أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - شكراً د . وفاء سلطان .. وإلى مزيد من الحب ...














المزيد.....

شكراً د . وفاء سلطان .. وإلى مزيد من الحب ...


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انها كلمة الدكتورة وفاء سلطان في مؤتمر الأقباط في كاليفورنيا .. بالحقيقة ان الكلمة الرائعة بمفرداتها الغنية بتعابيرها والحضارية بتوجهها في إطار إنساني عالمي شمولي لم يكن موجهاً للأقباط فقط بل لجميع الديانات وبالأخص الإسلامي منها ولكل القوميات وللعالم في محور إنساني ينشر الحب والوئام وتعاليم الألفة والسلام ..
إن كلمات الخطاب الحضاري حقاً كان أكبر حجماً من قواميس الجهل الفاضح والتمسك بثوابت صارت من الماضي بكل مآسيه ولا زال الكثير ممن تسمّمت أفكارهم ينظرون إلى الحاضر بكل تبدلاته وتغيراته الحضارية والعلمية بعيون صنمية وبقلوب تنزّ فواجع وشرور ..
الدكتورة وفاء سلطان تدعو بكل جوارحها إلى المحبّة ثم المحبّة والمحبة على الرغم من اغتصاب حقوق الأقباط وخاصة في مصر وبشكل سافر وعلني مع أنهم هم السكان الأصلييون لمصر وحفدة الفراعنة الحقيقيين ليخضعوا لإذلال جحافل الغزو المحتل ليرضخوا لنير الاحتلال ولتنتهك حقوقهم وليصنفوا مواطنين من درجات دنيا ، حتى لا يسمح لهم بترميم معابدهم ، أما بناء معبد جديد لهم فهو من الأحلام .
ونقيض الحب تلتفت الدكتورة إلى الإرهاب العالمي بعد أن كان العالم كله قد تجاهل قضية الإرهاب إلى أن مورس على الأقليات في العالم الإسلامي ولمدة أربعة عشر قرناً ، ولكن عندما وصل ذلك الإرهاب إلى عقر ديار الغرب انتفضوا وقد أدركوا خطورة الأمر حيث قتل أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي بينهم مسلمون في مجازر الحادي عشر من سيبتمبر . وتؤكد السيدة وفاء انها ليست ضد المسلمين وتقول
: نحن هنا لسنا ضد المسلمين، ولا يمكنني شخصيا أن أكون، فهم أهلي وهم أبناء الوطن الواحد. يحقّ لهم حياة كريمة كما يحقّ لكل إنسان على سطح الأرض.
لكننا ضدّ التعاليم التي وقعوا هم أنفسهم ضحيّة لها، وعليهم أن يفرقوا بين أنفسهم كبشر وبين تعاليمهم التي أحطت من إنسانيتهم.... فالإسلام في مفهومي له ليس هم وهم ليسوا الإسلام. وعلينا جميعا أن نميّز بين وجوهنا وبين جهازنا الفكري والعقائدي.... يحق لكل إنسان أن ينتقد الجهاز العقائدي لي ولكم ولهم، ولكن لا يحق لأي إنسان أن يهدّد حياة الناس الذين ينتقدون...
للأسف الشديد معظم المسلمين عاجزون عن التمييز بين الإنسان كإنسان وبين جهازه الفكري أو العقائدي ..
وتنتقد الكاتبه عديمي الثقافة ، من أن من يملك المعرفة والثقافة والفكر يواجه الناس بها ، ومن لا يملكها يشتم ويهدد بالقتل ...؟
وتعود الدكتورة في خطابها لتؤكد إنسانيتها وعالميتها المنصبة لمصلحة البشرية أولا وأخيرا : هنا أنتهز الفرصة لأقول لهؤلاء المفلسين أخلاقيا وفكريا، نعم أنا مسيحية عندما يتعلق الأمر بإضهاد أي مسيحي في البلاد الإسلامية، وأنا يهودية عندما يتعلق الأمر بوصم اليهود بالقردة والخنازير وعلى مدى أربعة عشر قرنا دون رادع من ضمير أو وازع من عقل.
أنا سريانية منذ أن طمست الحملات الإسلامية حضارة السريان، وأنا أمازيغية منذ أن اجتاحت جحافل الإسلام بلاد الأمازيغ ووصمتهم ظلما وعدوانا بالبربر. أنا كردية منذ أن ’ظلم أول كرديّ باسم العروبة وتحت راية الإسلام. أنا شيعية عندما يفجر إرهابي نفسه في مسجد للشيعة، وأنا سنية عندما ’يقتل سني في بغداد لمجرد أنه سنيّ.
