أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وديع بتي حنا - في ذكرى جون قرنق – سلام على الفقراء














المزيد.....

في ذكرى جون قرنق – سلام على الفقراء


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أن تفرح ليتيم اوتقول كلمة رثاء في فقير ,كلاهما راحة للنفس عظيمة لانك تسمح لها من خلال ذلك أن تحلق وتسبح في الفضاء دون خوف أن يتهمها احد بالتملق والرياء . يموت الاغنياء ولهم مَن ينبش تاريخهم ويعيدهم الى الذاكرة, ينشر عنهم ملفات في ذكراهم السنوية, قبورهم مزارات يزورها الملايين و يضعوا عليها اكاليل الورود , اما الفقراء فكانوا على الدوام اصواتا مبحوحة وأشجارا نحيلة , علامات دالة على قبور اصحابها تشكو شحة الساقين, اموال الاغنياء تكفي لتجعل من ذكرى وفاتهم احتفالية مميزة اما الفقراء فانهم يبحثون عن مَن يبغي فيهم أجرا. لا احد ينكر ان كثيرا من الاغنياء فعل الخير في حياته وأمن بان كل مَن عليها فانٍ ولايبقى إلا وجه ربه ذو الجلال والاكرام فحفر ذكرا طيبا في نفوس الكثيرين , ولكن كثيرا من الفقراء ايضا جال في الارض حافيا يصنع خيرا ما إستطاع اليه سبيلا , فبكى ورقص وفرح وعانى مع شعبه وحمل همومه, وتبقى في نهاية المطاف تلك التي ألقت الفلسين صاحبة اجر عظيم وهي التي استحقت ملكوت السموات . هل يستجيب ذو الامر لدعوتي في غسل الروح لبضع دقائق نُلقي فيها السلام على الفقراء, نعيد رثاء جون قرنق فنكسب أجرا.

جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء


بينما كان كارل ماركس جالسا مُنكبا على الكتابة يحمل هموم كل الفقراء والكادحين نظرت اليه والدته , ادركت مقدار الهم الذي هو فيه فقالت له بسذاجة الام القلقة على ابنها عبارتها الشهيرة ( كارل , كارل , انت تصنع السعادة للجميع وتنسى نفسك ). نعم لقد نسي ماركس نفسه ولكن التاريخ يتذكره دائما ولايتوانى الكادحون عنن ذِكره في صلواتهم ايام الجمع والسبوت والاحاد.

ولد جون قرنق ولم تكن في فمه ملعقة من ذهب , جائعا بين الجياع , عاريا بين العراة , منبوذا بسبب اللون والدين , مضطهَدا بين الملايين. شاهد جون قرنق المئات وربما الالاف يُساقون للذبح كشاة لم تنطق بنت شفة كفرا والحادا سوى انهم طالبوا بان يكونوا مواطنين في بلدهم وليس ضيوفا عليه او مسًاحي احذية فيه . ما اقسى ان يكون الانسان مواطنا من الدرجة الثانية او الثالثة ( واحيانا بدون درجة ) في وطنه واجداده فيه هم الاصل والفصل. لم يستطع جون قرنق ان يتحمل القهر والاستبداد والاضطهاد , كانت دموع الثكالى والاطفال وانات الرجال الضعفاء وقودا لنار لاتقبل ان تنطفئ فرفع السيف واخر الدواء الكي .

حارب جون قرنق لاكثر من عقدين , كان يتقدم تارة ويتقهقر تارة اخرى , يكًُر و يفر. نال وبامتياز اوسمة جميع من تعاقبوا على حكم الخرطوم في انه العميل والمتمرد والخائن , بحث جميعهم عنه ( ليُكٍرموه ). كيف لايكون جون قرنق عميلا وخائنا في بلاد يخطط فيها الحاكم لاقصاء رفاقه قبل ان يجف حبر البيان رقم واحد. وبعد كل سنين القتال عاد من بقي من اؤلئك الحكام ليعترف ( لاندري مُجبرا او مُخيرا ) بان جون قرنق وطني مخلص مثله . يؤمن جون قرنق ان القتال قانون الحياة الخاص وان السلام هو قانونها العام فمدً يده ليصافح من حاربه عشرات السنين ليفتح صفحة جديدة ويبدا محاولة جادة في ان يوفر للملايين من الافواه الجائعة لقمة يتناولوها بسلام.

دخل الخرطوم دخول الفاتحين بالرغم من انه دخلها اعزلا . احتفى به جميع المساكين الجنوبيون والشماليون فهو ينادي الى سودان جديد للجميع . فرح جميع المضطهدين فقد اصبحوا شركاء في قصر الرئاسة , ومن فرط فرحتهم التي انتظروها طويلا غاب عن بالهم وهم يضحكون ان يقرأوا سورة الفلق او ان يقولوا ( خمسة وخميسة ) او ان يبحثوا عن اية قطعة خشب قريبة ليضربوها باياديهم ثلاث مرات لان الكتاب يقول ( ومن يقف قُدًام الحسد ). وهكذا لم يدم الفرح طويلا وكأنه مكتوب لافرح للمساكين والفقراء. ما أبشع ان يعيش الانسان حلما جميلا يستغرق لحظات ليتعبه كابوس طويل لاينتهي إلا بيقظة مُخيفة تطلب كوب ماء. ما أقسى ان يشعر الانسان ان كل شئ تعب من اجله قد اصبح فجأة في مهبِ العاصفة وليس الريح . لانقول ان الحياة تتوقف على مصير كائن ما كان ولكن المساكين كانوا الان بأمس الحاجة الى قرنق ربما اكثر من حاجتهم اليه في اي وقت مضى .

كُتب على قرنق وهو في نشوة ايامه ان يطير للمرة الاخيرة فاستقبلته احراش بلاده جثة مقضية . يا لسخرية القدر فقد حارب في تلك الاحراش عقودا ولم تسمح للرصاصة ان تخترق جسمه. مات قرنق ولاحَظَ للفقراء في الموت ايضا فقد صادف موته مع اعلان وفاة العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز, وكما يتقدم الاهم على المهم هكذا يتقدم الغني على الفقير حتى في الموت والنفس في طريقها الى خالقها راضية مرضية . انشغل العالم واعلامه وقنواته الفضائية حبا او محاباة وتملقا بالعاهل السعودي ففي زحمة المانشيتات والتقارير التي تغطي حياة الملك فهد وبيعة الملك الجديد يكاد المتابع بصعوبة يقتنص بين برهة واخرى خبرا خجولا عن مصيبة السودانيين في قرنق. كان وقع الصدمة كبيرا على المسحوقين المضطهدين الذين انتابهم الاحساس ان امالهم ذهبت ادراج الرياح فنزلوا الى الشوارع وكسروا وحرقوا وعربدوا فانتبه العالم قليلا اليهم وقال فيهم البعض انهم الرعاع يفرحون ويحزنون بطريقتهم الخاصة.
ترى هل يحترم خلفاء قرنق تمرده , قتاله , مبادئه , موته فيُكملوا الطريق ويعيدوا الفرحة للمساكين ام انهم ينفخون في ( قربة مكسورة ) فحال المساكين كحال الذي اشقاه ربي فكيف هم يُسعدوه .



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشوروعشتار ملكتان لشعب واحد
- أنتي بايْتِكْ - إكسْ بايَرْ أو مضادات حيوية عقيمة
- قيثارة يوسف عزيز – عشاء السبت الشهي
- حزب الله وسياسة الكل فداء للجزء
- المفطوم على ( التشريب ) لايتلذذ بالهامبركر
- بكاء جدَي وبكاء الملايين
- ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟
- موقع عنكاوة وجهاز التقييس والسيطرة النوعية
- انجازات الجعفري – الطالباني رئيسا والمالكي مشلولا
- عندما يصبح القتل لعبة وبزنس إقرأ على الدنيا السلام
- الاشوريون والكلدان والسريان
- الرئيس الايراني وسياسة اعلان( الاخبار السارة ) بالتقسيط
- الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم
- نداء لتشكيل محكمة العدل المسيحية في العراق
- صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح
- قادة الكتل السياسية وعيد الام
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وديع بتي حنا - في ذكرى جون قرنق – سلام على الفقراء