أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - مطالب الإصلاح ورد الفعل –3















المزيد.....


مطالب الإصلاح ورد الفعل –3


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نتابع الرد على الرسالة التي وصلتني تعترض على مقال مطالب الإصلاح ورد الفعل -1. لقد قمت في مقالي السابق بالرد على السؤالين الأول والثاني وفي هذا المقال أقوم بالرد على السؤالين الثالث والرابع.

الأخ المحترم --- أو الذي وضع هذه الأسئلة؛

السؤال الثالث: بالرغم من أن دائماً ما تصف الشعب القبطي بالمقهور دي كلمة كبيرة أوي يا ترى حضرتك عارف معناها؟

الإجابة على السؤال الثالث: ليتك شرحت لي مفهومك لمعنى كلمة "مقهور" حتى يمكن أن نثري القاموس بتعريف جديد للكلمة من خلال مناقشة حرة!!! أما أنا فبحسب فهمي أرى هذه الكلمة الكبيرة جدا كما تقول مُنَفَّذة ومعمول بها بصورة خطيرة في الكنيسة المذبوحة ومصلوبة بيد الرئاسة الكهنوتية!!! أنا أرى الشعب القبطي مقهورا فيما يلي:

مقهورا في موقف البابا ورجاله؛ من اعتداءات الإرهاب الإسلامي المتكررة على الكنائس وعلى المسيحيين، والبابا يتجاهل كل ما يحدث، متملقاً الحكومة، ومنافقا للتأسلم بصورة مستفزة لمشاعر الشعب القبطي المقهور. فالشعب لا يملك حق الاعتراض على تصرفات البابا غير السوِّية هو ورجاله. عندما يفرض الموقف على البابا التصرف يهرب إلى الدير بحجة التعبد. عندما قُتِل الأب بولس اسكندر بالعراق بيد الإرهاب، وعندما وصل الخبر إلى أسقف الموصل غريغوريوس صليبة شمعون، الذي كان يحضر جلسة ليلية للمجمع السنوي للكنيسة الإنطاكية الذي كان منعقدا في لبنان. غادر الأسقف جلسات المجمع في الحال وسافر على متن أول طائرة للعراق، رغم خطورة السفر وخطورة الموقف بالعراق الذي كان مشتعلا بعد تصريحات البابا بندكتوس. وحسب تصريح الأسقف الإنطاكي قال، "ينبغي أن أكون في وسط الشعب في هذه المحنة". كم مرة شارك البابا شنودة الشعب في مِحَنِه المتعددة التي قتل فيها العديد من الأفراد؟ وكم محنة حدثت في عصره؟ إن عصر الأنبا شنودة يتميز بأنه أكثر عصر شاهد أعمال عنف ضد الأقباط في التاريخ الحديث. وفي كل مرة كان يتجاهل الموقف تماما هو ومجلته التي يرأس تحريرها!!! بل في كل مرة كان ينشر أخبار البهجة والحبور ليغطي على حزن الأقباط. وترتب على هذا الموقف المتكرر عدم قيام الحكومة بأي تحقيق في جميع الحوادث، الأمر الذي لم يحدث في أي عصر آخر إلا في عصر الأنبا شنودة. أما عن أحداث كنيسة الخانكة وأحداث عام 1981 فتفاصيلها غير مشرِّفة على الإطلاق، إذ كان البابا يقامر بالشعب القبطي كله لحساب زعامته السلطوية.

