أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - اللبرالية والعلمانية















المزيد.....

اللبرالية والعلمانية


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- مشكلة الخلق
انشغل المفكرون من أبناء الجنس البشري منذ القدم بتفسير قضية الخلق وظهور الإنسان على هذا الكوكب , وقد فسروها بطريقتين مختلفتين تعرفان حاليا بالمذهب المثالي والمذهب المادي .
- المذهب المثالي :
يرى فلاسفة هذا المذهب على اختلاف تياراتهم ومدارسهم , بان هذا الكون منظم بدرجة رفيعة , ولا بد ان فكرة ما سبقت هذا التنظيم وابتدعته , الفكرة في هذا المذهب تسبق الواقع وتتطور أولا ومن ثم يلحقها الواقع , والفكرة تصدر عن مهندس يشرف ويسهر على هذا التنظيم تتفق عليه كافة الأديان السماوية بكونه الله تعالى, الله خلق الانسان قبل سائر المخلوقات ضمن هذا النظام البديع وكرّمه عليها .
- المذهب المادي :
على الضد من المذهب المثالي , تتفق جميع مدارس هذا المذهب على أسبقية الواقع على الفكرة , وتفسر مشكلة الخلق وظهور الانسان استنادا الى مسلمتين رئيستين هما المادة والحركة , - ولا مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة – وحركة المادة تتم وفقا لقوانين معينة كانت السبب في الانتقال من الجامد الى الحي , وبعد ابتداء مسيرة الحياة على هذا الكوكب , احتاجت الحركة الى ملايين السنين لينتج عها الانسان بدماغه المعروف القادر على إنتاج الفكرة , أي ان الفكرة نتاج ثانوي لحركة المادة .
2- المذهبان الفلسفيان والصراع الطبقي :
انقسم البشر منذ عهد بعيد الى فقراء وأغنياء , وقد تمظهر هذا الانقسام في طبقات اجتماعية تصارعت ولاتزال فيما بينها . طبقة الأسياد وطبقة العبيد , طبقة الإقطاع , وطبقة الفلاحين , طبقة البورجوازية , والطبقة العاملة .
لايختلف المذهبان حول تاريخية الصراع , إنهما يختلفان حول أسبابه وكيفية حله .
المذهب المثالي يرد ذلك الى طبيعة النفس البشرية وتنازعها بين الشر والخير , وقد كان الله تعالى يرسل رسله في كل مرة يحتدم الصراع من اجل هداية البشر وحضهم على فعل الخير . في حين يفسر المذهب المادي هذا الصراع بشكل مستقل عن إرادتنا ويخضع لنفس قوانين حركة المادة قبل ان تنجب الانسان ومعه الوعي ,
يتفق المذهبان في الغاية وهي العمل من اجل الانسان المضطهَد على الأرض , أي أنهما منحازان للفقراء , كل الأديان السماوية تحض على نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف , وتفسر مجيء الرسل من اجل هداية الانسان ودفع الظلم عنه من قبل أخيه الانسان , والمذهب المادي يجد بالوعي عنصر جديد في حركة المادة يمكن التأثير فيه ايجابيا بما يخفف من ويلات وآلام الانسان على الأرض
لكنهما يختلفان في الوسيلة , واختلافهما كان وما يزال يحكمه التراشق بالتهم , ومحاولة كل مذهب إثبات انه الأكثر عملا من اجل المضطهَدين في الأرض . وهذا التراشق أنساهما القضية المشتركة فيما بينهما .
لايرى المثاليون وتحديدا الدينون المؤمنون بينهم , في الفكر المادي سوى أنه فكر بدون قيم والماديون لا أخلاق لديهم ولايهمهم سوى المادة وهي التي تحكم كل سلوكهم , بالمقابل لايرى الفكر المادي بالدين سوى جانبه الايماني الذي نفذت منه الطبقات المالكة لتخدير وعي عامة الناس والإبقاء على تخلفها وجهلها , فالفكر المادي يستند (( الى النظرة العلمية بدل الدينية الخرافية الى شؤون الكون والطبيعة على العموم ويؤثر الكلام في علم الفلك على الكلام القرآني حول التكوير , والكلام في الجغرافيا الطبيعية على الكلام حول جبل ق والأخذ بالاعتبار العقلي بدل الاعتبار الإيماني والخرافي في الأمور كالمعراج والطوفان وانقلاب العصي أفاع , والمشي على الماء , وأحياء الموتى , وشق البحر وانفلاق الكواكب
والنجوم . )) (1)
وهكذا بدل ان يتعاون المذهبان من اجل إعلاء شأن الغالبية العظمى من الناس على الأرض , وتمكينهم من دفع الظلم والاستغلال عنهم من ظالميهم وهم حفنة من إخوتهم في الانسانية , انصرفا الى غير غايتهما , وسهلا بوعي أو بغير وعي , الوصول الى الزمن الرديء الحالي . زمن رأس المال الكبير في كل مكان . زمن الدعاية والاستغلال المكثف , زمن امتلاك أشخاص معدودين من الثروة والجاه والنفوذ ما يعادل ملايين الفقراء على الأرض , زمن النظرة الى هذا الكوكب وكأنه حديقة خلفية لأساطين رؤوس المال يرتبونها على هواهم غير عابئين بمصلحة الجنس البشري ككل , واكبر دليل على صحة هذا الكلام هو التلوث البيئي الذي وصل الى حد جعل الماء والهواء ( وهما عصب الحياة ) ملوثين وممرضين .
3- اللبرالية والعلمانية :
للوهلة الأولى يتبادر الى الذهن ان اللبرالية والعلمانية هما تجّلٍ جديد للتيارين الفلسفيين العريضين ويحملان بصمات الصراع القديم بينهما , لكن الحقيقة هي غير ذلك , فالفلسفة اللبرالية فلسفة الحرية من أي جهة جاءت , وهي تقف على مسافة متساوية من التيارين القديمين , وهمها الجانب الاجتماعي وتطوير المؤسسات لمصلحة الناس معتمدة على العقل والايمان معا .
اما العلمانية فاذا دققنا بمختلف تعريفاتها القديمة والحديثة
(( الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الايمان سواء بالقبول او الرفض )) (2)
(( الدعوة الى الفصل بين الدين والسياسة )) (3)
(( الدعوة الى التحرر من القيود الدينية على المعرفة , وافتراض الكون مستقلا تفسره قواه وأنماط انتظامه الخاصة , والحركة غير المنقطعة للطبيعة والمجتمع , ومقالة التطور المستمر الذي ينتفي معه ثبات القيم الأخلاقية والروحية , والقول بأن الدين يستهدف العالم الآخر وليس الدنيا )) (4)
أي انها بجوهرها شكل مخفف عن العلمية والمذهب المادي وتريد تحييد الدين في الصراع الاجتماعي او حصره بعلاقة بين الانسان وخالقه , وفي هذا اعتراف غير مباشر بدور الدين الاجتماعي , أما محاولة التفريق بين العلمية والعلمانية , وجعل العلمية مشتقة من العلم , والعلمانية مشتقة من العالم , فليست سوى لزر الرماد في العيون , إن حقيقة العلمية والعالمية هي الأخذ بقوانين علمية تعتمد على العقل بشكل خالص لادور للايمان فيها , وجوهر الخلاف هو بين الماديين والمثاليين حول أيهما خلق الآخر الانسان ام الله
إن العلمية والعلمانية تعتقد أن الانسان خلق الله , في حين أن الأديان تقول ان الله خلق الانسان .
كان الأجدى بالفريقين بدل المباراة فيما ينهما , اعتراف كل منهما بالآخر والبحث عن التقاطعات المشتركة لخدمة قضية الانسان ,
4- اللبرالية والعلمانية في أوروبا :
تجلت اللبرالية والعلمانية كتيارين سياسيين حديثين في أوروبا القرن التاسع عشر وساعد على ذلك طبيعة التطور الاجتماعي في أوروبا من جهة وطبيعة الدين المسيحي التي تعتنقه أوربا من جهة أخرى , وهو ماساهم في تحالفهما واقترانهما هناك , فاللبرالية فلسفة الحرية , كان يراد بها حرية الطبقة الثالثة بوجه النبلاء والاكليروس , حرية التجارة والصناعة , حرية العمل , وكانت القيود الطبقية الإقطاعية تحد من نلك الحرية , وتكبل المجتمع , وكان كل ذلك يتم بتغطية دينية من قبل الكنيسة وبسيطرة تامة منها على الدولة ومن هنا نشأت العلمانية كتيار سياسي يريد ان يفصل بين الكنيسة والدولة منطلقا من مسلمات الدين المسيحي ذاته (( أدوا اذا لقيصر ما لقيصر , ولله ما لله )) (5) لتحصر دور الكنيسة بأمور العبادات والطقوس الدينية ولتترك الدولة لأهلها ورجالها , ولتعود كل إقطاعياتها وأملاكها للدولة ولينتفع منها الشعب بأجمعه .
من هنا كان التحالف بين اللبرالية والعلمانية في أوروبا من أجل الحرية , وقد أثمر ذلك التحالف بانتصار البورجوازية وما رافق ذلك من حريات , حرية المعتقد , حرية التعبير عن الرأي ....الخ .
لكن هل يصح هذا التطور الأوروبي والتحالف بين اللبرالية والعلمانية في كل زمان ومكان ؟؟
5- اللبرالية والعلمانية والشرق العربي في الظرف الراهن :
تبدو اللوحة في البلدان العربية جميعها بلا استثناء بمنتهى الوضوح , دول استبدادية بامتياز , بدءا من نظام التوريث فيها - الدول الملكية والجمهورية – مرورا بخضوع السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية , انتهاء بقوانين الطوارئ وملحقاته من المحاكم الاستثنائية , واستبدادها لم يحافظ على جهل وتخلف شعوبها فقط بل فرّخ الإرهاب الحالي الذي تعاني منه المنطقة والعالم أيضا , ونقيض الاستبداد هو الحرية , واللبرالية فلسفة الحرية , فالتربة العربية مواتيه لها الآن .
لكن الأمر مختلف بالنسبة للعلمانية .
فالدين ودوره الاجتماعي ما يزال كبيرا , والإيمان بمعناه الايجابي طاقة لاتقل أهمية عن طاقة العقل اذا عرفنا كيف نوظفها لخدمة قضية الانسان , والشرق شرق الأديان والإيمان .
والأهم من كل هذا هو طبيعة الدين الاسلامي لهذه الشعوب العربية , والفرق بينه وبين الدين المسيحي , وأول من أشار لهذا الفرق هو عميد اللبرالية – جون ستيوارت ميل (( ان آداب المسيحية - كما يدعونها - قد اجتمعت فيها كل صفات رد الفعل وهي في معظمها عبارة عن احتجاج على الوثنية , فهي تطلب للناس كمالا سلبيا أكثر منه ايجابيا , وتدعو الى التخلي عن الرذائل أكثر مما تدعوهم الى التحلي بالفضائل , وتخوفهم من الشر أكثر مما تحضهم على الخير , واذا تأملت في وصاياها وجدت النهي متغلبا على الأمر والزجر متفوقا على الندب , والترهيب مبرزا على الترغيب , وقد دفعها الاشمئزاز من الفسق والفجور الى تمجيد الزهد والرهبنة , واذا أنعمت النظر في آداب المسيحية هذه رأيت قوامها الطاعة العمياء , فهي تحض أتباعها على الإذعان لكل سلطة قائمة , والخضوع لكل سلطان موجود , حقيقة هي لا توصيهم بتنفيذ أوامر السلطان ان كانت تخالفه نصوص الدين , لكنها تأمرهم بالاستسلام والإذعان وتنهاهم عن الخروج والعصيان , مهما أصابهم من الأذى ولحقهم من العدوان , وها نحن نقرا في آداب الاسلام , لا في آداب المسيحية , هذه الكلمة الجامعة – كل وال يستكفي عاملا عملا وفي ولايته من هو أقوم به وأكفا منه , فقد خان عهد الله وخليفته )) (6) . ان جوهر العلمانية هو فصل الدين عن السياسة وحصر دور رجال الدين بتعليم أتباعهم شعائر العبادات وما يتصل بأمور الآخرة , وهذا ممكن بالنسبة للمسيحية , أما بالنسبة للدين الاسلامي فلا يصح ذلك . ولا يمكن ان تجد في الاسلام نصا صريحا يفصل بن ما لقيصر وما لله , الاسلام للدين والدنيا كما يقول فقهاؤه , وفيه حديث عن الأمور الدنيوية يوازي الحديث عن الأمور الدينية , وهو يحدد العلاقة بين المجتمع والدولة والفرد في شرائع وقوانين معروفة , وله نظريته الاقتصادية المتكاملة , وبالتالي لايمكن لأي رجل دين اسلامي ان يقول ما قاله المطران غريغوار حداد , لأنه سيبدو وكأنه خرج عن تعاليم دينه : يقول سيادة المطران .
(( والعلمانية الشاملة تشتمل على :
- العلمانية الشخصية , التي تؤكد قيمة كل انسان بدون الرجوع الى معتقده الديني
- والعلمانية السياسية , التي تؤيد استقلالية الممارسة السياسية عن الانتماء الديني
- والعلمانية الوظيفية , التي تؤكد استقلالية الوظيفة الحكومية عن الانتماء الطائفي
- والعلمانية المجتمعية , وهي في المعنى الحصري استقلالية المجتمع المدني بأفراده وتجمعاته عن الطوائف
- والعلمانية المؤسسية , وهي استقلالية المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية عن الطوائف ومجلسها وسلطاتها
- والعلمانية القانونية , أي استقلالية قوانين البلاد عن الشرائع الدينية
- والعلمانية القيمية , أي استقلالية القيم الإنسانية كالعدالة والمساواة والديمقراطية والحرية عن المصادر الدينية واللادينية
انا مؤمن بالله , ومؤمن بالعلمانية الشاملة
مؤمن بالله ولذلك أنا علماني , ومؤمن بالعلمانية دعما لإيماني بالله .
وإيماني المسيحي على مسافة واحدة من جميع الأديان وأنا مقتنع بأنه كلما أصبح المسيحيون مؤمنين بالإنجيل حقا , والمسلمون مؤمنين بالقرآن حقا أصبحوا قادرين على تكوين وطن علماني حقا )) (7)
الاسلام أقرب الى البلشفية منه الى المسيحية , وأوجه التشابه بين الإسلام والبلشفية عديدة رغم اختلاف زمان ومكان الدعوتين
الاسلام يريد ان يمن على المستضعفين في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين
والبلشفية تريد إقامة دولة المستضعفين المضطهدين متمثلة بدولة العمال والفلاحين وصغار الكسبة
الاسلام يحض على الجهاد في سبيل الله تعالى متمثلا بالجهاد ضد المفسدين في الأرض
والبلشفية تحض على النضال ضد الأمبريالية والصهيونية
الاسلام يريد تحقيق العدالة الاجتماعية عبر فرض الزكاة على الأغنياء وإعادة توزيعها على الفقراء , او ايداعها بيت مال المسلمين من اجل تنمية المجتمع
والبلشفية تريد تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق التأميم وإعادة الأموال المسروقة الى أصحابها الفعليين .
أما وجه الخلاف الرئيسي فهو ان الاسلام استند الى السماء لتساعده في تحقيق تلك الدولة , في حين ينكر البلاشفة أي دور للسماء في إقامة دولتهم على الأرض .
هذا يعني اذا كنا منصفين ان نستبعد قانونيا قيام أحزاب بلشفية في المجتمع , لأن التجربة بينت انها تنتهي الى الدكتاتورية , مثلما نمنع قانونيا تشكيل أحزاب اسلامية لأن مرجعيتها دينية . والحقيقة ان النموذج الاسلامي والنموذج البلشفي ما زالا قادرين على مساعدة المضطهَدين في الأرض اذا مكنا في المجتمع الحرية التي تدعو اليها اللبرالية (8)
6- الدولة المدنية بديلا عن الدولة العلمانية :
هذا يعني ببساطة ان العلمانية لا تصلح لواقعنا العربي , ويجب ان يكون لنا طريقنا الخاص في التطور الاجتماعي المختلف عن طريق الغرب , مع احترام ذلك الطريق ومعطياته الايجابية التي لم تقتصر على اوروبا فقط بل شملت العالم بأثره , مجتمعاتنا يناسبها دولا مدنية يتعاون فيها العقل والإيمان ,تتحالف فيها الأحزاب العلمانية والدينية, يجتمعان على الحرية بوجه الاستبداد وعلى الديمقراطية التي تستبعد العنف كطريق لتلك الدولة , تراعي مكونات المجتمع وتنطلق منه .
سيجادل البعض بأن تلك الطريق ستقود الى ديمقراطية توافقية تبني دولا مدنية تتحاصص فيها الطوائف مؤسسات الدولة كما هو قائم في لبنان منذ سنين , وهو الذي دعا المطران حداد لتبني العلمانية لتجاوز تلك الدولة الطائفية , وهو ما يقوم في العراق الآن , اذ ان الوضع هناك يتجه لإرساء دولة محاصصة بين الطوائف والقوميات المتعددة .
حقيقة الأمر أن تلك إمكانية قائمة , يزيد من فرصها الذين يريدون الحرية في المجتمع من اجل تامين مصالحهم الخاصة ويعتمدون على جهل وتخلف شعوبنا التي ستنظر الى الانتخابات كمناسبة دورية تسلم فيها العامة هوياتها لتأخذ مقابل ذلك بعض الدريهمات , ومن ثم تنتخب من الأغنياء من سيركب على ظهرها طيلة الفترة الانتخابية الجديدة ,
تلك إمكانية مرشحة في أغلب الدول العربية , ان لم يستطع اللبراليون و العلمانيون والدينون الراغبون في خدمة فقراء بلادهم , تجاوز خلافاتهم والعمل معا أسلاميون وعلمانيون وشيوعيون وقوميون كي يصنعوا دولتهم الوطنية التي تُنمي المجتمع ككل وليس من اجل طائفة او دين او عرق أو قومية محددة .
قدّم التاريخ السوري في الخمسينات نموذجا لتلك الدولة الوطنية المدنية , وقد تعايش فيها الاخوان المسلمون والشيوعيون وناضلوا جنبا الى جنب ضد النفوذ الأمريكي ومشاريعه الاستعمارية في المنطقة آنذاك , هم وبقية الأحزاب اللبرالية والعلمانية مثل حزب الشعب وحزب البعث , ومن لايصدق نحيله الى البيان الرسمي الصادر عن تلك الدولة بتاريخ 12 / 8 / 1957 والمتضمن تفاصيل المؤامرة الأمريكية على سوريا وكيف تم إحباطها (9)

كامل عباس – اللاذقية

...............................................................................

هوامش :
1- د عزيز العظمة : العلمانية تحت المجهر ص 156
2- تعريف جون هوليوك – 1817 – 1906
3- تعريف د فؤاد زكريا , العلمانية تحت المجهر ص 65
4- العلمانية تحت المجهر ص 219
5- انجيل متى – 21 ,22 –
6- الحرية . ترجمة طه السباعي باشا , دار المعارف , مصر ص 87
7- من مقال لسادة المطران نشر في صحيفة النهار البيروتية تحت عنوان – العلمانية تحتضن ولا تهدد - بتاريخ 25/9/2005
8- كم هي ظالمة تلك الأصوات التي تصدر عن كتاب معاصرين عربا وأجانب في هذه الفترة , وتقارن بين البلشفية والنازية وبين هتلر ولينين , لقد دعا لينين الى ديكتاتورية العمال والفلاحين, وكان وسيظل من اكبر الرموز التي عملت بالقول والفعل وبكل اخلاص وتفان ونكران ذات من أجل الفقراء , وان كانت البلشفية قد وصلت الى ما وصلت اليه , فهي درس كبير في التاريخ لمن يريد أن يستفيد منه ويعمل متلافيا أخطاؤه من أجل المعذبين في الأرض , اما النازية فقد كانت منذ البداية دكتاتورية رأس المال الكبير . والفرق ليس قليلا بين الديكتاتوريتين .
9- البيان منشور في كتاب – سوريا بين الديمقراطية والحكم الفردي _ عشر سنوات في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية من عام 1948 الى عام 1958 : تأليف عبد اللة فكري الخاني , مدير عام القصر الجمهوري وسفير ووزير سابق . دار النفائس . تحت بند الوثيقة رقم 25 ص 263



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللبرالية وعلاقتها بالديمقراطية
- اللبرالية ومسيرة التطور الاجتماعي
- نجيب محفوظ في ذمة التاريخ
- عماد شيحا في روايته الثانية - غبار الطلع -
- شرق أوسط جديد بفوضاه !!
- تعريف برابطة العمل الشيوعي في سوريا
- اليسار السوري والتحرر الجنسي
- الطريقة السورية في تكريم المثقفين عند بلوغهم سن الستين
- الخف الوطني
- إذا كان بيتك من زجاج فلا ترجم بيوت الناس بالحجارة
- متى يصبح مناضلونا موضوعيين تجاه المفكرين الأمريكيين أمثال هن ...
- احتراف ثوري على طريقة ما العمل في مدينة حماه عام 1977
- اليسار السوري وتحرر المرأة
- أين تكمن مصلحتنا ؟
- علاقة الداخل بالخارج الراهن والآفاق
- المرأة في التاريخ السوري
- الماركسية وتحرر المرأة
- مؤشر جديد على اتجاه الخصخصة في سوريا
- الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق
- إنها تمطر في سانتياغو- بطاقة حب لليسار التشيلي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - اللبرالية والعلمانية