أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة















المزيد.....

المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 07:54
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


وصية أستاذ متقاعد إلى ولده
إذا شاء قدرك, وكتب الله عليك مهنة التعليم ياولدي بعد الإجازة , بعد أن تكون أنهيت سنة أو سنتين من التكوين , وتم التطويح بك بعيدا , وقد سار في عرف الوزارة الوصية ذلك , وتم تعيينك أستاذا بمنطقة نائية , فلا تختر عزيزي مجموعة مدرسية , سهلة النطق واسمها يسيل اللعاب , لأنها من النوع الذي ستحتاج معه أثناء كل شتنبر دراسي إلى 10 حمير لنقل الماء من بعيد بعيد , و5 فتية متطوعين مراهقين من الدوار,ورخصة من شيخ القبيلة , من اجل تطهير المكان و تنظيفه من براز البشر.
هي حلقة علقها بأذنك , لا تجازف, لا تجازف , لاتجازف.
وأنت تتصفح دليل المؤسسات الشاغرة بفرح ملتبس, لا تضع علامة * على رمز المجموعة المدرسية انطلاقا من شاعرية اسمها. الذي يبدو لك جميلا بالتأكيد , فكثيرا ما تكون مجموعة الزهور, وهنا اسأل المجرب لا تسال الطبيب . مجرد فخ وطعم يقودك نحو صحراء صفراء قاحلة , ومدرسة الياسمين , مجرد بناء مفكك, وسط مطرح نفايات الدوار . و
أما مجموعة مدارس النور فهي بالكاد تجمعا عمرانيا متباعدا تتوسطه بناءات دخيلة ..وقبائل بشرية لايعرف شبابها متى حصل المغرب على استقلاله.
وعند غروب شمس النهار , يجهز خوف مجهول المصدر على نفوس الساكنة , لتعيش في ظلام دامس.
بهذه العبارات نصح رجل تعليم متقاعد , طالبا في مركز تكوين حديث العهد بالمهنة. وأضاف" سوف لن أحدثك عن الطريق في الجبل ووعورته , والنهر الذي يجرف الأسوار كل شتاء , والخبز والبيض لازمة الشتاء والصيف ..عن السوق الأسبوعي المستنقع .. والشاحنات التي تجرها البغال , ولن أسهب في وصف البداوة التي أدمنت الكوكا ,ورسمت للحب قلوبا وسهاما وعلامات على كل مدخل . وسعر الحليب الذي ارتفع , ومقاهي الفيديو الحمراء وخبطة البارابول.. والمحمول والويل لكحل..سأخدش حياءك هذه المرة , وأحدثك عن التربية ..عن غياب النظافة بالمؤسسات التعليمية التي أمضيت نصف عمري بها ..إنها مشكلة حقيقية , ولعلها مظهر من مظاهر تخلفنا..الذي ظل المشرع على مدى عقود يتفادى الصرامة .. ويتجنب الحزم , وهما الحلقتان المفقودتان على منا يبدو في ميثاق التربية والتكوين الجديد.
التغوط كحاجة بيولوجية بابني يتم داخل الأقسام , كما بالمدارس النائية والمجموعات التابعة لها, وإذا ما سلمنا بقاعدة استغلال الفضاءات المدرسية إسطبلات بهائم , وحظائر وزريبات خلال العطل الطويلة الأمد , وهو أمر يكاد يكون عاديا جدا. ومتعاقدا في شأنه حسب شهادات سكان بعض المداشر أنفسهم. تكون الصدمة دونما شك أقوى وأبشع.
أما بالنسبة إلينا نحن المعلمين ,وعلى الرغم من أن الفاعل قذر بكل المقاييس , هو مواطن , وهو ضمير , و لن يكون سوى تلميذ غادر وانقطع , هو ابن المنطقة, بل ولد الدوار نفسه , وربما ابن القسم نفسه , ومع إن للمنطقة شروط حياة حضرية من سلطة , وقائد وشيخ ودرك..فسوف تقتنع بان مسطرة البحث في هذا الاتجاه , من المحرمات ..ولذلك , فان شبابا ..ورجالا طاعنين في السن , وصعاليك وعابرين ,قد يفعلون الأمر نفسه, لمجرد الخلوة. والثقة البليدة التي يمنحها المكان. وسيسخرون بالتأكيد, حين يتحدث احدهم عن التربية.والمدنية..عن مراحيض عمومية بالأداء.....لست ادري ياولدي سبب هذا السلوك, ومسوغاته وأي تبرير ممكن أو مستحيل يمكن أن يحتويه ؟؟؟؟ وتابع الأستاذ بحسرة قائلا:
يحدث هذا رغم كل هذا الركام من القيم الدينية ,و ذلك الطوفان من التمائم والأدعية , وذلك الزخم من المواعظ والأخلاقيات في مدارسنا ومساجدنا , يتبول تلاميذنا على جدران مؤسساتهم؟ ورجالنا وشبابنا وشيوخنا على أبواب وقلاع وأبراج مدينة فاس , وأسوارها التاريخية؟؟؟؟لذلك عندما ينفتح الضمير على المحيط ويتواصل معه , يكتشف أن في الواقع ..واقعنا اكبر أكذوبة..ومسخ..ووضاعة على وجه الأرض. كنت أتساءل على الدوام ,
لماذا يلقي المواطنون بعشرات الأكياس السوداء المملوءة بالنتانة جوار المدارس بعيد الظهر ؟
لماذ ا يتم تكسير مصابيح أعمدة النور المتاخمة للمؤسسات التعليمية بأدوات يحملها تلاميذ مشاغبون في خصرهم أو في محفظة الأدوات داخل الأقسام؟؟؟
لماذا يحمل التلاميذ السكاكين, ويشحذونها داخل الأقسام, فيرتعد الأستاذ الحارس العام, ولا يمتلك جرأة التبليغ ولا سلطة التوجيه ,؟؟؟؟
لماذا يخاف الأساتذة من تلامذتهم؟؟؟
لماذا ينجز الأستاذ 10 إضرابات في السنة , مساندا 10 نقابات ,ولا يعرف شيئا عن 10 برامج ومشاريع نقابات؟. واذا انت سالت عن أي ملف مطلبي تناضل..سخر قائلا ..النقابات بحال بحال كلهم يدافعوا علينا؟
لماذا يشتكي الآباء من ضعف مستوى أبنائهم وبناتهم وهم صامتون ؟؟
لماذا تأخذ المدرسة نصيب الأسد من الاتهامات , ونصيب الأسد من المسؤولية وحدها؟؟
والمعلم, والتعليم نصيب الأسد من التنكيت التبخيس؟؟؟
والتعليم نصيب الأسد من الميزانية؟؟؟ دونما نتيجة؟؟؟