مقهورا في أسلمة البنات؛ فهناك 200 بنت كل يوم تغير دينها للإسلام حسب تقرير لجنة تثبيت الإيمان برئاسة الأنبا باخوميوس، وبحسب التقارير الواردة من الأزهر بالتعاون الكامل مع الكاتدرائية (حسب تقرير اللجنة). المُشكِلة في ذلك أن هؤلاء البنات جميعا لم يقررن الإسلام عن اقتناع ِأو عن إيمان أو تدين لكن جميعهن اعتدي عليهن جنسيا، ومنهن من لم يتجاوز عمرها 12 سنة بحسب تقرير اللجنة، ورغم أن ذلك جريمة يعاقب عليها القانون، يقول أحد الأساقفة بصوته المسجل أن "جميع الحالات حدثت نتيجة لاختيار البنات بكامل حريتهن". أي حرية لبنت قاصر في هذا السن أو حتى غير قاصر. إن أي بنت تجد نفسها في هذه الورطة خصوصا في مصر ستتمسك بوضعها الجديد ليس عن حرية بل عن ذل. فهي لا تستطيع أن تواجه أهلها ولا توجد كنيسة لترعاها وتقف بجانبها أو تتفهم موقفها الصعب، حتى تلقي بنفسها في أحضانها عند الورطة!!! الأساقفة المحترمون الذين يبررون أنفسهم ويلقون اللائمة عنهم على البنات، فيقولون أن هذا يحدث بكامل حرية البنات، بينما الكنيسة وسياستها وأساقفتها هم أول من يقع عليهم المسئولية واللوم في هذا الموقف المذري. القانون الرسمي للدولة غائب تماما ولا توجد أي محاولة من جانب الكنيسة بالمطالبة بتطبيق القانون. بينما اللجنة المعينة من قداسة البابا لهذا الموضوع ببساطة تلقي باللوم على البنات في تقرير مسجل بالصوت!!! لماذا لم تحدث هذه الكارثة بحجمها المخيف إلا في عصر الأنبا شنودة وأساقفته المتجاهلين للحقيقة!!! بحسب إحصائية اللجنة العائلات القبطية تفقد كل سنة حوالي 70 ألف بنت أو بمعنى آخر هناك سبعين ألف أسرة قبطية يتم تدميرها كل سنة على الأقل من الناحية الاجتماعية. والكنيسة غائبة تماما والرعاية منعدمة. والأساقفة منشغلين عن كل ذلك بصراعاتهم عمن يخلف البابا. والمباراة شديدة في النفاق المخجل للبابا والحكومة. أليس هذا شعب مقهور.

مقهورا في حالات الطلاق؛ فهناك 100 ألف حالة طلاق أو أكثر بين الأسر القبطية بلا حل. فيها الأسر مكسورة هذا بالإضافة لأسر حالات الإسلام السابق شرحها. هذه الأسر محكوم عليها بعدم حل مشاكلها بحسب التعنت البابوي غير المسبوق في الكنيسة القبطية، والذي ليس له ما يبرره سوى الإرهاب والقهر والتسلط. إلى جانب مهزلة الرعاية التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل الأسرية. وبينما تعطى تصاريح الزواج لأقارب البابا والأساقفة المقربين، وكثير منهم مطلقين، فهناك حالات تنتظر لأكثر من 16 سنة بلا دراسة وبلا رعاية كما رأيناها في التلفزيون. البابا الذي كسر كل قوانين الكنيسة ليصل إلى كرسيه هو نفسه الذي يذل الشعب باسم القانون. البابا الذي استهتر بكل تعاليم الكنيسة حتى أنه طرد أساقفة من أسقفياتهم مخالفا للقانون هو نفسه الذي يتمسح في تعاليم المسيح ليذل الشعب!!! ليت الشعب يتعلم هذا الدرس فمن اعتاد على كسر القانون هو دائما إنسان متصلف بلا رحمة، "وليس هناك رحمة لمن يستعمل الرحمة". الغريب أن مشكلة هؤلاء المقهورين تحت عبودية البابا يستطيعوا أن يحلوا مشاكلهم بسهولة لو لجأوا إلى أي كنيسة أخري لكن ذنبهم هو أنهم متمسكون بالكنيسة القبطية، فكانت هذه فرصة لإذلالهم!!! معنى ذلك أن هناك أكثر من هذا العدد قد ترك الكنيسة!!! كل ذلك وإدارة الكنيسة تظهر منتهى عدم المبالاة والاحتقار لمشاعر الشعب. أليس هذا قهرا!!!

