أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرزاق عيد - حزب الله : بين خامنئي وابن جبرين















المزيد.....



حزب الله : بين خامنئي وابن جبرين


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أما وأن الحرب قد وضعت أوزارها، وبدأ الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب، فقد آن لنا أن نطلق المسكوت عنه الذي كان أشبه باختناق يشق الصدر، لأن النطق به كان يتيح للكثيرين من هواة صيد الكلام وتجار المواقف، للتوظيف والاستثمار في حقول المقدس: الديني، والقومي، والوطني، سيما وأن المواجهة الأخيرة بين حزب الله واسرائيل كانت مكتظة بألغام المقدس.
غير أن التلاعب الجديد بالمقدس الذي دخل سوق الشعارات القومية والوطنية العربية، هو المقدس الايراني الذي هالته انجازات البلاغة العربية في الحفظ على دعائم الأنظمة العربية، فقرر أن يستثمر في هذا القطاع ذاته، حيث رأسماله بسيط كلمتان لا تشكلان حتى جملة تامة، وهما "تدمير اسرائيل" بدون ذكر الفاعل أو حتى تحديده ، فكانت الملهاة التي تلحق بملحمة العرب (عنترة) أن شيبوب ايران انقلب على (عنترة العربي) ليختلس منه رمزية دوره القومي بعد أن عهره (عناترة) الهزائم العربية ، بعد أن خانوا النموذج البدئي الأصلي بانتاج نموذج ميلودرامي يتمثل في ظاهرة (التعنتر) ، ليتقدم شيبوب ايران مستبطنا مأساة (رستم ) باسم المشترك الكربلائي ، مادامت المسألة غدت حالة (تعنتر) في المآل ، فما كان على شيبوب ايران الذي أتى به الكهنة ليكون (سادنا) عند ملاليهم، وناطقا بسجع كهنوتهم إلا أن يقرر تدمير اسرائيل بالنيابة، وإذا بلبنان (قطعة السما) تتحول إلى بيت مجوسي للنار المحرقة التي أراد شيبوب الايراني أن يحرق بها اسرائيل !
ولكي ننتقل من لغة المجاز إلى لغة الحقيقة ، التي هي وحدها العارية، لكنها العارية الوحيدة التي لا تثير الرجال المتنكرين بالشعارات ...
وهذه الحقيقة –بداية- لا يتردد منظرو حزب الله في اقرارها ، وهي أن ليس ثمة مشلكة لايران مع أمريكا سوى اعتراف أمريكا بمطامح ايران الاقليمية ، وذلك ما يفسر تعاون ايران مع الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وافغانستان دون أي نفاثات في العقد أو تعاويذ من الشيطان الأكبر ، ولا نريد التذكير بالمشهور عن صفقة استيراد ايران للسلاح الاسرائيلي ، فهو أشهر من أن يذكر !
لم يبلغ حضور المشروع الايديولوجي والسياسي و الاستراتيجي لـ(آخر) اجنبي داخل نسيج الحياة الثقافية والسياسية العربية كما يبلغه الحضور الايراني في لبنان.
ولكي لا ندخل في الجدل والسجال حول اثبات هذه الواقعة ، يكفي المرء الذي تابع مسلسل التدمير الاسرائيلي الممنهج للبنان على الفضائيات أن يرى صور مرشدي الثورة الايرانية : (الخميني وخامنئي) في الشوراع اللبنانية وعلى العمارات وفي الزوايا ليتأكد من درجة الاختراق الثقافي للرموز الايرانية لحياة المجتمع اللبناني العربي الأكثر تفتحا على الثقافة العالمية ،بكل ما تمثله أشكال هذه الرموز من اغتصاب فظ للفضاء المدني اللبناني الحضاري ، الرقيق والرهيف الشفاف.
لكن تلك هي المرة الأولى التي نرى فيها تلك البدعة التي يتحول فيها رجال دين حاكمون إلى نجوم ينافسون نجوم السينما في انتشار صورهم من حيث تعدي الحدود القومية والوطنية ، بل لا يجد أنصارهم في لبنان أي حرج وطني أوعنت قومي عندما يتقاسمون معهم النفوذ النجومي في صور واحدة ،
تنتشر صور الزعماء الايرانيين بهذه الكثافة في لبنان ، وعلينا رغم ذلك أن نتقبل فكرة أن "أموالهم شريفة وطاهرة أي غير خاضعة للشروط السياسية"!
