أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عساسي عبد الحميد - إلى روح الملكة الأمازيغية - ديهيا -















المزيد.....

إلى روح الملكة الأمازيغية - ديهيا -


عساسي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 08:26
المحور: سيرة ذاتية
    


ا خطايا.... و عطايا....ديهيا القديسة
1- عكرمة الشرير :
عكرمة الأحمق ...عكرمة الشرير ...عكرمة المجنون ، هكذا سمته العرب قبل أن يعتنق الإسلام و قبل أن يلتحق بجيش عمرو بنت العاص ثم بعساكر عقبة وزهير بافريقية ،كان أعورا ذو شفتين غليظتين، أشعث الرأس ، على خده الأيسر أثر جرح عميق ، كانت هواجسه كلها تدور حول النساء و الأكل و السبي و الغنيمة ، وهو غلام حدث كان يجمع بعر الإبل ببادية العرب و يرعى غنم أسياده على قراريط ، لم يكن أمينا في عمله لهذا تنصل منه الجميع ولم يقبل به أحد على عيسه و شياهه ، صفع أمه ذات يوم فطرحها أرضا ، سماه أبوه بالعود المعوج والفرع العائب عندما قويت عضلاته و اشتد عوده احترف السلب و النهب و السطو صحبة شرذمة من صعاليك العرب وسفهائهم ، و كان رأس حربتهم ومدبر أمرهم وراسم خطتهم ، فلم تسلم قبيلة من أذاه و لم تنج قافلة من سطوه، تبرأت منه الديرة و العشيرة فاستباحت هدر دمه في أسواق عكاظ و يثرب و مكة و ثقيف ، ولأن الإسلام يجب ما قبله فقد أعلن جلف الصحراء إسلامه وبدل اسمه من عكرمة إلى سيف الدين!!! و أي سيف؟؟ سيف الجور و الطغيان و الجبروت ، و مهما يكن من أسماء، فعكرمة أو سيف الدين أو عبد العزى أو أحمد كلها سواء ، لأن خير الأسماء ما عبد وعرب كالمعتز و سيف الاسلام و عبد الناصر و محي الدين و شر الأسماء ما عجم و مزغ كديهيا و أكسيل ونوميديا و ماسين . وهو بمصر كون عصابة من داخل عسكر ابن العاص ليحترف السطو و النهب من جديد و هذه المرة بأرض المحروسة وقد راعى جلف الصحراء النصيحة التى تستوصى بأقباطها خيرا وقد طبق النصيحة ، و كان الجميع يعلم بتجاوزات عكرمة و أمثاله ، وكان يغض الطرف عنها تجنبا للشقاق و تفاديا للصدع و مراعاة لخدمة المصلحة العليا و هي نشر العقيدة وفرض الجزية و تحصيل الغنيمة ، ولأن عكرمة و أتباعه ركيزة وركنا هاما في جيش بن العاص في بداية الأمر فالأمور لم تستتب بعد في مصر فبدون عكرمة و أمثاله قد يعود العرب أدراجهم من حيث أتوا حيث الإبل و بعر الإبل....
رأوه ذات مرة عند ضفاف النيل صحبة رهط من أقرانه وهم يزدردون خرافا مشوية ( مسلوبة طبعا ) وكانوا كالضباع الجائعة و قد تلطخت وجوههم و ملابسهم من جراء الأكل و كأنهم كانوا يتمرغون في وحل من المرق و الدسم ، و رأوه مرة يأكل البسبوسة و الكنافة و القطائف من عند صاحبها الحلواني القبطي ولم يجرؤ هذا الأخير على مطالبة عكرمة الأعور بثمن ما ازدرد والتهم و أنى له ذلك و سيف عكرمة المسقي بالسم الزعاف يجلجل ويصلصل....