مقهورا فيما يُعرَف بأب الاعتراف؛ ملف أب الاعتراف ملف متورَّم جدا لكنه مغلق ولم يتجاسر أحد حتى الآن على فتحه. أب الاعتراف كان شابا صغيرا قبل رسامته، بحسب السياسة المتَّبعة التي يتم بها اختيار الأساقفة والكهنة من شباب صغير بلا خبرة (الشعب لا يختار راعيه). في معظم الأحيان هو إنسان متدين يغلب عليه طابع التزمت، ومنهم من كان منغلقا مما يصعب جدا معه اكتساب أي خبرة اجتماعية، وبعض منهم من المتسلقين. ومعظمهم لم يحصل على أي دراسة دينية أو اجتماعية، وحتى الذين حصلوا على دراسة إكليريكية فهي سطحية للغاية، ولا يمكن أن تساعده على رعاية وتعليم الشعب. هذا الشاب يجد نفسه فجأة كاهنا ومسئولا وأب اعتراف!!! (طبعا هذا تهريج بل فساد ومخالف لكل تنظيم كنسي فليس أي كاهن يصلح لأن يأخذ اعترافات الشعب وسنشرح ذلك في مقال مفصل). والأخطر من كل ذلك أنهم يضعوا في ذهن هذا الكاهن إنه ينطق بالروح القدس فيضربه الغرور، ثم يطلقوه على الشعب المسكين. لا أشك أن هناك نسبة ضخمة من حالات الطلاق كان أب الاعتراف الذي لا يعرف واجباته سببا مباشرا لها. أب الاعتراف الصغير السن الذي يجد نفسه مسئولا ومضطرا لحل مشاكل أسرية لأناس في سن والده ويمكن أكبر، (طبعا هذه وسيلة من وسائل إذلال الشعب) وهو بلا خبرة عملية أو علمية. الكاهن الحديث في الأول يرتبك ولكن بعد وقت قصير جدا يتأقلم، ثم يركبه الغرور متصورا أنه ينطق بالروح القدس (بصحيح) فيتصلف. أب الاعتراف الذي بلا خبرة يتدخل فيما لا يعنيه فيدمر الأسر لحساب سلطانه الكهنوتي الإلهي المعصوم. فكثيرا ما يتحيز للابن ضد أبيه وللزوجة ضد زوجها أو للبنت ضد أمها بلا حكمة. الكاهن أب الاعتراف ألغى سلطان الأب في بيته حتى يكون هو المتسلط على كل بيت. الكاهن الذي لا يعرف كل الظروف يفرض رأيه وقراراته فيما لا يخصه بغير تمييز أو اعتبار للظروف المالية والاجتماعية والأسرية الحساسة. الكاهن الذي يلغي سلطان الأب على بيته يضعف جدا الترابط والانتماء الأسري الذي اهتز تحت السلطان الكهنوتي ونجم عنه التفكك والمشاكل الكبرى والخراب. الشعب المقهور وكل من لا يتبع هذا الأسلوب الخاطئ من الاعتراف يمنع من التناول، ويؤخذ منه موقف يعطل الخدمات الكنسية. ومن يعترف يسلم نفسه وبيته إلى المجهول!!! رأيت بنفسي زوجة تأخذ رأي أب الاعتراف في إعادة ترتيب العفش في البيت بالتليفون، طبعا الهدف هو أن تلغي رأي زوجها فهي متأكدة تماما أن الأب الكاهن الذي يشبع غروره مثل هذه المشورة سيوافقها تليفونيا على ما لا يراه، وقد حدث. النظام الاجتماعي العائلي اختل في كثير من البيوت القبطية بسبب السلطات الجديدة لأب الاعتراف التي خولت له حق التدخل فيما لا يعنيه. أب الاعتراف الذي ينطق بالروح القدس تسبب في خراب الكثير من البيوت القبطية. وماذا بعد يا أنبا شنودة من هذا القهر لشعب مكلوم؟!!!

مقهورا في محاكمات الكهنة؛ بقدر ما الأنبا شنودة يطلق الكهنة للتسلط على الشعب، بقدر ما هو يذل الكهنة وحتى الأساقفة ليحقق النظام الهرمي في التسلط الإرهابي فوق الكنيسة. لقد طالعتنا مجلة الكرازة الغراء متطوعة دون أن يطلب منها أحد بنظام محاكمات الكهنة. وسنلقي بتفاصيل أكثر على هذا الأمر المفزع في المستقبل.

مقهورا في عدوان البابا وأساقفته على من يعارضه من الأساقفة؛ فمن منهم يعارض البابا يطرد من كرسيه مع التجاهل الكامل للقوانين الكنسية كما حدث في المحلة والأقصر. إن رتبة الأسقف هي نفسها رتبة البابا وليس من حق البابا أو أعوانه إخراج أسقف من كرسيه إلا في حالة الهرطقة وبقرار مجمع يقوم بمحاكمة عادلة. لقد كانت هناك محاولة غاية في التدني والحطة قام بها المنتفعون بالوقيعة والدسائس في محاولة إرهابية ضد الرجل الوقور المحترم الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا. وهب الشعب كله للدفاع عن راعيهم المحبوب والذي يمثل نوعية نادرة أو أصبحت معدومة اليوم من الأساقفة القديسين. إن هذا الاستهتار بسلطان الأسقف على أسقفيته الذي بلغ حداً مُروِّعا قد أخل بكل المعايير الكنسية. وهذا الفساد أعطى الفرصة لكل فاسد وواشي وكذاب ليجد فرصته ليصنع خرابا بكنيسة الله في غيبة من القانون وعمل الروح القدس. وهناك أيضا محاولات أخرى كثيرة تقوم على الوقيعة والدسائس التي تخصص فيها بعض الأساقفة المفسدين لكنيسة الله. وكل هذا يشكل عبئا وضغطا على الشعب مع العثرات!!!

