أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كرم يوسف - كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السورية عنهم..!














المزيد.....

كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السورية عنهم..!


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد عدّة أيام، ستضاف سنة جديدة على الأربعة والأربعين عاماً على معاناة الكرد السوريين الذين جُردوا من جنسيتهم السورية ، زوراً وجوراً ، بموجب الإحصاء الاستثنائي في 5-10-1962 ،ليضاف إلى هذه المعاناة رقم آخر جديد ،كي يحدثنا شفان آدم ، بهذا الصدد : منذ خمس وأربعين عاماً جُردت عن أسرتي الجنسية السوريّة ، ومضت عدة أجيال ونحن ننتظر غودوت الجنسية ، دون جدوى ، وليقول إبراهيم زيدو في هذا الصدد : لو أن جنسية أسرتي لم تنسلخ عنها، لكُنت الآن "طبيباً" وصاحب عيادة جميلة!!،وليواصل شجى الحديث في هذا المجال كرد آخرون كثيرون ، وكثيرو ن، هم من أقارب وذوي وأبناء جلدة شفان وإبراهيم ، وإن كان لكل منهم معاناته ذات الجذر الحرمانيّ الواحد، ربما وهماً منهم بأنهم لو كانوا من حملة" الهويّات" السورية في "محافظ جيوبهم" لكان ت همومهم أنقص.......وأقلّ......!
وإنّه لكم من الطلبة الكرد السوريين ، تغيّرَ منحى حياتهم- كلياً- بسبب عدم السّماح لهم بمتابعة الدراسة الجامعية ، و إن الكثير من آباء هؤلاء بات يفهم المعادلة ، ويحلّلها مسوغاًً منع أولاده من الذهاب إلى المدارس ، وهم في سنّ التعليم الإلزامي بالقول: في الحالتين لن يتمكنوا من متابعة دراستهم، سواء أحصلوا على الشهادتين الإعدادية، أو الثانوية، أم لم يحصلوا عليهما، الأفضل أن لا يدرسوا مادام أنّهم سوف يواجهون المصير المحزن نفسه، إن درسوا أو لم يدرسوا، هذه الفكرة، تماماً ، كانت وراء منع آباء كثيرين لأولادهم من متابعة الدّراسة، ليكون هذا الجيل الكرديّ ا"لأجنبي" أو" مكتوم القيد" رغم أنفه ، هو أيضاً ، من عداد ضحايا ذنب ، لم يقترفوه، لاهم ، ولا آباؤهم ،ليجرّدوا من الجنسية..!
الهمّ الكردي لا بدَّ أن يكون استثنائياً، فعلاً هو هم استثنائي، حتّى مع السوريين أنفسهم ، السوريون الذين لا يملكون -حتّى الآن - أية معرفة حول دواعي معاناة وآلام أخوتهم الكرد السوريين المجرّدين من الجنسية ،ممن يقطنون في أقصى نقاط المعاناة الشمالية الشرقية من خارطة الوطن، حيث كثيرةٌ هي المواقف التي مرّت علي أنا شخصياً، وأنا أتحدث لبعض الزملاءوالأصدقاء عن "كرد أجانب" أو" مكتومين" ، فما بالك بغير السوريّ ، حيث يتعذّر على أيّ شخص ،حتّى ولو كان كرديّاً معرفة" ماذا تعني كلمة "كردي مكتوم" أو" أجنبي" مالم يعد إلى مناخات العام 1962 المؤلم كردياً ، أو أن يجمعه القدر مع كردي مكتوم أو أجنبي في باص للركاب أو مجلس ما، هذه المناخات التي لمّا تزل أجواؤها مهيمنة بهذا الصدد.....!
أنا شخصياً، واحد من الكرد السوريين الذين استعصت عليهم معرفة مسألة الكردي "مكتوم القيد" أو" الأجنبي "- حدث ذلك حين طلب أمين سرّ المدرسة،عندما كنا في تلاميذ صغاراًفي المرحلة الابتدائية في مدرسة "حاتم الطائي" في قامشلي ، من الطلاب الأجانب و"مكتومي القيد" من طلاب الصف الوقوف لتدوين أسمائهم، حينها قلت ببراءة لصديقي الكرديّ الأجنبيّ مصادفة أو قصداً - وهو- أنس عبدو أن يوضّح لي الأمر المستغلق عليّ بعد إن قلت له : إنك أجنبيّ ، أو يعني أنّك تجيد لغة ثالثة؟ ،فمن أيّ أصلٍ أنت..؟!
تستحضرني الآن أسماء كثيرة لشبّان وشابات كرد سوريين ، ممّن جرّدوا من الجنسية ، فاضطرّوا أن يكونوا أسرى انتظار غير المعلوم، للحصول على مقعد دراسي مع أخيهم وأختهم السوريين الصّرفين....!
مؤخّراً ،يتمّ – للأسف - طرد التلاميذ والطلاب "مكتومي القيد" من المدرسة ، وحتّى منعهم من متابعة التعليم الإلزامي ولا يعودون إلا بعد استثناءالأ لف توقيع والألف طابع،والألف وساطة ، ناهيك عن عدم منح وثائق النجاح في الشهادة الثانوية لمتابعة الدراسة الجامعية، لأصحابها..... ..؟.

الطّفلة "نارين" ذات ثمانية الشتاءات واحدة من ضحايا حملة" الكتم والأجنبة"* طُردت من المدرسة لأنها شريكة(ضحية) في هذه الحملة المؤلمة، لتعود إلى البيت وتقول لوالدها: بابا أنا كتبت كلّ وظائفي وحفظت عن ظهر قلب نشيد "حماة الديار" وأجبت عن أسئلة" فلسطين داري" طردني المدير لأنّي" مكتومة القيد" ، تعال معي غداً إلى المدير وأخبره أنا لست بأجنبية، أليس منزلنا بجوار المدرسة..؟
ملف الكرد السوريين" مكتومي القيد" و"الأجانب" يظل ملفاً محكوماً ب"خلل فني أو تقني ّ "، على رغم من أن التأجيل فيه ليوم وليلة أمرٌ كارثيّ وهو موضوع ماعاد يحتمل التأخير أكثر ، فكلّ يوم يمرّ على هذا الملفّ، بالتأكيد سيكون الضحية أكثر من شخص أو عائلة ، لا سيّما وأن كلَّ" مكتّم ومؤجنب " يعتزّ بانتمائه لهذا الوطن ، وبأنّه كان- دوماً- من أول الذين استبسلوا في الدفاع عن حرية هذا الوطن....!
إنَّ نارين مصطفى ، وشفان آدم , و إبراهيم زيدو ليسوا إلا أرقاماً ثلاث في معاناة أكثر من ربع مليون كردي سوري مُجرد من الجنسية، ربع مليون كرديّ، يودون أن يتدفأوا هم أيضاً بحماة الديار، ويرسموا أحلامهم ضمن الخارطة السورية ..
ما أودّ قوله في نهاية " كرد سوريون "ضاع " مستقبلهم الدراسي بسبب الحرمان من الجنسية
" أن أحد الأصدقاء- قبل عدة سنوات- أقسم أنه لن يحلق شعره ،حتّى تمنحه مديرية التربية في الحسكة شهادة نجاحه في الثانوية ....منذ مدة طويلة لم أرَ هذا الصديق ، وما عدت أدري هل وفى بشعره أم بوعده..!

* هل لي أن أنسب هذين المصطلحين إلى ذاتي؟



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كرم يوسف - كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السورية عنهم..!