أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير نوري - لماذا اطلق النار على اضراب عمال طاسلوجة؟وأفق الحركة العمالية في كردستان !!














المزيد.....

لماذا اطلق النار على اضراب عمال طاسلوجة؟وأفق الحركة العمالية في كردستان !!


سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)


الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 10:37
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان اطلاق النار على العمال المضربين في معمل سمنت طاسلوجة ليس بامر جديد على السلطات القومية الميليشياتية في كردستان. فتأريخ هذه الحركة مليئة بالأعمال القمعية ضد الجماهير عامة و العمال خاصة، وان للحزبين القوميين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني تاريخ اسود من القمع والممارسات الاستبدادية، و خاصة تأريخهم الحديث خلال الخمسة عشرة سنة الماضية. ان قمع الحركة المجالسية واغتيال قادة الحركة العمالية واعتقالهم وفرض اساليب استبدادية ضد المنظمات الجماهيرية والعمالية في كردستان ، يشكل محصلة تأريخهم الأسود الحديث وينبذ كل ادعائاتهم حول الديموقراطية و الحرية.

الا ان الجديد في الامر ليس اساليبهم و ممارساتهم واستبدادهم ، بل التغير الجدي في الأشكال النضالية وسعة هذه النضالات العمالية التي لم يشهدها كردستان من قبل و خاصة خلال العشرة سنوات الماضية. ان أضراب كهذا لا يمر بسلام على البرجوازية الكردية و خاصة في اكبر المصانع المنتجة، وسوف يجر اكثرية الفئات العمالية ورائه اذا نجح في سعيه و نضاله ضد البرجوازية و ارباب العمل.

ان البرجوازية الكردية هذه الايام تواجه موجة قوية من الأعتراضات و النضالات الجماهيرية وعلى صعيد و اسع و من اجل تحقيق المطالب الفورية. ويوما بعد اخر تزداد حدة هذه النضالات وتشكل خطرا اكبر على السلطة المحلية للقوميين الكرد. ان الأعتراضات الأخيرة في مدينة السليمانية يبين بوضوح مدى عمق النقمة الشعبية ضد هذه الأحزاب ومسؤليهم و اداراتهم التي لن تستطيع ان توفر ادنى الخدمات الأجتماعية للمواطنين، وتعاني من الفساد الأداري والفوضى.

ان الاضراب العمالي يعطي بعدا اوسع لهذه النضالات و يسبغها بطابع طبقي ويعمق الصراع اكثر، وان اضراب عمال طاسلوجة يدفع الحركة الى هذا الأتجاه شئنا ام ابينا و يزيد من التباين بين الطبقات وسوف ينعكس ذلك على كل فئات العمال. وكما رأينا لم يمر اسبوع على هذا الأضراب، وبغض النظر عن قمعه، فقد هدد عمال الجمارك في رانية بالأضراب اذا لم يردوا بالأيجاب على مطالبهم. تفهم البرجوازية بغريزتها الطبقية هذه الخطورة وتعرف ان من الممكن توهين عامة الجماهير وتشتيتها واسكاتها و قمعها بسهولة ، لكن الطبقة العاملة اذا ما نزلت الى الشارع واعلنت حربها ضد البرجوازية فان الوضع لن ينتهي بسهولة. ان اضراب عمال طاسلوجة دق ناقوس الخطر. هل كان العمال واعين بهذا الأمر ام لا ؟ هذا لا يغير في الامر شيئا. في الحقيقة فقد بين العمال حقيقة أنهم لا يسكتون بسهولة وبغض النظر فيما لو اعترفت البرجوازية بحق الاضراب ام لم تعترف، واعلنوا انهم ليسوا عبيداً.

ان كل من امر بأطلاق النار على العمال ومالك المعمل والمسؤولين متهمين جميعهم باطلاق النار على العمال و ليس فقط اؤلئك المسلحين الذين اطلقوا النار واغرقوا العمال بدمائهم. يجب ان لا تمر هذه الجريمة النكراء بسهولة دون ان يعاقب هؤلاء في محكمة علنية وعادلة و بمشاركة مباشرة من العمال وان تعوض لهم كل الخسائر التي لحقت بهم. يجب الا تنسى ايضا المطالب التي اضرب العمال من اجلها.

ان حق الأضراب والتظاهر والتنظيم للعمال هي مطالب ضرورية وفورية للعمال، الا ان البرجوازية وفي اكثر البلدان الرأسمالية تطوراً ورقياً تعمل على عرقلة الأضرابات العمالية وتحاول تطويقها وقمعها في اطر لا تتجاوز الحدود المرسومة لها، على عكس البلدان المعروفة بالعالم الثالث والتي تواجه أي تحرك للعمال بالحديد والنار. وعلى هذا فعلى العمال الا يتوهموا بوعود البرجوازية، وعليهم رص صفوفهم وتشكيل المجالس والاتحادات المناضلة وتحت الراية الشيوعية الراديكالية لا المتخاذلة.