ولاندري ما هي الشروط السياسية التي يمكن أن تكون أكثر من توريط الآخرين في خوض حروبك !؟ سيما وأن هؤلاء الآخرين لا يستطيعون أن يمنعوا عقلهم من التفكير في الربط بين توقيت عملية اختطاف الجنديين الاسرائيليين في اليوم ذاته لإحالة الملف النووي الإيراني النووي إلى مجلس الأمن كما أصبح معروفا !
إن الدلالة الرمزية الساطعة للصورة التي يتماهى فيها -وفي لوحة واحدة- الصورة الشخصية لقادة حزب الله والقيادات والايرانية، تنسف- في اللاشعور الثقافي العمومي اللبناني- كل محاولات حزب الله للظهور بمظهر المتعالي على المذهبية الطائفية : (العلاقة مع حماس - بل والعلاقة مع عون) ، سيما عندما يصر حزب الله أن يتعامل مع (الأموال الشريفة) الإيرانية بوصفها موجهة إلى خزينته وليس لخزينة الدولة اللبنانية ! في حين عرفنا وعرف العالم أن الأموال العربية (غير الشريفة والطاهرة) توجهت للدولة ، أي لكل الشعب اللبناني وليس لأنصارها السياسيين لكسب المؤيدين والرعايا والمريدين ، وهي أموال –في كل الأحوال- معروفة الكم والحجم والجهة !
ليس لدينا عقد قومية أو عصبية مذهبية تجاه الايرانيين كشعب فارسي، فالفرس قدموا اسهامات جلى للثقافة العربية الاسلامية في ذروة ازدهارها النهضوي الفلسفي والأدبي (الانسي) الرفيع خلال عصر النهضة الاسلامي الأول في القرن الثالث والرابع الهجري كما يوصّفه آدم ميتز ، لكن ايران اليوم يحكمها الفقهاء وليس العلماء، يحكمها التعصب المذهبي الاحادي المنكفئ والمنغلق على كل أنوار العقل والروح التي يمثلها الخيام والشيرازي، حيث سلطة فقهاء الدنيا والاستبداد المنقطعة مع كل التراث النهضوي الرفيع الذي ساهم به الفرس في الحضارة الاسلامية ، بل والمنكفئة عن التراث النهضوي والتنويري الحديث ، ممثلا بالمشروع الدستوري الذي انجزته "مشروطية" الامام النائيني في بدايات الفرن العشرين .
تقوم المصفوفة اللاهوتية الايرانية على مزيج من (الخلطة الايديولوجية) بين الاسلام والقومية ، رغم أن ليس في هذه المصفوفة الايرانية ما هو جديد على الفكر القومي العربي الذي خلط في البداية بينهما وعاد للخلط في النهاية من خلال المسميات الجديدة للمؤتمر (القومي العربي – الاسلامي ) ، لكن خطورة هذا المزج ايرانيا أنه "يقومن الدين" كما تفعل الصهيونية بالديانة اليهودية عندما "تقومنها" ، في حين أن توحيد الاسلام مع القومية العربية أدى إلى "تديين القومية" ، فحرمها من الحداثة والدنيوة ، لكنه- في الآن ذاته- لم يمنحها قوة الارادة القومية كما تجلت في الصهيونية وهي "توضعن الدين " ، أي تدرج المطالب القومية بالدين لتجعل منها مطالب الهية ، وكذلك الادلوجة الثيوقراطية الايرانية تدرج مطالبها القومية بمنظومتها اللاهوتية لتجعل منها مطالب سماوية ، وعلى هذا فقد غدا الشيعي الجيد هو الايراني الجيد !
تماما كما مثلها أصحاب المدرسة (الخمينية ) من آل الحكيم في العراق عندما ردوا على القومية الكردية بقومنة (شيعية!) ، ذهبت في حماسها اللاهوتي القومي الشيعي حد مطالبة بلادهم بالتعويض على ايران ، وذلك على أنقاض خرائب العراق بعد الحرب ...
