أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بكر أحمد - يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون














المزيد.....

يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:38
المحور: حقوق الانسان
    


في انتخابات المجالس المحلية الماضية خرج الحزب الحاكم بشخص يهودي كمرشح عن قائمته ، إلا أن هذا اليهودي لم يقبل ترشحه من قِبل اللجنة العليا للانتخابات لأنه لا يؤدي الصلوات الخمس التي تلزم أي متقدم لترشيح نفسه بتأديتها ، وأنا لا أعلم كيف تكون الصلاة مقياس لأي شيء ، سواء كانت مقياسا للذمة أو النزاهة أو التعليم والثقافة ، وأيضا لا أعلم أكثر كيف يتم التثبت من باقي المرشحين الآخرين حول تأديتهم الصلوات الخمس كاملة وكل يوم .
لكن أن يكون تأدية الصلاة شرط أساسي للترشح في أية انتخابات تدور في اليمن ، فهذا يعني بأن مبدأ المواطنة المتساوية هو شيء غير موجود وأن النصوص التشريعية قائمة على الدين ، وليس أي دين أو كل الأديان في البلد ، بل دين معين ، وهذا به من الدلالة على التحيز لمجموعة يمنية ضد مجموعة يمنية أخرى وإقصائها خارج المنظومة الفكرية والسياسية والثقافية .
الدستور اليمني :
الباب الثاني
مادة 40
- المواطنين جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة.
مادة 42
- للمواطن حق الانتخـاب والترشيح وإبداء الرأي في الاستفتاء، وينظم القانون الأحكام المتعلقة بممارسة هذا الحق.
والبندين في الأعلى من الدستور اليمني واضح ولا غبار عليه حتى يتم شرحه أو تأويله ، حيث أنه لم يتطرق إلى دين المواطن أو مذهبه أو ثقافته ، أما جملة ( وينظم القانون الأحكام المتعلقة بممارسة هذا الحق ) للمادة 42 لا يعني إطلاقا أن يكون هذا التنظيم مخالف لجوهر المادة ، لكننا نعلم أن هذا الدستور لا يعمل به أحد أو لا يقرءاه أحد ودائما يتم الاحتكام أما إلى العرف القبلي أو النص الديني المسيس .

قد يكون اليهود أقلية في اليمن، لكنهم وبديانتهم هذه هم قبل المسلمين على هذه الأرض وهم متأصلون بها بشكل لا يقبل الجدل أو النقاش ، وعملية إبعادهم عن المشاركة السياسية بسبب دينهم يعتبر نوع من أنواع الاضطهاد ونظام لا إنساني يمارس علانية وأمام العالم .

قضية اليهودي الذي رفضته اللجنة العليا للانتخابات لم تثر بشكل المطلوب بل أنها وحسب علمي لم تثر إطلاقا وذلك لاعتقاد الجميع بأن الأمر غاية في الحساسية ، بل أن بعض الجهات الحزبية المعارضة أشارت إلى رغبة الحزب الحاكم بترشيح عن قائمته مواطن يهودي بشيء من الغمز ومن المكايدة السياسية ، وبعد أن تم رفض الطلب كأن الحزب الحاكم تنفس الصعداء لهذا الرفض ولم يقف أمامه طويلا .

تلاشت هذه القضية دون أية ضجة ، ودون أن ينبري لها قلم ليحدد ما هي أوليات هذا الوطن وأين يقف المواطن منها مهما كان دينه أو معتقده ، تلاشت لتظهر لنا من جديد بصورة أخرى لا تقل اشمئزازا عن سابقتها وهي قيام الجماعات الحوثية بمحاولة طرد عوائل يهودية من مناطقها ولتندلع بعدها مباشرة معارك بين الدولة وبين الحوثيين مباشرة وكأن الأمر أعد بشكل منظم لينتهي بسيناريو تهديد صريح لهم من الرئيس وعرض مغري بفتح حزب سياسي في اليمن .