ان احد نقاط الضعف في اضراب عمال طاسلوجة هو عدم وجود تنظيم قوي نضالي و قادة اقوياء واضحي الأفاق. ان النقابة العمالية "السنديكا" هي منظمة عميلة للبرجوازية وبالأخص للاتحاد الوطني الكردستاني وليس لها غير من دور غير اسكات واخراس واخماد نقمة واعتراضات وغضب العمال. ان عدم و جود منظمة عمالية جماهيرية تقود العمال وتوحد صفوفهم يشل تطور حركتهم ويعطي الفرصة للبرجوازية الظفر بهم و افشالهم. ان تشكيل المنظمات العمالية الجماهيرية يساعد على تطوير الحركة كحركة سياسية طبقية على صعيد البلد ككل و يتجاوز الضعف الذي رايناه في الاضراب حيث لم نر مساندة عمال القطاعات الاخرى ذلك الاضراب وبادنى مستويات المساندة.

واذا قارنا بين اوضاع العمال من الناحية السياسية بسنوات التسعينات، يظهر بان حركة العمال تقهقرت وتراجعت. في تلك الفترة لم نكن نرى اعتراضا او حدثا عماليا واحداً ولا تشكيل منظمة عمالية لم يكن الشيوعيون العماليون طرفاً في قيادتها او قد لعبوا دوراً رئيسياً فيها. كما ان اكثرية القادة العماليين كانوا ملتفتين حول الشيوعية العمالية وافاقها. الا انه وبسبب السياسة المتخاذلة ليمين الحركة وتحت راية عدم الاتهام بــوجود" يد تقف خلف ذلك !" أي خلف الاعتراضات العمالية، فقد تراجعت حركة الشيوعية العمالية داخل الحركة العمالية و فقدت بريقها. ان العمال يحتاجون الى " يد تقف خلفهم" ويحتاجون الى حزب شيوعي جريئ ومناضل يقود اعتراضاتهم ويوحد صفوفهم ويساندهم ويقف بوجه البرجوازية ليس فقط محليا، وانما عالميا، لا على صعيد معمل او مدينة او منطقة بل على صعيد الطبقة العاملة ويطور حركتها كحركة سياسية طبقية. دون هكذا حزب و دون شيوعية عمالية "متطرفة" وغير متخاذلة فان اعتراضات العمال تبقى مجرد حبة اسبرين لتخفيف الام حياتهم مؤقتا فحسب.



#سمير_نوري (هاشتاغ)       Samir_Noory#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب سمير نوري في مراسيم ألاول من ايار في تورنتو_ كندا
- الاوضاع السياسة و تأسيس الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراق ...
- توحيد الادارتين! لا يحل المعضلات الأساسية في كردستان!
- حول الاعتراضات الجماهيرية في كردستان
- يجب النضال من اجل الغاء حكم الاعدام
- حول شعار-فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم-
- هل يعيد التاريخ نفسه يا ترى ؟!!!
- مقابلة نحو الاشتراكية وبرنامج -عالم افضل- مع الرفيق سمير نور ...
- واقع الأنتخابات العراقية المقبلة، و النظرة الطوباوية!!
- بدون ضمان البطالة أو تأمين فرص العمل، أي هجوم على الباعة الم ...
- لنتصدى لتطاولات الاسلام السياسي!!
- بيان حول عقد الكونفرانس السادس لتنظيم كندا للحزب الشيوعي الع ...
- جائزة نوبل للسلام ام للاسلام؟!!
- نداء الى الرفاق وأصدقاء الحزب أينما كانوا!!!!
- ألطراف الثالث والناطقين باسمه في ندوة أحمد الجلبي
- الصحوة الدينية- في ضل الحصار الاقتصادي


المزيد.....




- “اعرف هتقبض كم؟؟”.. قيمة مرتبات شهر مايو 2024 بالزيادة الجدي ...
- ثلاث حوادث لطائرات بوينغ في 48 ساعة…هل هو العامل الإنساني أم ...
- اليونان تعتزم استقدام آلاف العمال المصريين في مجال الزراعة
- Meeting of the WFTU committee for Democratic and trade union ...
- 100 ألف دينار زيادة فورية. سلم رواتب المتقاعدين الجديد يُفاج ...
- زيادة 500 ألف دينار على الراتب.. “وزارة المالية” تُفاجئ روات ...
- برنامج أنشطة اتحاد النقابات العالمي في مؤتمر العمل الدولي رق ...
- سوق العمل والوظائف.. -اليد العليا- لصناعة الروبوتات
- حقيقة إيقاف منحة البطالة في الجزائر 2024 في هذه الحالات.. ال ...
- WFTU Program of Activities in the 112th ILC, Geneva 3-14 Jun ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير نوري - لماذا اطلق النار على اضراب عمال طاسلوجة؟وأفق الحركة العمالية في كردستان !!