محمد كريزم
الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:27
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إمرأة هاجسها المثالية و الكمال .. واقعها التحدي و إثبات الذات .. خيالها أطياف بلون برتقال يافا و زرقة سماء الوطن .. هواؤها مشبع برحيق الحب و العطاء .
في جعبتها العديد من الشهادات , و في بالها الكثير من الأحلام , معارفها متنوعة , و خبراتها متراكمة , و قدراتها عالية , جعلت منها إسماَ على مسمى , و مصدر إهناء للأخرين .
إنها المهندسة الفلسطينية هناء الرملي الخبيرة في مجال الإنترنت , و المقيمة في الأردن , التي تقول أنها تابعت و قرأت كل ما كتب عن الإنترنت قبل دخوله الوطن العربي , وهي تمتلك موهبة الكتابة و رسم الكاريكاتير الساخر , و نشرت أعمالها الأدبية في شبكة نسيج السعودية , و عندما أحست أن رصيدها من الإنتاج الفكري يتزايد قررت أن يكون لها موقع في هذا الفضاء الشاسع عبر شبكة الإنترنت يتضمن مجموعة كتاباتها و رسوماتها و أبحاثها في مجال الإنترنت , فكان موقع هناء نت www.hanaa.net ... و أسمت الموقع بإسمها كونها شعرت أنه تجسيد و مراَه لذاتها , و مع مرور السنوات بدأت تدرك أنه ذاتها الإلكترونية المفعمة بزخم المشاعر الإنسانية المنطلقة نحو اللاحدود .
و تضيف الرملي أن إنتفاضة الأقصى أثرت في نفسها بشكل عميق , جعلتها تشعر بتفاهة ما قدمت ... فتوقفت عن الكتابة بهذا المجال , و جفت ريشتها من الحبر , و لم تعد تحدث موقعها الإلكتروني , و قررت أن يكون موقع هناء نت مسخراَ بالكامل لخدمة وطنها من خلال طرح قضاياه و مشاكله و معاناته , و في نفس الوقت بدأت بتأسيس و الإشراف على أكثر من منتدى فلسطيني في بعض المنتديات العربية , و هنا أدركت أن إستخدام الرسومات و الصور أكثر نجاعة و تأثيراَ من الكلمات , فاتجهت نحو عمل مجموعة تصاميم خاصة بفلسطين و تحديداَ لأطفال الإنتفاضة ... و حيث أن الرسم بألف كلمة .. و الصورة الواحدة تغني عن كتاب بدأت تصاميمها و رسوماتها تلقى رواجاَ و صدى كبير في العالم من خلال موقع هناء نت و عرضها في الكثير من المنتديات العربية و تبادلها عبر المجموعات البريدية بين ألاف العرب و الأجانب في أنحاء العالم .
رسالة إنسانية
و أوضحت الرملي أنها أيقنت أن الشعب العربي هو شعب عاطفي و إنفعالي و حساس بطبعه .. و قد تأخذه الحياة بظروفها الصعبة و مادياتها لكنه سرعان ما يسترد وعيه , و تتحدث الرملي من منطلق ما تلقته على الإنترنت من تفاعل و تضامن من الناس في الوطن العربي و خارجه , ما دفعها لجعل تصاميمها بطاقات مراسلة , و من موقع هناء نت .. قاعدة إنطلاق لتواصل إنساني راقي و سامي عبر الإنترنت .. ولأنها أدركت محتوى مواقع الإنترنت المخصصة لبطاقات التهنئة و المراسلة الأجنبية منها و العربية بعيدة عن المشاعر الإنسانية فقد جعلت من موقعها مركزاَ للبطاقات العربية المعبرة ووضعت راية و شعاراَ له تحت مسمى التواصل الأسمى و عززت ذلك بتلك العبارة في الصفحة الرئيسية : ( إنطلق من موقع هناء نت .. راسخاَ بجذورك .. عملاقاَ بأصالتك .. متوجاَ بعروبتك .. حاملاَ لواء الفضيلة .. مجملاَ بتراثك العربي الإسلامي العريق ) .
من وحي هويتي
تشير الرملي في سياق حديثها المفعم بالأمل و التفاؤل أنها لم تواجه صعوبات أو مشاكل خلال مسيرتها , بل على العكس لاقت التشجيع و التكريم و التقدير و الإعجاب و التضامن سواء من المجتمع أو من زوار الموقع من كل أنحاء العالم من شخصيات عربية معروفة و إعلاميين معروفين و من مختلف المستويات الفكرية و العمرية من أنحاء العالم , لذا فهي يعتريها مشاعر الفخر و الإعتزاز كونها سيدة فلسطينية عربية إستخدمت ما تملك من خبرة ووسائل لتخدم به وطنها من داخل بيتها ليصل إلى قلوب و عقول الكثير من أنحاء العالم .
و تصف الرملي موقعها بذاتها الإلكترونية بكل ما فيها من صخب المشاعر و الأحاسيس , كل محتوى فيه هو نبض إحساس راودها .. و كل إبتسامة هي بسمة أمل و تفاؤل خبأتها في روحها , و كل لفته حزينة هي دمعة لم تفارق عيونها .. و كل خط فيها و لون و صوت و حركة هو صخبها و صمودها و إصرارها على البقاء و العطاء و التحدي , و كل تصميم سكبت به حبها لوطنها فلسطين و إرتباطها بأرضها و تلويحة حب و فخر و إكبار لأبناء فلسطين أطفالاَ و نساءاَ و رجالاَ , و تلويحة محبة و إعتزاز لأبناء فلسطين في الشتات , هؤلاء الذين يحملون فلسطين في داخلهم أينما ذهبوا و إرتحلوا , و تلويحة ود وحب و إمتنان لكل إنسان على هذه الأرض ذرفت عينه دمعة حزن على أطفال فلسطين .
المرأة و الإنترنت
تؤكد الرملي أن الإنترنت في عصرنا الراهن يعتبر بوابة المرأة العربية نحو العالم , إن هي إمتلكت إضافة لجهاز كمبيوتر و إشتراك و القليل من الخبرة , إمتلكت الهدف و القدرة و الإرادة و الصبر و التحدي , فالإنترنت وسيلة وسيلة إعلامية متاحة تخترق الحدود و الحواجز عبر هذا الفضاء الشاسع و الواسع , سواء من خلال إنشاء مواقع متخصصة بهذه القضايا .. أم بالمشاركة بمواقع عربية و عالمية كبيرة تطرح مواضيع و قضايا هامة , أما بكونها وسيلة للوصول إلى وسائل الإعلام و لمن بيدهم صناعة القرار فجمعيات المجتمع المدني التي تعنى بقضايا المرأة و حقوقها لها تواجد و دور لا بأس به على الإنترنت لكنه يحتاج إلى المزيد من التفعيل و الجهد فهو لايزال في البدايات .
و تشير الرملي إلى أنها تعكف حالياَ على تأسيس برنامج توعوي و إرشادي للأطفال و المراهقين و النساء أي للأسرة العربية بشكل عام يهدف لإستخدام الإنترنت بشكل إيجابي , و التحذير من مخاطر سلبياته , إنطلاقاَ من أبحاثها و دراساتها في هذا المجال تستعرض من خلاله نماذج لسيدات عربيات نجحن في ان يكن لهن دور فعال على الإنترنت , فالسيدة أمية جحا فنانة الكاريكاتير نموذج رائع و مشرف للمرأة العربية ... كذلك الإعلامية الأردنية بريهان قمق لها إبداعها المميز , و هناك سيدات من دول عربية أخرى لهن دور عمل خلاق و فاعل يستحق الإشادة و التقدير , و عبرت عن أسفها للعدد القليل من السيدات العربيات اللواتي نجحن في مجال إقتحام عالم الإنترنت , و هناك من السيدات الناجحات من يغفل عنهن الإعلام .. و لا يلقي الضوء عليهن , و بدلاَ من ذلك يتم تسليط الأضواء على جواري الفيديو كليب .
و عبرت عن إستيائها الشديد من ما يحدث في شبكة الإنترنت على صعيد إستغلال النساء للفضائح , و نشر الرذيلة و تفاصيل الجرائم البشعة .
و إنتقدت الرملي منع الأهالي لبناتهم و الأزواج لزوجاتهم من إستخدام الإنترنت , معزية ذلك لعدم توفر الوعي و التوجيه لأهمية الإنترنت و للأفاق الواسعة التي يفتحها للمرأة العربية , و النظرة العامة للإنترنت بكونها وسيلة ترفيه و تسلية فقط هذا عدا تركيز الإعلام على جرائم و فضائح الإنترنت بشكل يثير و يحفز النظرة السلبية .
و فيما يتعلق بالخدمات التي يقدمها موقع هناء نت للمرأة الفلسطينية و المجتمع الفلسطيني عموماإعتبرت الرملي أن مضمون و محتوى الموقع لم يرتقي لمستوى تقديم خدمات مهمة و موجهة للمرأة الفلسطينية , لكنها تفتخر كونها قدمت لها على الإنترنت ما قدمه الفنان الكبير الراحل ناجي العلي لها من فن خالد في قلب ووجدان الشعب العربي من خلال موقع قامت بتأسيسه و تصميمه و هوwwwnajiaiali.net حيث كان بالنسبة لها ذات يوم حلماَ حولته بجهدها إلى حقيقة و كما يردد الفنان الكبير مارسيل خليفة ما كتبه شاعرنا العظيم محمود درويش :
( في البال أغنية .. يا أخت .. عن بلدي .. نامي لأكتبها )
و تقول الرملي:
( في البال أحلام عن بلدي ... و أطفال بلدي ... و نساء بلدي ... قد يكون لي لقاء معكم يوماَ إن شاء الله .... لأحكيها )
#محمد_كريزم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