مقهورا في تهمة الهرطقة وقرارات التكفير؛ التي تمنح بسخاء ضد كل من تُسَوِل له نفسه أن ينطق بالحق، أو كل من يقوم بالتعليم الصحيح، أو كل من يثبت عليه بالدليل القاطع أنه مثقَّف وله القدرة على تعليم الشعب، فيجب أن يظل الشعب جاهلا بلا تعليم حتى يسهل قيادته إلى حتفه. الرئاسة الكنسية الموقَّرة لها حق الإدلاء بالآراء الهادمة، والهرطقات، وتكفير الآخر، مع الحق في منع أي واحد من الاعتراض أو الدفاع عن نفسه أو قول الحق. ومن يجسر على ذلك سواء كان علمانيا أو من الإكليروس يُعَرِّض نفسه للحرم والقطع، وتمنع عنه الخدمات هو وعائلته، وإن كان له مرتب يوقف وإن مات فيصدر قرارا بابويا بعدم الصلاة عليه. ألا ترى في هذا قهر؟ ألا ترى أن ألوف من الكهنة والرهبان والمثقفين الذين يعرفون الحق لا يجسرون على النطق به حتى لا يعرضون أنفسهم وعائلتهم لمخاطر أكبر من إمكاناتهم، أليس في ذلك غبن وقهر؟!!! أريد أن أعرف ما الفرق بين هذا التصرف الإرهابي المتخلف وبين الإرهاب المتأسلم عندما يتهم المسيحيين بالكفر ويتهم دينهم بما ليس فيه ثم يمنع نشر أي دفاع أو رد منطقي لما يقال. لقد تبني البابا هذا التصرف إذ درس أولا تأثيره الخطير على أقباط مصر!!! وبدلا من أن يجد حلا تبنى نفس صورة الإرهاب وقام بتطبيقه ليزيد الأقباط إيلاما على آلامهم المريرة.

مقهورا في الموقف المتخلف من جريدة وطني؛ موقف الإدارة الكنسية المتخلف والمذري من جريدة وطني، بسبب نشر بيان يهم كل قبطي. الغريب أن نفس هذا البيان نشرته جميع الصحف اليومية والمجلات. البيان يحمل مطالب الشعب للإصلاح الكنسي. لكن الإدارة الكنسية صاحبة المصلحة في الفساد المذري الذي يعاني منه الشعب يعلن رفض الإصلاح بلا خجل. ويحاول معاقبة الجريدة القبطية الوحيدة بتهديدها بمنع التعامل معها مما يؤثر على دخلها. وتجري المفاوضات سرية لا يعلم كنهها أحد ويطالب البابا فصل الصحفيين الذين قاموا بنشر مطالب الإصلاح مع تعليقهم عليه (تعليقا خفيفا). الإدارة الكنسية تقوم بقمع الشعب بمنع حرية الكلمة وحرية الرأي خوفا من الحقيقة المؤلمة والمخجلة. لذلك تمنع نشر وانتشار أي حقيقة بالسيطرة على الصحافة القبطية وكل وسيلة إعلامية بالإرهاب والتخويف. أليس هذا قهرا للشعب واستهتارا ما بعده استهتار بحقوقه المشروعة. إذا لم يكن هذا قهرا فكيف يكون القهر؟

مقهورا في اختيار البطريرك والأساقفة مخالفا لقوانين الكنيسة؛ ومنع الشعب من انتخاب البطريرك حتى تتسلط على الكنيسة رئاسة تفتقر للشرعية الكنسية، قامت بكل هذا الفساد المروِّع لكنيسة الل،ه وقامت بخلط الأمور والمفاهيم لحساب فسادها!!! (يمكن الرجوع لمقالنا في الحوار بعنوان "القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية... والأنبا شنودة")

مقهورا في كارثة التعليم اليوم في الكنيسة؛ وضياع معاهد الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية الذي قضى عليه الأنبا شنودة بعدم تعيين المتخصصين من المدرسين ومنع التمويل لمحاربة الأنبا غربغوريوس في الأول ثم انتهى الأمر بانتهاء التعليم بالمعهد والاكليريكية معا. فتقلصت المعرفة تدريجيا ببن معلمي الشعب وصار الوعظ والتعليم في الكنائس ومدارس الأحد مأساة ومحنة. التعليم اليوم في الكنيسة لا يشبع الروح ولا يغذي الفكر ولا يثري المعرفة، بل هو قائم على التحريم والتكفير وفرض قوانين العقوبات الإلهية وتعيير الشعب بخطاياه، حتى لا يجد الفرصة للتفكير في خطايا الكبار. بذلك تضمن الإدارة الكنسية جهل الشعب فيسهل تخديره والسيطرة عليه وقيادته إلى الخراب بحق الكهنوت الإلهي. لذلك لم يعد التعليم في الكنيسة القبطية جاذبا لشباب أو كبار بل هو يلفظ الشباب. فالمعتدل منهم يحاول الارتواء من الكنائس الأخرى فيتهموه بالمروق. أما الذي ينحرف من الشباب فلن يجد من يأخذ بيده لأن الرعاة مشغولين عن الرعاية بمفاسدهم وهم أنفسهم يحتاجون لمن يرعاهم. ولهذا الموضوع تكملة في مقالات مقبلة.

مقهورا في شكلية العبادة؛ مع التزمت والتعصب الشديد الذي أفسد الحياة الروحية للكنيسة، تحولت العبادة الكنسية اليوم لعبادة شكلية صنمية، يردد فيها الكاهن الصلوات بلا فهم أو روحانية. فحتى الذين يستحسنون أصواتهم ينغِّمون اللحن دون فهم، فلا يتابع الشعب الصلاة بل النغم. حتى قراءات الكنيسة يتلوها شماس لا يعرف القراءة وإن عرف فهو لا يفهم ما يقرأ، ومن المستحيل على الشعب متابعة ما لا يفهمه القارئ. وعلى الشعب الحضور إلى الكنيسة مبكرا لقضاء وقت ممل يتوه فيه الفكر. لكنه يقوم بهذا العمل مضطرا ليرضي الكاهن -لا نفسه ولا الله- حتى ينجو من النار ويدخل الجنة. فهو يحتمل عذابا وقتيا من أجل الخلاص من العذاب الأبدي. طبعا هناك كهنة روحانيين ويقومون بالصلاة بالروح والحق لكنهم قِلَّة ويقلُّون اكثر مع الوقت. العبادة الشكلية هي عذاب يطفش الناس.

مقهورا في مهزلة المجلس الملي العام؛ قلت في حديثي السابق
[المجلس الملي العام المفترض أنه الممثل الرسمي لمشاركة الشعب في قيادة الكنيسة، والمفروض أنه يتم بانتخاب الشعب ويتم الإعلان عنه في كل الجرائد، كم واحد من الشعب يحظى بشرف حق الانتخاب؟!!! هل هذا المجلس يمثل الشعب؟!!! بينما من له حق الترشيح هو البابا وحده ومن له حق اختيار القلة المختارة لانتخاب ممثلي الشعب يختارهم البابا أيضا!!! هل ممكن أن نسمي تلك المسرحية الهزلية انتخابات أم عبث بمقدرات الشعب؟!!! هل مثل هذه القيود على الناخبين عرفت في أي زمن آخر سوى في عصر الأنبا شنودة؟!!! وبعد كل هذا الجهد المضني لانتخاب الصفوة المختارة فهم بلا عمل وليس لهم أي حق لمراجعة البابا أو مناقشة تصرفاته المالية أو غير المالية، فهو صاحب الرأي والقرار والحق الإلهي المطلق دون مراجعة. وكل من يحترم نفسه من الأعضاء لم يعاود ترشيح نفسه بعد التجربة الأولى.] ولهذا الموضوع تكملة في مقالات مقبلة.

مقهورا في قرار منع الذهاب للقدس؛ ولهذا الحديث تكملة في مقالات مقبلة.

