أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي شندي - آخر أجيال الهزائم














المزيد.....

آخر أجيال الهزائم


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما عرض فيلم ناصر 56 قبل بضع سنوات في دور السينما القاهرية , ورأيت أن أغلب جمهوره من الشباب متدفق المشاعر والأحاسيس الوطنية والقومية أدركت أننا بإزاء آخر أجيال الهزائم . لم يكن الفيلم وحده هو الدليل على ما أحسست به , بل حزمة سلوك وتصرفات أبسطها أن الجيل الجديد بدأ يفتش عن تراثه النضالي المطمور , وبدأت حالة حراك لاحظها المراقبون , فأغاني الشيخ إمام التي أوشك الناس على نسيانها شهدت حالة رواج في أوساط طلبة الجامعة , ورأينا عزوفا عن الفن الهابط (أو فن الميكروباص ) لصالح أغاني مرسيل خليفة وجوليا بطرس وأحمد قعبور ووجيه عزيز وأحمد إسماعيل .. صحيح أن فضائيات التغييب ظلت بمنأى عن هذه الظاهرة لكن هذا لا ينفي وجودها .
لاحظت أيضا أن غالبية المتظاهرين من الشباب , حتى تلك التي تقيمها حركات سياسية ونقابية .. وبدأ هذا الجيل يفتش عن وسائط جديدة لايصال رسالته بعيدا عن وسائل الإعلام المدجنة صاحبة الخطاب الممجوج , فنشأت المدونات الإلكترونية (البلوغرز) والمجموعات البريدية التي تتخير مما ينشر لتعممه على أعضائها , وبلغت المدونات حدا من الخطورة على أمن الدولة التقليدية دفعت المباحث في غير دولة إلى مطاردة أصحابها ... بل وسجنهم أحيانا.
ولعبت وسائل الإعلام التي كسرت السقف دورا مهما في هذه الصحوة, فصحيفة الدستور المصرية وقناة المنار وفضائية الجزيرة والفضاء الإلكتروني الذي يتسع للغث والثمين .... كل ذلك أثر في هذا الجيل .
وتزامن ذلك مع أحداث ايجابية وأخري سلبية صبت كلها في زخم توليد جيل جديد , فالانتفاضتين بما جسدتا من قيمة الاستشهاد والفداء ومعهما مقاتلي حزب الله الذين مرغوا أنف إسرائيل في التراب مرتين (2000 و 2006 ) والمقاومون الشرفاء الذين يستهدفون الاحتلال وحده في العراق .. هؤلاء أثبتوا أنه لا مستحيل وأن العالم العربي ليس ضعيفا ولا ميتا كما يحلو لإسرائيل وأميركا أن تصفانه .. وانما هو مكبل .. فكثير من أنظمته خانعة .. وكثير من الأعراف البالية والأفكار الخاطئة تحول دون التغيير .
من هنا بدأ الشباب يحتفي بأبطاله الذين اختارهم هو ومنحهم خصوصية وتقديرا .. حسن نصر الله - يحيى عياش – أيمن حسن – سليمان خاطر – أحمد الدقامسه – محمود نور الدين – سناء محيدلي – سمير القنطار – قناص بغداد , وعشرات غيرهم ممن قتلوا أو سجنوا أو عاشوا أحرارا مرفوعي الرأس رغم أن الموت والذل اليومي يحيط بهم من كل جانب .
ميزة هذا الجيل أنه لم يعد خاضعا للوصاية الأبوية للدولة ولا لوسائل الإعلام الحكومية التي طالما حولت الهزائم إلى انتصارات ومارست الكذب جهارا نهارا دونما حياء .. لم يعد باستطاعة أحد أن يجري له غسيل دماغ أو يتحكم في ذوقه ويختار له ما يقرأ ويحجب عنه ما سواه . العولمة آتت أكلها .. فأصبحت توفر كل الخيارات وتتيح التفكير الحر .. الباحث عن الحقيقة يستطيع أن يجدها رغما عن الجميع .. فالأكاذيب تتكشف سريعا .. وهي بذلك تنقلب على صناعها , وبدلا من أن تصبح أداة لسيطرتهم على العالم أصبحت أداة لحرب القوى الباغية ابتداء من الإدارة الأميركية وانتهاء بالأنظمة المتسلطة التي ترهق شعوبها وتسومها العذاب .
وأسهم الخنوع الرسمي العربي في إذكاء الشعور بأن الرهان على كثير من حكوماته خائب . فهي فاشلة في إدارة مجتمعاتها على كافة الصعد , فكيف تنعقد عليها آمال في التحرير أو استعادة كرامة مفقودة .. ولم يتوقف الأمر عند إدارة الظهر لكثير من الحكومات , بل شمل ذلك النخب السياسية القديمة التي ثبت أنها تباري الحكومات في الفشل. وبدأ تخليق أطر جديدة وتجريب تيارات ناشئة توجسا من أن يكون جديد الأوطان كقديمها دافعا للإحساس بالخيبة .
نحن الآن نعيش مرحلة مخاض هادئ .. ليس عالي الصوت فجميعنا سئم الشعارات , وليس عنيفا فكثير من أوطاننا جربت العنف وثبت أنه ليس أكثر من صدم الرأس بحائط صلب .. ولا يقوم على فكرة المواجهة بقدر ما يركز على بناء الذات وفق أسس صلبة لا تنكسر .. مسألة قد تستغرق سنوات طويلة ربما عقد أو عقدين لكننا تحملنا عقودا طويلة من الهوان .. وحين ترى الأجيال ضوءا في نهاية النفق ستنتظر بصبر جميل .. إذا صحت هذه القراءة للواقع يجدر بنا أن نلقي بالتشاؤم في سلة المهملات.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرات الكتاب المزايدين
- ضرورة المراجعة
- أوهام-الصديق- الأميركي
- الورقة الأخيرة
- صناع الفتنة في العراق
- صمت التواطؤ
- بذاءة الدولة
- تباريح التغيير


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي شندي - آخر أجيال الهزائم