أنا الإنسان أيّ إنسان في أيّ زمان ومكان، وتصبح قضية أيّ انسان قضيتي عندما تكون قضية عادلة وتتعلق بحقوقه وكرامته وإنسانيته.... المسلمون اليوم أمام أكبر تحدّ يواجه الإسلام في تاريخه. وفي محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة الإسلام يلقون باللوم على أنفسهم، ويدعون بأنهم هم الذين أساؤوا فهم تلك التعاليم والخلل يكمن في ممارستهم الخاطئة للدين وليس في الدين نفسه.
ولم تتخلى الدكتورة وفاء عن رسالة الحب وإنسانيتها وفي الحرب على الإرهاب حتى ختام رسالتها : المشاركة في الحرب على الإرهاب مهما كانت ضئيلة هي عمل نبيل يخدم البشرية جمعاء. مشاركتكم في ذلك المؤتمر دليل على التزامكم بتلك المسؤوليات وهي أضعف ما يمكن أن يتوقع العالم منكم.
أنتم لستم أقلية في مصر. من يتسلح بالحبّ يمثل الأكثرية، ومن يرفض القتل والإرهاب ينتمي إلى الإنسانية وليس فقط إلى طائفته وعليه أن يرى ويقيّم انتمائه من خلال هذا المنظور.... وهذا هو جوابي على سؤال يواجهني به الأمريكان دائما: لماذا يقتل الشيعة والسنة أنفسهم؟ أجيب ببساطة لأنهم تعلموا الحقد على عدوهم قبل أن يتعلموا كيف يحبون أنفسهم!
من يتعلم الحقد أولا لا يستطيع أن يتعلم الحبّ لاحقا. ومن يتعلم الحبّ أولا لن يستطيع أن يحقد لاحقا.
القلب الذي يحب عدوه يحب نفسه، والقلب الذي يحقد على عدوه لا يستطيع أن يحب أقرب المقربين إليه.... اجعلوا المحبة سلاحكم، حافظوا على حياة الغير كما تحافظون على حياتكم، ولكن إياكم أن تسمحوا لهذا الغير أن يغتصب حقوقكم، فالمحبة لا تعني الانبطاح تحت أقدام من لا يعرفون إلى سحق البشر بأقدامهم.
..... العنف سلاح العاجزين والمحبة تاج على رؤوس القادرين. البسوا تيجان المحبة فهي دروعكم، وستكون قادرة عاجلا أم آجلا على استرداد كل ما اغتصب من حقوقكم.
وحتى نهاية هذا الخطاب الإنساني تتوجه د. وفاء بندائها الإنساني العالمي ، فهل من رد شكرٍ على الأقل من جزءٍ من هذا العالم ....؟!



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية .... العقلية العربية ... كل في واد ...!؟
- أين العدالة يامصر..؟ لقد ظُلِم الشاب كريم عامر ..؟
- تاريخ مسلسل عبودية المرأة لم ينقطع ونضالها ما زال مستمراً .. ...
- (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية -المعجزات
- ما بين الدين والسياسة حقوق المرأة السورية في ضياعٍ وسلب تعسف ...
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-المعجزات
- .. لنثرثر معاً في حانة الأقدار مع الأستاذ حسين عجيب ..؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاما في الممارسة النبوية- المعجزات
- (2)ثلاثة وعشرون عاماً في الرسالة المحمدية - الخلفية
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية
- الولايات المتحدة العراقية ...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية- ما بعد بعثته ..؟
- تزايد السكان العشوائي والجهل أهم أسباب جائحة العنوسة..؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - بعثته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة
- إذا اجتهدتم لا تشوهوا صورة الخالق ...؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة..
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية .طفولته
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية ... طفولته
- لجوء الجار العراقي إلى سورية ونجدته واجب إنساني قبل القومي ؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - شكراً د . وفاء سلطان .. وإلى مزيد من الحب ...