الأمر الذي من شأنه أن يولد حساسيات أصولية مضادة تمثلت بفتوى (ابن جبرين ) الذي أقام قياسه في فتواه على قراءة للدور الايراني الاستعراضي الفظ الذي يتطلع إلى دور استعماري يفتقد إلى الخبرة والدهاء واللياقة (الاستعمارية) التي كانت تستبدل بمكر دروع جنكيز خان بالقفازات الحريرية حسب وصف لينين للدور الاستعماري الأوربي ، في حين أن الفقهاء الملالي لايملون من الصياح على الملأ العالمي بأنهم أوصياء على حزب الله في لبنان وعلى الشيعة في العراق بل وفي العالم ، من حيث ايحاءاتهم الغليظة عن دورهم الفاعل في لبنان والعراق لتحسين شروط التفاوض مع الأمريكان حول هذا الدور النافذ!
الأمر الذي قاد العقل الفقهي المضاد مذهبيا لممارسة "نرجسية الفروق الصغير" حسب تعبير فرويد ، بتوسيع هذه الفروق لتكون فتوقا ، ولتبلغ التمايزات حد الافتراقات (الانتولوجية) الخارقة على يد ابن جبرين عندما يجعل منها فروق تستدعي علاقة ابادة ، حيث سيقيم قياسه على فتوى ابن تيمية : التي تفتي بأن قتال الشيعة "أولى من قتال الأرمن ، لأنهم عدو في دار الاسلام وشر بقائهم أضرّ " حسب ما أورد القلقشندي في صبح الأعشى .
إن المسؤول عن هذه الفتوى المخيفة والمروعة هو الجنون الاقليمي الايراني الذي يريد أن يظهر الشيعة العرب كتابعين لايران أكثر من أوطانهم ، مما سينتج جنونا فقهيا مضادا لدى المذاهب الأخرى التي تحيل فروق فرويد الصغيرة إلى تمايزات كيانية ،وذلك عندما يتوالى القادة الايرانيون في التحدث كأوصياء على حزب الله ، إذ يتحدث خامنئي بالنيابة عن حزب الله : بأن "حزب الله لن ينزع سلاحه" للايحاء بأنه هو صاحب هذا السلاح ، وأنه هو من يقرر وظيفته وأداءه وأهدافه ومتى يبقى ومتى ينزع ، ومن ثم فالمآل أن حزب الله وكأنه يخوض معاركهم ، بل وبكل تحدي طائفي للمجتمع اللبناني المتعدد الطوائف والذي اقتسم تجربة الألم بوحدة وطنية استثنائية تحسده عليه الشموليتان الوصيتان ( الشمولية المذهبية الايرانية والشمولية البعثية العروبية ) ، فهذه الوحدة هي الانتصار الوحيد الذي حققه اللبنان حتى ولو كان فوق الركام ، وذلك ابان طول فترة هذه الحرب العبثية والعابثة عبثا سوداويا، تأكيدا لحقيقة أن هذه الوحدة ستقطع الطريق على انتهاك الداخل اللبناني التعددي التعايشي من قبل الأحاديات الشمولية باسم ولاية الفقيه أو ولاية الرفيق ، ومع ذلك -ورغم ذلك- يأتي خامنئي ليعتبر أن (النصر) كان للاسلام –أي لايران بزعم تمثيلها له- مصححا للسيد نصر الله بأن النصر كان لكل اللبنانيين !!
الإمام الوصي على حزب الله يوفد وزير خارجيته كمفوض ناطق باسم الحزب ليقوم بعملية تقزيم بشعة لتضحيات الحزب واختزال لدمائه وتقزيم لكيانه وطنيا أمام شعبه اللبناني والعربي من خلال زيارته الاستعراضية التي وصفت من قبل الكثيرين وكأنها زيارة تفقدية لقواته على أرض المعركة ، ولهذا فإن وزير خارجية فرنسا (بلازي) التقى وزيرة خارجية اسرائيل كممثلة لاسرائيل ووزير خارجية ايران كممثل للبنان ، بل ولايتردد (متكي) وزير خارجية ايران ( العظمى !) أن يوجه الانتقادات لخطة البنود السبعة للحكومة اللبنانية ويعترض عليها ، ليلفت انتباه أمريكا والغرب إلى نفوذه الكبير على الحزب ، وذلك لأخذ ايران بعين الاعتبار التفاوضية تجاه ملفها النووي ، على أشلاء أطفال لبنان !