تابع المتقاعد متسائلا :هل يحصل ذلك لغياب نصوص تربوية تقارب موضوع النظافة بواقعية وعلم حقيقي دونما حياء منافق , وكبرياء مزيف . وخجل مصطنع بليد ؟؟
أم أن اختلالات تشوب تطبيق تلك القيم ككفايات نوعية مستهدفة كدروس وتفعيلها كأهداف وكفايات سلوكية؟؟؟
أم لعدم ملائمة ما تقترحه لجن التأليف من أساليب ومفاهيم وقيم بيداغوجية غير قابلة للتشبع و للتطبيق ؟؟؟
هل لسوء التبليغ الحاصل, ودرجة التقصير الفاضحة في بعض الحالات لدى شريحة من رجال التعليم في أداء الواجب قسطا من المسؤولية؟؟؟؟؟؟
في لحظة ,كنت اعتقد إن عملية التبول على جدران الأبواب التاريخية, والأسوار المحيطة, وهي تخريجة عربية بامتياز , ليست من فعل تلاميذ مدارس على الأقل , تلك الفئة التي لها خصوصيات , تندرج سلوكياتها في خانة القاصرين , فالمدارس و المؤسسات التعليمية الابتدائية, وتحديدا تلك التي توجد خارج ما يصطلح عليه بالحزام , أضحت من اختصاص الصغار والمتوسطين.. الأمر الثاني غياب سند تربوي ثقافي وصحي لدى سكان تلك المناطق لأسباب اجتماعية و انتخابية بالأساس .
أما تدنيس أبواب فاس , وزفرنة أسوارها التاريخية , فيمكن القول بيقين أنها , لم تعد حكرا على شريحة دون أخرى , فهي مفتوحة في وجه العموم , من كل الشرائح والأجناس ..مما يعني إن مدارسنا لا تكتفي بتخريج المتبولين على جدرانها بل يمتد أمر تكوينها إلى ما بعد المرحلة الإعدادية والثانوية والمهنية إلى تدنيس كل الأمكنة..والى الحياة برمتها.

عملية البحث والتنقيب الدقيقة التي قمت بها , كمدرس , وبصفة الأبوة والمواطنة , وصرفت عليها الكثير من الوقت , شجعتني على تفحص مضن و بكثير حماس لمقررات وزارة التربية الوطنية الخاصة بالشعب العربية وفق تقسيم الجهة المعتمد بالمدينة , انطلاقا من القسم الأول , إلى الصف السادس ابتدائي , كنت أتوخى من ورائها الإمساك بحصة , أو درس تعليمي تربوي , تحسيسي توعوي , تحت عنوان "آداب قضاء الحاجة" في مقررات دروس التربية الإسلامية, والشأن المحلي ,الوطني , كانت فاشلة بامتياز .
اجل , لم أجد له أثرا , لان الحديث عن النظافة بمنظور عام , ليس مطلوبا على ما يبدو بالصورة التي في مخيلتنا على الأقل.., و لست ادري , سبب هذا الاستغفال, وفيما إذا كان "آدب قضاء الحاجة" معروفا بالفطرة لدى الصغار كما لدى أولياء أمور التلاميذ , بصرف النظر عن مستوى التعليم لديهم , وثقافة الشكل المجتمعي التي يصرفونها مجتمعيا. ومن هنا قضت المدرسة بعدم التطرق للموضوع , تاركة أمر "قضاء الحاجة" إلى السليقة , وعلى ضوء الفطرة نفسها , يتم تصريف تلك الخشونة من قبل فئة من المجتمع , كممارسات مشينة , خارج الأخلاقيات المتعارف عليها . /يتبع



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
- -الشات- العربي توليد ام تهجين
- كم -ايميل - في حوزة ابنتي القاصر
- أطفالنا الرقميون1
- الصحراء المغربية
- العالم القرية ,حق التفاعل وواجب الاندماج
- آسيا تكتشف ,والعرب تستهلك و تصف
- نمور آسيا تخترع و تكتشف والعرب تعلن وتصف
- نشرة اخبارية عربية في ساعتين
- نشرة اخبارمتلفزة عربية في ساعتين1
- تقدمنا كعرب مشروط على الاخر ليقر بوجودنا
- ميثاق شرف عائلي لاستعمال النيت المنزلي2
- الى متى نظل نزوبع .. ونتساءل من يحجب عنا الرؤية ؟
- الناقد التشكيلي المغربي بوجمعة العوفي يصدر كتابا جديدا
- ليس كل ما في جوف البحر حوت
- كيلا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي 2
- كي لا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي1


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة