أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الظواهري رمز للمسلم الجاهل المتخلف المتعصب















المزيد.....

الظواهري رمز للمسلم الجاهل المتخلف المتعصب


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرون الذين يمكن ان ينطبق عليهم صفة الجاهل، مثل الجاهل في معرفة استخدام الكمبيوتر وافاقه ، وكذلك الجاهل في التعامل مع الناس ، والجاهل في التاريخ ، والجاهل في الرياضيات ، والجاهل في ادارة الاعمال، والجاهل في قيادة الطائرة او السيارة ، او المرأة الجاهلة في تربية الاطفال ، او طريقة لبسها ، او طبخها، او ترتيب بيتها،، كل هؤلاء جهلة، لكن لا يمكن ان نصف أي من هؤلاء بالتخلف الا اذااصر أي من هؤلاء بان جهلهم ليس جهلا ، وبان الاخرين هم الجهلاء.
كما لا يمكن ان نصف أي من هؤلاء بالتعصب الا اذا قام أي منهم بالدفاع عن تخلفه بطرق تصل الى حد العنف بطرقه المختلفة سواء العنف اللفظي او اتهام الاخرين اتهامات خرقاء او بالتطاول بالايدي على الاخرين او باشكال عنفية اخرى.
واذا ما حرفوا الحقائق وقلبوا المنطق ، وعارضوا الدلائل والاثباتات التي تكشف ضعفهم وجهلهم وتخلفهم وتلصق كل هذه التهم بالاخرين.
فانا مثلا سوف يصفني الظواهري بانني جاهل ومتخلف ومتعصب ضد الاسلام والمسلمين ، ومن غير المستبعد ان يلقي علي بالتهم مثل العمالة "للصليبيين" والعداء للمسلمين، والخروج على الدين والزندقة وموالاة اعداء المسلمين ، وقد يذهب الى حد تكفيري والصاق تهم نكران الله والرسول بي، وبالتالي لو كنت في منطقة خاضعة لسيطرة جماعته فقد يقيم علي الحد ويقطع رقبتي بحد السيف.
والظواهري يمثل رمزا فاقعا للمسلم الجاهل ، وقد يتساءل البعض وهذا مؤكد كيف اجروء على الصاق هذه الصفة برجل دين يعتبره انصاره نموذجا للمسلم التقي الصالح المؤمن الذي يجاهد في سبيل الله ورسوله لاعلاء كلمة الله في الارض.
وعلى هذا البعض أرد بالقول: ان الظواهري جاهل لانه يبدو انه لم يقرأ التاريخ ، ولم يطلع على تجارب الامم والشعوب، ولم يقرأ القرآن جيدا ، ولا الاحاديث النبوية الشريفة فهم معانيها ومراميها والظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي قيلت فيها.
فلو قرأ القرآن لوجد انه اكد في غير موقع انه جاء للعالمين لينشر الخير والسلام والحياة الافضل، وليس الحروب ولا القتال ، ولا التدمير، ولو قرأ الظواهري الاحاديث النبوية الشريفة لعرف انها قيلت بمناسبات وظروف منسجمة مع مرحلة تاريخية محددة، فتصوروا معي لو ان الرسول الكريم نزل في هذا العصر الم يكن ليحض على الاهتمام بالكمبيوتر وبالطائرة وبعلوم الفضاء وبعلوم الكيمياء والاحياء ، ولما اشا رالى الموبايل في بعض احاديثه، وهل كان الرسول سيتحدث عن فوائد المسواك مثلا ، او عدم ضرورة تربية اللحى، او ان التفاح مثلا فيه فائدة اكثر من التمر الى اخره.