لقد قامت ايران انطلاقا من منظومة "قومنة الدين" – في ظل غياب دورعربي مؤسف – في العراق باملاء هذا الفراغ عبرتسعير التناقضات الطائفية ، لتجعل التناقض الأساسي عراقيا بين السنة بوصفهم عربا بالضرورة والشيعة بوصفهم فرسا بالضرورة ، وذلك لتجد لنفسها موطيء قدم اقليميا في العراق ومن ثم في العالم العربي ، وهذا الأمر تحققه ايران بمنتهى السلاسة مذهبيا وفق مبدأ الطاعة (الخميني ) للأئمة الذين لهم مقام أرفع من مقام الرسل والملائكة حسب رأي الخميني ذاته .
هكذا استطاعت ايديولوجيا الملالي الايرانية أن تتحول عبر اعلام حزب الله ، وسطحية وابتذال مفهوم الوطنية (الماهوي ) القبلي لمن تبقى على جاهليته (اليساروية والقوموية) التابعة للاهوت الايراني ، نقول : لقد تحولت ايديولوجيا الملالي إلى بداهات إلهية لدى أهل الملة القوموية العروبوية (أصحاب المؤتمر القومي العربي) ، إلى الحد الذي تغشى فيه أبصارهم فلا يلاحظون ولا يرون انهم -وبفضل نضالهم القومي!- أوصلوا الرسالة القومية إلى المستنقع ، وذلك عندما أوصلوها لتكون في عهدة أشد الأنظمة العربية استبدادا وديكتاتورية واحتقارا لحقوق الانسان ، بل ووضعوها في خدمة بقاء هذه الأنظمة على صدور شعوبها ، ووضعوا أنفسهم (هتيفة) عند هذه الأنظمة تفتديها بالروح والدم ، وهم بفضل حماسهم القومي جعلوا كل ما يتصل بحزب الله يدخل في حوزة المقدس، حوزة ما ينبغي الصمت نحو مطلقاته وثوابته ، السكوت امام سطوع حجته الالهية التي ينبغي أن يخر لها كل ما هو بشري ساجدا ، تحت ضغط وسواس قهرالعصاب (القوماني) ضد كل ماهو (أمريكاني).
ليس المهم ان تسيطراسرائيل على الجنوب ولو بلغت الليطاني، بل وحتى بيروت.... هكذا تعلن ايديولوجيا المقاومة ، المقاومة منتصرة بذاتها، ببقاء حزبها وهيمنة ثقافتها الجهادية الاستشهادية ووكالة ولاية الفقيه عليها ، تماما كما أن هزيمة حزيران لم تكن هزيمة بل هي نكسة لأن الأنظمة التقدمية وايديولوجيتها الثورية في حينها لم تسقط ...!
على هذا فالمهم انتصار الادلوجة، العقيدة، الايمان وليس الأوطان، فلتحتل بيروت، لكن العقيدة الادلوجة ستبقى مرفرفة ولو فوق أنقاض البلاد!
الم ننتصر بهزيمة 5 حزيران 1967 ؟ نعم : ببساطة لأن مشكلاتنا القومية والوطنية عندما تستعصي علينا واقعيا ، فإننا نجد حلا لها: لغويا ، بيانيا ، مجازيا ، فيكفي أن يسمي هيكل هزيمة حزيران نكسة حتى لا تعود هزيمة ! مادامت الايديولوجيا الثورية ظلت مرفرفة خفاقة للأنظمة التقدمية التي عجزت اسرائيل عن اسقاطها، فانهزمت اسرائيل لغويا وإن (كسبت أرضيا) فالأرض لا قيمة لها لأنها مادة وتتصل بعالم الحس ، فهي لذلك تذهب وتعود ، لكن أنى لنا أن يجود علينا الزمن بالقادة التاريخيين الميامين ، ونيرفانا ايديولوجيات الهوية (الثابتة) ومشتقاتها المعتقدوية التي تعرف ذاتها ووجودها بما هو مخارج لأناها النرجسية المريضة بداء كره الآخر بوصفه لا شاغل له سوى التآمر عليها وخيانتها !
المهم أن الشعارات القوموية الحسية الغريزية التعبوية التحشيدية تظل قادرة على شحن غرائز الجماهير بالغباء والهتاف وإعلان التضحية بالنفس والنفيس افتداءا لأنظمتها الثورية القوموية سابقا والاسلاموية لاحقا وزعمائها التاريخيين وأبائها الروحيين ، على اعتبار أن الأصل في الوجود هو الموت (التضحية ) وليس الحياة ، فالمناضل المجاهد هو من يعشق الموت بدرجة عشق عدوه للحياة ، فالمجاهد : "هو من خرج من رحم التضحيات" ، حيث الرحم في هذا السياق الدلالي لا تولد منه الحياة بل هو رحم لانتاج الموت ، لانتاج قرابين التضحيات للعيش في أحضان العدم النيرفاني ، حيث الأنا تسترخي في حضن هيولا البرزخ بلا أعداء ولا منغصات ، أي بلا آخرين يهددون نرجسية الأنا العظمى التي تستمد سلامها الداخلي من طاعة الامام أو وكيله : الزعيم ، القائد ، الوصي ، الأب البطركي ونرجسيته العُظامية !
المشكلة في هذه الفضاءات الطقسية تحل بسلاسة شديدة ، تحل باستخدام عطر اللغة ، ونفحات ثوابت الخصوصية ، والتزنر بفحولة الماضي الأبوي الذكوري لتفجيره في مواجهة النثريات السردية الأنثوية لمستقبل بلارجولة ولافحولة ...! أليس ثمة اجماع على تفسير انتصار حزب بأنه يتمثل فيما أبداه من صمود أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية المتفوقة : إذن إنها مسألة شجاعة وبطولة واثبات الجدارة والرجولة في ساحة الوغى ، في حين أن الأعداء كانوا كالفئران المذعورة ...! هل اثبات (مرجلتنا العربية) تستحق كل هذه الأثمان الهائلة التي دفعها لبنان ، بما فيها خسارته للأرض التي استردها سنة 2000 ، أي خسارته لانتصار كان محققا لاخلاف عليه !!؟؟
فكما اسمينا هزيمة الجيوش العربية سنة 1948 بـ"النكبة" وهزيمة حزيران بـ"النكسة"، فإن تطور مخيلتنا البلاغية ونمو فخامة وفخفخة خطابنا (الثوري) لن ترضه تسميات فيها ظلال من الحزن والكآبة ، فيؤثر على انفعلاتنا وهياجاناتنا الثورية، فلا بد من ابداع مصطلح مجلجل لرفع المعنويات ولإرهاب العالم وصعقه بمفردات وتوصيفات تخلخل كل موازين قوى العقل والمنطق، معتمدين على "متشائل" اميل حبيبي الذي يعتبر أن : استيقاظه وهو على قيد الحياة مدعاة للشكر لأنه لم يقبض في الليل، ونحن سنعلنها هادرة مجلجلة حتى ولو لم يبق سوى واحد في لبنان على قيد الحياة ، فيكفيه حنجرته القادرة على الهتاف إنا لمنتصرون ، حتى ولو غدا لبنان كجزيرة معزولة فضاء وبرا وجوا لا يمكن دخوله أو مغادرته إلا بإذن اسرائيلي ، وحتى ولو كان قرار 1701 الذي وافق عليه لبنان وحزب الله والعالم أجمعين ليس إلا ترجمة سياسية تتوج الحملة العسكرية وأهدافها إذ يضفي شرعية لبنانية وعربية وعالمية على التدمير الاسرائيلي الانتقامي للبنان بوصفه دفاعا عن النفس ، مع كل هذا وذاك إنا لمنتصرون !
ما كان لإسرائيل أن تتوفر على تلك الغلال السياسية الدولية والعالمية لولا كسبها لمعركة الظهور بمظهر الدفاع عن النفس ، ولم تفد كل الفهلويات العربية والايرانية المتحدثة عن النوايا الإسرائيلية المبيتة للحملة العدوانية فبل الاقدام على خطف الجنديين الاسرائيليين ، كل هذه الفهلوة لم تفد بل تكشفت عن سذاجة مركبة في معادلة : إن كنت تعرف أن الحملة مبيتة فكيف أقدمت على عملية الخطف ومنحت العدو كل هذا الاجماع الدولي على شرعية حقه في الدفاع عن النفس ، وتلك مصيبة ! وإن كنت لاتعرف أن ردة الفعل الاسرائيلي ستكون بهذا الرد الفعل التدميري المريع فالمصيبة أعظم !
