أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الديمقراطية المنقوصة---والمطلوبة















المزيد.....

الديمقراطية المنقوصة---والمطلوبة


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يُطالب رئيس دولة ببقاء القوات الأجنبية في بلاده، مع ضرورة تثبيت قاعدتين جويتين إلى الأبد، يكون هناك حتما انتقاصا في الديمقراطية. ونحصل على ديمقراطية منقوصة!!!.

عندما تصل السفن والدبابات والجنود الألمان والإيطاليين والفرنسيين و--- إلى بلد، وبرضى وفرح وبهجة وترحاب من أهله، يكون هناك انتقاصا للديمقراطية ونحصل أيضا على ديمقراطية منقوصة-!!!!---

وعندما تتم انتخابات في بلد يحكمه رئيس شبه أكاديمي (واللبيب من الإشارة يفهم)، على صورة المرشحين، لأن ذلك الرئيس لم يستطع، وخلال حكمه الرشيد والمديد والعديد (ثلاثون عاما فقط لا غير).لم يستطع تعليمهم القراءة والكتابة، وكان كل ما علمهم إياه خلال تلك السنين الطوال، مضغ القات والتحديق بطلعته وصورته الكريمة، حتى لا ينسوها يوم الانتخاب. هُنا أيضا يكون لدينا ديمقراطية منقوصة.

وعندما تقوم العشائرية والأصولية، وبسبب فساد ما سبق، بانتخاب ما لحق، أي الإرهاب بديلا للفساد، نكون في صدد الحصول على ديمقراطية منقوصة.

الديمقراطية المنقوصة :

عندما يفقد المواطن أهميته وشخصيته، وكرامته. من خلال فقدانه حقه في الانتخاب الحر والتعبير عن رأيه وأفكاره، وممارسة حقوقه الإنسانية والتي يجري قمعها والتنكيل بها من قبل السلطة الحاكمة. لأن علاقة الحاكم بالمواطن يجب أن تتحول إلى علاقة الشريك في الوطن من خلال تعميق الإحساس بالمواطنة الحقة وبلورة شكلا جديد للمشاركة السياسية بين الحاكم القامع والمقموع المواطن.

عبثا نبحث عن الديمقراطية، بوجود قانون الطوارئ، والأحكام العرفية، والخط الهمايوني، نجدها منقوصة في وجود هذه القوانين القمعية وغير حقيقية. إضافة إلى بعض الدساتير والتي تُعطي الامتياز لحزب ما وكوادره وعناصره وحراسه وأذانه ليتحكموا ويُسيطروا ويستفيدوا وحدهم من خيرات وثروات الوطن.

عبثا نبحث عن الديمقراطية في بلد لديه ثلاث صحف سياسية فقط، تتبع للحزب الحاكم فقط، تكتب نفس المقالات منذ أربعين عام، ويقرأها نفس الأشخاص فقط.

عبثا نبحث عن الديمقراطية في كل الدول العربية، الجاهلة، المتخلفة، في غياب ثقافة ديمقراطية حقيقية، ومؤسسات ديمقراطية حقيقية، وأحزاب حرة غير مرتهنة للسلطة، تعمل على تمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا، تنقل هموم ومشاكل وطموحات المواطنين وتعمل على تبنيها والمطالبة بحلها.

عبثا نبحث عن الديمقراطية الحقيقية في وسط فاسد، الرشوة تنخر فيه، من قضاته إلى أساتذة جامعاته، مرورا بأمنه وجيشه ووزراءه وحتى بعض رؤساء وزراءه، ونواب رئيسه أيضا.

عبثا نبحث عن الديمقراطية، في بلاد يتدخل فيها الأمن والجيش بكل شاردة وواردة، فلا تعيين بلا دراسة أمنية، ولا استمرارية في أي منصب دون دراسة أمنية.

عبثا الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية، عن طريق تحويل القضية الفلسطينية إلى سبب دائم وأبدي لسرقة مال الشعوب وقمعها.وعائق أمام أي تقدم وتطوير.

عبثا تحقيق ديمقراطية في بلد تفتقد إلى طبقة وسطى، فطبقة التجار هي في تحالف قوي مع السلطة، هذه تُغذيها وتلك تحميها، والطبقة الفقيرة، يُنهكها السعي والكد والعمل ليلا نهارا من أجل ستر عورتها.

عبثا الوصول إلى ديمقراطية حقيقية دون إصلاح اقتصادي، يُحسن معيشة المواطن، ويضخ طبقة وسطى كبيرة الحجم لتقود مسيرة التحول الديمقراطي الحقيقي في البلاد، اذ أن ضمور هذه الطبقة، لا بل تلاشيها الشبه نهائي، يُبشر دائما بديمقراطية منقوصة.

عبثا الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية دون ثمن باهظ: صور الشاعر ايليوت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ما يُعرف بالولادة ب(الطلق) أو ما يسبُق الولادة: انهيار العائلات الفقيرة، بيع الممتلكات البائسة---رب العائلة الذي يحيا في العذاب، والأم التي ترزح تحت حالة عقلية مضطربة، تقتل طفلها الجائع. والابنة (بسبب الفقر) تمتهن الدعارة. وتنتهي هذه الصورة بلعنة الأغنياء: يا الهي لماذا يكون الخبز غاليا هكذا ؟وكم هو رخيص الجسد والدم؟

من من الشعراء العرب سوف يبدأ؟

2

يبدأ التحضير الحقيقي والتعليم من الآباء الذين لا يمكنهم، كما يبدو، أن يُعلموا أنفسهم ما هم بحاجة إليه أو يعلمونه لغيرهم، فالوالد الجائع المقهور المقموع لن يورث ذريته سوى قلقه الخاص، وخوفه الدائم، ورُعبه المُزمن. وبذلك يخلق حلقة مفرغة يصعب كسرها، بعد أن يكون ذلك الميراث قد انتقل إلى الذرية جيلا بعد جيل وكثيرا ما يتحول الآباء إلى أباء سيئين.ليس لأنهم لا يحبون أطفالهم، ولكن لأنهم لا يعرفون الطريقة المناسبة لتعليمهم فهم يميلون عادة إما إلى أن يكونوا تسلطيين قمعيين تماما أو متساهلين متخاذلين تماما. ويشعرون في أغلب الأحيان، بأن أطفالهم يُطيعونهم ومن المعروف أن البيت والأسرة هما النموذج الذي يُكونه الطفل للوطن.

ومن المنزل يخرج الطالب إلى المدرسة، ليواجه مدارس دينية متزمتة، ومعلمين أصوليين، يرفضون الآخر ويعملون على تكفيره صبح مساء، عبر نصوص أبدية أزلية، تصلح لتكفير الجميع في كل وقت وزمان.

ومن المدرسة إلى الجيش، وهناك ( يكون القمع وصرير الأسنان) تتم المرحلة الأخيرة في تحطيم الكرامة الإنسانية، فالذي لم يُحالفه الحظ، وطالته يد المدرب الفظ، والذي يُريد أن ينفث كل قمعه واستبداده وما تعرض له على يد سابقيه، يُريد أن ينقله إلى المجند، والذي أصبح يلعن تلك الساعة، وذلك الوطن، الذي يقهر مواطنيه.

ومن حالفه الحظ، ولم تطاله يد المدرب. طالته يد الظابط، وأصبح أيضا يلعن تلك الساعة، والتي ظن فيها أن خدمة الوطن، هي كرامة وعز وفخر، وإذا بها تتحول، إلى جلي وطبخ وجمع صحون ورمي فضلات.



الديمقراطية الليبرالية اليوم، هي الحل الوحيد لقيام ديمقراطية حقيقية، حتى أن ألد أعداءها، ليس لهم عليها إلا المطالبة بتطويرها، حيث تنتفي إمكانية وجود بديل حقيقي لها.وهذه المؤسسات المرتكزة أولا على الليبرالية، تعني وجود سلطة لا قمعية، محدودة الصلاحيات. فيها يقوم المواطن بممارسة حريته الشخصية بشكل كامل، والتعبير بشكل حر عن كل ما يجول في فكره. وثانيا تعني أن الخيار المطلوب لهذه الحكومة لكي تمارس عملها، هو خيار الديمقراطية.

