زعامات جديدة لاستراتيجيات قديمة

حميد الهاشمي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:58
المحور: الصحافة والاعلام
    

-1-
قدمت القناة التلفزية المغربية يوم 19-12-2006، ضمن برنامج "حوار" الذي يقدمه مذيع "العهد القديم" الدائع الصيت والصوت، مصطفى العلوي،والمشهور إعلاميا بمسقط الطائرات، والذي عايش كل وزراء الإعلام بالمغرب، برنامجا "حواريا" مع نائب أمين عام* "الحزب الاشتراكي الموحد"، محمد الساسي.

-2-

تميز الحضور بالتنوع، و حضرت بالخصوص وجوه يسارية كانت إلى عهد قريب محرومة من ولوج مقرات الإذاعة والتلفزة إلا فيما نذر،أو ممنوعة من الظهور على شاشة التلفزة المغربية، وهذا لا ينطبق على الضيف محمد الساسي، لأنه سبق أن كان ضيفا على التلفزة وخاصة خلال الثلاث استحقاقات انتخابية السابقة إن لم تخنني الذاكرة.

-3-

أما المحاورون فانقسموا على مقاس ما تريد التلفزة أن ترسخه في ذهن المشاهد من حيث "التنوع" و"التخصص":
- فإذا كانت الصحفية قد أبرعت في الغياب خلال الحلقة ولو أنها طرحت سؤالين.
- فإن ممثل المتأسلمين، الذي أصبح لا يغيب عن كل البرامج الحوارية، قد أبرع في محاولة الإيقاع بمحاوره في المحظور سياسيا، مع ابتسامة تنم عن جهل بالتواصل في السياسة رغم "الدراسة" في الولايات المتحدة.
- بينما أبرع الصحفي الثالث في تركيب جمل، لا أول لها ولا آخر، وأنبأنا بظهورجيل صحافي- سياسي مغرق في التبسيطية إن لم تحصل المعجزة.

-4-

بعد ليلة ويوم عن "الحوار" طرحت على نفسي السؤال التالي:
ماذا بقي من البرنامج في ذهنك أنت الذي تعتبر نفسك مثقفا؟
وجوابي بكل صدق هو لاشيء لان المحاور ومحاوريه تكلموا في كل شيء، وفي لا شيء، فأنتجوا اللاشيء، كما هو مألوف في ممارسة السياسة بالمغرب.
وهذا ليس من المبالغة ولا من النكران، لأن السطحية هي التي كانت سائدة حتى حين الاقتراب من القضايا الجوهرية.

-5-

القضية ليست في نهاية المطاف، سوى عملية تتويج لمسلسل تعيين قيادات على المقاس لقوى سياسية تعاني منذ الانطلاقة من أزمة قيادة.

لكن المؤكد هو أن أزمة القيادات لا تحل بالتعيين المباشر وغير المباشر، بل بإطلاق الحريات الخاصة والعامة وتعميم تعليم علماني من المهد إلى اللحد، وتوفير شروط مادية ومعنوية لعيش كريم لكل المواطنين نساء ورجالا .

في ظل الديمقراطية فقط، تظهر أجيال مستقلة، وناضجة،وقادرة على القيادة والتأطير خارج سياقات نظام خلق وفرض الزعامات.


* سيكون من غير المجدي التساؤل لماذا نائب الأمين وليس الأمين نفسه؟

#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات