أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد كريزم - المستشارة سعادة الدجاني: أول إمرأة تصل قمة القضاء في فلسطين














المزيد.....

المستشارة سعادة الدجاني: أول إمرأة تصل قمة القضاء في فلسطين


محمد كريزم

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تراها تجلس على كرسي القضاء شامخة بنزاهتها وعدالتها كشموخ جبال القدس التي تحتضن أصولها وجذورها العريقة، أحكامها كحد السيف لا تقبل القسمة أبداً، تنصف المظلوم وتقتص من الظالم، همها الأول تحقيق العدالة الكاملة، استحقت عن جدارة واقتدار وكفاءة عالية أن تنال عدة ألقاب وأوسمة، فكانت أول محامية في فلسطين، وأول وكيلة نيابة، وأول قاضية ومستشارة، وتتربع الآن على قمة القضاء الفلسطيني، وتشغل فيه منصباً رفيعاً وعيناها ترنو إلى القدس بكل أمل وتفاؤل لتكون مقراً للمحكمة العليا والمحكمة الدستورية التي تشغل عضويتهما.
هذه المرأة الحديدية هي الأستاذة المستشارة سعادة فوزي الدجاني التي ولدت في غزة بعد رحيل أسرتها من القدس، حيث تلقت تعليمها في مدارسها حتى التحقت بجامعة عين شمس في القاهرة وتخرجت منها سنة 1967 وحصلت على ليسانس الحقوق وكلها أمل وتصميم للعمل في سلك القضاء، فتدربت في مكتب والدها المحامي الكبير فوزي الدجاني الذي غرس في وجدانها حب الوطن والعدالة لتكون أول محامية فلسطينية تمارس مهنة المحاماة، وما لبثت أن استوعبت رسالة والدها حتى تفوقت على نفسها فعينت كأول وكيلة للنائب العام سنة 1971، ومن ثم أثبتت أنها جديرة لتكون أول قاضية في محكمة الصلح سنة 1973، واستمرت تشغل هذا المنصب مدة ثلاثة عشر عاماً حتى سنة 1987 حيث تم تعيينها قاضية في المحكمة المركزية حتى سنة 1995 عندئذ صدر قرار رئاسي بترقيتها لتصبح قاضية بالمحكمة العليا ومسجلاً أعلى، فكانت بلا شك أول إمرأة فلسطينية وعربية تشغل هذا الموقع المهم دون منازع.