لما تمكنت عصابات ابن العاص من إحكام قبضتها على أرض الكنانة اجتمعت أراء القادة وصناع القرار على الاستغناء عن خدمة عكرمة الأحمق ورفاقه ، و أشاروا إلى كبيرهم أن يلحقه بجيش عقبة وزهير بافريقية و ما جاورها لأن هناك من هم في أشد الحاجة إلى مقاتلين أشداء كأمثاله، لاستئصال شوكة التمرد و ردم بؤرة العصيان ، و كان عكرمة ممن كلفوا فيما بعد بتعقب و ملاحقة "الكاهنة" على حد تعبير أجلاف الصحراء واسمها الحقيقي هو الملكة الأمازيغية الخالدة في قلوب كل الأمازيغ " ديهيا " وكان ممن لحقوا بها ليجهزوا عليها ، و رغم كثرتهم فقد رفضت الاستسلام، بل حملت سيفها لتواجه سيوف الشر و الرذيلة ببسالة الفرسان و إصرار الأبطال، إلى أن طعنت من الخلف غدرا لتهال عليها سيوف عكرمة و حنظلة و سراقة و علقمة و عكاشة.
بعد حادثة البئر بأيام و جد الأهالي جثة عكرمة معلقة من رجلها تحت جذع شجرة ، وقد فقئت عينه و اندلقت أمعائه وكان حديث الناس كله يدور حول اللعنة و قصاص السماء ، و هذا صحيح لأن لعنة الأحرار ستطال كل عكرمة سولت له نفسه إذلالنا و إخضاعنا و كل عكرمة أو حنظلة أو علقمة كان من وراء حرماننا من تعلم و كتابة لغتنا الجميلة في المدرسة و المعهد و الجامعة .

2- توبة عكاشة و ميلاد جديد ...

كان اسمي عكاشة، و معناه العنكبوت، و كنت ضمن عصابة عكرمة الشرير يوم أحكمنا الحصار على" ديهيا الأوراسية" ورجالها ، وكنت ممن لحقوا بها عند البئر ، لم تقبل بالاستسلام ولم ترض بالخنوع ، وكانت نظراتها كفيلة ببث الرعب في قلب جيش بأكمله ، لم نجرؤ على مقاتلتها فرادى بل قمنا بتطويقها أنا و عكرمة وحنظلة وعلقمة و سراقة ، ولو أتيناها واحدا واحدا لمزقت أوصالنا وجعلت من أشلائنا وليمة لعقبان الأوراس وذئابها، لهذا قاتلناها مجتمعين و أرجلنا ترتعش من تحتنا من شدة الخوف والهلع ، وقبضات سيوفنا ترتجف أمام هيبتها ونظراتها ، أما هي فقد كانت قبضتها للسيف واثقة محكمة ، وكانت وقفتها وقفة مقاتل محنك مجرب ، نعم ...لقد رفضت أن تطرح سيفها أرضا وتستسلم لنا وكان بمقدورها أن تفعل ذلك لكنها واجهتنا بإصرار لم نعهد له مثيل وبحماسة لم نر لها نظير ، لقد كان الإجهاد باديا على عينيها الكبيرتين الواسعتين لكثرة تعقبنا وملاحقاتنا لها ، وكان العرق يتدفق من جبينها الساطع كالينبوع ورغم ذلك واصلت القتال ولم تخضع إلى أن تلقت طعنة من الخلف ،فصرخت على إثرها صراخا زلزل الأرض من تحت أقدامنا وحرك الجبال أمام أعيننا ، وبقيت واقفة لبعض لحظات ثم سقطت أرضا والسيف بيدها، صدقوني .....لقد رأيت بأم عيني دماء قانية غزيرة تسيل من جروحها و من فمها لتحدث بركة هائلة طوقت بئرا عن كاملها ....لقد أحسست ساعتها بالخزي و العار وشعرت بتأنيب الضمير بينما كانت قهقهة عكرمة و حنظلة و سراقة وعلقمة تتعالى في السماء فرحا لمقتل امرأة وحيدة، ومنذ ذلك اليوم رميت سيفي و قصدت الجبال وبكيت كثيرا على " ديهيا " .....ليلتها هبت عاصفة هوجاء اجتثت الدوح من جذوره و أزاحت الجلمود عن مقلعه و اكفهرت السماء و تلبدت بغيوم كثيفة و أمطرت كثيرا على غير العادة رغم أن الوقت كان صيفا ، و عوت الذئاب و بنات آوى عواء مسترسلا عميقا عــــــــــــــــو ....عــــــــــــــــو.. عــــــــــــــــو....
و كأن الطبيعة بكاملها وكلكلها حزينة على رحيل الفارعة الماجدة المشرقة النشمية الأبية ...
رأيتها ذات مرة في حلم ليس كسائر الأحلام و هي تنظر إلي بعينيها الكبيرتين وتقول : لا عليك ....إن عكاشة الأمس قد مات و قد ولدت اليوم من جديد ...وكان لصوتها صدى ..ثم تابعت تقول: ولقد جئتك اليوم لأرفع عنك حملك الثقيل و أضع حدا لوزرك و عذابك ،ثم ناولتني دقيقا وزيتا و حليبا وخاطبتني قائلة ، خذ من هذا لتصير ابنا و أخا لنا ورغم أن كلامها كان حلما ليس إلا فقد كان بمثابة عطية عظمى وعزاءا كبيرا لأحزاني وآلامي الكثيرة وتكفيرا لزلاتي وجرائمي الشنيعة ، نعم إن عكاشة الأمس قد مات يوم رحيل" ديهيا " و يوم ألقيت بسيفي في قعر تلك البئر وألقيت معه بأفكاري السوداء و أطماعي السخيفة و صرت رجلا مبررا تحت شمس تامزغا الجميلة و غدوت كائنا حرا أكن عشقا لهاته الربوع و أحمل حبا لأبنائها الأشاوس اللذين صار لي منهم أولادا و زوجة ، وحتى اسمي القديم قد تخلصت منه إلى الأبد لأن ذكره يوجع قلبي وسماعه يقزز نفسي، و صار لي اسم آخر من نور الشمس و صمود الجبال، و رغم هذا كله فإن ذكرى الفارعة الماجدة تنتابني من حين لآخر لأختلي بنفسي لساعات طوال و أبكي بحرارة ومرارة و أرثي بصمت امرأة ناذرة فريدة ....
خطايا.... و عطايا....ديهيا القديسة