ولو قرأ الظواهري التاريخ واطلع على تجارب الامم لادرك (وعدم الادراك هو الجهل) ان التاريخ يسير الى الامام ولا يرجع للخلف ابدا ، وهذه سنة الله وسنة رسوله وسنة الطبيعة ايضا، ولو كانت الامور غير ذلك، فلماذا غير الرسول الكريم الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في الجاهلية، لو كان الماضي افضل من اللحظة الراهنة لما قامت سنن الله عز وجل كلها على التطور والنمو والنماء، وفي ذلك الكثير من الايات القرانية التي تحض البشر على تطوير عالمهم وتحسين احوالهم على كل الاصعدة.
ولو قرأ الظواهري ومن هم امثاله من مؤيديه ومناصريه وتابعيه ، ومن لا يجدون تعارضا في الخطوط العامة بينهم وبينه ، لوجدوا ان الامم الاكثر حيوية ونشاطا واكثر قوة ، واكثر ثراء واكثر علما ، واكثر التزاما بالاخلاق العامة ، والاكثر تطورا في السلوك العام ، هي التي تكون لها الغلبة على الامم الاخرى ، وهي التي يكون نفوذها ومصالحها ينتظم على هديها شؤون العالم من حولها.
فلو ادرك الظواهري هذه الحقائق وهي تكاد تكون معلومات عامة لمن يقرأ تاريخ وتجارب الامم والشعوب ، لو ادرك الظواهري ذلك لعرف تماما بان الولايات المتحدة بكل ما تملكه من جبروت اقتصادي صناعي وزراعي وتقني، وفي مجال الصناعات العسكرية وفي المجالات العلمية المختلفة، وفي مجال الانتاج والابداع الفكري والفني، وانتاج الخيرات من كل نوع ، لو ادرك الظواهري كل ذلك لعرف ان امة كالامة الامريكية لا تختار رئيسا كذابا او فاشلا، بل لعرف ان حيوية الامة الامريكية لا يقودها فرد مهما علا شأنه حتى لو كان رئيس البلاد، بل ان البلاد تديرها مؤسسة ضخمة معقدة، تستند على قواعد حديثة سواء في الادراة التنفيذية او القضائية او البرلمانية.
لكن من يعتقد مثل الظواهري بان الامة كلها مهما عظم شأنها وكثر عددها واتسعت مساحة البلاد التي تسكن فيها يمكن ان يقودها رجل واحد ، مرة يسمونه الخليفة، ومرة الامير، ومرة الامام، لانهم يعتقدوا ان الحكمة كلها لاينقص منها مثقال ذرة يمكن ان يمتلكها رجل واحد، كل صفاته انه يؤدي الصلوات الخمس في مواعيدها امام الناس في المسجد، وقد يذهب الى الحج لبيت الله الحرام، ، وان يكون مستعدا بالطبع لاطلاق لحيته وتقصير دشداشته، وسيكون من المستحسن لو لف على رأسه ثوبا من القماش مثل الثوب الذي يضعه الظواهري على رأسه. لكن الفروض الاخرى لا يعلم بها الا الله كالصوم والزكاة.
رجل واحد يحكم الامة وهو الذي يتحكم بمقاديرها وحياتها ومستقبلها وخيراتها وكل شيء فيها.
ولأن مفهوم الظواهري عن الحاكم هي كما اسلفنا فانه من السهولة لديه ان يصف رئيس الولايات المتحدة بالكذاب والفاشل.
اليس اذن من يفكر بهذه الطريقة يعتبر جاهلا؟؟؟