مقهورا في الاحتفالات بأعياد البابا؛ الاحتفالات الخرافية بأعياد البابا الأربعة المبالغة في البذخ والإسراف الشديد من دم الشعب الفقير، والتي تكلف عشرات الملايين من الجنيهات والدولارات بينما الكثير من أفراد الشعب يتضور جوعا!!!! الاحتفالات التي تمتد من مصر لأمريكا لأوربا لأستراليا وإلى أقصى الأرض!!! وتتم على أربع مرات كل سنة!!! ولا يستطيع أحد أن يعترض فمن يعترض يتهم بمهاجمة الكنيسة ومقدساتها!!! وتستعرض هذه لاحتفالات كل فنون النفاق التي بلغت إلى حد التعبد للإله الجديد!!!!

مقهورا في مجلة الكرازة؛ التي يرأس تحريرها البابا لتقدم نفاقا رخيصا له وهي تضر بالشعب ضررا بالغا عندما تتجاهل آلامه فيحتقر المسئولين في الدولة حقوق الأقباط. ولهذا الحديث تكملة في مقالات مقبلة.

مقهورا في زيارة 45 أسقفا للبابا؛ ذهبوا إلى مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية للاطمئنان على صحة قداسته عندما كان مريضا، غير عدة مئات أخر من الكهنة، وذلك حسب وصف مجلة الكرازة التي يرأس تحريرها قداسة البابا بنفسه!!! كم تكلفت هذه الزيارة من دم الشعب؟!!!! ولماذا؟!!!!!!

إن ما ذكرته هو مجرد عينات من القهر أما تفاصيل القهر فهو أكثر ترويعا مما يعرفه الناس بكثير. ولقد بدأنا في هذا المقال طرق هذا الموضوع الذي سيطول حديثنا عنه في المستقبل بتفاصيل أكثر.


السؤال الرابع: بالرغم من أن دائماً حضرتك بتقول أن هناك مجموعة منتفعين هما الي رشحوا قداسة البابا شنودة ، 35 عاماً للبابا على الكرسي المرقصي بأختيار مجموعة من المنتفعين البابا النسطوري كما وصفه أعوانك، هل تعتقد أن السيد المسيح كان سيسمح بوجود هرطوقي على الكرسي المرقصي 35 عاماً وأنت أعلم مني بالتاريخ أن جميع الهراطقة كانت نهايتهم شنيعة تتناسب مع هرطقتهم، ماذا تعتقد ستكون هي نهاية الباب شنودة ؟

الإجابة على السؤال الرابع: هذا سؤال متعدد الجوانب سأرد يحسب الأهمية وسأبدأ بعبارة "أعوانك".

أولا أنا ليس لي أعوان بصفة شخصية ولم أكن أعرف أحدا، وكثير ممن تعرفت على كتاباتهم لم أراهم في حياتي. في نفس الوقت كل من يطلب الإصلاح الكنسي هم بالضرورة أعوانا لأنهم يتحركون في نفس الاتجاه. لقد بدأ التحرك المقدس ضد الإرهاب والتخلف والجهل في الكنيسة من كل صوب. إن كل مثقف قبطي يحترم نفسه وعقله اليوم في كل موقع بالكنيسة القبطية، في كل بيت، وفي كل دير، وفي كل كنيسة وفي كل نجع لا يمكن أن يرضي عن الأوضاع الفاسدة التي تعفنت بالكنيسة فأزكمت الأنوف. فأكبر دافع لتحرك الشعب اليوم هو الفساد نفسه الذي أيقظ الضمائر في كل مكان. محاولة تصويركم للموضوع على أنه من تدبير شلة مارقة تتكون من عدد محدود من الأفراد الذين يمكن تخويفهم واحتوائهم هو خداع لأنفسكم، وهو علامة على الإفلاس. فبدلا من المناقشة الموضوعية لأمور لا تحتمل التأجيل، بقومون بالتعتيم عليها بأساليب مكشوفة. الصحوة القبطية قامت ولا يمكن إخمادها. أنا ليس لي أتباع كما تحاولون أن تخدعوا الناس بهذا التساؤل الخبيث. أفضل شيء يمكن عمله اليوم هو الإقرار بالخطأ وإعلان التوبة لله وللشعب الذي أرهقتموه بالفساد، عليكم بالاستجابة السريعة للمطالب الإصلاحية، عليكم القيام بالتعاون مع المثقف القبطي لعمل الخير بدلا من الشر. لقد وضعت الفأس على أصل الشجرة فعليكم بالتصرف الإيجابي فلن يمكنكم إعادة الشعب لأسره.