1- عكرمة الشرير :

عكرمة الأحمق ...عكرمة الشرير ...عكرمة المجنون ، هكذا سمته العرب قبل أن يعتنق الإسلام و قبل أن يلتحق بجيش عمرو بنت العاص ثم بعساكر عقبة وزهير بافريقية ،كان أعورا ذو شفتين غليظتين، أشعث الرأس ، على خده الأيسر أثر جرح عميق ، كانت هواجسه كلها تدور حول النساء و الأكل و السبي و الغنيمة ، وهو غلام حدث كان يجمع بعر الإبل ببادية العرب و يرعى غنم أسياده على قراريط ، لم يكن أمينا في عمله لهذا تنصل منه الجميع ولم يقبل به أحد على عيسه و شياهه ، صفع أمه ذات يوم فطرحها أرضا ، سماه أبوه بالعود المعوج والفرع العائب عندما قويت عضلاته و اشتد عوده احترف السلب و النهب و السطو صحبة شرذمة من صعاليك العرب وسفهائهم ، و كان رأس حربتهم ومدبر أمرهم وراسم خطتهم ، فلم تسلم قبيلة من أذاه و لم تنج قافلة من سطوه، تبرأت منه الديرة و العشيرة فاستباحت هدر دمه في أسواق عكاظ و يثرب و مكة و ثقيف ، ولأن الإسلام يجب ما قبله فقد أعلن جلف الصحراء إسلامه وبدل اسمه من عكرمة إلى سيف الدين!!! و أي سيف؟؟ سيف الجور و الطغيان و الجبروت ، و مهما يكن من أسماء، فعكرمة أو سيف الدين أو عبد العزى أو أحمد كلها سواء ، لأن خير الأسماء ما عبد وعرب كالمعتز و سيف الاسلام و عبد الناصر و محي الدين و شر الأسماء ما عجم و مزغ كديهيا و أكسيل ونوميديا و ماسين . وهو بمصر كون عصابة من داخل عسكر ابن العاص ليحترف السطو و النهب من جديد و هذه المرة بأرض المحروسة وقد راعى جلف الصحراء النصيحة التى تستوصى بأقباطها خيرا وقد طبق النصيحة ، و كان الجميع يعلم بتجاوزات عكرمة و أمثاله ، وكان يغض الطرف عنها تجنبا للشقاق و تفاديا للصدع و مراعاة لخدمة المصلحة العليا و هي نشر العقيدة وفرض الجزية و تحصيل الغنيمة ، ولأن عكرمة و أتباعه ركيزة وركنا هاما في جيش بن العاص في بداية الأمر فالأمور لم تستتب بعد في مصر فبدون عكرمة و أمثاله قد يعود العرب أدراجهم من حيث أتوا حيث الإبل و بعر الإبل....
رأوه ذات مرة عند ضفاف النيل صحبة رهط من أقرانه وهم يزدردون خرافا مشوية ( مسلوبة طبعا ) وكانوا كالضباع الجائعة و قد تلطخت وجوههم و ملابسهم من جراء الأكل و كأنهم كانوا يتمرغون في وحل من المرق و الدسم ، و رأوه مرة يأكل البسبوسة و الكنافة و القطائف من عند صاحبها الحلواني القبطي ولم يجرؤ هذا الأخير على مطالبة عكرمة الأعور بثمن ما ازدرد والتهم و أنى له ذلك و سيف عكرمة المسقي بالسم الزعاف يجلجل ويصلصل....

