أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - وقار هاشم - حجاب المرأة لماذا















المزيد.....

حجاب المرأة لماذا


وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)


الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 12:46
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


عندما درست في الجامعة المستنصرية ببغداد اواسط السبعينيات ، لم تكن غير طالبة واحدة فقط ترتدي ما يصطلح عليه اليوم " اللباس او الحجاب الاسلامي "
واذا اخذنا بنظر الاعتبار قوانين التطور التاريخي ونمو الحركات اليسارية والديمقراطية الداعية الى تحرر المرأة ، كان من المفترض ان تتعزز مكانة ودور النساء . غير ان حداثة الفكر اليساري ـ الديمقراطي وشراسة الهجمات التي تعرض ويتعرض لها ، مكنت الاسلام وقوته بحيث صار هو الايديولوجيا التي يرجع اليها الحكام والجماهير ، خاصة فيما يتعلق بالاسرة والمرأة . مما ادى ويؤدي الى عرقلة تجذر التوجهات التقدمية الداعية الى مساواة وتقدم المرأة . هذا وغيره اوصلنا اليوم الى ان نرى النساء المحجبات كظاهرة عامة حتى في بلدان اللجوء الغربية .

ان هذا الامر مرتبط بالتأكيد بشيوع وانتشار الاصولية كفكر وممارسة . وموجة الاصولية هذه انما هي تعبير عن الهوية ، كما تقول فاطمة المرنيسي (1) ولعل ما يفسر اندفاعة الاسلام في ايامنا هذه هو انه يمنح الرجال حقا ازليا في المطالبة بالهيمنة على العالم . وهذا ما يدفع بهم للقيام بمختلف الممارسات للحفاظ على سلطتهم .
فالخوف على السلطة هو الذي يخيف المسلمين من حركة التغيير الكبيرة التي تعم العالم . وان البون الشاسع بين التغيرات الكبيرة الحاصلة من حولنا والتي لا يمكن التحكم بها ، وبين الخطاب الديني الذي لا يقبل التغيير يُجبر "المسلمون " على الاعداد للحفاظ على هويتهم ولو بادنى شكل ، ولعل الدعوة لتحجيب النساء احد مظاهر دفاعهم هذه .
يعلن المسلمون بانهم تقليديون ، ويضعون نساءهم دائما خارج دائرة التغيرات الاجتماعية ، التي تعصف بهم وتخيفهم بسرعتها ، كحاجة سيكولوجية للحفاظ على هويتهم ( سلطتهم ) . وهم يرفضون المبادئ والقيم الجديدة ، وشكل الحريات والديمقراطية القادمة من الغرب الذي استعمرهم لسنوات كثيرة ، ويرونها " كبُدع " لا تتناسب مع واقعهم . وكان عليهم للحؤول دون ثقافة الغرب من " استحضار الموروث الثقافي "(2)الذي يمنحهم القوة والسلطة ويعزز ذواتهم ويجعلهم يحسون ان العالم كله منزلهم اينما حلوا .
" لقد انبثق الاصوليون والنساء السافرات في عصر ما بعد الاستعمار " ( 3) . ولو لم تكن هناك نساء سافرات لما كانت هناك دعوات بالعودة للحجاب . اذن فنحن ازاء صراع بين نساء لا اصوليات مثقفات ومتحضرات اخترن خلع الحجاب ، وبين رجال اصوليين طامحين للسلطة من خلال اعادة احياء الدين الاسلامي واستحضار مبادئه في ( التصدي للغرب ) ، وكأحد القوى السياسية الحديثة المتنافسة على السلطة في العالم .

