أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - لماذا عادت أمريكا للاستثمار في الاستبداد والإرهاب؟














المزيد.....

لماذا عادت أمريكا للاستثمار في الاستبداد والإرهاب؟


فيصل القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعترفت الإدارة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر"بعظمة لسانها" بأن دعمها للأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في العالم العربي، على مدى أكثر من ستين عاماً، مسؤول إلى حد كبير عما تصفه بظاهرة "الإرهاب" التي تجتاح العالم، والتي كانت أحداث سبتمبر نتيجة مباشرة لها. وقد كرر الرئيس الأمريكي وطاقم إدارته مشكورين ذلك الاعتراف المر أكثر من مرة في خطاباتهم، مما أكسب هذا الندم و"التوبة" الأمريكية ثناء كبيراً في الشارع العربي. وبناء على على هذا الاكتشاف الأمريكي المتأخر تعهد البيت الأبيض بإزالة أسباب "الإرهاب" في المنطقة العربية، وذلك عن طريق كنس الطغاة والمستبدين، ونشر الديموقراطية، وتخليص العرب من آفة الشمولية والطغيان. وقد ظن الشعب العربي أنه مقبل على عهد جديد تسوده الديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الصالح، ليس لأن أمريكا تريد الاعتذار من الشعوب العربية التي عانت من الدعم والاحتضان الأمريكيين للأنظمة التسلطية، بل لأن الأمريكيين حصدوا، في عقر دارهم، ما زرعته أياديهم من طغيان واستبداد في منطقتنا العربية، حسب اعترافهم.

لكن المذهل في الأمر أن واشنطن عادت وانقلبت على تعهداتها باجتثاث الاستبداد الذي اعتبرته المسؤول عن "الإرهاب" في الشرق الأوسط والعالم، لا بل إنها أعادت تأهيل أنظمة طغيانية شمولية ثورجية من الطراز الأول(برأي أمريكا سابقاً) كنا نظن أن مصيرها السحق والمحق إلى غير رجعة. وعلى ضوء هذا التراجع الأمريكي الفاضح عن مكافحة الاستبداد في الوطن العربي، يتساءل المراقبون: هل "الإرهابيون" العرب والمسلمون(نتاج الاستبداد) هم الذين خططوا ونفذوا الاعتداء على أمريكا كما أوهمونا؟ أم تم تلبيسهم التهمة لغاية في نفس يعقوب وذريته لأغراض آنية؟ هل كان الاستبداد مسؤولاً فعلاً عن "الإرهاب" الذي ضرب أمريكا عام ألفين، على اعتبار أن "الإرهابيين" أرادوا أن ينتقموا من المستبدين العرب المحليين ورعاتهم الأمريكيين؟ لماذا تراجعت واشنطن عن اقتلاع الاستبداد كما تعهدت، إذا كان الأمر كذلك فعلاً؟ هل يُعقل أن يتم دفن هذه "الحقيقة" المخيفة والخطيرة بهذه السرعة وهذه الخفة؟

هل كان الإرهاب، حسب تعريفه الأمريكي، مجرد شماعة للاستعمار الأنغلوساكسوني الجديد للمنطقة العربية؟ لماذا عادت الإدارة الأمريكية للاستثمار في الأنظمة العربية الاستبدادية التي اتهمتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بتفريخ الإرهابيين والمتطرفين؟ لماذا راح البيت الأبيض يعمل مجدداً على تعويم من حمــّلهم، بعد أحداث واشنطن ونيويورك، مسؤولية انتاج "الإرهاب" والإرهابيين الذين روّعوا الشعب الأمريكي في الشهر التاسع من عام ألفين؟ ألم يخبرنا الأمريكيون وقتها بأن "الإرهاب" بات يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي الأمريكي، ولا بد من القضاء على مسبباته مرة وإلى الأبد؟ لماذا لم يتم القضاء على مسبباته؟ هل الأنظمة التي اتهمتها واشنطن بالمسؤولية عن تفشي "الإرهاب" أهم لها من الأمن القومي الأمريكي كي تعيد تأهيلها واحتضانها وتجميلها؟ كيف يمكن للرئيس الأمريكي أن يبرر أمام شعبه تعويمه لتلك الأنظمة العربية التي اتهمها في الماضي القريب بقتل أكثر من ثلاثة آلاف من الأمريكيين الأبرياء وتهديم أهم معلمين تجاريين في أمريكا؟أسئلة محيرة فعلاً؟

هل غفر الأمريكيون للبلاد التي خرج منها الانتحاريون الذين فجّروا برجي التجارة الدوليين في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية،حسب الرواية الأمريكية؟ على ما يبدو أن العم سام لعق جروحه ولحس تعهداته بشكل سافر لأسباب لا يعلمها إلا الله والمحافظون الجدد.

سبحان مغيــّر الأحوال، فقد بدّل الأمريكيون تسمياتهم لمنتجي "الإرهاب" ومتعهديه، فتحول هؤلاء على حين غرة من مستبدين مفرّخين للعنف والذباحين إلى "معتدلين بنائين" كما وصفتهم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس للمنطقة في آخر جولة لها. قد يبرر البعض للأمريكيين هذا التعويم الجديد لرعاة التطرف وتجميل صورتهم بمسميات محببة، بأنهم أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الحملة الأمريكية لمكافحة "الإرهاب"، بعد أن غيروا جلودهم ومناهجهم وجففوا منابع المتطرفين وسخرّوا مواردهم الهائلة في خدمة المشاريع الأمريكية على حساب المشاريع الوطنية. وهذا صحيح. لكن هل غدوا ديموقراطيين منتجين لمواطنين صالحين كارهين للتطرف والمتطرفين حسب التصنيف الأمريكي؟ هل تخلصوا من استبدادهم وطغيانهم الذي أنتج "الإرهاب والإرهابيين" في المقام الأول؟ أم أن التربة التي أنتجت "الجهاديين" الذين يستهدفون المصالح الأمريكية في الداخل والخارج تزداد خصوبة لنفس الأسباب التي حددتها واشنطن كموّلد للتطرف والعنف والإرهاب، ألا وهي طبعاً الاستبداد ومشتقاته؟ مَن، من الآن فصاعداً، سيلوم "المتشددين"، الأبناء الشرعيين للانظمة التسلطية والاستبدادية، إذا ما تمادوا في تطرفهم و"إرهابهم"؟ هل يُعقل أن واشنطن تدعم المداجن ثم تتصدى للدواجن؟ شيء غريب فعلاً!

يبدو أن أمريكا "جاءت لتكحلها فعمتها"، على الأقل من وجهة نظر المغفلين والمساكين من العرب الذين صدقوا الوعود الأمريكية، فبدلاً من معالجة الظروف التي تتسبب في تصاعد العنف والتطرف ضد الأمريكيين وأزلامهم في المنطقة العربية، وتنغص على الشعوب حياتها وتحولها إلى حجيم استبدادي مستديم، راحت واشنطن تستثمر في الاستبداد و"الإرهاب" من جديد، على مبدأ: "حن الحديد على حالو".

لا يبدو أن هناك استثماراً أمريكياً رابحاً ومثمراً واستراتيجياً ٍأكثر من الاستثمار في الطغاة والمستبدين... و"الإرهابيين" !! ولتذهب الديموقراطية والديموقراطيون العرب ليس في داهية واحدة، بل في ستين! ولا أدري ما هو رأي الليبراليين العرب الجدد الميامين في عودة أمريكا إلى تجارتها السابقة في الطواغيت والقروسطيين الذين سيتم تسويقهم من الآن فصاعداً كمعتدلين وواقعيين. أرجوكم أفيدونا، فقد تشابه علينا البقر... والسعادين!



#فيصل_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصفة الإسرائيلية لإبادة البشرية
- هل رفيق الحريري أهم من لبنان؟
- كيف تنصرون دينكم إذا لم تنصروا أنفسكم؟
- اللهم نجّنا من نار الديمقراطية
- لا تلوموا بابا الفاتيكان
- الإرهاب الإعلامي
- اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا
- هل سندعو يوماً لليهود بالنصر على المذاهب الإسلامية الأخرى؟
- ثقافة الهزيمة إلى مزبلة التاريخ
- عندما يتآمر الثور الأحمر على نفسه!
- هل نحن أولاد شوارع؟
- طوبى للغوغائيين والمغامرين
- وهم إسرائيل المتبدد
- عروبة في المزاد
- لسنا بحاجة إلى الوحدة العربية
- الإعلام العربي بين العوربة والعولمة
- العولمة الغربية أقوى من كل العولمات السابقة
- خذوا ما في عقولهم واتركوا ما في قلوبهم
- انتهى التاريخ... شئنا أم أبينا
- كان الله في عون الأجيال القادمة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل القاسم - لماذا عادت أمريكا للاستثمار في الاستبداد والإرهاب؟