لما تمكنت عصابات ابن العاص من إحكام قبضتها على أرض الكنانة اجتمعت أراء القادة وصناع القرار على الاستغناء عن خدمة عكرمة الأحمق ورفاقه ، و أشاروا إلى كبيرهم أن يلحقه بجيش عقبة وزهير بافريقية و ما جاورها لأن هناك من هم في أشد الحاجة إلى مقاتلين أشداء كأمثاله، لاستئصال شوكة التمرد و ردم بؤرة العصيان ، و كان عكرمة ممن كلفوا فيما بعد بتعقب و ملاحقة "الكاهنة" على حد تعبير أجلاف الصحراء واسمها الحقيقي هو الملكة الأمازيغية الخالدة في قلوب كل الأمازيغ " ديهيا " وكان ممن لحقوا بها ليجهزوا عليها ، و رغم كثرتهم فقد رفضت الاستسلام، بل حملت سيفها لتواجه سيوف الشر و الرذيلة ببسالة الفرسان و إصرار الأبطال، إلى أن طعنت من الخلف غدرا لتهال عليها سيوف عكرمة و حنظلة و سراقة و علقمة و عكاشة.
بعد حادثة البئر بأيام و جد الأهالي جثة عكرمة معلقة من رجلها تحت جذع شجرة ، وقد فقئت عينه و اندلقت أمعائه وكان حديث الناس كله يدور حول اللعنة و قصاص السماء ، و هذا صحيح لأن لعنة الأحرار ستطال كل عكرمة سولت له نفسه إذلالنا و إخضاعنا و كل عكرمة أو حنظلة أو علقمة كان من وراء حرماننا من تعلم و كتابة لغتنا الجميلة في المدرسة و المعهد و الجامعة .

2- توبة عكاشة و ميلاد جديد ...