أما عن حكاية البابا النسطوري، فهل قرأت ما كتبه هؤلاء اللاهوتيون المعترضون على تعاليم الأنبا شنودة؟ لماذا لا تناقش آرائهم بطريقة موضوعية بدلا من الاستخفاف بها؟ وإن كان لديك اعتراضا لماذا لا تعرضه وتناقشه بالحجة والإقناع وبالدليل الموَّثق؟ لماذا تهاجم وأنت ليس لديك دليل مادي على ما تقول؟ إن لم يقم الحوار على أساس من العقلانية والمنطق المقبول فليس هو حوارا بل فرض رأي بالإرهاب بلا منطق، ولن يكون له أي نتيجة أو معنى. لماذا تتبع نفس أسلوب الإرهاب الإسلامي الخالي من المنطق والعقل؟!!!

أما عن موضوع سماح الله للبابا بالبقاء 35 سنة فعلى هذا القياس يلزمني أن أسألك لماذا سمح الله أن يعيش آريوس لمحاربة أربعة من أعظم البطاركة القديسين المتعاقبين؟ وهم على التوالي القديس بطرس خاتم الشهداء والبابا أرشيلاوس والقديس ألكسندروس والقديس أثناسيوس الرسولي الذي قضى معظم أيام حبريته منفيا، فأبعد عن كرسيه خمس مرات بسبب الأريوسيين. ولماذا سمح الله بانتهاء المسيحية في شمال أفريقيا حيث كان هناك القديس كبريانوس والعلامة ترتليانوس والقديس أغسطينوس؟ وهم من قادة الفكر المسيحي في العالم في القرون الأولى وحتى اليوم. ولماذا سمح الله بأن يتولى أسقفية مدينة القسطنطينية العظمى (الذي يسمى البطريرك المسكوني أي بطريرك العالم كله)، ثلاثة بطاركة من الهراطقة؟ وهم مكدونيس ونسطور ثم فلبيانوس الذي حرمه الأنبا ديسقورس. وكلهم أسقطوا عن كراسيهم. ولماذا سمح الله أن تتحول مدينة القسطنطينية من عاصمة الدولة الرومانية الشرقية التي كانت تقود العالم المسيحي كله إلى مقر الخلافة العثمانية؟ وهل الله هو الذي يسمح بكل ذلك؟!!!

إن استطعت أن تجد إجابة لهذه الأسئلة فسأعطيك جوابا لسؤالك!!!!

أما عن الاستفسار الأخير العجيب عن نهاية البابا شنودة فالله وحده هو الذي يقرر ويعرف ويري نهايتنا جميعا فنحن جميعا تحت الضعف وسلطان الموت. وإننا نرجو له توبة صادقة قبل انتقاله أولا لخلاص نفسه وثانيا حتى لا يسجل التاريخ المقدس اسمه مع الهراطقة والمفسدون. وإنني أستطيع أن أجزم بشيء واحد، هو أن الكنيسة القبطية لو استمرت تحت سياسة للأنبا شنودة الرشيدة وأساقفته، لا سمح الله، فإن ما حدث للمسيحية في شمال أفريقيا سيمتد وينسحب ليشمل مصر كلها. في هذه الحالة لن نتساءل لماذا سمح الله بذلك على طريقتك؟ يل سنقول لماذا تهاون الشعب في حقوقه، فسمح للفساد أن يفسد كل شيء، "فأسلمهم الله لذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" (رو 28:1).

"لا يقل أحد إذا جرب أني أجرب من قبل الله لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرب أحدا. ولكن كل واحد يجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته." (يع 13:1 -14)



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –2
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -1
- القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية... والأنبا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (2) البابا بندكتوس... والبابا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (1) البابا بندكتوس... والتطرف الإسل ...
- لجنة تثبيت أم إفساد العقيدة .. والأب متي المسكين
- مقالات مرفوضة بالحوار المتمدن
- المجتمع القبطي ...كيف كنا وماذا أصبحنا وكيف؟
- لبنان ... وا لوعتاه
- جيل غيَّبَه التدين المريض
- من الرجال من لا يموتون ... -أبونا متَّى المسكين-
- الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة-2
- الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة
- نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى
- لا تدينوا لكي لا تدانوا
- (1) -التعصب الديني في مصر
- ماذا حصد الأقباط من موقف البابا شنودة من انتخابات الرئاسة
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - مطالب الإصلاح ورد الفعل –3