أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريد زهران - دعوة للحوار حول مبادرة تجديد المشروع الوطني - مصر















المزيد.....

دعوة للحوار حول مبادرة تجديد المشروع الوطني - مصر


فريد زهران

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



                                                  
بعد أن اطلع د. وحيد عبد المجيد على النداء الذى أطلقته مبادرة تجديد المشروع الوطنى والمركز المصرى الاجتماعى الديمقراطى تحاورنا كثيراً حول مضمون المبادرة ومغزاها وانتهى حوارنا إلى توقيع د. وحيد على النداء الذى حمل عنوان "من أجل مشروع وطنى جديد فى مواجهة الهجمة الاستعمارية الأمريكية" ، ولم تكن ملاحظات د. وحيد تتعلق بجوهر المبادرة ولم يكن من المفترض أصلاً أن يوافق على ما جاء بها كل من وقع عليها – أو حتى أطلقها – بنسبة 100% أو حتى 99% فالاتفاق بمثل هذه النسب حق محفوظ لنظم الاستبداد والقهر التى تعيش المنطقة العربية أسيرة لها منذ عشرات السنوات، وتوقيع د. وحيد إذاً لم يكن به شبهة مجاملة ولم يكن يعنى بالضرورة أنه مع كل كلمة وكل حرف، ولكن أغلب الظن أنه كان متحمس لهذا المشروع إلى حد نشر النداء وأسماء الموقعين – حتى تاريخ النشر – فى " البداية " (العدد 41 – 7/4/2003) وكان نبيل زكى قد نشر نفس النداء – بدون توقيعات – فى الأهالى بعد أن وقع هو الآخر على النداء، ومثلما حرصت " البداية " ود. وحيد على أن تكون المبادرة موضع حوار على صفحاتها فإن حزب التجمع من جانبه حرص على أن يبرز دعمه للمبادرة وكافة المبادرات المشابهة الرامية إلى الإصلاح بصفة عامة، وباستثناء البداية والأهالى فإن الصحف القومية وغيرها من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية قد أحكمت الحصار والتعتيم على المبادرة اتساقاً مع موقفها الرافض لكل محاولة ترمى إلى مواجهة التحديات المفروضة من خلال تغيير الأوضاع التى جعلتنا بهذا الضعف والهوان.
إن اهتمام الأهالى والبداية إنما يؤكد على صحة التوجه العام لمبادرة تجديد المشروع الوطنى، وكذا على صحة توجه المركز المصرى الاجتماعى الديمقراطى، ذلك أن المبادرة – مثل المركز – تعتمد على فرضية ترى أن هناك ائتلاف ما ممكن بين قوى يسارية – أو اجتماعية – وبين قوى ليبرالية لمواجهة ما يتعرض له الوطن من أخطار عبر تنفيذ ما يشبه برنامج إصلاح وطنى وديمقراطى واجتماعى وإنسانى من ناحية أخرى ، ولذلك لم يكن صدفة أن يهتم بهذه المبادرة منبر يسارى ، وهو الأهالى – التجمع ، معروف باحتضانه لتيارات ورموز يسارية متنوعة، وكذا منبر ليبرالى معروف هو الآخر باحتضانه لعناصر ليبرالية متنوعة، ومثلما أثلج صدورنا حجم التوقيعات التى شرف بها النداء وتنوعها فقد أثلج صدورنا أيضاً اهتمام الأهالى والبداية واعتبرنا ذلك مقدمة لتوسيع دائرة الحوار البناء حول مشروع وطنى جديد، وعندما طغت أخبار سقوط بغداد فريسة للاحتلال الأمريكى اعتبرنا ذلك إنما سيشكل دافعاً أكبر لاحتدام حوار حول هذا المشروع حتى لو تأجل الأمر – مثلما فعلت البداية – لبعض الوقت تحت وطأة المتابعة الإخبارية للأحداث المتلاحقة، ولكننى بعد أن طالعت ما وعدت به البداية من مداخلات – نشرت فى العدد الماضى – كاد ذلك يثنينى عن مداخلة كنت قد وعدت بها د. وحيد فى إطار حديثنا المبكر حول ضرورة توسيع دائرة الحوار. لماذا ؟ يرجع ذلك لعدة أسباب :