كان اسمي عكاشة، و معناه العنكبوت، و كنت ضمن عصابة عكرمة الشرير يوم أحكمنا الحصار على" ديهيا الأوراسية" ورجالها ، وكنت ممن لحقوا بها عند البئر ، لم تقبل بالاستسلام ولم ترض بالخنوع ، وكانت نظراتها كفيلة ببث الرعب في قلب جيش بأكمله ، لم نجرؤ على مقاتلتها فرادى بل قمنا بتطويقها أنا و عكرمة وحنظلة وعلقمة و سراقة ، ولو أتيناها واحدا واحدا لمزقت أوصالنا وجعلت من أشلائنا وليمة لعقبان الأوراس وذئابها، لهذا قاتلناها مجتمعين و أرجلنا ترتعش من تحتنا من شدة الخوف والهلع ، وقبضات سيوفنا ترتجف أمام هيبتها ونظراتها ، أما هي فقد كانت قبضتها للسيف واثقة محكمة ، وكانت وقفتها وقفة مقاتل محنك مجرب ، نعم ...لقد رفضت أن تطرح سيفها أرضا وتستسلم لنا وكان بمقدورها أن تفعل ذلك لكنها واجهتنا بإصرار لم نعهد له مثيل وبحماسة لم نر لها نظير ، لقد كان الإجهاد باديا على عينيها الكبيرتين الواسعتين لكثرة تعقبنا وملاحقاتنا لها ، وكان العرق يتدفق من جبينها الساطع كالينبوع ورغم ذلك واصلت القتال ولم تخضع إلى أن تلقت طعنة من الخلف ،فصرخت على إثرها صراخا زلزل الأرض من تحت أقدامنا وحرك الجبال أمام أعيننا ، وبقيت واقفة لبعض لحظات ثم سقطت أرضا والسيف بيدها، صدقوني .....لقد رأيت بأم عيني دماء قانية غزيرة تسيل من جروحها و من فمها لتحدث بركة هائلة طوقت بئرا عن كاملها ....لقد أحسست ساعتها بالخزي و العار وشعرت بتأنيب الضمير بينما كانت قهقهة عكرمة و حنظلة و سراقة وعلقمة تتعالى في السماء فرحا لمقتل امرأة وحيدة، ومنذ ذلك اليوم رميت سيفي و قصدت الجبال وبكيت كثيرا على " ديهيا " .....ليلتها هبت عاصفة هوجاء اجتثت الدوح من جذوره و أزاحت الجلمود عن مقلعه و اكفهرت السماء و تلبدت بغيوم كثيفة و أمطرت كثيرا على غير العادة رغم أن الوقت كان صيفا ، و عوت الذئاب و بنات آوى عواء مسترسلا عميقا عــــــــــــــــو ....عــــــــــــــــو.. عــــــــــــــــو....
و كأن الطبيعة بكاملها وكلكلها حزينة على رحيل الفارعة الماجدة المشرقة النشمية الأبية ...
رأيتها ذات مرة في حلم ليس كسائر الأحلام و هي تنظر إلي بعينيها الكبيرتين وتقول : لا عليك ....إن عكاشة الأمس قد مات و قد ولدت اليوم من جديد ...وكان لصوتها صدى ..ثم تابعت تقول: ولقد جئتك اليوم لأرفع عنك حملك الثقيل و أضع حدا لوزرك و عذابك ،ثم ناولتني دقيقا وزيتا و حليبا وخاطبتني قائلة ، خذ من هذا لتصير ابنا و أخا لنا ورغم أن كلامها كان حلما ليس إلا فقد كان بمثابة عطية عظمى وعزاءا كبيرا لأحزاني وآلامي الكثيرة وتكفيرا لزلاتي وجرائمي الشنيعة ، نعم إن عكاشة الأمس قد مات يوم رحيل" ديهيا " و يوم ألقيت بسيفي في قعر تلك البئر وألقيت معه بأفكاري السوداء و أطماعي السخيفة و صرت رجلا مبررا تحت شمس تامزغا الجميلة و غدوت كائنا حرا أكن عشقا لهاته الربوع و أحمل حبا لأبنائها الأشاوس اللذين صار لي منهم أولادا و زوجة ، وحتى اسمي القديم قد تخلصت منه إلى الأبد لأن ذكره يوجع قلبي وسماعه يقزز نفسي، و صار لي اسم آخر من نور الشمس و صمود الجبال، و رغم هذا كله فإن ذكرى الفارعة الماجدة تنتابني من حين لآخر لأختلي بنفسي لساعات طوال و أبكي بحرارة ومرارة و أرثي بصمت امرأة ناذرة فريدة ....



#عساسي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكم الإسلامية بالصومال.... والكائنات الممسوخة
- لن نضرب كفا بكف، و نقول عفا الله عما سلف.....
- السيف...
- السبت في الذاكرة اليهودية المغربية
- الطاعون و خز أعدائكم من الجن ...حديث صحيح


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عساسي عبد الحميد - إلى روح الملكة الأمازيغية - ديهيا -