لكن ولأن العقل العربي "ظفروي" بامتياز على حد تعبير ياسين الحافظ ، فإنه قادر على احتمال ألف هزيمة في الواقع ، لكنه لا يستطيع أن يحتمل هزيمة واحدة في اللغة ، ومن هنا أهمية المجاز في بنية العقل الغنائي (المتمجد) وفق صياغة الكواكبي ، أي "الانزياح" الشعري ، الذي يوفر تباعدا مريحا من قسوة اطباق الدال على الملول ، الكلمة على جسم الفعل ، ولذا يهرول الخطاب العربي إلى الصحافة الإسرائيلية ليثبت انتصاره ، منطلقين من فهمهم الظفروي للذات ليسقطوه على ذات الآخر ، فلا يميزون بين العقل النقدي (المكوِّن) الذي هو السمة المميزة للعقل الحديث في مواجهة العقل الثبوتي الاجتراري (المكوَّن) للعقل التقليدي النقلي السحري ماقبل الحديث ، ولذا فهم ينتشون بنقد الاسرائيليين لتجربتهم ، وينظرون لها بوصفها اعترافات بهزيمتهم ، دون أن يخطر على بالهم قط أن العقل النقدي هو وراء كل الانجازات الحضارية لعصرنا ، وأن العقل الحديث يقوِّم انجازاته بوصفها تجاوزا لأخطائه ، ولذلك قالوا "إن تاريخ العلم هو تاريخ أخطائه " حسب كانغيلم ، وهذا ما يفسر لنا أن أكثر من خمس وزارات سقطت بعد حروبهم معنا، ما كان يبدو وكأنها هزائم لهم وانتصارات لنا ، ولذا كافأنا الله والتاريخ بقادة مؤبدين ثمنا لانتصاراتنا ، وخذلهم بسقوط وزاراتهم بسبب هزائمهم وبئس المصير، وذلك منذ بدء متوالية هزائمهم سنة 1948 وحتى اليوم ونحن ننتصر ونحتفل ببقاء سلطان الزمان -إذ مع بقائه إلى الأبد- لا قيمة لجغرافيا الأوطان حتى ولو كانت الجولان ...
بينما أي تساؤل للعقل النقدي في الفسطاط العربي والاسلامي يعاور التجارب ويحاول ملامستها تحليليا ،فإنه سيغدو مدفوعا بوساوس الشيطان مذهبيا ، وبالتآمر مع الأمريكان عالميا ، والسقوط في خانة العدو وطنيا ...!
وعلى هذا فالنصر العربي الوحيد الذي تم سنة 2000 لم يستطع الوعي العربي الطفولي البريء أن يتحمله ، حيث تثقل على صدره الانتصارات التي لم يعتدها فلا يحتمل ، إذ لم يستطع أن تتحمل طزاجته وبراءته الطفولية فرحة الانتصار، فراح يتبغدد ويصعّر خده ويمشي في الأرض مرحا وهو يستعرض قواه، ليأتي الاسرائيلي مستعيدا وديعة هزيمته، ويعيدنا إلى نقطة الصفر حيث أخرجناه، ولينغص علينا فرحتنا الطفولية بالانتصار، فالذي حرر بلده عاد ليعيد الاحتلال لها بسبب التشجيع الأبوي (الايراني)، لكنها الأبوة الذكورية الانانية المتغطرسة ادعاءا وتنفجا، التي لا تحمل أي عطف أبوي، ليأتينا متكي (متكئا) على عذابات ابنائه (حزب الله) ليؤكد للعالم أجمعين بأنه الأب الوصي، وأن على الجميع أن يعرف ذلك، ليعرفوا كيف يدخلون الأبواب، أبواب أهل الحل والعقد !!