 الأول : هو لغة الحوار، وهو أمر ليس شكلى وآن لنا أن نتخذ منه موقف واضح وحازم حتى نتمكن من انتشال الحياة السياسة والثقافية فى بلادنا من المستوى غير اللائق الذى وصلت إليه وأنا أشعر بحزن بالغ وأسى عميق عندما أطالع أحياناً بعض الحوارات التى تستخدم لغة هى أقرب للسباب والشتائم ، والعديد من أطراف هذه الحوارات هم بعض رموز وأقطاب الحياة السياسية والثقافية وأغلبهم ذوى سجل مشرف – حتى وإن شابه بعض الأخطاء والهنات – والعديد منهم أصدقاء، فلماذا يصل الأمر إلى مستوى لا يليق بمكانتهم أو تاريخهم ؟ هل هو التعود ؟ هل اعتدنا أن نحتقر الآخرين ونسفه من آرائهم ونكيل لهم الاتهامات والسباب ؟ ماذا لو كان من يطلق السباب لديه مدافع أو قوات أمن يطلقها ؟ لماذا ننتقد الحكام لأنهم يسجنون معارضيهم ولا ننتقد من يسب الآخرين ويهينهم رغم أن هذا غاية ما يملكه عند الغضب وهو ليس غاية ما يملكه الحاكم إذا ما غضب ؟ انظروا إلى مداخلات البداية : أحمد الكيكى كتب تحت عنوان "انتهى الدرس يا ..!" وطبعاً لا يليق أن تصف معارضيك بالوصف المعلن هنا ضمناً حتى لو لم يكن المقصود مطلقى هذه المبادرة، وأحمد سميح كتب : "لماذا يصر هذا اليسار القديم على استهلاك طاقة التيارات الأخرى فى مشاريع وطنية سريعة التحضير والتجهيز لا يستغرق صياغتها من 5 إلى 10 دقائق فى مكتب أحدهم إن لم يكن على أحد مقاهى وسط البلد" .. "إن اليسار القديم سيظل قديماً وأنه رغم كل ما يحدث حوله فى الوطن العربى وفى العالم لا يتعلم شيئاً..." أما الثالث – وهو طالب بمعهد تكنولوجيا العاشر – فقد اختار لمداخلته - عن النداء الذى وقعه ما يزيد عن مائتي شخصية مصرية - عنوان : "من هؤلاء ؟!!" وأغلب الظن بالطبع أنه لا يجهل من هو محمد السيد سعيد، أو سعيد النجار، أو نبيل زكي، أو سلامة أحمد سلامة، أو صلاح عيسى، أو وحيد عبد المجيد، أو إسماعيل صبرى عبد الله أو ... أو ... الخ وإذا لم يكن يجهلهم فإنه – أغلب الظن – يراهم بلا وزن وبلا قيمة وتأكيداً لذلك فلقد اختتم عمر الشرقاوى – الطالب بمعهد تكنولوجيا العاشر – مداخلته بأنه لا يرى "جديداً يستحق الذكر لذا أرجو إعفائى من الرد عليه – يقصد المشروع الوطنى الجديد – حيث تنقصنى السعرات الحرارية الكافية لذلك".
السبب الثانى الذى كاد أن يثبط همتى فى التعامل مع اهتمام البداية يتعلق أيضاً بأسلوب الحوار الذى استندت عليه معظم المداخلات، وهو أمر غير منبت الصلة بلغة الحوار لكنه يتميز عنه بعض الشىء، ونعنى بذلك الاستناد إلى قاعدة "حوار الطرشان" التى تشرحها النكتة المصرية الشهيرة : - أنت رايح طنطا ؟
-       لا أنا رياح طنطا.
-       ياه .. كنت فاكر إنك رايح طنطا.
وبمثل هذه الطريقة فى الحوار يقول الطرف الأول أن 1 + 1 = 2 فإذا بالطرف الآخر يبذل قصارى جهده لإثبات خطأ ما قاله الطرف الأول وهو أن 1 + 1 = 3 !! وبمثل هذا الأسلوب الذى لا يهتم بالرد على ما يقال ويجتهد فى الرد على ما يفترض أنه قيل يكتب أحمد الكيكى : "وأنا أشاهد هذه الفرحة العارمة لهذا الشعب العراقى فى بغداد وهدمهم لكل ما يرمز لصدام ونظامه أنه لا معنى لنقده – يقصد النداء – بعدما أراه"... ويتساءل الكيكى " كيف ستحاولون تبرير دفاعكم عن هذا الطاغية ..." وطبعاً أعتقد أن الكيكى لا يجهل أن كل الشخصيات التى وقعت على النداء لها مواقف واضحة ومعلنة ضد نظام صدام حسين والنداء نفسه لم يتطرق بكلمة لتأييد نظام صدام حسين وأشار بوضوح إلى دعم حق الشعب العراقى فى التحرر من القهر والتمتع بالديمقراطية التى يراها النداء أحد أهم أدوات المشروع الوطنى فى مصر مثلما هى فى العراق. إذا كان الكيكى لا يعرف مواقف الموقعين على النداء فعلى الأقل كان من المفترض أن يرد على ما جاء فى النداء وهو لا يحتمل بحال من الأحوال أى شبهة تأييد لنظام صدام أو لغيره من نظم الاستبداد.
السبب الثالث الذى كاد أن يحرمنى متعة الحوار الذى نريده بناءً مع "البداية" – ومع غيرها – هو اعتماد معظم المداخلات على الكلام المرسل وأحياناً غير المفهوم – وخلوها من معانى يمكن الاشتباك معها، وعلى سبيل المثال إذا كان أحمد سميح واضحاً ومفهوماً فى اتهامه لـ "جمال عبد الجواد"، وسعيد النجار، ووحيد عبد المجيد، وسلامة أحمد سلامة، بالتوقيع على البيان مجاملة – وهو ما نراه إهانة لهم – فإنه لم يكن لا واضحاً ولا مفهوماً فيما ذكره عن محمد السيد سعيد، وبهى الدين حسن فهما " شخصيتان لا توقعان إلا على البيانات والمشروعات الوطنية التى تظهر فى اللحظات الوطنية" وهذه جملة لا أفهم منها ما إذا كان المقصود هو المدح أم الذم، والأهم أننى لم أفهم مغزى توقيعهم تحديداً إلا أن تكون بقية الجملة قادرة على شرح الأمر حيث تذهب إلى أن "كلاهما ينتمى لليسار عاطفياً وللعالم فكرياً" وفى حدود علمى ومعلوماتى هناك اتجاه – فى العالم كله - يسمى الاتجاه اليسارى ولكن لا بوجد اتجاه اسمه "العالم" يمكن أن ينتمى إليه أي شخص فكرياً. أما عمر الشرقاوى – الطالب بمعهد تكنولوجيا العاشر – فإنه يعلن أن "كل ما سبق يتبنى خطاباً حماسياً عاطفياً يلعب على مشاعر الجماهير ولا يخاطب عقولهم ولا يهمه إلا استقطاب كل من يستطيع استقطابه خدماً لوجهات نظرهم الخاصة.." وهكذا يصبح مسعى أى كاتب أو سياسي أو مفكر لاستقطاب الناس لوجهة نظره الخاصة : تهمة !! والأهم : ما هو تحديداً الموصوف بالحماسة والعاطفية فى البيان ومن قال أن مخاطبة المشاعر هى أمر مناقض لمخاطبة العقل .  الإنسان عقل ووجدان ولا يوجد خطاب إنسانى أو إلهى خلى من البعدين العقلى والوجدانى، وهناك فارق ضخم بين "الديماجوجية" أو التضليل التى يمكن أن تستند على العقل والوجدان معاً، وبين الخطاب العقلانى الذى يستند هو الآخر على العقل والوجدان معاً.
رغم ملاحظاتى الثلاث السابقة على مداخلات البداية التى كادت أن تضع للحوار نهاية قبل أن يبدأ، إلا اننى قررت أن أشتبك مع المداخلات لسببين، الأول أن حماس البداية لإثارة الحوار أصلاً هو أمر يذكر لها ولا ينبغى تجاهله أو عدم الالتفات إليه، بل ينبغى التفاعل معه من كافة جوانبه بما فيه لغة وأسلوب الحوار ذاته، والثانى أن معظم المداخلات جاءت من شباب وأنا قد انتهى بى الأمر إلى إقرار ضرورة الاهتمام بالشباب على عكس ما كنت أعتقد – بصراحة – من قبل، حيث كان موقفى أن تسكين البعض فى خانة الشباب هو أمر معناه الانتقاص من قدراتهم ومواهبهم وينطوى على نية للتعامل معهم كحالات خاصة وهو ما كنت أرفضه استناداً إلى أننى ابن جيل كان يعامل الشيوخ بندية كاملة وهو بعد لم يبلغ العشرين من عمره ولم يفسح له أحد مجالاً ولم يهتم أحد برعايته أو بإعطائه فرصة ومع ذلك كان يحتل موقع القيادة والصدارة على رأس حركات وتحركات سياسية وجماهيرية عنوة واقتداراً، ولكن يبدو أن جيلنا – بحكم ظروف موضوعية متنوعة – كان حالة خاصة وأن شباب هذه الأيام فى حاجة إلى ما يقدم له يد العون والرعاية والتوجيه لا فيما يتعلق بالرأى بالطبع  ولكن فيما يتعلق بكيفية الاشتراك – وربما إدارة وتفعيل – حوار ناجح وبناء ، وهو أمر إذا افتقده الشيوخ أو فقدوه فربما لا يمكن علاجه أما الشباب فإن فرصتهم فى تدارك الأمر تظل ممكنة ويلقى على عاتقهم تحديداً تجاوز انهيار الحوار فى مصر أو بالأحرى "انحطاطه" بكل أسف.
وبعيداً عن ما ذكرت من ملاحظات حول لغة الحوار فإن الأفكار نفسها التى وردت فى المداخلات قد لا يستغرق منى التفاعل معها الكثير لأن الكيكى مثلاً رد على مؤيدى الطاغية صدام ولأن مبادرة تجديد المشروع الوطنى لا علاقة لها بأنصار الطاغية فإننى لست معنيا بالرد على ذلك ، أما ما يلفت النظر فى مداخلته فهو تساؤله "ماذا سيفعل مرتادوا المنابر فى صلاة الجمعة ... هل سيستمرون فى الدعاء على أمريكا أم أنهم أخيراً سيحاولون أن يستخدموا النعمة التى أعطاها الله لهم وهى العقل ؟" فأنا عن نفسى سأستمر فى الدعاء على أمريكا وسأدعوا بلا توقف – يشاركنى فى ذلك مبادرة تجديد المشروع الوطنى – إلى مطالبة قوات الاحتلال الأمريكية بالجلاء عن العراق وأنا فى غاية السعادة من كل بشائر مقاومة الشعب العراقى للاحتلال الأمريكى وهو أمر لا علاقة له البتة بتأييد صدام حسين وإنما له علاقة وثيقة برفض الاستعمار والاحتلال وهى المعانى التى حاربت من أجلها الحركة الوطنية فى مصر بلا هوادة وقدمت فى سبيلها تضحيات هائلة وهذا ما يمليه علينا العقل الذى يطالب الكيكى باستخدامه أسوة بتراث الوطنية المصرية العريق الذى كان عموده الفقرى حزب الوفد فيما بين 1919 و 1952 وهو نفس الحزب الذى يشرف الكيكى بعضويته عام 2003. ترى هل تغير الوفد أم أن الكيكى لا يدرك بعمق توجهات الوفد المعادية للاستعمار أياً كانت الحجج أو المبررات التى يسوقها هذا الاستعمار ؟ ولعل نفس السؤال من المهم أن نوجهه للشرقاوى الذى اعتبر أن الربط بين القضيتين العراقية والفلسطينية هو أمر يضر بالاثنين معاً حيث لم يلتفت الشاب الوفدى إلى أن الشعب الفلسطينى والعراقى يرزحا الآن تحت الاحتلال وإنه إذا كانت الولايات المتحدة تحتل العراق بنفسها فإن الصهاينة من أمثال شارون ما كان لهم أن يواصلوا احتلال فلسطين بكل هذه الوحشية بدون دعم أمريكى غير محدود، أما أحمد سميح فإننى لم أفهم تحديداً ما الذى يعنيه عندما استعرض بعض ما جاء فى البيان – فى إطار استهجانى – مشيراً إلى أنه – أى البيان – يطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق والمنطقة كلها بينما النظم فى المنطقة كلها تريد بقاء القوات الأمريكية. أنا أعرف أن هناك نظم تريد بقاء القوات الأمريكية ولكن ماذا عن موقف الشعوب ؟ والأهم ماذا عن موقفك أنت من هذا الوجود ؟ الموقعون على البيان أعلنوا بوضوح أنهم ضد هذا الوجود الاستعمارى العسكرى فى المنطقة ودعوا الشعوب إلى مقاومة هذا الوجود فهل لديك اقتراحات أخرى ؟ هل من المطلوب أن ندعو الناس إلى التمسك بوجود الاحتلال فى البلدان المحتلة ( وبالمناسبة فإن هذه البلدان - بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجى التى توجد بها قوات عسكرية أجنبية بموافقة حكامها - : لبنان (مزارع شبعا) وسوريا (الجولان) وفلسطين والعراق !! ) وإذا كانت الإجابة بنعم هل من المفيد أن نضغط على حكومتنا مثلاً لكى تسارع بمنح قواعد عسكرية لقوات أجنبية ؟ أم أنه من الأفضل أن نطالب باحتلال أمريكى كامل عسى الله أن يرزقنا بحاكم عسكرى آخر لا يقل صداقة لـ "شارون" عن جارنر ولا يقل عنه صهيونية، وعسى الله أن تكون نفس الإدارة الأمريكية الأصولية اليمينية المتطرفة موجودة ؟ وتقودنا هذه الأسئلة إلى سؤال الكيكى الساخر " ماذا سيفعل دعاة ما يسمى بالحرب على الإسلام والداعين إلى الجهاد ؟" حيث أسأله أنا بدورى : ألا تعلم أن الدعوة إلى صراع الحضارات والأديان قد بدأت من الدوائر الغربية اليمينية ؟ ألا تعلم أن ما نعانيه من أصولية وإرهاب هنا هو رد فعل خائب وعنصرى ومشوه – ومرفوض طبعاً من جانبنا – لهذه الهجمة اليمينية الأصولية المتطرفة التى يمارسها بوش ورامسفيلد وتشينى وجارنر وشارون ؟ ألا تعلم أن فريد زكريا رئيس تحرير الطبعة الدولية من النيوزويك – وهو أمريكى يتفق مع كل التوجهات الرئيسية للإدارة الأمريكية – قد أعلن يوماً وقد ضاق ذرعاً بأدائها أن "وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية اسمه شارون"؟
أخيراً أرى من واجبى أن أقدم تحية خاصة لمداخلة معتز الفنجرى – باحث فى العلوم السياسية – فقد ترفعت عن أى أسباب وسعت إلى مناقشة الأفكار المطروحة فى البيان وعلى الساحة ولكننى أود أن ألفت نظر الباحث إلى أن المبادرة تتضمن إلى جوار التشديد على الإصلاح الدستورى والسياسى ضرورة الإصلاح الاجتماعى أيضاً بعد أن رأينا أن إذلال الشعب العراقى لم يكن بالقهر فقط لكنه كان بالتجويع أيضاً، وفى مصر تصل أحوال الفقراء والشباب العاطل إلى أوضاع مروعة قد تنذر بوقوع انفجارات عنف غير مسبوقة ما لم يتم تدارك الأمر، والملاحظة الأخرى الخاصة بمداخلة الفنجرى أنه رفض ما اعتبره أسباب تآمرية للهجمة الاستعمارية الأمريكية ومن بينها سرقة مقدرات العالم العربى وثرواته وإذلاله ولكنه لم يشرح لنا تحديداً أسباب ما وصفه بـ "الحرب الأمريكية على النظام العراقى" وجوهر الموضوع أننى – وكل من وقع على البيان – نرى أن العدوان الأمريكى على العراق جزء من هجمة استعمارية على المنطقة وقد تتفاوت التقديرات حول وزن الأسباب المختلفة – مثل النفط أو فرض الهيمنة أو غيرها – لهذه الهجمة، لكننا نتفق جميعاً – فى المركز وفى المبادرة – على انها  عدوان له أهداف استعمارية وهو أمر يتفق معه عشرات الملايين في الولايات المتحدة وأوروبا لا حباً فى صدام – مثلما يعتقد الكيكى وأنصار ثنائية : إما أن تكون مع أمريكا أو صدام ! – وإنما كرها للعدوان والاستعمار.
أخيراً أعتقد أن الأفكار الرئيسية الواردة فى مبادرة تجديد المشروع الوطنى لم تناقش بعد ويأتى على رأس هذه الأفكار أن المشروع الوطنى التقليدى والقديم كان يعطى للعداء للاستعمار أولوية مطلقة ويعتبر أن ما عدا ذلك أمور ثانوية، ومن ثم فقد سارع بعض أنصار هذا التصور إلى "التحالف الوطنى" فى "الاستاد" معلنين الشعار سيئ الذكر "لا صوت يعلو على صوت المعركة" أما نحن – فى المركز وفى المبادرة – فإننا أعلنا بوضوح أننا لا يمكن – طلائع وشعوب – أن نواجه الاستعمار ونحن مقهورون ومذلون ومهانون وجوعى وأن مواجهة الاستعمار لن تنجح ولن تتم إلا بإصلاح ديموقراطى واجتماعى وفقاً لنزعة إنسانية واضحة، وأن العداء للاستعمار وفقاً لأسس مغايرة لن يجر علينا إلا الهزائم فضلاً عن ما يشوبه من شبهات عنصرية بغيضة.
هذا هو جوهر المشروع الوطنى الجديد. فهل ناقشنا ذلك ؟

********* 
البداية


 



#فريد_زهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للحرب . والاستبداد . والهيمنة . نعم للسلم . والديموقراطية ...
- مسيحى ما علاقتك بالانتفاضة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريد زهران - دعوة للحوار حول مبادرة تجديد المشروع الوطني - مصر