أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج كتن - حراس الثوابت والعدمية الفلسطينية المتجددة















المزيد.....

حراس الثوابت والعدمية الفلسطينية المتجددة


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك دائماً في السياسة من يفضل التمسك بالوقائع والنصوص القديمة, رغم أن جديد كل يوم يجب أخذه بعين الاعتبار لتحديد الأهداف والسياسات.
فاليساريون يعودون لنصوص من القرن التاسع عشر.. والقوميون إلى عبد الناصر ووحدة مصر وسوريا.. والإسلاميون لتراث فقهاء القرون الوسطى.. كذلك نخب فلسطينية, تتجاهل المتغيرات العالمية والإقليمية الجديدة وتتمسك بثوابت راكدة, ظلت سائدة منذ بدايات القرن الماضي حتى تسعينياته, لتتراجع بعد قبول أغلبية الحركة الوطنية الفلسطينية بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
رغم عقلانية وواقعية التوجه للتفاوض لتحقيق هذه الأهداف بعد متغيرات عاصفة, جدد حراس الثوابت تمسكهم "بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر" وبخيار "الكفاح المسلح" كوسيلة وحيدة، لم تثبت نجاعتها في حروب عربية وحرب شعبية فلسطينية طويلة الأمد.
ورغم 13 سنة حفلت بوقائع جديدة محلية وإقليمية ودولية منذ توقيع اتفاقية أوسلو, فإن ذلك لم يزحزح نخب الثوابت الجامدة, بل تشجعت بانضمام فصائل الصحوة الإسلامية إليها التي كانت نائمة خلال عقود "الثورة" و"الكفاح المسلح", واستيقظت من سباتها واستغراقها في العمل الخيري, لتباشر عملها السياسي في الانتفاضة الأولى, وعملياتها المسلحة -الانتحارية خاصة- إثر قيام السلطة الفلسطينية, متجاهلة فشل من سبقها في الوصول لحلول عن طريق العنف, مستفيدة من فرصة الانتفاضة الثانية السلمية المنطلقة إثر تعثر مفاوضات الحل النهائي, لتعسكرها بالتعاون مع فصائل أخرى, مع إضافة ثوب جديد لثابت قديم ليصبح : "فلسطين بأكملها وقف إسلامي"!
عودة حراس الثوابت للعنف المسلح مكن من صعود اليمين الإسرائيلي الشاروني إلى السلطة, والتقى الطرفان كل من موقعه في تقويض اتفاقية أوسلو ونسف الحل السلمي, إلا أن حماس وتوابعها رأت الانتقال من رفض أية انتخابات لأنها تجري في "ظل الاحتلال", إلى تكتيك جديد يخدم استئصال بقايا الاتفاقية, بالمشاركة في الانتخابات.
نجاح حماس في الانتخابات ليس انتصاراً لبرنامج العنف المسلح كما روج حراس الثوابت, فقد سبقه نجاح الرئيس عباس ببرنامجه الواضح لنبذ العنف وحصر السلاح في السلطة والعودة للمفاوضات, كما تلا تشكيل الحكومة الحماسية استطلاعات رأي بغالبية لصالح الحلول السلمية بعد اتضاح فشل الحكومة الجديدة في سياستها الخارجية والداخلية وفي تأمين رواتب موظفيها, وخشيتها من خوض استفتاء حول برنامج الميثاق الوطني- وثيقة الأسرى- المعتدل.
رفض الاستقالة بعد الفشل منافي للمنطق, لاستناد السلطة لدعامتين لا تقوم دونهما, كان الرئيس عرفات قد أقر بهما أمام المجتمع الدولي: نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل. فأمام الحكومة الحماسية أحد خيارين: إما التمسك بسلطة أوسلو والوفاء بتبعاتها, أو التمسك ب"فلسطين وقف إسلامي" والتخلي عن الكرسي, لذلك نجد نخب "أكثر ثورية!" من حماس تطالب لتأبيد "المقاومة المسلحة" بسحب الاعتراف بإسرائيل و"إعادة أعباء الاحتلال إليها" وحل السلطة, فاستمرارها برأيهم "عقبة أمام تطوير العمل المسلح", وبما أن المقاومة لا تتشرعن دون احتلال, فهي تطالب بعودة احتلال ما قبل أوسلو!!.
حراس الثوابت المقدسة يرفضون السلطات والمجتمعات مدنية.., فالسلطة "أداة لخدمة الاحتلال", والمنظمات غير الحكومية "مشبوهة وتطبيعية" لاعتمادها حسب زعمهم على التمويل الأجنبي, مع تجاهل 150 ألف موظف يتلقون رواتبهم من المعونات "الأجنبية", ويفضلون ساحات ومسلحين منفلتين ومجتمع مقاوم.., ونموذجهم المفضل المقاومة اللبنانية التي, لتستمر في "العمل المقاوم" بعد الانسحاب الإسرائيلي إلى الحدود الدولية عام 2000, نفذت عمليات وراء الخط الأزرق استجلبت الاحتلال من جديد ليشرعن احتفاظها بالسلاح وتشكيلها لدولة ضمن الدولة, لتحارب أو تسالم متى تشاء متجاهلة سيادة الدولة والحكومة المنتخبة, وغير مبالية بنتائج مغامراتها من خسائر فادحة بشرية ومادية.
إن ما هو متماثل بين الحالتين اللبنانية والفلسطينية رغم الاختلاف الكبير, هو عبثية إضعاف أو إلغاء الدولة لصالح ثبات العمل المسلح رغم انتفاء ضرورته في لبنان بعد الانسحاب, وفشله في فلسطين في ظروف سابقة كانت أفضل بكثير من حيث الدور المساعد العربي والدولي. إن الاقتناع بالانتصار لرفع المعنويات وإرضاء الذات شيء, والاقتناع بأنه حقيقي لبناء سياسات مغامرة عليه شيء آخر. أما أخذ العبر من النجاح الموهوم ل"مقاومة عراقية" تذبح يومياً ما لا يقل عن 50 من مواطنيها فهو أقصر الطرق لإلصاق تهمة الإرهاب بالعنف المسلح الفلسطيني.
الانسحاب من غزة بدل أن يكون نقطة انطلاق لتحقيق الأمن والاستقرار والتوجه للتنمية وإعادة الإعمار, ليصبح القطاع نموذجاً لدولة فلسطينية قادمة مسالمة ومزدهرة, فإن استمرار العمل المسلح وإطلاق "مواسير القسام", أدى للمزيد من الفوضى والفلتان الأمني العشوائي, فكل من لديه سلاح "مقاوم" يستطيع قتل أو خطف أو سلب من يشاء. وأفضل نموذج للفلتان الممزوج بالأسلمة هو ما حصل مؤخراً في نابلس وغزة وطولكرم وجنين.., من تعرض غوغاء "المقاومة" للكنائس التي سلمت قرون طويلة لتحرق في عهد الحكومة الحماسية العتيدة. هل هذه صدفة؟.
قطاع غزة الآن نموذج لما يريده العدميون الفلسطينيون: سجن كبير وغابة إجرام, البندقية فيه هي الحكم، بحكومة عاجزة وحروب عائلية وعشائرية وصراعات على السلطة ومظاهرات مسلحة, وظروف حياتية متدهورة ونقص في الأغذية والطاقة والخدمات وانعدام الرواتب, ومستقبل مظلم تحت شعار: "مقاومة من أجل المقاومة".
لقد شكك الفلسطينيون حتى الآن بقدرتهم على حكم أنفسهم والسيطرة على أراضيهم, مما جعل البعض نتيجة يأسهم يظنون بأن الحل في عودة الاحتلال, أو استقدام قوات دولية "يونيفيل فلسطينية" تمنع تواجد السلاح إلا في يد السلطة الشرعية المنضبطة.
الضوء الوحيد الذي يبعث على القليل من الأمل, مشروع حكومة وحدة وطنية تعترف بالاتفاقيات السابقة, وتنهي العنف بكافة أشكاله وتجمع السلاح وتعيد تشغيل دوائرها, وتستأنف العلاقات والاتصالات الخارجية التي خربتها الحكومة الحالية, وتعود إلى طاولة المفاوضات..
المهم وقف التدمير الذاتي العبثي وتضييع الفرص العدمي.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل طفلة من بيت الأمارة
- وقفة مراجعة بعد خمس سنين على هجمات 11 / 9
- الهمجية في تاريخ المنطقة والعالم
- انتصار سياسي للبنان وحكومته
- التورط والتوريط أم السياسة الواقعية
- حوار مع الكاتب والسياسي جورج كتن*
- عندما يخلط الإخوان الدين بالسياسة الوطنية
- ما هو مشترك بين الإسلاميين المعتدلين والمتطرفين
- طريقة مبتكرة لعقاب السفاحين
- الصوملة : الإسلام هو الحل أم الدولة الحديثة
- رسالة إلى مؤتمر كردي سوري
- الأمازيغية والكردية صنوان
- مواجهة بين التنوير والظلامية في البحرين
- رسالة مفتوحة للإخوة في التحالف الكردي والجبهة الكردية
- حماس في فخ السلطة
- نعي موقع - مرآة سوريا تحجبت بإرادتها
- وصول الإسلاميين للسلطة ليس نهاية التاريخ
- تناقضات المعارضة السورية
- اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري
- لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج كتن - حراس الثوابت والعدمية الفلسطينية المتجددة