اما السؤال الثاني الذي قد يوجهه انصار الظواهري والناس البسطاء الذين لا يرون في الظواهري سوى رجل دين يقاوم الاعداء ، هو لماذا الظواهري متخلف؟؟؟؟

ان التخلف بالمفهوم العام يعني عدم مجاراة حقائق العصر في جميع المجالات ، فاننا نصف بلادنا العربية بالمتخلفة لانها ضعيفة في انتاج الخيرات، وضعيفة في الانتاج الفكري، وضعيفة في العمران، وضعيفة في المساهمة بما تنتجه البشريه من علوم وصناعة وتجارة وفنون.

وهذا الضعف يؤدي الى تخلف في سلوك المواطن العادي، حيث ينتشر الكذب والفساد والمفسدين والرياء والنفاق والسرقة باشكالها المتعددة والاحتيال باساليبه الماكرة والخبيثة والمباشرة.

والامم المتخلفة يكون خيالها سطحيا وتؤمن بالخرافات وتقبل بتحكم الافراد بشؤونها تحت مسميات عديدة، وترضى بالذل والهوان، لانها لا تقوى على منافسة الامم الاخرى فتخضع لها.

والتخلف عند الفرد هو عدم ادراك كل هذه الحقائق وتراه يصر على مواجهتها محاولا تحطيمها وارجاع الزمن القهقرى لان كل مظاهر الواقع تقهره وتراه بدلا من الاستفادة من تجارب الامم القوية، وان يرى بتلك القوة التي تتمتع بها حافزا له على تغيير واقعه الضعيف باستخدام القدرات العقلية التي منحها الله للبشر، وبالارتقاء بالعلوم والفنون والافكار والصناعة والتجارة وكل ميادين الحياة الاخرى ، نراه يحاول تحطيم تلك القوة والغاء ما فكرت به البشرية واخترعته، ويلقي عليها بابشع التهم والصفات، مستعينا بما كان ملائما لحياة امة قبل 14 قرنا، من شكل الملبس والماكل وطريقة التفكير، ونظرته للاخرين، وتقييمه لمن يخالفونه الرأي، ومعتقدا ان الله العلي القدير هو له وحده وليس لكل الناس، ظانا انه يستطيع تغيير ديانات البشر، مبشرا بان مجموعة من الشجعان الموعودين بجنة عرضها السماوات والارض، وبحوريات العين والجواري والغلمان يمكنهم ان يغيروا مجرى التالريخ.

ان من يفكر بهذه الطريقة اظن انه لا يمكن ان يكون الا متخلفا ، ولا اظن ان الظواهري وامثاله غير ذلك.

اما صفة التعصب التي يتصف بها الظواهري وامثاله ، فهي تقوم على اتهامه لكل من خالفه بشتى التهم اقلها الكفر بالله عز وجل ، وابسطها انهم اعداء الله ورسوله، والدراج منها انهم اعداء الاسلام وانهم يريدون تحطيم الاسلام والمسلمين، وبالتالي ينظرون بعين الشك الى كل من لا يلبس مثلهم ، ولا يأكل مثلهم ، ولا يصلي مثلهم ، ولا يصوم مثلهم ، ولا يجلس القرفصاء على الارض مثلهم، ولا يفترشون الحصير مثلهم، وكل من لا يحب التمر ممكن ان يتهم بالكفر، ومن لا يشرب اللبن فهذا منافق يجب الحذر منه، ومن لا يؤمن بالخرافات فهذا مشكوك بامره، ومن يعمل موظفا بالحكومة فهذا كافر ، ورؤساء وامراء وشيوخ وملوك دول المسلمين كفارا يجب قتالهم، والجندي بالجيش العربي يصفونه بحامي الكفار ، ومن يعمل في بنك فهذا يساعد على التعامل بالربا، ومن يدرس التلاميذ ..هذا اسلامه ناقص لانه يعلم اطفا لالمسلمين بغير ما جاء به الدين الحنيف، اما الاتهامات الموجهة للنساء فلا تعد ولا تحصى فمن تسلم على رجل هذه عاصية وتلك عاهرة والثالثة داعرة والرابعة خارجة على الدين والخامسة متبرجة الى اخر القاموس الذي لا ينتهي من الصفات والالفاظ والالقاب.
فماذا نقول عن هؤلاء غير انهم متعصبون ، وهل الظواهري غير واحد من هؤلاء.

لكن الاهم من كل ذلك هو كم عدد "الظواهريين" في بلاد المسلمين والى اين يقودنا هؤلاء؟ وما هو المستقبل الذي ينتظرنا بوجود هؤلاء وبتسلطهم على مقادير بعض شباب هذه الامة ، وقيادتهم الى التهلكة؟
والسؤال الذي يرد هنا هو لماذا تفرد بعض وسائل الاعلام مساحات واسعة لمثل هؤلاء ليبثوا افكارهم السوداء.
السنا نحتاج الى الاعتدال في ديننا وفي سلوكنا وفي اقوالنا وفي افعالنا، السنا بحاجة الى ان نكون امة تحترم العقل والعلم ، السنا بحاجة الى دعاة لتعظيم قيمة العمل وتعظيم قيمة العلم والفكر وتعظيم السلوك السوي، وتعظيم احترام الاخرين.

حتى نحقق بعض ذلك يجب على كل من يعتقد اننا ننتمي الى امة تستحق الحياة ان يفضح الظواهري وامثاله ويعمل بكل جهده لاشاعة مناخ من التسامح والحب والتقدير والاحترام لكل الناس بغض النظر عن دينهم او لونهم او جنسهم.
وليكن ميدان المنافسة مع الاخرين هو ميدان انتاج الخيرات لتنعم بها الشعوب كافة.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الشيخ القرضاوي ل - يوم الغضب- فشلت.. فشكرا لجماهير المس ...
- اسرائيل تطور قدرتها العسكرية يقابلها أمة تتصارع على السلطة
- لانه لا يوجد للمسلمين علماء حقيقيين فالتهجم على الاسلام سيست ...
- بغداد تتحول الى بيروت والعراق الى ساحة للمواجهات الاقليمة
- من هم أولاد الحلال ... وبنات الحلال ؟؟؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الظواهري رمز للمسلم الجاهل المتخلف المتعصب