لقد تسببت قرون من اقصاء النساء عن المعرفة والتعليم الى شيوع الامية بينهن ، لان المعرفة هي شكل من اشكال السلطة التي يريد الرجل ان يحتكرها . غير ان هذا الوضع قد تغير وصار التعليم مجانيا في مراحله الاولى في كثير من البلدان ، بل وصار مختلطا في الجامعات التي صارت مفتوحة للذكور والاناث . وبهذا صارت المرأة بالنسبة للاصولي الاناني منافسة له في هويته وسلطته . وقد اثر حصول المرأة على التعليم والمعرفة " تأثيرا هائلا ومباشرا على ادراك النساء لانفسهن ولادوارهن في الانجاب والجنس ، ولآمالهن في الفوز بانطلاقة اجتماعية " (4)
كما ان تعليم النساء دمر الحواجز والحدود والادوار بين الجنسين والغت المدرسة " المكان العازل" للنساء حتى وان فُصلت الفتيات عن الفتيان فان الطريق الى المدرسة ، مكان العمل وغيرها يجمع بينهما . وهذا ما يفسر الموجة المحافظة والارتداد نحو القديم ، الذي يواجه النساء في العالم الاسلامي ، كآلية لتخفيف القلق في عالم متغير بسرعة مذهلة .
" ان ما يرعب الاصوليين هو ان عهد الاستقلال لم يخلق طبقة جديدة كل شيء فيها للذكور . فالنساء تشارك الآن في الاعياد الشعبية وهذه ثورة حقيقية في المفهوم الاسلامي لعلاقة الدولة التقليديةبالنساء وعلاقة النساء بتوزيع المعرفة المؤسساتي "(5). ان فهم هذه المعادلة ضروري لفهم هواجس السياسيين المتعلقة بالنساء وثيابهن في العالم الاسلامي .
وبما ان ( المستعمر الغربي ) يرى في المسلم ظالما ومضطهدا للمرأة ، فقد اخذ على عاتقه الدفاع عن المرأة المسلمة والعمل على تغيير اوضاعها . في حين رأى المسلمون في استجابتهم لإحداث اي تغيير انما هو تنازلا للمستعمر واستسلاما للظروف الخارجية ، واعتبرت قضية تحرير المرأة مشكلة دينية لان الحركة القومية بدأت كحركة دينية .

ان تحرير المرأة مرتبط مباشرة بالصراع السياسي والاقتصادي لكل مجتمع .وان كل انتكاسة سياسية يشهدها المجتمع تولد حاجة جديدة الى تحرير كل قوى النمو والتطور فيه والنساء جزء منه .
وبالنسبة للمجتمعات الاسلامية فان كل انتكاسة سياسية يتكبدوها على ايدي ( الغرب الكافر ) تولد حاجة مضادة الى اعادة تأكيد الهوية التقليدية لهذه المجتمعات . وهكذا تواجه قوى الحداثة القوى التقليدية لتخلف عواقبها منعكسة في العلاقات بين الجنسين .
وهذا ما يحصل في المجتمعات الاسلامية اليوم ، التي ترى اكتساح العولمة لكل مفاصل الحياة وتتدخل في ادق تفاصيل حياة الافراد . وتعيش عصر الدولة العظمى الواحدة التي تريد فرض هيمنتها على العالم عن طريق حروب غير عادلة ، وتسعى لتغيير خارطة المجتمعات وهويتها خدمة لمصالحها .مما ينعش الحركات الاصولية ويدفعها لتحدي الغرب بالتمسك بالهوية ومحاولة التشبث بالسلطة الذكورية ، وان الدعوة للعودة الى تحجيب النساء هو احد تداعيات هذا التحدي .
ولعل ما يؤكد هذا الزعم هو حرص الرجال المسلمين الشديد في دول المهجر على تحجيب نسائهم وبناتهم ، وسعيهم الحثيث للحؤول دون اختلاطهن بالمجتمعات التي يعيشون فيها وتعلمهن لغات هذه البلدان ، وبالطبع نضالهم الشرس والعنيد ضد خروجهن للعمل ... لانهم على يقين من ان ذلك سيؤدي حتما الى القضاء على سيادتهم وسلطتهم وبالتالي فقدانهم لهويتهم .

1ـ ماوراء الحجاب . فاطمة المرنيسي ص 12
2ـ الثقافة الجديدة . العدد 317 ص 26
3ـ ما وراء الحجاب . ص 16
4ـ ماوراء الحجاب . ص 47
5ـ ماوراء الحجاب . ص 53



#وقار_هاشم (هاشتاغ)       Waqar_Hashem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات
- فهد والوضع الراهن في العراق


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - وقار هاشم - حجاب المرأة لماذا