من هم الحوثيين أو ماذا يريدون ما هي مشكلتهم ، كلها أمور لا نعرف عنها شيء سوى ما تروجه لنا الماكينة الرسمية حولهم ، لكننا نعرف يقينا أن اليهود هم مواطنون يمنيون من المفترض أن تكون لهم كامل الحقوق والواجبات أسوة بغيرهم من المواطنين ، فلماذا ثار النظام بعد مشكلة العوائل الأخيرة ولم يحرك ساكنا بعد إقصاء المواطن اليهودي من الانتخابات للمجالس المحلية !؟

حال اليهود في اليمن ليس أفضل من حال المسلمين بها ، إلا أنهم ورقة يستنزفها الحزب الحاكم بطريقته الخاصة ، وتبتعد عنها الأحزاب السياسية المعارضة لأنها منطوية كلها تحت عمامة حزب الإصلاح الإسلامي والذي لديه مواقفه المعروفة من الأديان الأخرى ، فتبقى هذه القضية عالقة بلا حلول صحيحة وإنسانية كما هو حال الوطن كله ، لتصبح المناورات السطحية بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم كجدل بيزنطي مقتصرة على سعر البيضة وحديث عن حكومة ظل وأخيرا فتح باب حوار بينهم لا أحد يعرف عن ماذا سيكون هذا الحوار بعد أن طار الحزب الحاكم بنتيجة الانتخابات ، بمعنى آخر ، ماذا يريد اللقاء المشترك من هذا الحوار ؟

التدرج الطبقي الاجتماعي في اليمن هو تدرج متخلف جدا وثابت جدا ، ولا أحد يجروء على الاقتراب منه لتصحيحه ، فقضية المواطنين اليهود وقضية الطبقة المهمشة " الأخدام " الكل رضي بها وأقتنع ، وصار الأمر طبيعي مهما تشدقت الأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية بتقدمها وعملها لأجل الإنسان والمواطن .
فما هو مقياس المواطنة في اليمن ، هل هو الدين كحال اليهود مثلا ، أم العرق كحال " الأخدام " أم القبيلة أم النسب أو السلطة ، أم القانون ، وما هو حال تصحيح هذا الخلل المريض المنتشر في جسد اليمن .
أسئلة لا أحد يعرف لها من أجوبة، وهو حال الوضع العام الشائك والمعقد في البلاد والذي يدعي البعض بأن الحل لا يمكن أن يكون تدريجيا ما لم نعتمد على ثورة ثقافية شاملة كتلك التي قام بها ماو تسي الصين .........من يعلم ربما .


خارج النص:
البارحة غلبني الحزن ، لأن عمي وصديق طفولتي وافته المنية بسبب مرض السرطان .

هذا كل ما في الأمر .
أتمنى لكم نوما هانئا .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني
- التهليل لموت صدام هل لأنه عربي أم سني أم ديكتاتور ، بين يدي ...
- ورغم كل هذا سأضع تحت سوادة عروبتي زهرة أمل
- السنيورة ورقة احُرقت أكثر مما يجب
- اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك
- بفضل اللقاء المشترك ..صالح ولأول مرة رئيس شرعي لليمن .
- العشب هو الذي قبل بأن تزييف ارداته
- رسالة من تحت الماء إلى الزنداني
- فقط قضية واحدة من مئات القضايا تمكننا من اتهام الرئيس بالخيا ...
- اين نسائنا ؟؟؟
- الجولان الآن ... الجولان أولا
- وفي بيروت ألف بندقية ... وغانية
- اسرائيل دولة طارئة
- تبا ...كدت أن أصدقك يا صالح .
- يا دولة ... إنها أضغاث أحلام
- المواطن في نظر فخامته - ووزير داخلية جبان
- ماذا بعد موت الزرقاوي ؟
- ما اروع الدم العربي المراق


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بكر أحمد - يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون