أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم حجازين - موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الثانية















المزيد.....

موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الثانية


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:07
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ثورة أوكتوبر...... ومصير الماركسية وبرنامجها الاشتراكي
بالنقيض من مصيرها في الغرب المتقدم حيث ظهرت الماركسية من خلال منظومات ورؤى فكرية متنوعة وجديدة ، واجهت الماركسية في الشرق ولا تزال تواجه مصير ماساوي ترافق مع انهيار نموذجها المحقق .
كانت البداية في ثورة أوكتوبر حيث مثل انتصارها عام 1917 تتويجا لنمو وتطور الحركة الثورية في روسيا القيصرية وكانت من أعظم الاحداث التي جرت في اوائل القرن العشرين وكان من المقدر لها أن تغير وجه البشرية . شكلت الثورة بالمهام الموضوعية المناط بها ان تتصدى لحلها أملا كبيرا لشعوب روسيا وشعوب مستعمراتها في التخلص من القهر والظلم ومن النظام القيصري الاقطاعي المتبقي من القرون الوسطى للأخذ بأسباب التقدم ، في ظروف تميزت بإنتهاء حكم الاقطاع في دول أوروبا . ولهذا السبب اكتسبت الثورة طابع شعبي ديمقراطي واسع معترف به بمهامها التي تشابهت مع مهام الثورة البرجوازية من جهة وبحجم المشاركة الشعبية والاجتماعية حيث استقطبت فئات اجتماعية واسعة وكذلك ابناء المستعمرات الروسية التي كانوا يأملون بالتخلص من النير الاستعماري .
واجتذب هذا الحدث الملايين من سكان الارض للعمل للتخلص من الظلم والاستغلال والاستعمار . لكن تم تحميل هذه الثورة برنامج فوق قدرتها التاريخية أي بكلمات أخرى برنامج غير واقعي قفز بها عن مهامها التاريخية الموضوعية وجعلها تختزن ومنذ البداية بذور انهيارها .فبدلا من برنامج ذو مهام برجوازية ديمقراطية عريضة في الجوهر تم تطبيق برنامج ماركس الاشتراكي والذي كان مصاغ لبلدان أوروبا الأكثر تقدما حيث كان يعتقد أن الاشتراكية ستنتصر هناك
لم يخرج قائد الثورة البلشفية لينين في مشروعه المبكر عن جوهر البرنامج الماركسي لبناء الاشتراكية . فتم تطبيق برنامج نظري خالص في ظروف مجتمع لم تتهياء فيه الفرصة ليس فقط للقفز فوق الرأسمالية لبناء مجتمع اكثر تطورا وتقدما منها ، بل وفي صعوبة انتقال المجتمع الروسي الاستبدادي إلى مصاف جاراته من البرجوازيات الأوروبية . مما يشير إلى محاولة متطرفة للقفز فوق التاريخ ومعطيات الواقع خاصة وان روسيا كانت بحاجة لمرحلة لتوطيد الحريات التي كانت تتمتع بها الدول المتقدمة كمرحلة لتحرير الروسي العادي من وحشية القرون السابقة. ومن هنا نستطيع ان نفسر الطابع المطلق الذي اضفاه لينين على العامل الذاتي في النظرية والواقع وقد سبق له أن أشار في هذا السياق إلى أن شجرة المعرفة قد تعطي ثمرا عاقرا غير منتج .
أدى التطبيق القسري لهذا البرنامج لاحقا إلى ظهور تناقض حاد بين ما أطلق عليه "الاشتراكية" الروسية وبين الفهم النظري الماركسي للاشتراكية الذي تاسس على إنهاء الاستلاب الإنساني الملازم للرأسمالية بكافة أشكاله "فالاشتراكية " الروسية عمقت اغتراب المنتجين وحولتهم إلى آدوات لخدمة البيروقراطية في الحزب والدولة وحافظت فوق ذلك على السمات الاستبدادية للدولة الروسية الموروثة منذ مئات السنين في علاقاتها مع مواطنيها أو مع شعوب مستعمراتها .ومن ثم تم تشويه الحياة الاجتماعية بدء من الاقتصاد مرورا بالسياسة والحياة الثقافية وصولا إلى العلم بما فيه النظرية التي تحولت على أيدي مفكري السلطة إلى منظومة جامدة وتم إقامة دولة مفرطة بشموليتها . فبدلا من بناء مجتمع إنساني عصري يحافظ ويطور القيم الإنسانية التي اوجدتها الإنسانية عبر مسيرتها الطويلة كوارث شرعي لها انتج مجتمع مغاير يسير خلف المجتمعات الرأسمالية على أصعدة عديدة ، وإلا ما تفسير عودة الراسمالية ؟ إذا كان هناك بالفعل ثمة عودة ؟ في حين لم ينجح أقطاعيو أوروبا في إعادة الرأسمالية إلى عهد الإقطاع .
ولفهم ما جرى علينا العودة إلى لينين الذي تبين له الخطاء في هذا البرنامج فتدارك الامر عندما تراجع عن جوهره عام 1921 بطرحه سياسة النيب ( السياسة الاقتصادية الجديدة ) والتي تدل على محاولة لبناء الرأسمالية تحت راقبة الحزب والدولة لكن في ظل سلطة البلاشفة وحيث أن العسل لايصنعه إلا النحل ففشلت التجربة الأقرب لطرح المناشفة رغم انها كانت محاولة إيجابية من جانبه بغض النظر عما كان مقدر لها النجاح أم لا . لأن موته المبكر والتقاليد البلشفية والقصور في فهم ضرورات هذه السياسة وتكالب قادة الحزب على رأسهم ستالين في المؤتمر 13 للحزب على النهج الجديد ، اطاح بالمحاولة واستمر العمل بنفس البرنامج القديم تحت غطاء نظرية بناء الاشتراكية في بلد واحد مضافا اليه الكثير من شخصية القائد الملهم والمنسجمة مع واقع روسيا المتخلفة أو كما اسماها لينين في كتابه (الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ) المتوحشة ،وحاجتها لشخص مطلق السلطة للقيام بعملية الانتقال ، أي شخصية شخصية دكتاتورية بسمات روسية خالصة .
فالستالينية كظاهرة اجتماعية وفكرية-سياسية تكمن جذورها في المجتمع الروسي ، الذي شكلت فيه الأمية أكثر من 90% وفي عدم واقعية البرنامج الذي فرض ، أي في إضفاء صفة المطلق على العامل الذاتي في علاقته مع الموضوعي .على هذا الأساس تبلورت الستالينية كنهج مثالي ذاني إرادوي في الفلسفة واستبدادي بيروقراطي سائد في الدولة السوفياتية الفتية . وساد الجمود العقائدي وأصبح الفكر عبارة عن منظومة مغلقة من المفاهيم المتزمة للحزب والدولة يتمثل دوره في الدفاع عن القائد والبيروقراطية ومعبرا عن النزعات الامبراطورية للدولة الروسية وليمتد هذا النهج ليشمل معظم الاحزاب الشيوعية واليسارسة في العالم .
توطد هذا النهج في سياسة الدولة السوفياتية وفي البلدان التابعة له التي بنت "الاشتراكية " بعد الحرب العالمية الثانية . وحتى في البلدان التي حاولت أن تحافظ على استقلاليتها كيوغسلافيا ولاحقا رومانيا ، لذلك لم يكن غريبا أن يتم الانقضاض على خروتشوف بسهولة من قبل بيروقراطيي الحزب والدولة الذي اعتمد نفس النهج السابق أساسا لمحاولاته الاصلاحية ، وبدأت مظاهر الشيخوخة تستفحل في هذه البلدان وتحولت إلى أزمة عميقة فكرية واجتماعية-اقتصادية وسياسية وضعت النظام بمجمله على حافة الانهيار ، وهذا ما تنبه له كثير من المفكرين والمراقبين في حينه لا بل بدات الدول الرأسمالية تضع الخطط للقضاء عليه وتعد لمرحلة ما بعد الانهيار .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت أوحياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الأول ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني في فلسطين عا ...
- ثمة دواعي لاستقالة الحكومة الاردنية فهل تفعل؟ !


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم حجازين - موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الثانية