المناط في فقه الاستبداد العربي هو بقاء (القائد) لأن الاوطان تأتي وتروح، إذ من أين للزمان أن يأتينا بـ(القائد الضرورة) الذي يسمي تحطيم جيشه وإجلائه عن الكويت بـ"أم المعارك" مادامت تهاوت البلاد امام قصره ، وظل القصر صامدا منيفا ، لينتظر "أم الحواسم" ، ورغم أن أم الحواسم هذه كانت أم الكورث التي يتلظى العراق بحسمها في هلاكه ، فلا يزال هناك من يعتقد أن ثمة حسما قادما مع عودة الامام الغائب المنتظر، الذي سيزيل اسرائيل تمهيدا لزوال العالم، حسب الاحلام (الايروتيكية) للرئيس الايراني، الذي –على الاغلب- يعاني من مشكلات تواصل أرضية لأسباب مظهرية ، فيستعجل على حوريات السماء ، بعد استبطان نرجسي مقلوب للانتصار على القماءة ، فلم يعد ليرضى أن يكون ناطقا باسم ايران بل باسم الاسلام ، إذ أن الاسلام غدا متجسدا في حدود تخوم ايران ، أو قل : إن الاسلام وفق قراءة الملالي له غدا خاصة قومية لاهوتية توضع في خدمة المشروع القومي الفارسي ،الذي راح بقايا بعض أطراف اليسار القومي الأصولي البائد يعزي النفس باستبدال موسكو بطهران ...!

لن نداري ونواري، فنحن الباقون على قيد الحياة من المتنورين والعقلانيين العرب المتحدرين من أوساط قومية ويسارية وليبرالية وإسلامية مدنية مستنيرة، علينا التفكير والاعلان بشجاعة أنا إذا كنا قد وجدنا-ذات حين- مشتركا مع إيران (الخمينية) فإنما يعود ذلك إلى أننا كنا نجد أنفسنا في حلف عالمي مناهض للغرب الاستعماري ، لكنه المتحالف –في آن واحد- مع الغرب الحضاري الديموقراطي والحريات والأنوار والحداثي، أي مناهضة الغرب من منبر المستقبل الذي يتطلع لتخطي الغرب ، وذلك من خلال التحالف مع قوى الغرب الاشتراكي والحركات الديموقراطية في الغرب الرأسمالي، وحركات التحرر الوطني المتطلعة للتحرر والاستقلال السياسي والاقتصادي ، وليس من موقع ماضوي ، أصولي مؤسس على رفض الآخر وفق منظورات حرب الحضارات الذي يتيح لنا التحالف مع ايران الثيوقراطية ضد غرب الأنوار والحريات ومباديء حقوق الانسان
إذ أن ثمة (نواة ابستمية كونية) توحدنا على المستوى المعرفي حول فكرة أن (غرب الاستعمار) ، هو – في الآن ذاته- (غرب التقدم) والحريات والعقلانية والتقدم العلمي التي بدون امتلاكها لا تقدم ولا انتصارات ، بل هزائم متوالية في الواقع وانتصارات في البلاغة ، هذه النواة التنويرية النهضوية لن نتخلى عنها مهما اشتد الظلام ، ومهما طوقنا دعاة شعارات بالبداهات الغوغائية والرعاعية وأرهبونا بثقافة التكفير والتخوين، والتعنتر الذي لا يتكشف إلا عن شيبوبية بائسة .
لكن عندما يسقط حلفاؤنا الاوروبيون من بلدان الاشتراكية واليسار الأوروبي فلن نسقط البعد الكوني العالمي للحقيقة التي هي عالمية الطابع مهما طغت الألوان القادحة للثقافات المحلية (الاكزوتيك) لتحل باسم الخصوصية الثقافية محل عمومية مباديء العقل ، أي لن نستعيض عن مباديء عقل التحرر العام الانساني بعقل فقهي إيراني يقود فعلنا التحرري تحت نوع من الشعبوية الساذجة التي درجناعليها في اعتبار (أن عدو عدونا صديقنا ) ، فايران التي وأدت الحراك الديموقرطي : اليميني واليساري والاسلامي التنويري والعلماني لصالح مقدسات شمولية طائفية توظف المقدس في خدمة مصالح الملالي، حيث العته الايديولوجي لفكر سياسي ميثي اسطوري توتاليتاري ثيوقراطي : (ولاية الفقيه / روح الله /ما بعد النبي ) وحيث الاعتقاد بالولاية البشرية كبديل مؤقت للولاية الالهية للمهدي المنتظر!
