النظر عند الهاشميين حكام الأردن، أن يطمئن آل سعود أو أن يستفردوا بالمنطقة، و يحيلوهم إلى مجرد تابع لهم، أو ربما ليطردوهم فيما بعد من أخر دولة لهم؟

سادسا مصر: نحن إذا كنا لا نخاف من إسرائيل - و هذه الحقيقة ليست لقوة شخصية مبارك، و لكن بالنظر لحجم مصر و طبيعة الشعب المصري - الأمر الذي يضع إسرائيل في حجمها القزمي الطبيعي، إلا أن الخوف هو من النفوذ السعودي، الذي يرتدي ثياب الصديق، بينما يبث سمومه، الناتجة عن أحقاد معركة الدرعية الشهيرة.
آل سعود هم من إشتروا أصول مصر الإقتصادية، و هم من سيطروا على المؤسسة الدينية المصرية الرسمية و المؤسسات الأهلية بحفنات من البترودولارات، و الإعلام المصري في جيبهم الأصغر، في ظل حالة الفقر التي أبقانا فيها مبارك عمدا، و هم من يحاولون سلخ المصري من تاريخه التليد العريق، و أن يجعلوه يخجل من مصريته و أصله المصري القديم، دون أن يقبلوه على قدم المساواة معهم.
إذا، ليس من مصلحتنا، كمصريين اليوم، أن يتم تحطيم الدور الإيراني، الذي يشغل آل سعود، عنا بعض الشيء، و يزحزح وطأة ثقلهم عن الجسد المصري الذي يكاد أن يختنق، إلى أن تستعيد مصر عافيتها.

ليس من الحكمة أن نقلص عدد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، و هو العدد الذي تقلص بالفعل بفضل مبارك في مصر، و الوضع في العراق، و الأحوال السورية، لنترك آل سعود و تركيا و إسرائيل، يفرض كل منهم شروطه على المنطقة.
الحديث عن القنبلة الإيرانية - حتى لو صح - لا يجب أن يجعلنا نغمض أعيننا عن القنبلة الأخطر، قنبلة آل سعود، قنبلة الكراهية و التعصب و العنف، التي نقصف بها كل يوم في مصر و المنطقة و العالم.
القنابل النووية ليست إلا سلاح ردع، ليس أكثر و لا أقل، و قنابل باكستان، و التي جربتها في 1998، تشهد، فهي لم تستخدمها رغم أنها خسرت حربها مع الهند في عام 1999، أما قنابل العنف و الكراهية و التعصب، فإنها قنابل للإستخدام اليومي، و قليلة هي الأنظمة التي تملك مثلها، أو أسلحة رادعة لها.

فإلى أن تأخذ مصر دورها، و يستعيد العراق عافيته، و تعود سوريا لدورها الثقافي الذي كان لها، فإن من الحكمة ألا يترك اللاعب السعودي يتوسع، بعد أن يأمن من كل تهديد، مرتديا مسوح الحكمة و الإعتدال الزائف، و متسربلا بثياب الدين لينشر مذهبه و مكفرا الأخرين، و زارعا عقد نقص عند البعض، و مستوليا على إقتصاديات دول أخرى، ليؤسس إمبراطوريتة، دعونا نتركه ينشغل، و لو قليلا. دعونا نجعله يخاف، و لو قليلا.
لنضع عقولنا في منأى عن حملات التسخين المدفوعة مقدما، التي تمارسها بعض الفضائيات و الصحف و بعض مواقع الإنترنت و أغلب المنابر، و لنفكر بعقول باردة هادئة، تفكير متزن عقلاني، لنفكر بعقولنا لا آذاننا و عيوننا، فلسنا نحن من يسحب من آذانه.

حزب كل مصر



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