العدالة أولاً
تقول المستشارة سعادة الدجاني عن مشوارها الطويل في السلك القضائي أنها وصلت إلى ما هي عليه الأن بالتدريج ولم تعين فجأة كقاضية أو مستشارة فقد كانت لديها الجاهزية والاستعداد لتحمل مسؤولية أي موقع جديد طالما أنها نجحت في المواقع السابقة فهي تؤمن بمقولة أن البقاء للأفضل سواء للرجل أو المرأة ومن يتفوق ويثبت جدارة بالعمل فمن حقه الترقي والتقدم للأمام.
وتضيف الدجاني أن عملها يتعاظم ويكتسب أهمية كبيرة مع قبول المجتمع لها والترحاب بها كقاضية طالما أنها تمارس مهنتها بإخلاص وحياد مشيرة إلى أن القاضي سواء كان رجلاً أم إمرأة يتوجب عليه النفاذ إلى أعماق مجتمعه ليتحسس مشاعره ومعاناته بهدف تطبيق القوانين وإرساء مبادئ العدالة والمساواة.
وهنا التجربة أثبتت أن النساء الفلسطينيات قادرات على العطاء والتميز في عملهن فالمستشارة سعادة الدجاني جمعت في عملها بين الرقة والشدة، بين العقل والعاطفة، وتمكنت من حسم قضايا عديدة منها الجنح والجنايات مثل جرائم القتل، وتقول بهذا الصدد" عندما كنت أصدر أحكامي في قضية قتل لم يكن يهمني الحكم على المجرم بالإعدام، ولا أكون متضايقة لأنني أصدرت هذا الحكم لكن من الممكن أن أحزن على طفل صغير أو على إمرأة مقهورة ومضطهدة، وقد سبق وحكمت في كثير من القضايا بالإعدام وهناك بعض القضايا تشمئز منها وتصدر فيها الحكم وأنت راضي تماما، ولا يهمني هذا الطرف أو ذاك لكن ما يهمني الأوراق الثبوتية والشهادات التي بين يدي".
وتضيف الدجاني أنها تضع عاطفتها جانباً عند إصدار الأحكام ولا يهمها شخص يتباكى ويمثل دور الضحية فإذا كان المتهم يستحق البراءة أمنحه إياها فوراً، وإذا كان يستحق الإدانة لن أتردد في إصدارها لينال عقابه، مؤكدة أنها لا تخشى إلا رب العالمين ولا تعبأ بردود الأفعال الغاضبة عند إصدار الأحكام.
خلل اجتماعي
ترد الدجاني على التساؤلات التي تطرح هنا وهناك حول عمل المرأة في سلك القضاء، وتتساءل لماذا التمييز والتفريق بين قاضي وقاضية؟ طالما أن الرجل والمرأة بالأساس هما إنسان، مشيرة إلى أن المطلوب بهذا المجال توعية وتثقيف فئات المجتمع وتكريس مبدأ احترام وتقدير الإنسان سواء إمرأة أو رجل ومحاسبة كل إنسان بقدر عطائه وخدمته لمجتمعه.
وتؤكد الدجاني أن المسؤول عن هضم حقوق المرأة ونفي شخصيتها متمثل بذلك الخلل الإجتماعي الموجود في بعض الحالات المتشددة والظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة التي تنم عن فهم غير صحيح ومشوه للأمور الدينية والدنيوية.
وأوضحت الدجاني أن القانون ينص على أن الفلسطينيين متساوون في جميع الحقوق والواجبات، لكنها في الوقت نفسه شددت على ضرورة أن تقوم النساء بتأدية واجباتهن على أكمل وجه حتى يحصلن على حقوقهن كاملة ويحظين بمكانة مرموقة في المجتمع.
وفيما يتعلق بحياتها الاجتماعية تقول الدجاني أن عملها في القضاء لم يؤثر على شخصيتها في منزلها الذي يعمه التعاون والمحبة والألفة والمرونة مع إمكانية التنازل عن بعض الأمور لمصلحة أسرتها لكن في المحكمة لا تنازل أو تهاود عن الحق ولابد من الإصرار على تحقيق العدالة.
وتضيف الدجاني أن علاقتها مع الناس جيدة، لكنها لا تمارس أي نشاط خارج نطاق عملها بحكم ضوابط مهنتها القضائية.



#محمد_كريزم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الختامي لمؤتمر - الوضع السياسي الراهن وتأثيرة على صحة ...
- حماس في الحكومة
- هل يتحول المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع معلوماتي في المنظور الق ...
- حماس اللاهثة وراء الإعتراف الدولي بها
- على خلفية تصاعد وتيرة الجرائم المقترفة بحق النساء :إنتقادات ...
- أصوات نسائية تنادي بمقاطعة النظام السياسي وأخرى تطالب بتشكيل ...
- دوائر ولجان المرأة في المؤسسات الأهلية والرسمية بين الدور ال ...
- حوار مع خبيرة تطوير المؤسسات هيفاء أسعد
- تفوق الإناث على الذكور في التعليم .... دلالات ومؤشرات مستقبل ...
- دلالات مشاركة المرأة في العملية التنموية
- قوة الأنا لدى المرأة الفلسطينية
- ضعف التمثيل النسائي في الهيئات التدريسية للجامعات والمعاهد
- رفض القطاع الخاص تشغيل النساء المتزوجات ..... تمييز وأنانية
- قدرة النساء على إدارة و تشغيل البنوك بين الحاجة والواقع
- مطلوب نساء للعمل لكن دون مقابل
- المهندسة هناء الرملي و ذاتها الإلكترونية
- علاقة السياسات الاقتصادية بالتنمية البشرية في فلسطين
- الهولندية أنيا ماولنبلت
- غياب النساء عن العمل النقابي أضاع حقوقهن الخاصة و العامة
- تهميش المرأة في التاريخ …… تمييز أخر


المزيد.....




- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد كريزم - المستشارة سعادة الدجاني: أول إمرأة تصل قمة القضاء في فلسطين