لقد تعودنا –نحن العرب – على العزاء تجاه ضربات الجزمة الاسرائيلية المتوالية منذ خمسين سنة على القول : إن اسرائيل تمثل كل منجزات الغرب الحضارية الحداثية علميا وتقنيا وسياسيا ، فكانت تشكل لنا على مستوى اللاشعور الثقافي مهمازا للتحدي الحضاري من أجل بلوغ انجاز (الآخر- العدو المتفوق )، ومن ثم العمل على تملك منجزاته لتجاوزه ومن ثم الانتصار عليه ، وفق المباديء الأولى للوعي التاريخاني ، فكان يفترض بنموذج التحدي الاسرائيلي أن يكون - بهذا المعنى - مهمازا للتقدم من أجل التكافؤ والتخطي ، أما اليوم مع النموذج الفكري الايراني للتحدي ، فإن المهماز لن يكون مهمازا للتحدي الحضاري ، وإنما سيكون قيدا كابحا يستدعي الاستنقاع والتأخر والفوات ومضغ معلوك الثوابت والأوابد من اليقينيات والمنقولات بدون عرضها على سؤال العقل والأشباه والنظائر على حد تعبير ابن خلدون ، أي الاعتقاد بأن الصواريخ يمكن أن توجهها "العناية " ، وأن التكنولوجيا يمكن أن لاتكون ثمرة العقل العلمي بل يمكن أن ينتجها العقل الكهنوتي ، وهي يمكن أن لاتكون نتاج شجرة لسلسلة المعرفة البشرية التجريبية : تجريبية بيكون ، وعقلانية فلسفة سبينوزا و جدل هيغل واكتشاف دارون لقارة الطبيعة واكتشاف ماركس لقارة التاريخ واكتشاف فرويد لقارة النفس النسانية ، ليشكل الثلاثي قطيعة ابستمية مع الوعي الوسطوي وليشكلوا الثالوث الحداثي الذي يحل محل الثالوث اللاهوتي ....
ووفقا لمصفوفة الوعي السحري التي يمثلها النموذج الفكري الايراني لدخول معركة التحدي الحضاري ، فإنه يصح للعقل الاعتقاد أن تكون التكنولوجيا نتاج سلسلة فكر الأئمة الإثني عشر ، وتصديق الايرانيين أن صواريخهم هي نتاج دروشة عقلهم الفقهي وليست نتاج الصناعة العسكرية الصينية !
هذه الايران ، مهما كانت حماوة شعاراتها المعادية للشيطان الأكبر، فإنها أكثر تخلفا سياسيا -بالمعنى التاريخي- من أي نظام عربي على الاطلاق رغم تخلفه المطلق ، لكنه لم تنجح فيه حتى اليوم الثيوقراطية ! فكيف إذا تعلق الأمر بالنظام اللبناني الأرقى عربيا وشرق أوسطيا سياسيا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا !؟ كيف لهذا اللبنان أن يكون مثله الأعلى سياسيا النظام البعثي الشمولي عربيا والنظام الثيوقراطي ايرانيا !؟ كيف للمتقدم أن يحاكي المتأخر فهذا ضد منطق العمران وسنن الاجتماع الانساني !؟
[email protected]



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مآل الحلم القومي العربي اليقظة على كابوس طهران آيات الله ...
- باغتيال سمير قصير اغتيل منبر النهار كمنبر للمثقفين السوريين
- الخطاب الاعلامي السوري - الدعوة إلى حقوق التساوي مع اسرائيل ...
- التوقيع الشفوي: تقرير علني للأمن السياسي
- اليبان الانقلاب - حول بيان الاخوان المسلمين ضد الإساءة إلى ش ...
- هزمهم حيا وهزمهم شهيدا
- اطلقوا الرصاص على ماضيكم الأسود لكي لا يطلق المستقبل عليكم ا ...
- رسالة إلى الأخوة في حزب الله: دعوة إلى المقايضة: هل تبادلون؟
- سوريا : البحث عن دولة ومجتمع ! ؟
- إعلان دمشق : هل يؤسس البديل للنظام السوري المتداعي ؟
- هل يقود البعث السوري البلاد إلى الاحتلال ؟
- النخب السورية.. الديمقراطية وشرط العلمنة
- وزير الإعتام والإظلام
- النخب السورية وترف الاختيار بين الديموقراطية والليبرالية!
- المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح المستحيل
- في مستقبل العلاقات السورية اللبنانية
- دعوة إلى تكليف رياض سيف بتشكيل حكومة سورية
- أية حالة أصبح عليها الأخوان المسلمون في سوريا ؟
- البيان الأممي ضد الارهاب وتعاويذ الفقه الأمني في سوريا
- هل سقوط حزب البعث خسارة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرزاق عيد - حزب الله : بين خامنئي وابن جبرين