يمكن التغلب على جميع المصادر الكبرى للعذاب الإنساني --إلى درجة كبيرة---أو التغلب تماما على الكثير منها ---بالجهد البشري والرعاية الإنسانية ---وكل ما نحتاجه الإرادة والمعرفة---
((• إذا كانت جميع التجارب البشرية لتحقيق الرخاء والوفرة قد فشلت وسقطت، لتبقى الليبرالية وحدها هي النمو"إما.ادر على تحقيق الهدف المطلوب، فإن هذا يعني أن تبنيها هو الهدف الذي نسعى نحن إليه، لا الذي يسعى هو إلينا، أو يفرضه علينا المخدوعون والعملاء أو الذين يدبرون لنا السوء من القوى العالمية.
• هنالك اختيار علينا حسمه، بين التمسك بما نحن فيه منذ الأزل من ثقافة وعادات وتقاليد، تعيد إنتاج نفسها عبر العصور، وتثمر ما نحن فيه ونئن منه فقر ومعاناة، وبين ما نصبو إليه من تقدم يبدل أحوالنا، والطريق إليه واحد، كما أثبتت التجارب الإنسانية، وهو الليبرالية أي إنه خيار تحت مبدأ: "إما . أو. . . "، والمزيد من إهدار الوقت في التردد وعدم حسم الخيار الصعب، لن يؤدي إلا للمزيد من صعوبة الأمر، وربما استحالته.))

==================================================================

الليبرالية ولدت أولا ثم، لبست عباءة الديمقراطية وذلك عبر توسيع الحقوق والحريات التي دافعت عنها لتشمل جميع المواطنين، حيث افرز السوق الرأسمالي ضغوطا دفعت نحو الديمقراطية وفرضتها.وقد جاء ذلك التحول الليبرالي عندما أدركت الطبقة العاملة إن حرمانها من التصويت أو من القيام بدورها في السوق السياسي لا يمكنها من التأثير في القرار السياسي، فطالبت بحق التصويت اعتمادا على حقها في التنظيم السياسي، وتشكيل أحزاب تعبر عن مصالحها.وقد كان إقرار حق الاقتراع العام هو نقطة التحول الحاسمة من عصر الدولة الليبرالية، إلى عصر الدولة الديمقراطية الليبرالية.وتبلورت مجموعة المقومات الأساسية التي تكفل تحقيق مبدأ تداول السلطة السياسية سلميا بين مختلف الطبقات.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستة أشهر -افتراضية- في حكم سوريا-----
- ساجدة الريشاوي---في ذمة القرضاوي---
- behead those who say Islam is VIOLENT---
- قداسة البابا نُطالبكم باعتذار عن أسفكم----وفتوى
- لتعتذر هذه الأمة أولا----تقول الحكمة: انت أفضل ابن شرير لوال ...
- سؤال راود التاريخ---لماذا يستمر هذا الوباء طويلا---سيف يقطع ...
- توما الأكويني-----وريادة العقل
- حكمة زعيم عربي----------
- من الداخل الى الخارج ---مع المحبة
- اهداء الى مولانا الملا عمر وأميرنا أسامة وشيخنا الظواهري--بم ...
- احمدي نجاد---معمر القذافي---لا عقي موائد جبهة الخلاص----المس ...
- دمشق وريثة انطاكيا--ثورة اصلاحية سريانية كاثوليكية سورية--اح ...
- لوين رايحين بالبلد يا شباب------
- السلام الديمقراطي1-المنظور الليبرالي -البنيوي
- النفاق------
- لقاء (الرئيس) الأمس ليته كان خطاب قبل الأمس
- آخر إحصائية تقول أن هناك في سوريا 18 مليون بربري
- العدالة الاجتماعية وارتباطها الوثيق بالخير العام.قراءة في ال ...
- -في أصل اللسان السرياني وفروعه-اللمعة الشهية في نحو اللغة ال ...
- اللغة السريانية وعامية أهل الشام اللمعة الشهية في نحو اللغة ...


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الديمقراطية المنقوصة---والمطلوبة